مشنون: العنصرية مسألة تتعلق بخصوصية كل بلد أوروبي

مشنون: العنصرية مسألة تتعلق بخصوصية كل بلد أوروبي
الأربعاء 11 يوليوز 2012 - 19:03

اعتبر المغربي عبد الله مشنون، عضو مؤسس لاتحاد المسلمين المعتدلين بإيطاليا، وسفير السلام في قسم الأديان والحضارات التابع للأمم المتحدة، في حوار مع “هسبريس” أن قضية العنصرية التي تعاني منها الجالية المسلمة بأوروبا هي نتاج عدم قدرة الجاليات على لعب أدوار هامة في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الدول الأوروبية. كما حمّل مشنون الأوروبيين جزء من المسؤولية حينما أرجع عنصريتهم اتجاه المسلمين إلى الجهل بسماحة الإسلام ودعوته إلى الاعتدال.

– بما أنكم عضو المجلس الإيطالي للديانة الإسلامية، كيف ترى أوضاع الجالية الإسلامية بإيطاليا بشكل خاص وبأوروبا بشكل عام في ظل تنامي العنصرية اتجاههم؟

مسألة العنصرية هي مسالة نسبية متعلقة بخصوصية كل بلد أوروبي والتوليفات المؤسسة لفضائه السياسي من قبيل بروز بعض الأحزاب العنصرية ذات التوجه الاقصائي والعنصري، لذلك فهي ليست بظاهرة عامة وان كان وقعها شديدا على الجاليات في بعض الدول.

كما أن قضية العنصرية هي نتاج لعدد من الأسباب أهمها مدى اندماج أفراد الجالية وفاعليتهم الايجابية ولعبهم أدوارا هامة في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الدول الأوروبية، كما ترتبط أيضا بمدى ليونة أو تشنج علاقات دول المنشأ بهاته الدول. والمغرب، مثلا، في إطار توجهاته الجديدة ودسترته لمجموعة من الحقوق الخاصة بالمهاجرين يسعى إلى ربط اتفاقيات مع الدول الأوروبية لضمان وحماية هوية وحقوق جاليته في هذا السياق.

– بعد أحداث مدريد ثم لندن وكذا أحداث تولوز بفرنسا، كيف ترى مستقبل الجالية الإسلامية بأوروبا؟

هذه الأحداث وغيرها أثرت بشكل كبير على المهاجرين وحرياتهم فبدأنا نرى ردود فعل متطرقة من قبيل إحراق المساجد وتدنيس قبور المسلمين وإصدار رسوم مسيئة لرموز الإسلام.

ومرد هذا راجع إلى جهل المجتمع الأوروبي بسماحة الإسلام ودعوته إلى الاعتدال وهنا يأتي دور الفاعلين المعتدلين للتعريف بالإسلام ووسطيته ودعوته للتعايش.

في هذا الإطار فان مستقبل الجالية بأوروبا رهين بتجاوز هذه الأسباب المؤدية إلى التطرف وتبعاته ورهين أيضا بمدى جاهزية المهاجر للعب دور ايجابي في الدولة المستضيفة له، ورهين أيضا بسياسات دول المنشأ والتدابير التي تتخذها لمتابعة وتأطير وحماية أفراد جاليتها بالخارج.

– في نظرك ما هي العوائق التي تقف حاجزا مانعا للمسلمين القادمين من شمال أفريقا والشرق الأوسط من أجل الاندماج داخل المجتمعات الغربية؟

تكتسي مسألة الهوية والحفاظ عليها أهمية بالغة عند المهاجرين المغاربيين ولعل هذا الأمر وما يستتبعه من محاولات لتكريس هاته الهوية بشتى الطرق، أهمها التدين غير المؤطر بالعلم والفهم السليم لفقه الواقع، والجهل بمسألة الموازنات، والاجتهاد الفردي دون الرجوع إلى المراجع المعتمدة المشهود لها بالاعتدال، وهو ما يؤدي إلى خلق اصطدام مريع بالواقع وعدم القدرة على مواكبة مظاهر الحداثة والانفتاح، ويشكل عائقا مهما أمام المهاجرين وفاعلا مبطئا لاندماجهم في المجتمعات الأوربية.

ليس هذا فحسب بل هناك عوامل كثيرة أخرى كاللغة، المستوى التعليمي، الطريقة التي يصل بها المهاجرون إلى أوروبا..

– أنتم عضو مؤسس داخل اتحاد المسلمين المعتدلين بأوروبا، ما هي الأدوار التي يلعبها هذا الاتحاد للرقي بالتعايش بين مختلف الديانات؟

تأسيس الاتحاد كان ضرورة ملحة على اعتبار ضعف الوشائج الهوياتية بين أبناء الجيل الثاني والثالث وأوطانهم الأصلية واللذين ولدوا ونشأوا ببلدان المهجر وبنيت عقولهم وأفكارهم في منأى عن ثقافتهم ومعالم هويتهم الأصلية ثم على اعتبار الأعداد الهائلة التي تفد محبطة يائسة متخلية إلى بلدان المهجر والتي غالبيتها من فئات ذات تعليم بسيط أو متوسط. أدى كل هذا إلى خلق إسلام أوروبي تحكمه التشنجات والأهواء ونوع من الأفكار الشاذة والمتطرفة لهذا كان من الضروري إيجاد إطارات تساهم في إعادة الدفة إلى اعتدالها وإعطاء صورة واقعية عن المسلم المعاصر وفتح قنوات للحوار والتعايش بين مختلف الديانات.

– أنتم أيضا سفيرا للسلام في قسم الأديان والحضارات التابع للأمم المتحدة، ما هي النتائج المحققة في هذا السياق، والبرنامج العملي لهذا القسم؟

إن حوار الأديان جاء استجابة لانتظارات الكثيرين من الفاعلين الدينيين لإيجاد مساحات مشتركة للتناقح والتعارف والالتقاء على عدد من القضايا، وإيجاد حلول مشتركة. فضرورة الاندماج تفرد نوعا من الاجتهاد لايجابي من جميع الأطراف عوض الجمود على مواقف متنافرة لا تخلق إلا التطرف والإرهاب. في هذا الإطار يعمل قسم الأديان والحضارات بالأمم المتحدة لإيجاد تصورات متقاربة بين الأديان لقضايا العصر ومشكلاته.

والواقع أن مجرد الاتفاق على “حوار الأديان” والقبول به كمصطلح كان خطوة جبارة لترسيخ ثقافة الاعتراف بالآخر ومد جسور التجاذب والانفتاح نحوه.

– هل حاولتم نقل تجربتكم إلى المغرب من خلال المؤسسات الرسمية، فيما يتعلق بالجالية المغربية والمشاكل التي تعانيها بالأراضي الايطالية؟

في الحقيقة هذا سؤال صعب نظرا لتغييب الفاعلين الحقيقيين والمشهود لهم بالاستقامة والاعتدال والشعبية وسط الجالية عن تمثيل المهاجرين سواء في مجلس الجالية أو المجلس العلمي واقتصار هذه التمثيليات على أشخاص لا يعرفهم احد ولا يمثلون إلا أنفسهم، لذلك فالحديث عن نقل التجربة عبر المؤسسات الرسمية يبعث على التأسف على ما هو حاصل، ومع ذلك فكلما حللت بالمغرب فإني لا أختزل جهدا في نقل معاناة المهاجرين ومشاكلهم إلى من يهمهم الأمر، كما أن الإطارات التي اعمل من خلالها تقوم بمراسلات مستمرة إلى المسؤولين لحثهم على المزيد من الاهتمام بأوضاع الجالية المغربية بايطاليا المتمسكة بوطنها وثقافتها وهويتها، التي تعطي من خلالها صورة حضارية متميزة ليس فقط بايطاليا، بل بكل بلدان أوروبا على خلاف العديد من الجاليات الأخرى التي تضرب صفحا عن أوطانها وهوياتها وتستسلم للتنازل والاستلاب.

‫تعليقات الزوار

8
  • من السبت
    الأربعاء 11 يوليوز 2012 - 22:56

    المشكل هو ان اغلب المساجد الموجوده ان لم اقول كلها ممولة منن مساهمات المصلين بل ابتزازهم ,حيت مثلا ليلة القدر الناس تمشي تصلي والمسؤولين على المسجد كي ديروها ليلة جمع الاورو باي طريقة,وقلت ابتزاز حيت كتسمع واحد كي برح بحال الى حنا في عرس,وكي قول شحال شد باش ازرع في الناس التنافس,وكي بدا البيع والشراء في حلي النساء المتبرعات ليس عن طيب خاطر لكن من اجل الرياء,اما الحصه الكبيرة تاتي دائما على شكل شيكات من الخليج,لنشر طبعا نوع من الاسلام غريب على المغاربة.العنصرية هي متجدرة فينا لاننا حنا لي ما قادرينش على الاندماج وشحال من مصيبه قتل داخل الاسر كان سببها التطرف وعدم الاندماج,انشر الله انجيك

  • achibane
    الخميس 12 يوليوز 2012 - 01:20

    من هم العنصريون و ما هي العنصرية.أعتقد أن العنص وجدت مع أيديوتوجية العروبة والإسلام.فالعرب يعتبرون أنفسهم أحسن البشر رغم ما هم عليه من خبث وتعفن وفساد ونفاق ومكر وخداع وجبن وعبودية وووو…….مع احترامي للفئة الطيبة الصامدة لولاها لكنا عبيدا.سمعت إماما في بلجيكا يقول في دعائه اللهم اجعل بلجيكا مسلمة,قلت له إدا تحولت بلجيكا إلى مسلمة فعليكم أن تبحثوا عن دولة أخرى غير مسلمة كي تهاجروا إليها.العرب هم الدين يصنفون البشر على قاعدة مؤمنون/كفار ولمن هدا الكلام انصر أخاك ضالما أو مضلوما.العرب يسمحون للأخر أن يتحول إلى دينهم ولا يسمحون للمسلم أن يتحول إلى دين اخر .العرب هم الدين جعلوا من العربية لغة مقدسة وفضلوها عن اللغات الأخرى ضدا على الاسلام.العرب هم الدين جعلوا من البشر صنفين,صنف يخدم الاخر.كل الجرائم التمييزية والعنصرية تتم باسم العروبة والاسلام.مادا يعني هدا اديالنا,

  • ملاحظ
    الخميس 12 يوليوز 2012 - 01:52

    واش فهمتو شي حاجة أو لا؟
    السطحيات والخلط و ووو، والاتهامات الرخصية في حق الجالية المسلمة باروربا التي تتبرأ من التطرف.
    السيد يعتبر مسألة الهوية والحفاظ عليها من العوائق التي تقف حاجزا مانعا للمسلمين القادمين من شمال أفريقا والشرق الأوسط من أجل الاندماج داخل المجتمعات الغربية…
    يسرد فكرة ثم ياتي بفكرة تناقضها. العجب ياشعبان

  • je suis ce que je suis
    الخميس 12 يوليوز 2012 - 04:17

    *Le problème du racisme ca ne date pas d’aujourd’hui, le problème c’est que les arabes sont très agressifs, ils font peur a tout le monde en Europe qu’en Amérique, la façon de parler avec les gestes en crient, combien de fois moi-même je dis je suis marocain, pas de problème et surtout quand je dis marocain berbère alors la c’est extraordinaire oh vraiment oui, je n’ai jamais été insulté ni agressé ni repoussé au contraire c’est eux qui viennent envers moi. Le grand problème c’est ce que vous montrer dans les TV par ex : les sales guerres, les malfaiteurs, les voleurs, les mafias, les prostitutions, est par tout dans le monde Islamique la population est pauvre, comment c’est gens vont nous aimez ? Vous Monsieur vous avez votre gain pain mais il y a beaucoup qui sont en chômage, si nous étions honnêtes et travailleurs je vous assure que c’est eux qui vont dire que nous sommes des racistes et c’est eux aussi qui vont venir travailler chez nous.

  • farisse
    الخميس 12 يوليوز 2012 - 12:00

    ا لاوربيون يرفضون الاخر هم في بلدهم والحق معهم والمغاربة والمسلمون ايضا عنصريون يذهبون للعيش في بلد الاخرين ويفرضون عليهم افكارهم ويجتنبونهم لانهم كفار الغريب ان الكثيرون في المغرب لايصلون نساؤهم وبناتهم لا يلبسون الحجاب ويفرضونه عليهن في اوربا كنت في محطة القطار صيفا والنساء شبه عاريات هذه عاداتهن الجو الحار جدا ومغربي ملتحي وبلباس افغاني وراسه في الارض جلسته غريبة حتى لا يرى المنكر اش جابوا لبلادهم اذا كان سيرتكب الاثام المسلمون هم من اساؤوا ولايزالون للاسلام بتصرفاتهم وتواكلهم والغش والكذب اشياء حرمها الاسلام لكننا نتمسك بالقشور اللباس وتعدد الزوجات وملك اليمين اما جوهر الاسلام فنتناساه ولو كنا مسلمين حقيقيين لكان المغرب ارقى الدول وما هربنا منه لنطلب من الاخرين الاقامة في بلدانهم والبعض يريد نشر الاسلام بها وا سيروا انصحوا المسلمين بالمغرب قبل ما تنشروه في اوربا فئة من مغاربة تدعوا للافطار سيروا انصحوهم والله شرالبلية ما يضحك

  • المهاجر
    الخميس 12 يوليوز 2012 - 21:54

    عجيب أمر هاته الجالية المسكينة والمغلوب على أمرها . والغريب في الامر أن يطلع علينا أشخاص بين الفينة و الاخرى مدعين زورا وبهتانا أنهم يمثلون الجالية المغربية ويسهرون على مصالحها ، وهم في الواقع لا يمثلون الا أنفسهم .
    في حين يعيش المواطن المغربي البسيط مع مشاكله الاجتماعية والاقتصادية وهمه الابرز هو الحفاض على أبنائه من الانحراف والنجاح في مشوارهم الدراسي .
    لنعد الى موضوعنا الرئيسي ألا وهو تقسيم المغاربة في بلاد المهجر الى معتدلين ومتطرفين وهو طرح سطحي وغير مسؤول. نعرف جميعا ان العنصرية المتصاعدة في الآونة الاخيرة سببها الازمة الاقتصادية ووصول اليمين المتطرف الى السلطة في العديد من البلدان الاوروبية وليس بسبب تشبتهم بثقافتهم وعقيدتهم الاسلامية كما يزعم كاتب المقال وهذا بشهادة المفوضية الاوروبية لحقوق الانسان بالاضافة الى تبعات أحداث 11 سبتمبر الاليمة وما واكبها من تطبيل اعلامي في اضفاء النظرة النمطية على كل ما هو عربي ومسلم والتي يسعى الشرفاء من ابناء الجالية الى تغييرها دون التفكير في مناصب مفبركة.

  • amazighi e sahrawi hor
    الخميس 12 يوليوز 2012 - 23:28

    اشكر صاحب هذاالمقال المتميز والصريح واقول انه فعلا هناك عنصرية قوبة بين المسلمين وكراهية قوية بين العرب خاصة بالخليج
    العنصرية داء وشفاءه العودة الى الاسلام والى الوسطية والاعتدال
    انظروا مثلا اتباع جماعة العدل والاحسان فهم عنصريون ولا يقبلون الا من على نهج سيدهم ياسين الذي يزعم انه يرى الملائكة في اليقظة وقد ربى اتباعه على تاييد بعضهم حتى ولو كانوا على خطأ انها العنصرية الياسينية الخرافية
    اتمنى من الكاتب ان يكتب لنا قول الشرع في جماعة العدل والاحسان
    شكرا للصحفي العبقري خالد البرحلي

  • وديع بادة
    الأحد 15 يوليوز 2012 - 15:44

    المشكلة ليست فقط في عنصرية الغرب اتجاه المسلمين ، بل المشكل العويص المستعصي على الفهم هو العنصرية التي تطبع المجتمع المغربي و التي تنكبت عنه الدراسات العلمية في مجتمعنا ، نتحدث عن عنصرية القبائل مثلا و عن عنصرية الأمازيغ ضد العرب / و العرب ضد الأمازيغ / نتحدث عن عنصرية الشمال ضد الجنوب و عنصرية اللون واحتقار الأسود المغربي والأجنبي و اقصاؤه من كرامته بسبب نظرة المخيال الشعبي الناقصة اليه؛ فلما التحليق عاليا وواقعنا أجدى بالبحث و التنقيب ؟؟؟؟؟؟؟، تحياتي .

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين