دعاة الإباحية "عفوا" نريد أن نفهم

دعاة الإباحية "عفوا" نريد أن نفهم
الإثنين 23 يوليوز 2012 - 18:38

إذا دخلت إلى أي حي من الأحياء المغربية الشعبية أو الراقية على حد سواء، وطرقت بابا من الأبواب وطلبت من صاحب البيت أن يسمح لك بأن تخرج ابنته معك، أو أن تستأذنه بأن تقوم معها بعلاقة حميمية داخل أو خارج البيت، مهما كانت ثقافته لن يسمح لك بهذا الأمر ولو كان الطرف الثاني (البنت) راض وليس عنده أي حرج في عقد علاقة غير شرعية، لأن دينه (الأب) لا يسمح له ذلك، ولأن أصالة وطنه وأعرافه لا تسمح به، ولأن كرامته كأب لا تسوغ له بالموافقة على ذلك الفعل الشنيع، وأما إذا طلبت منه ممارسة علاقة حميمة مع زوجته فسيكون مصيرك هو الهلاك، لأنه رجل وثقافة المغربية يحمكها مفهوم الكرامة والشرف والعار والغيرة.

لا أدري في أي عالم يعيش دعاة الحرية الجنسية، هل يعيشون نوعا من الغيبوبة الإنسانية، أو هي لطمة حضارية في شقها السلبي، أو هي متاجرة بشرف بلدنا الحبيب، أم أنهم يعيشون حالة مرضية تحتاج إلى علاج عاجل، ولا أعتقد فعلا أن هناك مغربي حر وأصيل سوف تسول له نفسه أن يتكلم عن تحرير الممارسة الجنسية من الأصول القواعد المتعارف عليها في هذا البلد، وأجدني في حيرة تامة حول الباب الذي يمكن أن نناقش من خلاله مع دعاة الإباحية هذا الحدث، هل من باب النظريات الفلسفية التي تؤطر “مفهوم الحرية”؟ أم من زاوية نظر الشريعة الإسلامية؟، أو من منطلق القانون والأعراف المغربية أو من باب الفطرة الإنسانية؟، ولكن السؤال الذي يراودني دائما هل يستطيع هؤلاء إلقاء السمع والعقل لمناقشة هذه القضايا انطلاقا من هذه الزوايا المختلفة، لأنه نقاش فكري جاد وعميق، لا علاقة له بالنقاش البزنطي المنحرف الذي يتم طرحه في وسائل الإعلام المختلفة أو على الصفحات التواصل الاجتماعي.

وأنا أنظر على موقع الإعلام الإلكتروني المغربي هذا الأسبوع رأيت الكثير من الأخبار التي تدمي القلب وتفتت كبد الغيور على عرضه وكرامة بلده، فهناك من يريد محاكمة من أراد أن يغير المنكر ويدافع عن قيمة مركزية أصيلة (رغم الخطأ العلمي والتواصلي الذي قام به) وأعني هنا الشيخ “عبد الله نهاري” الذي رد على المدعو الغزيوي فيما قاله عن الحرية الجنسية في حق أقاربه وأطاح بكرامته وكرامة المجتمع المغربي، لان الحديث كان على قناة فضائية، ووجدنا من يدافع عن “الغزيوي” رغم دعوته للفساد الذي يعاقب عليه القانون الجنائي المغربي، وقرأت عن من يريد أن يخرج في وقفة احتجاجية للمطالبة بالحرية الفردية وخصوصا نساء أو بنات ” الديباردور”، وقرأت عن من يريد الترخيص لباخرة تقل الشواذ إلى المغرب وتطالب الدولة بالسماح لهم بزيارة مسجد الحسن الثاني والقيام بجميع أنشطتهم بكل حرية، وقرأت عن نساء يردن أن يحررن الفتيات الصغيرات من ارتداء الحجاب في سن مبكرة، وقررن تنظيم حملة “محاربة حجاب الصغيرات وغيرها من الأخبار كثير..

عفوا .. نريد أن نفهم؟؟ هل هؤلاء مغاربة أحرار، نشئوا بين أحضان بلد مسلم حتى النخاع، وفي مجتمع محافظ، ينكر الإباحية ويعتبرها أمرا شنيعا هابطا ومنكرا، لا يمكن أن يقبلوه ضمن خارطة قيمهم الأصيلة، ونتساءل حقيقة هل مثل هؤلاء تلقوا تربية إسلامية وتشبعوا بثقافة نقية تدعوا إلى الحياء والعفة والكرامة، وتنبذ الزنا والتبرج والانحلال الأخلاقي.

عفوا نريد أن نفهم ,,؟ إذا كان هؤلاء قد تشبعوا بثقافة غربية ترشح من نظريات ومفاهيم فلسفية، وتأثروا بهذه القيم واقتنعوا بها، واختاروا أن يناضلوا من أجل تحقيقها في مجتمعنا هذا، وهو أمر محمود إذا كانت المعركة اليوم حول هذه القيم والمفاهيم قائمة في ساحة النقاش الفكري والمطارحة الكلامية والجدل الحسن، فمرحبا بالحوار والنقاش المؤسس على العلم والثقافة والمعرفة والمنطق، أما وأن النقاش الفكري عند هؤلاء (العمياويون أي من العمى) أصبح مدار المزايدات السياسوية المتهورة، والتشدق الجبان المؤسس على الجهل والأمية الفكرية، وانطماس الوعي الحضاري الراشد، فإن هذا السجال سيكون عقيما، لأن الأساس التواصلية عندنا في هذا المضمار هو استحضار العقل والانطلاق من القيم والقواعد المعرفية والعلمية المشتركة بين الحضارات جميعا، أما وأن هؤلاء (جلّهم) يعتقدون أن الإنسان يجب أن يتخلص من الكوابح الذاتية والموضوعية وأن يطلق العنان لرغباته الداخلية بدون تفكير في أي قيد أو عائق مهما كان نوعه ومكانته، وإذا غاب العقل وحضرت الشهوة انتهى النقاش والحوار.

عفوا .. نريد أن نفهم؟ ما هو النموذج الحضاري الذي يريد دعاة “الحرية الفردية” فرضه على المجتمع والدولة، هل يعتقدون أن المجتمع المغربي مستعد للتخلي عن قيمه الأصيلة وأعرافه الضاربة في أعماق التاريخ، وهل يستطيعون تغيير النماذج الكامنة في شخصية المسلم المغربي، بهذا النوع من المبادرات المستفزة لمشاعره، والخادشة لكيانه وهويته والخارجة عن إطار الآداب العامة، ومقتضيات الوقار والحشمة، ونريد أن هل يعرف هؤلاء معنى المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، لأن الحرية مرتبة ارتباطا وثيقة بالمسؤولية، “أنا حر إذن أنا مسئول” أم أنهم يعيشون نوعا من أنواع المراهقة الثقافية والسلوكية باعتبارهم شباب.

عفوا .. نريد أن نفهم؟ ونريد أن نعرف ما مقدار الثمن الزهيد الذي يتلقاه هؤلاء لكي ينشروا مثل هذه القيم والنماذج الفاسدة بين أبناء وبنات مجتمعنا المحافظ، وكل يعرف أن العديد من الجمعيات والمنظمات تتقاضى مبالغ خيالية ومساعدات نوعية من طرف هيأت ومنظمات دولية، هل هذا الثمن البخس وهذا التغرير المادي مسوغ لنشر هذه الأفكار الهدامة في بلدنا، وحافز للتضحية بقيم وأصالة مجتمعنا المغربي، إذا كان ذلك كذلك فإنها صفقة مشبوهة وتجارة خاسرة.

وأخيرا أعتقد أن هذه المبادرة التي تمس الأمن الروحي والقيمي للمغاربة، وتحط من شأن الثوابت التي تقوم عليها عليها هذه الممكلة، تسعى إلى تحطيم مستقبل التنمية والتقدم والتحضر، لأن أي بلد حر لا بد له من قيم حاضنة للتنمية والتطور، لأن التفاهة والعبثية ضد الحضارة والمدنية، وفي هذه الحالة لا بد للمجتمع المغربي بكل طوائفه ومكوناته الرسمية والمدنية أن تقوم بانتفاضة أخلاقية ضد دعاة الإباحية، دفاعا عن كرامة وهوية المجتمع، وحفاظا على النوع السليم الذي يضمن استقرار البلاد، وحفظا لماء الوجه أمام المجتمعات العربية التي أخذت صورة سلبية سيئة عن أبناء وبنات المغرب، فمغربنا مغرب الحياء والحشمة والأصالة، والإيمان والتدين العريق، والبطولة والتاريخ والأمجاد المشرفة.

‫تعليقات الزوار

10
  • بلحاج أيوب
    الإثنين 23 يوليوز 2012 - 21:17

    صحيح، عفوا ً نريدُ أن نفهمْ يا من سولت لهم أنفسهم لهذه الدعوة في بلد إسلامي إسلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالاميييييييييييييييييي

  • hassan
    الأربعاء 25 يوليوز 2012 - 02:39

    لا أدري في أي عالم يعيش دعاة الحرية الجنسية، هل يعيشون نوعا من الغيبوبة الإنسانية، أو هي لطمة حضارية في شقها السلبي، أو هي متاجرة بشرف بلدنا الحبيب، أم أنهم يعيشون حالة مرضية تحتاج إلى علاج عاجل، ولا أعتقد فعلا أن هناك مغربي حر وأصيل سوف تسول له نفسه أن يتكلم عن تحرير الممارسة الجنسية من الأصول القواعد المتعارف عليها في هذا البلد، وأجدني في حيرة تامة حول الباب الذي يمكن أن نناقش من خلاله مع دعاة الإباحية هذا الحدث، هل من باب النظريات الفلسفية التي تؤطر "مفهوم الحرية"؟ أم من زاوية نظر الشريعة الإسلامية؟، أو من منطلق القانون والأعراف المغربية أو من باب الفطرة الإنسانية؟، ولكن السؤال الذي يراودني دائما هل يستطيع هؤلاء إلقاء السمع والعقل لمناقشة هذه القضايا انطلاقا من هذه الزوايا المختلفة، لأنه نقاش فكري جاد وعميق، لا علاقة له بالنقاش البزنطي المنحرف الذي يتم طرحه في وسائل الإعلام المختلفة أو على الصفحات التواصل الاجتماعي.

  • كم انتم عددكم ايها ....
    الأربعاء 25 يوليوز 2012 - 08:53

    السلام عليكم،
    كم عدد (او النسبه المئويه) دعاة الحريه الجنسيه بالمغرب؟
    كم عدد (او النسبه المئويه) دعاة الافطار فى رمضان علناً؟
    كم عدد (او النسبه المئويه) دعاة حريه الاجهاض؟
    كم عدد (او النسبه المئويه) دعاة المثليه؟
    كم عدد (او النسبه المئويه) دعم وقبول الامهات العازبات؟
    كم عدد (او النسبه المئويه) دعاة الالحاد؟
    كم انتم ؟
    بالمقابل كم هم عدد من يتمسكون بالثوابت للشعب المغربى من اعراب وامازيغ وحسانيه ومن مسلميه ويهوده ومسيحيه؟

    هذه هى فئة نكره حقا نكره يجب حسمها للوسائل والمساطر واللفظ الاجتماعى

  • asulil
    الأربعاء 25 يوليوز 2012 - 17:03

    محكمة جنح طوخ برئاسة المستشار محمود السعيد قد قضت بمعاقبة على ونيس عضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور السلفى بالحبس سنه مع الشغل وكفاله 1000 جنيه لوقف التنفيذ فى تهمة الفعل الفاضح و6 اشهر وكفاله 500 جنيه لوقف التنفيذ فى تهمة التعدى على افراد القوة غيابيا كما قررت المحكمة حبس الفتاه نسرين رمضان عبد العاطى طالبة جامعية بالحبس 6 اشهر وغرامه 500 لوقف التنفيذ والزمتهما بالمصاريف فى تهمة الموجهة اليها بارتكاب الفعل الفاضح كما قررت المحكمه احالة الدعوى المدنيه للمحكمه المختصه.

  • اب امين
    الخميس 26 يوليوز 2012 - 17:05

    اريد جوابا صريحا لسؤالي هدا
    ادا كان دعاة الحرية الفردية و دعاة الحرية الجنسية يجهرون بدلك و يعلنونه امام الملاا و يحدثون كل هده الضجة فهل يمكن لاحدهم ان يمارس الجنس مع شريكه امام الملا و يتجاهر بدلك
    فادا كان الجواب بنعم و ادا كان البعض منهم مستعدون لفعل دلك فانني لا اجد فرقا بينه و بين الحيوان الدي تتحكم فيه النزوة
    فادا كان الله قد كرم الانسان و وهبه عقلا فلمادا هدا الانسان يريد ان يسقط الى الحضيض و يفضل ان يكون حيوانا
    ان الفرق بين الانسان و الحيوان هو ان الاول يتميز بالعقل و الفضيلة و يمارس شهواته الجنسية و حميميته مختفيا لان هناك ضوابط تحكم تصرفه و سلوكه بعكس الحيوان
    ادن فدعاة الحرية الجنسية اشبه بالحيوانات ، فادا كانت جامحة يجب ان نضعها خلف الاقفاص

  • brahim meknes
    الخميس 26 يوليوز 2012 - 17:48

    أقول لمن يريد أن يفهم تعال نتحاور بكثير من الحكمة وقليل من الانفعال، ولا نكون ساذجين إلى هذه الدرجة ، إن دعاة الحرية الفردية لايقصدون الإباحية كما تظنون ،ولا تعني الحرية الفردية في منطق حقوق الإنسان، المس بكرامة المغاربة خاصةو والإنسان عامة ،فهذا تأويل مغلوط ،الغاية منه تمويه المغاربة وتزوير الحقائق من أجل الإبقاء على الوضع كما هو ،متخلفا قروسطيابعيدا عن المسؤولية والحق والواجب. لنتحاور بهدوء إن الأمم المتقدمة وصلت بالحريات الفردية إلى مداها ولم يفقدوا كرامتهم ، بل بلغوا أوجا في الحضارة ، لأن مصدر أي تقدم هو الحرية .لكن لا تفهموا الحرية الفردية خطأ، فهي تعني أن كل فرد رجلا كان أم امرأة بلغ سن الرشد ، له الحق في اختيار نوع الحياة التي يريد شريطة أن لا يضر بالآخرين. حتى من الناحية الشرعية فديننا يقول : ولاتزر وازرة وزر أخرى . فرجاء لا تحملوا الأمور أكثر من حجمها، فلا لاأحد في هذه البسيطة سيقبل أن تخونه زوجته ،وحتى إن فعلت ،فهذا يعني رأنها لا تحبه فليطلقها وانتهى ، وماذا سيفعل أن يقتلها؟؟
    لنكون واقعيين ، فنحن جميعا مغاربة غيورون على بلدنا وعلى ديننا ، فلنناقش المشاكل الحقيقية للشعب .

  • beeman
    الخميس 26 يوليوز 2012 - 17:56

    Mr mohamed Haki, tres bon style en arabe, et tres bonne analyse. vous etes la fiereté du journalisme.
    Ramadan Moubarak

  • سلوى
    الخميس 26 يوليوز 2012 - 18:28

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اما بعد . اخوان هاد الناس باغين الفتنة المغاربة الاحرار ميبغيوش بحال هاد الهدرة ديال الاباحية نوضو قلبو على المعقول دمروا شوية اشمن اباحية

  • abdellah
    الجمعة 27 يوليوز 2012 - 02:23

    دعاة الاباحية هم بقايا قوم لوط اللذين يجلبون لنا القحط والجفاف والزلازل يجب ان نفظحهم ونلعنهم امام الملاء وهذا اظعف الايمان لان من شيم المسلمين الحشمة ولوقار والعفة ولا نقبل لابنائنا المنكر.

  • الفيلسوف المجهول
    السبت 28 يوليوز 2012 - 10:13

    غير باش تفهم…خصك تعرف أولا أن المشكل فيك ما شي فيهم هما ما فارضين عليك والو أنت الذي يحاول أن يفرض…هما متقبلينك أنت لي ما قادرش تقبل…هما ما كيتشكاوش أنت لي كتشكى فالمشكل أولا فيك
    ثانيا حاول تتخيل أختك في الفراش مع زوجها أو أبوك في الفراش مع أمك…لن تستطيع ولو أن هناك عقد زواج يجمعهم فلماذا تحاول أن تتخيل أختك مع صديقها في الفراش…هناك طبيعة بشرية ترفض هذا سواء كان الأمر في الحلال أو "الحرام" لا فرق فلماذا تحاول أن تتخيل لتفهم…فقط ارح نفسك من عناء محاولة الفهم "كثر من القياس"…وعندما أقول أختك مع صديقها لا أقصد أنها ستغير من صديقها كل ساعة…ان علاقة الصداقة المقصودة هنا هي نفس علاقة الزواج مع كل المفاهيم الأخلاقية من حب ووفاء…الخ. الفرق الوحيد أنه لا توجد ورقة أو "كاغط"…
    هذا مع العلم أنه في مجتمعنا توجد كافة الآفات من بغاء و دعارة شعبية و راقية و خليجية و اغتصاب يومي للزوجات تحت ذريعة اطاعة الزوج و اغتصاب أطفال…الخ. و هي في عرفي أكثر فظاعة من صديق و صديقة و مع ذلك حتى واحد ما تيحاول يفهم
    الموضوع طويل و لكن أتمنى أنك تكون بديتي كتفهم شكون هو "العيماوي"

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات