تصفّح مواقع الإنترنت مهمة شاقة للمكفوفين وضعاف البصر في فرنسا

تصفّح مواقع الإنترنت مهمة شاقة للمكفوفين وضعاف البصر في فرنسا
صورة: أ.ف.ب
الثلاثاء 24 ماي 2022 - 03:00

يواجه المكفوفون وضعاف البصر في فرنسا صعوبة كبيرة في تصفح مواقع الإنترنت، إذ إن غالبيتها الساحقة لا تأخذ في الاعتبار حالتهم، وغير مكيّفة لذوي الاحتياجات الخاصة.

وتعد الخدمات الرقمية العامة، وتلك التابعة لكبرى الشركات الخاصة، مُلزَمة، نظراً لكونها باتت أدوات أساسية لا غنى عنها في الحياة اليومية، بجعل استخدامها متاحاً لجميع المواطنين بطريقة متكافئة، ومنهم ذوو الإعاقة، وأولئك الذين يعانون اضطرابات البصر والسمع والحركة، واضطرابات التعلم غير اللفظي، إلا أن غياب العقوبات على الجهات المخالفة يؤدي إلى عدم انطباق هذه المواصفات إلا على قلّة منها.

ومن المفترض أن يتاح للمكفوفين البالغ عددهم في فرنسا 70 ألفاً، وكذلك لضعاف البصر، وهم نحو مليون ونصف مليون، الاستماع إلى قراءة صوتية للنص المعروض على شاشة الكمبيوتر، ووصف للصور الإعلامية، وإرشاد إلى الخانات التي ينبغي ملؤها. ونظراً لعدم قدرة ذوي الإعاقات البصرية على رؤية المكان الذي تشير إليه فأرة الكمبيوتر، يمكنهم استخدام اختصارات لوحة المفاتيح.

ويقول المسؤول عن الإتاحة الرقمية في جمعية “فالنتان هاي”، مانويل بيريرا، لوكالة فرانس برس: “لا أملك القدرة على رؤية الصفحة بأكملها، بل أطّلع على محتوياتها صوتياً جزءاً تلو الآخر”.

إلا أن هذه العملية الشاقة قد تتوقف في أي لحظة إذا لم تكن خانة ما مرمّزة على النحو المناسب؛ فعندما يملأ الكفيف طلبية شراء عبر الإنترنت مثلاً، قد ينجز معظم الخطوات المطلوبة، لكنّه “قد يقع فجأة على خانة غير مشفّرة”، تعرقل العملية برمّتها، وتنسف كل الجهد الذي بذله، فيسمع مثلاً عبارة “مربع يجب ملؤه”، من دون “أن يعرف بالتحديد ما إذا كان المطلوب اسمه أو عنوانه أو تأكيد قبوله”، على ما يشرح مانويل بيريرا، ويضيف: “تكفي خانة واحدة من هذا النوع لتحول دون إمكان استخدامنا الموقع الإلكتروني بأكمله”.

وينبغي على كل موقع أن ينشر في أسفل صفحته بيان إتاحة، يوضح مستوى امتثاله للمعايير العامة لتحسين الإتاحة، وعلى أساسه يكون إما “مطابقاً للشروط” إذا كانت نسبة امتثاله مائة في المائة، أو “غير مطابق” إذ كانت النسبة دون الخمسين في المائة، أو “مطابق جزئياً” بين هذين الحدّين. وتبلغ نسبة موقع قصر الإليزيه الرئاسي مثلاً 74 في المائة، في حين أن موقع “أميلي” للتأمين الصحي متوافق بنسبة 72 في المائة، فيما لا تتعدى نسبة مطابقة موقع الشركة الوطنية للسكك الحديد 54 في المائة.

وقالت مارين بودو، من الإدارة الرقمية المشتركة للوزارات الفرنسية، لوكالة فرانس برس، إن 11 فحسب من إجراءات الدولة الرئيسية الـ 221 التي يمكن إنجازها عبر الإنترنت، والمدرجة في مرصد لجودة الإجراءات عبر الإنترنت، “متاحة بالكامل” لذوي الإعاقات.

“ضجة” مطلوبة

والأسوأ هي مجموعات صور “كابتشا” (Captcha) التي يُطلب من مستخدم موقع ما أحياناً اختيار المناسب منها (كإشارات المرور الضوئية مثلاً)، للتحقق من كونه إنساناً وليس برنامجاً أو ما يعرف بـ”الروبوت”، فرموز التحقق هذه التي تهدف إلى ضمان أمن المواقع هي بمثابة ممر إلزامي يتيح للمستخدم مواصلة التصفح أو إنجاز معاملة إلكترونية، لكنها بالنسبة إلى الكفيف عائق يجعل الطريق مسدوداً.

وتشرح الكفيفة سيلين بوف أن “شراء تذاكر القطارات إلى بورغون (وسط فرنسا) ينطوي على صعوبة كبيرة، إذ إن استخدام الموقع الإلكتروني المخصص لذلك لم يكن متاحاً لذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن أن شراء التذاكر لم يكن ممكناً بواسطة الهاتف، نظراً لوجود شبابيك بيع في المحطة”. ويمكن للمكفوفين عادة طلب المساعدة أو الشراء عبر الهاتف، لكن هذه الخيارات البديلة باتت أقل توافراً.

ويشير مانويل بيريرا إلى أن “موقع تسوّق واحداً هو Hoora متاح لذوي الإعاقات”.

ويتطلب جعلُ الموقع متاحاً لهؤلاء ترميزه منذ البداية، ولكن نادراً ما يخضع العاملون في المجال الرقمي لتدريب في هذا الشأن.

وتوضح رومي دوييم فيرديير، من شركة “أوتو تكنولوجي”، أن “من المفترض اختبار الموقع من دون صور، ومن دون فأرة، ومن دون نمط رسومي (ألوان، حجم الخط، إلخ)، والتحقق من كيفية عمله عندما يتصفحه شخص ما بأذنيه لا بعينيه”.

وتضيف المتحدثة: “كل الحلول التقنية ممكنة”، ومنها مثلاً إمكان تكبير الصفحة، أو تركيز عدسة مكبرة على تفصيل معيّن، “لكنها ليست أولوية، نظراً لعدم وجود عقوبات شديدة” على الجهات التي لا تتقيد بتوفيرها، وتُشدد على أن تأمين هذه الأدوات لا يعني المكفوفين وحدهم، بل كذلك “من يعانون عمى الألوان، واضطرابات التعلّم غير اللفظي، وعلى نطاق أوسع أولئك الذين يتقدمون في السن وتتدهور قدراتهم البصرية؛ أي شريحة كبيرة من السكان”.

ويدعو الاختصاصيون في المجال الرقمي المكفوفين وضعاف البصر إلى أن يشتكوا من هذا الأمر، وأن يرفعوا أصواتهم احتجاجاً، ويثيروا “ضجة سلبية” على الإنترنت.

ويقول هؤلاء الخبراء إن من شأن ذلك أن يدفع إداراتهم إلى التجاوب مع دعواتهم لتوفير مستلزمات الإتاحة الرقمية للمستخدمين ذوي الإعاقات، وإلا ستستمر في تجاهل الأمر وفي التعامي عن وضع المستخدمين ذوي الإعاقة في حسبانها.

‫تعليقات الزوار

11
  • القرنية المخروطية
    الثلاثاء 24 ماي 2022 - 03:49

    العديد من المغاربة الدين لا يمكنهم الإستغناء عن نظارات البعد لرؤية الواضحة لا يعلمون أنهم بمصابون بمرض القرنية المخروطية وهو تحدب يصيب القرنية ويضعفها ويصعب تصيح النظر مما غيرت تظارتك الطبية.
    إكتشفت أنني أعاني بهدا المرض بعد فواة الأوان ولا يمكن علاجه إلا بإستئصال هده القرنية وتعويضها بأخرى من متبرع.

  • Jilali
    الثلاثاء 24 ماي 2022 - 05:30

    Au Maroc on a pas se problème heureusement …………..

  • مواطن
    الثلاثاء 24 ماي 2022 - 07:10

    الحمد لله أعطوهم كل شيئ إلى الأنترنت أما في المغرب وفي المدن الهشة فلم يصلهم شيء أخر شيء يتوقعوه ولا في الأحلام

  • Mad man
    الثلاثاء 24 ماي 2022 - 07:43

    و عجباه!!!!!
    فرنسا وصلت ليها باش تهدر على مشاكلها ههه

  • boussalham
    الثلاثاء 24 ماي 2022 - 07:54

    عندنا تصفح الانترنت مهمة صعبة على الجميع أما بالنسبة للمكفوفين وضعاف البصر فهي مهمة مستحيلة

  • ahmed
    الثلاثاء 24 ماي 2022 - 08:13

    مشكل مطروح في المغرب أيضا بحيث أن عديدا من المواقع إما صعبة أو مستحيلة الولوج

  • من الرباط
    الثلاثاء 24 ماي 2022 - 09:45

    الحمدلله في المغرب ليست لدينا هذه المشكلة فيمكننا تصفح الويب وحتى استخدام مواقع التواصل بكل سلاسة سواء على الهواتف الذكية او على اجهزة الكومبيوتر

  • ملاحظ
    الثلاثاء 24 ماي 2022 - 10:14

    مع المكفوفين مائة في المائة لحل المشاكل الإجتماعية التي يعانونا منها. بالمناسبة على الشرطة المغربية والإداريين اقتحام بيوت المصابين بفيروس كورونا وبفيروس جدري القرود وتحطيم أبوابهم إذا رفضوا فتحها طواعية لتقدم لهم الخدمات الصحية الازمة

  • aymane
    الثلاثاء 24 ماي 2022 - 10:39

    الحمد لله كلشي ميسر لينا ماعندنا حتى مشكل في استعمال الأنترنت.

  • Youssef Oudra
    الثلاثاء 24 ماي 2022 - 13:07

    كتفكرو لضعاف البصر في فرنسا
    و ضعاف الجيب في المغرب؟ ما مسوقينش لهم؟

  • Hafid
    الثلاثاء 24 ماي 2022 - 20:00

    ماذا عن اقيانوسيا و جزر الواقواق؟ شنو شغلنا حنا في فرنسا؟؟ ماذا عن وضعية المكفوفين في المغرب؟؟؟؟؟؟

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات