الجائحة تعطل نبض قلب عاصمة السياحة المغربية

الجائحة تعطل نبض قلب عاصمة السياحة المغربية
صورة: أ.ف.ب
الإثنين 31 ماي 2021 - 22:39

يخيم الصمت على ساحة جامع الفنا، القلب النابض لعاصمة السياحة المغربية مراكش، منذ هجرها الحكواتيون والموسيقيون الهواة ومروضو الأفاعي بسبب حالة الطوارئ الصحية التي حرمتهم من مورد رزقهم.

تقول الفنانة التي تؤدي عروضا موسيقية في الساحة، مريم أمل، إن بعض الأفاعي والقردة التي يستعملها مروضون في عروضهم البهلوانية، “نفقت… وربما يأتي الدور علينا”.

في العام 2019، توافد ثلاثة ملايين سائح على المدينة الحمراء، لكن إغلاق الحدود منذ 15 شهرا والقيود المفروضة على التنقل، أغرقاها في أزمة غير مسبوقة.

وتتابع أمل (55 عاما) التي بدأت تشارك في تقديم عروض موسيقية منذ سن العاشرة، قائلة: “هذه أول مرة في تاريخها تكون الساحة خالية”، مشيرة بحرقة إلى أن كثيرا من فناني الشارع الهواة “يجدون أنفسهم مضطرين للتسول”، في غياب أي حماية اجتماعية.

واكتوى كل العاملين في القطاع السياحي عموما بنيران الأزمة الصحية مع تراجع مداخيله بنسبة 65 بالمئة مطلع هذا العام، بعدما بلغت حوالي 9 مليارات دولار العام 2019.

ولم تستقبل المملكة العام الماضي سوى 2,2 مليون سائح، بانخفاض يعادل 78 بالمئة مقارنة مع العام 2019، وفق أرقام رسمية.

“تخلوا عنا”

في خضم الأزمة، اضطر الحكواتي هشام لحنش (32 عاما) إلى “بيع ثلاجة وغسالة لأتدبر بعض المال… كدت أن أضطر للتسول”.

ثم اضطر بعد ذلك إلى تغيير المهنة التي كان يكسب منها حوالي 11 دولارا في اليوم، لينتقل إلى بيع الخضر والفواكه “من دون أن يحالفني الحظ”، كما يقول واضعا وشاحا أزرق على رأسه ومرتديا جلبابا أخضر واسعا.

ويضيف الرجل الذي يعيل طفلين: “استسلمت ولم أعد أمارس أي عمل منذ ثلاثة أشهر”، وهو واقف على مقربة من المكان الذي كان يقدم فيه حكايات مستوحاة من قصص ألف ليلة وليلة.

تبدو الأجواء كئيبة في الساحة، المدرجة على قائمة التراث العالمي للبشرية، بالقرب من مسجد الكتبية التاريخي في مشهد مناقض تماما للمألوف.

بدوره، يعرب الجيلالي عن يأسه قائلا: “نشعر بأن الجميع تخلوا عنا رغم أن الصورة السياحية للمدينة تعتمد علينا”، وهو أحد باعة مياه الشرب المتجولين في أرجاء الساحة بأزياء مزركشة والقرب الجلدية التي يضعونها على ظهورهم.

ويضيف الرجل الخمسيني: “كنت أعيش بفضل السياح الأجانب والآن بفضل مساعدات المحسنين”.

“إنقاذ الموسم الصيفي”

خصصت السلطات منذ يوليوز الماضي مساعدات مالية لدعم القطاع الذي يمثل نحو 7 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي، غير أنها تبقى بعيدة عن تعويض الخسائر.

يراهن العاملون في قطاع السياحة حاليا في مراكش على موسم الصيف لتحقيق انتعاش يخفف من وطأة الأزمة، لكن النهوض المأمول يبدو “مهددا” في غياب برنامج واضح لفتح الحدود وتخفيف القيود المفروضة على التنقل، بحسب ما يؤكد مدير فندق مفضلا عدم ذكر اسمه.

ويشير مسؤول فندق آخر في المدينة إلى أن نصف فنادقها، البالغ عددها نحو 200، مغلقة حاليا، “إذا لم تظهر رؤية واضحة بالنسبة لموسم الصيف، ستضطر فنادق أخرى كثيرة للإقفال”.

ويضيف: “العام الماضي كان كارثيا وهذا العام سيكون أيضا كذلك إذا استمر إغلاق الحدود”، لافتا إلى أن السياح الأجانب يشكلون حوالي 70 بالمئة من زبائن الخدمات السياحية في المدينة الحمراء.

خففت السلطات في الفترة الأخيرة حظر التجوال الليلي، ما يسمح لمطاعم بالعمل إلى وقت أطول نسبيا، في حين لم تتسرب بعد أي معلومات عن فتح الحدود واستئناف الرحلات الجوية التي تظل معلقة مع 54 بلدا حتى 10 يونيو على الأقل.

بموازاة ذلك، يبقى قدوم المغاربة المقيمين في الخارج هذا الصيف غير مؤكد أيضا. وبلغ عددهم في العام 2019 نحو ثلاثة ملايين قبل أن تمنعهم الجائحة من المجيء العام الماضي. وهم لا يزالون بانتظار ما يمكن أن يقع هذا الصيف.

من جهتها، تحاول السلطات تشجيع السياحة الداخلية لتحريك القطاع؛ إذ أعلن قبل فترة قصيرة عن حملة ترويجية في هذا الصدد، لكن “رفع قيود الطوارئ الصحية يظل الوسيلة الوحيدة لإنقاذ السياحة”، يؤكد أحد العاملين في القطاع.

‫تعليقات الزوار

7
  • البهجة
    الثلاثاء 1 يونيو 2021 - 00:30

    ننتظر بفارغ الصبر كما ينتظر باقي مغاربة الخارج والسياح الاجانب فتح الحدود والمطارات .ارجوع الله.الناس اعيات .

  • saad
    الثلاثاء 1 يونيو 2021 - 00:36

    دول العالم كاملة فتحت الحدود وتستقبل السياح الا المغرب ما فهمناشي علاش؟

  • fes
    الثلاثاء 1 يونيو 2021 - 00:48

    وا فتحو الرحلات الجوية و البحريو و الناس يديرو تيست بسر و يدخلو عيقتو 4 اشهر حنا غقطاع السية شردتونا ديرو لايك با يشوفها العتماني عالله يعيق شويا يفتح يخلينا نتمعشو

  • مواطن مغربي
    الثلاثاء 1 يونيو 2021 - 01:00

    مراكش مدينة تاريخية وتراثية جميلة، لكن ممارسات ممتهني المجال السياحي في المدينة الحمراء وجب إعادة النظر في تكوينهم وممارساتهم وسلوكياتهم، إذا استمر الغش والكذب والتدليس في قطاع السياحة بدءا من سائق الطاكسي الى موظف الاستقبال في الفندق وصاحب البازار ومول الكوتشي ونادل المقهى والمطعم .. كل هؤلاء أمامهم فرصة مواتية لمراجعة تصرفاتهم للنهوض بالسياحة في المدينة الحمراء.. أما إذا استمر الوضع السلوكي لكافة المتدخلين في المجال، فاقرؤوا السلام على السياحة في مراكش.. وابشروا بسياحة الجنس والسكر والعربدة التي يبدو أن بعض مهنيي السياحة هناك يفضلونها بكثير على السياحة العائلية والثقافية النقية.. والله المستعان

  • Boukarmim
    الثلاثاء 1 يونيو 2021 - 01:08

    بغض النظر عن الووضعية سيرو ديرو شي حرفةة عوض كتسترزقو على النصب على ناس هدا جامع لبلا وليسا لفنا عار يكونن هدشي في بلاد كيقول انه بلاد المسلمين اغلب من يعمل هناك من المدمنين والسارقين والمغتصبين وزيد يجي يشطحلك واخا نتا مباغيش ويقولك ارا 30 درهم والى مديتيهاش فيه يسبك ويعايرك اما اصحاب الاكل فحدث ولا حرج اغلبهم شفارة الى من رحم ربي اش غنقول الحديث كتير الخلاصة من احسن يخويوه لانه الي كيجي تما ديما ديما راه كيجي كيقلب على لعيال صغار ونقاشات وشطاحين لقرود وبزاف كيكونو وسيط لهد العمل الاجرامي طبعا لا اعمم لكن راه الاغلبية دكشي لي كاين

  • محمد البصيري
    الثلاثاء 1 يونيو 2021 - 01:39

    من طبيعة تهاوت السياحة بالمغرب بشكل فضيع و رهيب و لكن الحكومة لم تفعل لي شيئ من اجل انقاد القطاع و لا روية لها و لا تصور بخلاف دول اخرى مثل اليونان و فرنسا و اسبانيا و بريطانيا و ايطاليا الخ دوما تقوم بتقديم تصورات و مقتراحات لانقاد القطاع السياحي المهم و مثلا اليونان فتحت الحدود و هي تطلب فقط شهادة التلقيح و الناس في العالم حجزوا الفنادق و الملاجئ و الشقق و الدور و اليوخوتات و الموانئ الترفيهية و كل شيئ تم حجزه و يبقى فقط تفعيل الطيران و كذلك الامر في اسبانيا و فرنسا و هي اول دولة سياحية و اوربا تريد انقاد هذا الموسم السياحي و تنشيط الحركة…المغرب متردد و متخوف و لا افق و لا اعلانات رسمية لحد الان…و ينبغي اطلاق الانشطة الفنية من رقص و حفلات و غناء و مهرجانات و اعراس و افراح حتى يدب الامل و يتحرك النشاط التجاري السياحي المطعمي الفندقي الترفيهي الخ و الناس في العالم وفروا الكثير من الاموال التي تنتظر ان يتصرف في الرحلات البحرية الصحراوية الجبلية القروية و الناس تنتظر للخروج من الحجر و من المشاكل الصحية و تريد الترفيه و الامل و الفرح و الغناء و الرقص و الترويح عن النفس خلال الصيف الخ

  • عبدو
    الثلاثاء 1 يونيو 2021 - 12:23

    يجب احترام الزائر، لان المدن السياحية لا تحترم الزوار او السياح المحليين او السائح الداخلي
    جميع ارباب المقاهي والمطاعم بهده المدن انتهازيين ، فقط ينتظرون الفرص من اجل الربح السريع.
    في العطلة الدراسية الاخيرة في منتصف شهر ابريل زرت مع اسرتي مدينة مراكش وقمنا في يوم السبت الاخير من العطلة بزيارة منطقة سيتي فاظمة وتزامن هدا اليوم مع ارتفاع الحرارة بمراكش والنواحي
    مما جعل جل الوافدين الى مراكش يلتجؤون الى منتجع اوريكة وسيتي فاظمة مما جعل ارباب المقاهي بهده المناطق يشحدون سكاكينهم في وجه الزوار . بدا ارتفال الاسعار بشكل خيالي ابتداء بتداكر موقف السيارات +10دراهيم . طاجين عادي ب 250غرام لحم او شبه لحم مع البطاطيس + 150درهم . طبسيل صغير من السلطة (شلاضة) المغربية متسخة ب +25درهم . براد اتاي صغير 25درهم . …… بهده الاثمان الخيالية هل سنشجع السياحة الداخلية ؟ اضن لا والف لا.

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين