أكواريوم .. مسار فرقة مسرحية "مشاغبة" تقتحم طابوهات المجتمع

أكواريوم .. مسار فرقة مسرحية "مشاغبة" تقتحم طابوهات المجتمع
السبت 11 يناير 2014 - 15:00

الفصل 175، الفن النظيف، تشغيل الخادمات القاصرات، المرأة والسياسة، السياحة الجنسية، الفتاوى، المرأة في الفضاء العام، الإجهاض، والولادة…تسعة عروض مسرحية توجت سنة من العطاء لفرقة مسرح الأكواريوم.

شمعة أخرى أطفأتها نعيمة زيطان في مسار مخرجة مسرحية حاولت تكسير القيود الفنية، فأبدعت وأمتعت من عمق “طابوهات” اجتماعية طالما ألجمت النقاش العمومي بالبلاد.

تكسير الطابوهات

المركز الثقافي أكدال بالرباط احتضن، يوم أمس، عرضا مصورا بمقتطفات من الموائد المستديرة، والعروض المسرحية، والنقاشات التي رافقت كل العروض المسرحية التسعة، وتفاعلت القاعة المملوءة عن آخرها مع “the best of” أكواريوم لسنة 2013.

الدفاع عن حقوق المرأة، عبر الكلمة والكوميديا والسخرية من فوق خشبة المسرح، هو المنحى الذي اتخذته فرقة الأكواريوم كبطاقة تعريفية لها. مساواة المرأة والرجل، والتنديد بالقوانين الذكورية، ورفض كل أشكال التمييز ضد المرأة، ومناقشة الطابوهات، ومحاربة كل المحاولات الرامية إلى قمع حرية التعبير، هي الشعارات التي تتبناها الفرقة.

نعيمة زيطان قالت في هذا الصدد “اصطدمنا هذه السنة بالإيقاع المرتفع للعمل حيث اشتغلنا على مشروع مسرح المنتدى، وكنا نقوم كل شهر بمائدة مستديرة بتوجيه الدعوة لمجموعة من المتخصصين والمتخصصات في مواضيع مختلفة، قبل أن نمر لورشة الكتابة، وبعدها إخراج العرض المسرحي، وهي مراحل أعطتنا مادة دسمة للاشتغال طيلة السنة، لنحصل في الأخير على تسع عروض مسرحية”.

وأردفت نعيمة زيطان أنه خلال مسارها المهني اصطدمت بردود فعل كبيرة خصوصا بعد مسرحية “ديالي”، لكنها رغم ذلك تدافع عن حق الأخر في الاختلاف معها، “فنحن مع حرية الرأي الاختلاف، ولا يمكن أن يتفق الجميع على رأي واحد”.

وتابعت “الاختلاف أمر صحي وضروري، لكن شريطة عدم التطرق للحياة الخاصة، وبناء الأحكام المسبقة دون مشاهدة العمل الفني، والاتصال بالشخص المعني، والحكم من منظور أخلاقي، أما النقد البناء فلا يشكل لي أدنى مشكل” تؤكد زيطان.

مسار فرقة “مزعجة”

فرقة الأكواريوم تفتح خشبتها للحضور بعد كل عرض مسرحي، من أجل التدخل وإبداء رأيه، كما أنها تستقي مواضيعها من الأحداث السياسة والاجتماعية، وتجعل من المرأة محورا لها، واعية بدورها في التثقيف والتوعية ومناوشة المسؤولين من أجل تسليط الضوء على معاناتها.
في “لوبيرا”، وهو حيٌ فقير بالرباط، وبالضبط في المدينة العتيقة، كانت لقاءاتنا اليومية تدور حول الإبداع وأشياء أخرى، تدخل في إطار عبث وفوضى الحياة، هناك انطلقنا بأول نص، والذي سيصبح بعد خمسة أشهر من الاشتغال عرضاً مسرحياً.

حدث هذا سنة 1994، بعدها علمنا أننا ندخل في لعبةٍ اسمها المسرح، وسوف لن نخرج منها، داخلها سنعيش لحظات الفرح الصغيرة، وداخلها نعمق وحدتنا الجماعية، وداخلها نحاول امتصاص غضبنا وإحباطاتنا”، هكذا كتبت زيطان، ابنة مدينة شفشاون، في وقت سابق عن فكرة إنشاء الفرقة التي شكلت لها منذ البداية “مغامرة لن تقابل بالتنويه والتشجيع بقدر ما ستواجه بضرورة الإقناع والدفاع”.

تأسست فرقة أكواريوم سنة 1994 وكانت تعتمد كحال باقي الفرق المسرحية بالمغرب على اللجوء إلى المراكز الثقافية الأجنبية، أو المؤسسات التابعة للدولة للاستفادة من مقرات لإجراء تدريباتها واحتضان لقاءاتها وورشاتها..

لكن مسرح الأكواريوم حمل معه هذا الهم، فعمل على إحداث مقر خاص تارة بالاقتطاع من عائدات العروض، وتارة بالتقدم بطلبات الدعم ليتحقق حلم الفرقة بالحصول على مقر منحها الاشتغال في شروط أكثر احترافية، وبالاعتماد على بروفايلات لممثلين وممثلات بتكوين احترافي، وغالبا هم من خريجي المعهد العالي للتنشيط المسرحي.

فرقة مزعجة ومشاغبة بفنها، بجرأتها، بمواضيعها، وبصراحتها…وهي أيضا فرقة ممتعة بساعات الفرجة والإبداع والإمتاع، تعالج فيها مواضيع مؤلمة بالسخرية بالكوميديا السوداء بالغضب، بالفرح والضحك..

‫تعليقات الزوار

8
  • ابو هاجرطاطا
    السبت 11 يناير 2014 - 15:14

    خالف تعرف قولة اصبح الكثيرون يطبقونها من اجل الشهرة و الترقي بسرعة البرق فكبف لفرقة مسرحية ان تقدم سبعة عروض خلال سنة واحدة هل هذه كلها احترافية لفرقة لا يعرفها الا القليل

  • كلام رجل حر
    السبت 11 يناير 2014 - 16:06

    تمنياتي لكم بالنجاح ومزيد من الإزدهار Bravo

  • احمد
    السبت 11 يناير 2014 - 16:40

    لكل طابوهاته التي يقدسها ويحرم الاقتراب منها
    وقد فضح ديودوني الحرية الفرنسية حين كشف عن طابوهاتها
    وكذلك مدعي كسر الطابوهات في المغرب لهم طابوهاتهم وهي الفرنكفونية و الصهيونية
    وحين كان الدين اليهودي مختصا ببني إسرائيل فهم لا يستقطبون الناس إليه لكنهم احتاجوا لكي تطغى الصهيونية على العالم على إحداث كيانات تعمل لصالح شركاتهم الكبرى يستقطبون الناس إليها كالعلمانية ..

  • adil chamali
    السبت 11 يناير 2014 - 17:16

    احيي نعيمة زيطان وكل مواهب مدينة شفشاون التي لا يتجاوز عدد سكانها الاربعين الف نسمة

  • ابو محمود
    السبت 11 يناير 2014 - 18:51

    المسرح هو الذي يربي الاجيال على الاخلاق والفظيلة
    وينمي الوعي يحشد الهمم من اجل غد افض
    ويساهم في التنمية الشاملة
    اما الذين يدعون الى الرديلة والى الخلاق الفاسدة ويخدشون الحياء العام
    ويضربون في المقدس وغيرها فالمسرح برئ منه

    فان لم تستحي فصنع ماشئت

  • صاحب رأي
    السبت 11 يناير 2014 - 19:07

    قولة'' انما الأمم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا'' والمخرجة ترفض النقد الأخلاقي عجيب أمر هذا الزمان

  • المزوح المحب
    السبت 11 يناير 2014 - 20:43

    حذاري يا أخواتي!
    اياكم و الاسلام
    اسخرن من كل شخص من كل حدث من كل موضوع الا ما له علاقة بالإسلام كالحجاب و النقاب.
    حذاري يا بناتي.
    اياكن و الجرأة عالى الله.
    فقد شاهدت و الله ما تشيب له الرؤوس من العقوبات التي أصابت الكثيرين ممن جرأ على الله.
    فأنا انصحكن
    لقد اتى الانسان الى العالم بغير اختياره و الكل يخرج منه رغم أنفه.
    لقد اتيتن ضعافا لا تقدرن على شيء، اتذكرن، و ستخرجون منه ايضا ضعافا فهل تعتبرن.
    ان الانسان لا يملك روحه. أرواح العبيد بيد بارئها أول مرة.
    فلم التمرد على الله؟
    اتدرون يا من يكرهون التدين و يكرهون الاسلام انكم على حافة الهاوية الابدية.
    أتدرون أنكم أنما ترتعون في ملكوت القوي العزيز.
    أتدرون أنكم تستعملون نعم الله عليكم في معصيته.
    الا تعتبرون بأحوال من عادو الله عز و جل فسلط عليهم ألوان النقم كسرطان التدي مثلا…ألا تعتبرون بمن كان قبلكم؟

  • mohamed
    الأحد 12 يناير 2014 - 02:10

    الحياة ببساطة تكمن في المسرح .

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش