أولاد السيد: على الدولة تخصيص دعم لإنتاج الأفلام التاريخية

أولاد السيد: على الدولة تخصيص دعم لإنتاج الأفلام التاريخية
الأحد 9 فبراير 2014 - 07:00

من عالم التدريس بالجامعة إلى عالم التصوير الفوتوغرافي، ومنه إلى الإخراج السينمائي، عُرِف بأفلام “في انتظار بازوليني” “الجامع” “عود الريح”، وحقق عدة جوائز محلية وعالمية، من بينها الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط بتطوان، جائزة الفرنكفونية في مهرجان باريس السينمائي، وجائزة “سينما في حركة” في مهرجان سان سيباستيان باسبانيا.

داوود أولاد السيد، المخرج المغربي الذي كان من بين الحاضرين في ملتقى آسا للمسرح الاحترافي، يشير في هذه الدردشة، إلى كيفية تحوّله من ميدان البحث العلمي إلى الإخراج السينمائي، معتبراً أن غياب مواضيع تاريخية عن السينما المغربية، يعود بالأساس إلى قلة الدعم المالي المخصص لهذا الغرض، مؤكداً في الوقت نفسه، أن غياب المنتجين الأحرار، من الأسباب التي تؤدي إلى انعدام صناعة سينمائية مغربية.

أهلا بالأستاذ داوود أولاد السيد، بداية كيف تجد أداء السينما المغربية في الآونة الأخيرة؟

هذا سؤال قد يُتْرك للنقاد وللمهتمين بالفن السينمائي لأنني كمخرج سينمائي قد لا أتوفر على النظرة الموضوعية للقطاع، لكن يمكن أن أقول لك إن هناك أفلاماً مميزة خرجت إلى القاعات السينمائية مؤخراً، وهناك نوع من التراكم، يمكنني أن أضيف أن الأدوات أو التقنيات السينمائية ليست هي الأهم، الأهم هو هل المخرج مبدع أم لا، وللأسف فرغم هذا التراكم الإيجابي للأفلام المغربية في السنوات الأخيرة، إلا أن القائمين على المركز السينمائي المغربي يعطون الفرصة لبعض المخرجين الذين أثبتوا فشلهم في عدد من الأفلام سواء من الناحية الفنية أو من ناحية الإقبال الجماهيري.

قدمت إلى السينما من ميدان التدريس الجامعي في شعب علمية، كيف تمّ هذا التحول؟

لم أخطط أبدا لمستقبلي، ولم أفكر أن أصبح يوماً رجل سينما، لطفولتي في المدينة القديمة بمراكش دور في بلورة شخصيتي الفنية، كنت أمر يومياً على جامع الفنا وكنت مواظباً على قراءة الأدبي المغربي، لذلك رغم دراستي في شعب علمية، بقيت منجذباً إلى الأدب.

أما كيف تمّ التحول، فقد انتقلت بداية إلى التصوير الفوتوغرافي، فعندما كنت أدرس في فرنسا، دخلت صدفة إلى معرض صور لفنان فرنسي مشهور، ووجدت أنه يعبر عن الحياة أفضل من دراستي العلمية التي كنت أحس بها جافة، لذلك اتجهت إلى التصوير الفوتوغرافي الذي مكّنني من توثيق لحظات المعيش المغربي.

نفس الأمر تكرر مع السينما، فقد أحسست يوماً أنني قادر على ولوج غمارها بعد أن كنت أشتغل كمصور صحافي مع جريدة “لوبينيون”، كان حلمي البقاء في التصوير، لكن بعد حضوري لدرس في السيناريو مع مخرجين مغاربة، أعجبت كثيرا بالفن السينمائي، وولجت إلى ورشة بفرنسا حول الموضوع ذاته، ثم تعرفت بعد ذلك على مخرجين مغاربة وأنجزت أول أفلامي تحت توجيه العديد من الأصدقاء، لذلك يمكنني أن أقول لك إنني دخلت السينما بالصدفة، فلم أكن أبدا أفكر في أن أكون مخرجا، ولا أدري ما الذي سأقوم به مستقبلا.

هل استطعت إخراج الفيلم الذي كنت تطمح دائما إلى أن يكون اسمك أسفله؟

حلمي أن أنجز فيلماً أجد فيه متعة شخصية من ناحية، ومن ناحية أخرى أن يجلب أكبر عدد من الجمهور، لكن للأسف، هذه الوصفة لا توجد بالمغرب، لدينا أفلام حققت نجاحات جماهيرية كبيرة رغم ضعف جودتها، وأفلام مميزة لم يشاهدها سوى النزر القليل، مثلا فيلم الجيلالي فرحاتي “شاطئ الأطفال الضائعين” لم يخرج إلى القاعات السينمائية، وفيلم “باديس” لمحمد عبد الرحمان التازي لم يدخل للصالات السينمائية من أجل مشاهدته سوى 800 شخص، ومع ذلك فهما من أروع الأفلام المغربية على الإطلاق، السينما لغة وإبداع وصناعة، وهناك أفلام ربحت تجاريا رغم فقرها السينمائي.

وأين أفلامك من الإثنين؟

أنا بدوري أعيش مفارقة، فأفلامي السينمائية لا يشاهدها الجمهور بالشكل المطلوب، أما أفلامي التلفزيونية فهي تحقق أعلى نسب المشاهدة، لأن السينما تتجه إلى جمهور معين، في حين أن التلفزيون يوجد داخل كل بيت.

هل للموضوع علاقة بغياب الثقافة السينمائية؟

إلى حد كبير، لذلك يجب تشجيع التلاميذ والطلبة على مشاهدة السينما، عندما عَرضت فيلم “الجامع” في مدرسة بمراكش، تابعه العشرات من التلاميذ بكثير من الشغف، لذلك أتمنى أن تعود البرامج السينمائية في الإعلام العمومي، وأن تعود النوادي السينمائية إلى قوتها، زيادة على ضرورة أن تتحدث القنوات العمومية عن الأفلام التي ستخرج إلى القاعات السينمائية.

في موضوع آخر، هل استطعنا إنجاز أفلام مغربية ببصمة وشخصية مغربية؟

الجميل في تراكم الإنتاج السينمائي، هو إمكانية وجود أفلام تجد فيها اشتغالاً على التراث المغربي إلى جانب وجود أفلام تشتغل على نماذج أجنبية، وإن كنت أميل إلى الفريق الأول ومُلهَما بشكل كبير بالسينما الإيرانية التي تمتلك بصمة خاصة بها، فإنني لا أجد حرجا كذلك في أن تكون لدينا أفلام لا تعبر عن الثقافة المغربية خاصة وأن السينما فن كوني.

لم تحصل في مجموعة من مشاريعك الأخيرة على الدعم السينمائي، ألا يشكل دعم الدولة للأفلام السينمائية خطرا أكثر منه امتيازا؟

نعم، فجميل أن تدعم الدولة السينما، لكن مثلا لو أغلقت الدولة صنبور الدعم عن الأفلام وقررت التوجه إلى قطاعات أخرى، فستتوقف السينما المغربية للأسف، لذلك فعندما لا يتواجد المنتجين الأحرار في السينما، فهي دائما ما تكون مهددة. هناك محاولات من الخواص لإنتاج بعض الأفلام، وهناك فيلم “هم الكلاب” الذي ترك صدى طيبا في هذا المجال، لكن بشكل عام لم نصل بعد لمنتج لديه رؤية تجارية بالأساس، والكثير من المنتجين الخواص الذين ينتجون أفلاما فقط من أجل الحصول على اعتماد المركز السينمائي المغربي.

ممّا يُعاب على السينما المغربية هو غياب أفلام تتحدث عن التاريخ، إلى ماذا تعزو ذلك؟

لدينا مؤهلات طبيعية، لدينا تاريخ فريد بالمنطقة، لدينا مخرجين من أعلى طراز، لدينا ممثلين مميزين، لدينا تقنين في أعلى مستوى، لكن المشكل في تمويل هذه الأفلام، يجب على الدولة أن تدعم أفلاما في هذا الإطار، لا يمكن أن نطلب من المخرج أن ينجز فيلما عن المقاومة بميزانية ضعيفة، شاهدت مشهدا في فيلم مغربي حزّ في نفسي، هو أن أربعة ممثلين يقومون بأداء مشهد معركة، وهو المشهد الذي يتطلب عشرات بل وحتى المئات الممثلين.

حان الوقت لكي تكون لدينا إرادة سياسية للحديث عن تاريخنا سينمائيا، تماما كما دعمت الجزائر بعض الأفلام التي تحدثت عن تاريخها.

ألا نعاني كذلك من مشكل سيناريو بالمغرب؟

نعم نعاني منه، ويمكن التغلب عليه بمساعدة عدد من الفاعلين خاصة المشتغلين في الحقل الأدبي، يمكن لوزارة الثقافة أن تقترح بعض الأعمال الأدبية على المخرجين من أجل تحويلها إلى سيناريو.

ما هو قولك بخصوص الجرأة السينمائية التي يشار أنها جرأة المشهد أكثر ممّا هي جرأة للمضمون؟

أنا ضد الرقابة بكل أشكالها، لكنني كذلك ضد المباشراتية في السينما، في فيلمي الأول كان لديّ بطل راقص، وتطرقت من خلاله للمثلية الجنسية، لكن الطريقة التي صوّرت بها المشاهد لم تكن أبدا خادشة للحياء، كذلك في فيلمي “الجامع” تطرقت لموضوع الدين دون استفزاز المتلقي المغربي، السينما يمكن أن تشتغل بالرمز وبالإيحاء، والمغاربة يفهمون المشهد الجنسي مثلا دون إظهاره، ف”الحر بالغمزة..” وحذف مشاهد جنسية أو كلام نابي فيه حشو زائد لا أراها أبدا عملية تضر بالسينما.

‫تعليقات الزوار

9
  • simo
    الأحد 9 فبراير 2014 - 17:19

    Je suis absoulument contre la subvention des films. Avec cet argent on produit de n'importe quoi. Ces films sont regardés uniquement par leur producteurs. Un fim est un produit s'il est de qualité il sera en mesure d'etre tres rentable. Est ce que les USA et les autres pays donnent de l'argent pour produire des films. Chez nous une grande majorité des ces artistes et de ces producteurs se sont spécilisés uniquement dans les tactiques de tirer le maximum de la caisse d'appui à ces productions cinéma et TV.S'ils sont de vrais artististes comme ils le pretendent ils doivent etre en mésure de vivre de leur productions.

  • Moussa
    الأحد 9 فبراير 2014 - 19:02

    ah oui, on enlève la subvention aux produits de première nécessité et on la donne au cinèma !!!!!!!!!!!!!!!. Honte à toi

  • RANDO-4
    الأحد 9 فبراير 2014 - 20:19

    انتم ليس مخرجين بل مخربين قل فيلم واحد مشهور وناجح خارج المغرب او داخل المغرب كفى من السرقة اموال الشعب بدون مقابل ،نصيحة للمسؤولين في الدولة ان يوقف الفساد وعلى راسه بن كيران، وقريبا موازين على البال ملايين توزع على الرقص والبندير و سكان اطلس يموتون بي اخوع ؟

  • roudani
    الأحد 9 فبراير 2014 - 21:01

    إنها فكرة جيدة, وأضن أن المواد الأساسية المدعمة ليست بحاجة للدعم أكثر من أفلامكم "الزوينة" ياأيها السيد المخرب

  • يوسف بنعمر
    الأحد 9 فبراير 2014 - 21:07

    لي بغا يدير شي فيلم يحك جيبو باراكا من هاد الضحك الباسل!!الدولة تدعم الصحافة وتدعم المخرجين وتدعم الجمعيات وتدعم اﻷحزاب!!هادو كاملين إلى جمعناهم غادي نلقاوهوم كيساهمو في تخدير الشعب لصالح الدولة والله أعلى و أعلم!!مجرد وجهة نظر.

  • عبد السلام
    الأحد 9 فبراير 2014 - 22:27

    يا السي السيد هاذاك الدعم اللي داوي عليه راه خاص للفقراء كاين أسر اللي مكتصورش 10 دراهم في النهار.. عوض ما نخسرو لفلوس في التمثيل و المهرجانات نعاونو بهم الضعفاء.. كن غير كان شي تمثيل نقي هو رجعتوه غير العرى و تخسار الهضرة…

  • باراكا
    الأحد 9 فبراير 2014 - 23:08

    باراكا ما تحابو في مالية الدولة من اراد انجاز فيلم فليشمر لى ساعد جيبه اللهم ان هدا منكر

  • mstlab
    الإثنين 10 فبراير 2014 - 00:55

    السلام عليكم :لم اقرا ما في المقال لكن من العنوان ك شئ واضح ولهذا عجزت عن الكتابة بالعربية الفصحى .واش لمغاربة مابقاش عندهم لوجه باش ايحشموا ولاو مضورينها سعاية بالعلالي ولينا فين ما درنا نلقاوهم وافين ما مشيتي السوق السبيطار ريحتي فقهوة وقفتي ففوروج فطلوع الشمش هبوط الشمش فخط متصل فطلعة فهبطة واراه فلفيراج تلقاهم او هكاك نكولو هادوماتنعرفوهمش ارا نشوفوا لي تنعرفووووووا اوعندهووووووم واحاد ديك نهار كاليك انا فحالي فحال اي مواطن يمكن نطلب بقعة نسا هداك لي مالقا حتى براكة ايتستر فيها هو اولادوا اولا الجمعيات باغيين الدعم الكوايرية باغيين الدعم اصحاب السينما باغيين الدعم علا هاد لحساب كلشي باغي الدعم حتى انا باغي الدعم انامواطن مغربي عندي مشروع جيد ودوا مصداقية يسهم في التنمية يشغل عددا من اليد العاملة وووو لكن تيحتاج للدعم فاجوكم دلوني على اماكن الدعم للتدكير انني صادق في ما كتبت ارجوكم قراء هيسبريس واي محسن وشكرا

  • سييمائي
    الإثنين 10 فبراير 2014 - 23:42

    وجبت مراقبة كل مخرج حصل على سنتيم واحد من مال ألإنسان المغربي الذي لا تهمه ألأفلام التاريخية و إنما الأفلام الواقعية و الرومانسية و العاطية والسوريالية و التكعيبية وا لرمزية و التجريدية على نهج السينيمائين الكبار في العالم.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات