في الثلاثين من أبريل، قبل إثنتي عشرة سنة، رحل عن الدار الدنيا شاعر عربي جميل “ملأ الدنيا وشغل الناس”، شن الحب على الجميع، ووضع قاموسا للعاشقين، وشذب الشعر الحديث، وأقام له عرشا في قلوب الملايين … شاعر تفوح من قصائده رائحة الورد والحب، ورائحة الياسمين.
في فصل الربيع، الذي أحبه ونظم فيه بعضا من أجمل شعره، ازداد على سرير أخضر (21 مارس)، في وقت “كان الربيع يستعد لفتح حقائبه الخضراء” كما قال. وفي فصل الربيع رحل (أبريل). و”نيسان أقسى الشهور” يقول ت.س. إليوت في “الأرض اليباب“.
– نزار .. عينان تختصران تاريخ البكاء –
علاقة نزار قباني بالموت كانت استثنائية. “هل يولد الشعراء من رحم الشقاء .. وهل القصيدة طعنة في القلب .. ليس لها شفاء .. أم أنني وحدي الذي .. عيناه تختصران تاريخ البكاء“.
شقيقته الكبرى انتحرت، لأن التقاليد فرضت أن تتزوج غير من تهوى. فأقسم الفتى أن يكرس موهبته لكسر التقاليد البالية، وتكريس قيم الحب والعشق والحرية. وهكذا كان.
وابنه توفيق، طالب الطب الوسيم، مات بالسكتة القلبية في ربيع عمره. و”من الصعب أن يموت المرء في الربيع” يقول جاك بريل. فأهدى الوالد، المكسور الجفون والجناح، روح ابنه قصيدة “إلى الأمير الدمشقي” كما أهدى روح زوجته بلقيس ، التي رحلت غدرا في انفجار عبثي ببيروت سنة 1982، “قصيدة بلقيس“.
– نزار .. شاعر يكتب بالسكين –
يقول عنه أدونيس ” كان منذ بداياته الأكثر براعة بين معاصريه من الشعراء العرب، في الإمساك باللحظة التي تمسك بهموم الناس وشواغلهم الضاغطة، من أكثرها بساطة، وبخاصة تلك المكبوتة والمهمشة، إلى أكثرها إيغالا في الحلم وفي الحق بحياة أفضل“.
فقد أصابت الهزيمة الكبرى (يونيو 1967)، الشاعر الرقيق في مقتل، وحولته “من شاعر يكتب شعر الحب والحنين.. لشاعر يكتب بالسكين“.
غضب للإهانة، وللكرامة المداسة، وللعرب حد التجريح “متى يعلنون وفاة العرب”. وغنت له فيروز “زهرة المدائن”. فصارت على كل لسان كما هي القدس في كل قلب. وغنى له مغنون عديدون لأن قصائده كتبت “لا لتقرأ بل لتغنى وتشم وتضم” كما تنبأ كاتب مقدمة أحد دواوينه الأولى قبل عقود.
ولما استيقن أطفال فلسطين أن لا خلاص ، وامتشقوا الحجارة من أرضهم ليرجموا المحتل، رأى فيهم نزار قباني الأمارة والبشارة القادمة.
وقبلها، وحتى يدق الخزان بعنف، ويحدث شرخا في الجدار البليد، كتب “خبز وحشيش وقمر” خبز و حشيش و قمر) (1954) التي “كانت أول مواجهة بالسلاح الأبيض بيني وبين الخرافة”، و”هوامش على دفتر النكسة” و”المهرولون”، وكتب مجموعات “لا” و”قصائد متوحشة” و”القصائد الممنوعة” وغيرها. وشبه من يولولون لأن شعره جريء يخالف الأعراف “بمن اشتعلت في جلابيبهم النار“.
فإرضاء لبعض هؤلاء المتزمتين، ذبح أحد الناشرين عنوانا جميلا لأحد دواوينه الأولى من الوريد إلى الوريد. فما استكان نزار وما انقاد. وقاد معركته، على مدى عقود، ضد “الذقون المحشوة بغبار التاريخ”، غارسا في طريقه قيم الجمال والحب والتسامح الديني.
ولأن التغيير يبدأ من أسفل، تصدى الشاعر في دواوينه الأولى، أي في أربعينات القرن المنقضي، بالخصوص للرواسب المجتمعية المتخلفة. فأعمل فيها معوله الشعري وإزميله النثري تحطيما وتدميرا منتصرا للحرية ضدا على العبودية والاستبداد، وللعقل ضدا على الجهل والظلامية، وللمرأة والأنوثة والجمال ضدا على القبح في مجتمع ذكوري متكلس .
– نزار .. شاعر الحب والجمال–
وكما يليق بشامي حقيقي من سلالة الأمويين، حن نزار للفردوس المفقود وكتب في الأندلس شعرا جميلا، وعانق في عيون الغرناطيات السود الواسعة رجلا يسمى طارق بن زياد.
وأسعده أن يلقب ب”شاعر المرأة” ويقرن إسمه بهذا الكائن الجميل، رمز الخصب والعطاء. فقد كشف المستور، وأماط اللثام عن خصوصياتها ودقائق حياتها الجسدية والنفسية في مختلف مراحل حياتها وخفايا علاقتها بالرجل حبيبا وزوجا وأخا وأبا.
تحدث عن أمه وعلاقته الوطيدة بها، وهو الذي لم يفطم إلا عند بلوغه السابعة من عمره “فكيف وكيف يأمي.. غدوت أبا ولم أكبر”. وتحدث عن الفراق والغيرة والخيانة والمثلية والمراهقة والعنوسة والحمل خارج إطار الزوجية.
وبكى زوجته بلقيس شعرا “هل تعرفون حبيبتي بلقيس.. فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام.. كانت مزيجا رائعا بين القطيفة والرخام.. كان البنفسج بين عينيها ينام ولا ينام“.
تقول ابنته هدباء (من زوجته الأولى ابنة عمه زهراء آقبيق) عن أبيها إنه “نقل الحب من الأقبية السرية إلى الهواء الطلق“.
نزار قباني .. السهل الممتنع من الشعر .. شاعر غاص في أغوار المرأة .. فهمها جيدا .. عرف مفاتيحها.. فأجاد مخاطبتها .. صورها لنا عاشقة، وحاقدة ، وبليدة، ومراهقة ، وشابة .. لكنه كان يبحث دائما في كل هذه الصور عما هوجميل في هذا الكائن البشري ..نزار قباني يعلمناـ من خلال تجربة سنوات من الشعر كانت المرأة فيه من أكبر قضاياه ـ فن مخاطبةهذا الكائن البشري الجميل .. خطاب فيه احترام وتقديروحب ورفع معنويات .. يعلمنا خطابا مختلفا عن خطاب التحقير والتصغير الذي ألفناه في مجتمعاتنا .. خطابا يدفع بها إلى الأمام ويزيدها ثقة بنفسها وشريكها ويجعلها تواصل العطاء ..تقول إحدى قصائده :
يخبرني أني تحفته
وأساوي آلاف النجمات
وبأني كنز وبأني
أجمل ما شاهد من نجمات
يروي أشياء تدوخني
تنسيني المرقص والخطوات
كلمات تقلب تاريخي
تجعلني امرأة في لحظات
اود ان اقول ان هذا الموقع عليه ان يصنف من المواقع الاخبارية الكبرى . ولكن هناك بعض الاخبار الكاذبة التي قد تشوه الموقع واتمنى لكم مزيدا من النجاحات
من أروع الشعراء العرب
رائع جداااا جدااا.
انا احب اشعار نزار القباني لكني لم اكن اعرف هده الخلفية عن حياته.كما ان كاتب المقال اتقن الحوار و تبدع في السرد و الوصف………..تبارك الله عليك
الله يعطيكم العافية وصراحةً لا تستطيع الكلمات أو الفيديو أن تعطي ولو شيء بسيط من التقدير لهذا الشاعر العظيم
وكل الشكر لوضع الفيديو الخاص فيني بموقعكم وأنا أقدر ذلك كثيراً
merci mr Saïd
c était une approche poétique très agréable à lire vous avez su comment résumer intelligeament les grandes étapes de notre grand poète nizar kabbani je me permis de présenter votre travail sur une radio local si vous ne trouvez aucun inconvinient
cien à vous
بسم الله الرحمان الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يارب تكونو سعداء.
رحم الله الإنسان المسلم نزار قبّاني وشكرا للسيّدي الرّفاعي. في فصلي الرّبيع والصّيف من العام الماضي إكتشفت الشّاعر نزار قبّاني / كنت سمعت عنه من قبل لكن لم أهتم/ وفي هذه الفترة أحببت الشّعر وكاظم السّاهر ومحمّد عبد الوهّاب ووجدت نفسي أغوص أكثر فأكثر في عالم الشّاعر نزار واشتريت كتبا له وقرأتها وأعجبت بها جدّا: منها ما أضحكني ومنها ما أحزنني ومنها ما أبكاني ومنها ما جعلني ولأوّل مرّة أحسّ بالطّبيعة وأنا أمشي في الشّوارع وأشمّ أزهارها… أصبحت فضوليّا ورغبت أن أعرف نزار قبّاني الرّجل: وجدت له موقعا جيّدا على الأنترنت ورحت أقرأ فيما فيه من أخبار وقصائد ثمّ اكتشفت أنّ هناك مسلسل يروي قصّة حياة نزار قبّاني من مولده لمامته فكنت أتفرّج في اليوم على أكثر من ثلاث حلقات والحقيقة أنّ الممثّل السّوري تيم الحسن أبدع في تجسيده لشخصيّة المرحوم…قرأت أشهر قصائده باللغتين العربيّة والفرنسيّة فما زادتني إلاّ حبّا للحياة و الشّعر…وصل يوم الإمتحان في مادّة الفرنسيّة شفوي (مستوى الثّانويّة العامّة): الأستاد سمحلي بالإختيار بين الشّعر والرّواية والسرح، طبعا إخترت الشّعر ورحت أتكلّم عن نزار قبّاني العربي في امتحان فرنسي وأجبت على كلّ أسئلة الأستاد واستمتعنا بالنّقاش وقال لي أنّه سمع من قبل عن نزار قبّاني وخرجت مبتسما من القاعة وعند ظهور النّتيجة أحسست أنّي ممنون لهذا الإنسان بالدّعاء له لأنّه بفضل الله وبفضل تحبيب نزار قبّاني الشّعر لقلبي حصلت على 20 على 20 لهذا أدعو له الله أن يغفر له ما كان من أخطاء وخروج عن حدود الله في قصائده والسّلام عليكم
انا اعشقه كثيرا و اميل اليه دوماو عندما اقرا له صدقوني احس انه يقراها علي لا انا التي اقراها
كلما اقول لناس اني اعشق شعر نزار يلومونني وقولون ما الذي اعجبك فيه؟
ابتسم لهم و امضي دون كلام