في خندق الذئب: الكابوس الاسباني في المغرب

في خندق الذئب: الكابوس الاسباني في المغرب
الأحد 7 نونبر 2010 - 05:40

“في خندق الذئب، معارك المغرب” عنوان كتاب للإسبانية ماريا روسا دي مادارياغا، قدمت ترجمته باللغة العربية الجمعة الماضية بمعهد ثيربانطيث بالرباط.


ويعنى “في خندق الذئب” بحسب مؤلفته، المعركة التي تمت بين عساكر أسبان بقيادة أحد الجنرالات، وبين مقاومين مغاربة قبل معركة أنوال، وانتهت باندحار الجنود الأسبان وذلك في جبل بالقرب من الناظور.


وأوضحت ماريا روسا دي مادارياغا خلال تقديمها لهذا الكتاب “أن الذاكرة الجماعية الإسبانية ما تزال تحتفظ بحدث خندق الذئب، كمأساة، وأن هناك أغنيات حول هذا الكابوس، ما زال الأطفال إلى اليوم يرددونها، تتضمن في جزء منها آلام أمهات الجنود الذين ذهبوا ولم يعودوا“.


وأشارت إلى أنها تناولت الفاعلين العسكريين من الجنرالات إلى الجنود البسطاء مع البحث عن المصالح التي كانت وراء هذه الحروب بالنسبة لعدد من القياديين قائلة “كتابي ليس إستراتيجية عسكرية بل يمكن اعتباره مقاربة سيكولوجية لهؤلاء الذين يوجهون هذه المعارك“.


كما ركزت اهتمامها بالجانب الاجتماعي، و”كيف كان هؤلاء الجنود يموتون مثل الذباب، لكن هذه المعارك كانت موجهة من طرف مجموعة من القادة الذين كان لديهم مصلحة في ذلك“.


واستطردت “شخصيا قضيت كل حياتي في مقاومة فرانكو وطبعا كنت ضد الاحتلال والحرب، وقد خصصت كتابي الآخر، “عبد الكريم الخطابي، نضال من أجل الاستقلال” لشخصية أثرت فيَّ كثيرا هي شخصية عبد الكريم الخطابي“.


وأوضحت أن خندق الذئب وأبران وأغريبن وأنوال وسلوان والناظور وجبل أعروي…أسماء بقيت عالقة بالذاكرة الجماعية للأسبان، توحي بالهزيمة وبحلقات تراجيدية ميزت الربع الأول من القرن العشرين، مشيرة إلى أنها فضلا عن رواية الأحداث، تم الاقتراب من جنود وفاعلين عايشوها وعاينوا أحداثها في إفريقيا، ليس فقط بالنسبة للقواد والضباط بل تجاوز ذلك إلى ما ارتبط أيضا بالجنود المغمورين الذين كانوا هناك، بعضهم حصدهم الرصاص، والبعض الآخر قضى جوعا وعطشا وفتكت به مختلف الأمراض.


وقالت إن الكتاب يحلل وجهة نظر السياسيين والأحزاب وغيرها تجاه المغرب، وموقف اليسار من التدخل العسكري، بالإضافة إلى المظاهرات والاحتجاجات العارمة التي قادها الرأي العام في الشارع لمناهضة الحرب ضد المغرب، مبرزة أن الكتاب تطرق بشكل خاص لشخصية عبد الكريم الخطابي، باعتبارها شخصية مرموقة وذائعة الصيت، إلى جانب الوقائع المرتبطة بحياته ومساره وقيادته للمقاومة بمنطقة الريف.


ومن جهتها، اعتبرت كنزة الغالي مترجمة كتاب “خندق الذئب”، الذي يعد ثاني عمل تترجمه الكاتبة بعد كتاب “مغاربة في خدمة فرانكو”، أنها كانت تشعر وهي تترجم هذا الكتاب وكأنه ينتمي إليها، بل أكثر من ذلك وكأنها هي مؤلفته، لفرط ما بدا لها أساسيا، مشيرة إلى أن تاريخ المغرب كان يكتب دائما اعتمادا على مراجع فرنسية معربة في هذا الصدد عن اعتقادها أنه آن الأوان ليكتب التاريخ انطلاقا من مراجع إسبانية.


وبدوره سجل الباحث ومقدم الكتاب وناشره عبد الغني أبو العزم أن الكتاب يعتبر مؤلفا تاريخيا يعتمد الوثيقة في أدق تفاصيلها ويعيد إليها مكانتها العلمية، موضحا أنه لم يكن اعتماد الوثيقة عند روسا دي مادرياغا مجرد رصد للأحداث وتتبعها، بل كانت على الدوام تسعى إلى تحليل ورصد الملابسات المحيطة بها والعوامل التي كانت وراء إنتاجها.


وأضاف أن الباحثة جعلت من قضية الريف، ميدان تخصصها في مجال التاريخ الحديث، منذ مقالاتها الأولى ورسالة أطروحتها “إسبانيا والريف: أحداث تاريخ شبه منسي”، حيث تمكنت خلال مسارها العلمي من جمع ورصد وتصنيف وثائق غنية بدلالاتها ومرجعيتها ذات الصلة بالمرحلة.


أما الباحث والكاتب والوزير السابق العربي المساري فاعتبر في هذا اللقاء أن كتابات دي مادارياغا تشكل مجهودا ثقافيا وفكريا جديدا يسلط الضوء على ما حصل في الماضي، وقال إن القرن العشرين بالنسبة لإسبانيا كان قرنا مغربيا بامتياز.


ومن جهته قال عبد الواحد أكمير، الباحث في العلاقات المغربية الإسبانية، إن كتب روسا دي مادارياغا يطبعها قاسم مشترك يتمثل في تداخلها وتكاملها، مسجلا أن الأحداث التي كانت تقع في المغرب تنعكس بصورة مباشرة على السياسة الداخلية لإسبانيا.


فمارية روسا دي مادارياغا حاصلة على الإجازة في الفلسفة والآداب بجامعة كومبلوتينسي مدريد، وعلى دبلوم اللغة والأدب العربي من المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس، وعلى شهادة الدكتوراه في التاريخ بجامعة السوربون بباريس.


واشتغلت كموظفة دولية مدة أربع سنوات باليونسكو، ولها إلمام واسع ومعرفة بتاريخ العلاقات المغربية الإسبانية، ويشهد لها على ذلك عناوين لمؤلفاتها مثل “إسبانيا والريف.. أحداث تاريخ شبه منسي2000 “، و”المغاربة وفرانكو خلال الحرب الأهلية الإسبانية 2002″، و”خندق الذئب، معارك المغرب 2005″، فضلا عن مقالات متعددة عن العلاقات بين المغرب وإسبانيا نشرت بعدة مجلات إسبانية وأجنبية.


أما المترجمة كنزة الغالي فهي تشتغل أستاذة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وهي عضوه بالشبكة الدولية للمرأة والهجرة، وعضوه بمركز الدراسات الإسلامية للمتوسط بالجامعة المستقلة لمدريد وباللجنة الثنائية المغربية الإسبانية للدراسة والتشاور حول قضايا الهجرة.


تجدر الإشارة إلى أنه تم أيضا خلال هذا اللقاء عرض كتاب “عبد الكريم الخطابي: نضال من أجل الاستقلال” الصادر باللغة الإسبانية لنفس المؤلفة روسا دي مادارياغا والذي يتطرق للأفكار والحياة السياسية والإنسانية لشخصية الخطابي باعتباره رمزاَ من رموز حركات التحرير الوطنية للبلدان المستعمرة خلال النصف الأول من القرن العشرين، فضلاَ عن مجموعة من الأفراد الذين اصطفوا إلى جانبه.

‫تعليقات الزوار

1
  • aziz
    الأحد 7 نونبر 2010 - 05:42

    ou on peux trouver ce livre ou maroc ou on france merci

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين