الحجمري: حيويّة النشر تواكب تدنّي مستوى القراءة في المغرب

الحجمري: حيويّة النشر تواكب تدنّي مستوى القراءة في المغرب
الإثنين 9 فبراير 2015 - 03:15

عبد الفتاح الحجمري، رئيسُ لجنة القراءة المكلّفة بانتقاء مشاريع النشر والكتاب المُؤهّلة للاستفادة من الدّعم السنوي الذي تخصّصه وزارة الثقافة للقطاع، لم يخف كون مجال النشر والقراء يعيش مفارقةً تتمثّل في كوْنه يشهد حيويّة مهمّة على صعيد النشر والتوزيع، في مُقابلِ تدنّي مستوى القراءة وسط المجتمع المغربيِّ.

ما عبّر عنْه الحجمري زكّتْه وزارة الثقافة، في التقديم الذي صدّرتْ به نتائج طلباتِ عروض مشاريع النشر والكتاب، بقولها إنّ قطاع النشر والكتاب بالمغرب “يعرفُ بعْض التناقض على مستوى منظومته، فهناك غزارة وغنى وتنوّع من حيث الإبداع والإنتاج، من جهة، مقابل سلسلة إنتاجية لا تتحكم في مختلف الحلقات، من جهة ثانية”.

ويدفعُ هذا الوضع، بحسب “وزارة الصبيحي”، إلى تقليص الوقْع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي لقطاع النشر والكتاب. ولتجاوز الوضع الراهن، يرى مسؤولو وزارة الثقافة أنّ الأسئلة التي يفرزها واقع النشر والكتاب تقتضي مقاربة تشاركية شاملة، تتمثل في إطلاق خطة وطنية لدعم القطاع، في أفق خلق صناع ثقافية وإبداعية، وهم ما تقول الوزارة إنها تسير في منحاه.

وبلغة الأرقام، فقدْ استحوذت طالباتُ الدعم المتعلقة بالمشاركة في معارض الكتاب الوطنية والدولية على نسبة 30 في المائة من القيمة الإجمالية للدعم في دورته الأولى، والتي ناهزتْ 400 مليون درهم، فيمَا استحوذتْ طلباتُ دعم مشاريع الكتاب والنشر على 25 في المائة، وتوزَّع الدعم على باقي المجالات، ومنها النشر الخاصّ بذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقون بصريا)، الذي تمّ دعْمه لأوّل مرّة.

وبلَغَ عدد المشاريع المُقدّمة في مجال نشر الكتاب 349 مشروعا، تمّ قبول 147 منها، وبلَغ الدعم الممنوع لأصحابها 1,488,000 درهما؛ وفي مجال نشر المجلات الثقافية بلغت عدد المشاريع التي توصّلت بها لجنة القراءة 24 مشروعا، قُبلَ منْها 23 مشروعا، ومُنحَ لأصحابها 751,400 درهما، في حين بلغ عدد مشاريع إطلاق وتحديث المجلات الثقافية الإلكترونية 3 مشاريع، قُبل منها مشروع واحد ودُعم بـ15,000 درهمٍ.

وفيما يخصّ المشاركة في معارض الكتاب الوطنية والدولية فقدْ بلغ عدد المشاريع المُقدّمة 132 مشروعا، قبِلتْ منها لجنة القراءة 98 مشروعا، وتمّ دعمها بـ889,100 درهما، في حين بلغَ عدد المشاريع المتعلقة بإحداث وتحديث وتنشيط مكتبات البيع 9 مشاريع، تمّ دعْم 5 مشاريع المقبولة بـ77,000 درهم، وبلغت مشاريع القراءة العمومية والتحسيس بها 19 مشروعا، قُبلَ منها 13 مشروعا، ودعمت بـ208,000 درهما.

أما مشاريع النشر الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة فقد بلغت 3 مشاريع، دُعم اثنان منها بـ273,700 درهما، في حينِ لم تتعدّ المشاريع المتعلقة بمشاركة الكتاب المغاربة في إقامات المؤلفين مشروعا واحدا (1)، تمّ رفْضه من طرف لجنة القراءة، وعلّق وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي على ذلك، في ندوة صحافية أمس الجمعة بالقول “ليس هناك اهتمام من طرف الكتاب المغاربة بهذا المجال”.

وكشفتِ المُعطيات التي قدّمها مسؤولو وزارة الثقافة، أنّ محْور الدار البيضاء-الرباط يُهيْمن على قطاع النشر في المغرب، إذْ أنّ 58% من المشاريع المقبولة، حسب المُدن، ينتمي أصحابها إلى مدينة الرباط، تليها مدينة الدار البيضاء بنسبة 27%، ثمّ طنجة بنسبة 7%، فأكادير بنسبة 4%، ثم مراكش بنسبة 3%، في حين لمْ تحْظ مرتيل التي حلّت في الرتبة الأخيرة سوى بنسبة 1%.

وبيْما بلغ الغلاف المالي الذي خصّصته وزارة الثقافة لدعم مشاريع النشر والكتاب 10 ملايين درهم سنة 2015، لمْ يتمْ توزيع سوى ما يناهز 4 ملايين درهما، في الدورة الأولى، وهو ما جعل وزير الثقافة يقول إنّ الوزارة لا مانعَ لديْها من أن ترفع غلاف الدعم إلى 15 مليون درهم، لكنْ في ظلّ الوضع الراهن، ارتأتْ أنْ تكتفيَ بـ10 ملايين درهم.

‫تعليقات الزوار

7
  • zeraib charaf
    الإثنين 9 فبراير 2015 - 08:10

    امة اقرا لم تعد تقرا اليوم غير فواتير الماء والكهرباء ويضيع منها الخيط الابيض بين الالف والتاء… امة اقرا لم تعد تقرا اليوم غير النوايا وعيون الصبايا… امة اقرا لم تعد تقرا اليوم غير قراءة الطالع و الكف و فناجين القهوة كل صباح… وعجبي.

  • Tariq ATLAS
    الإثنين 9 فبراير 2015 - 08:31

    Mon Salam for Everybody
    …..Le pain nu ……………..la lecture chez les occidentaux car il ne le cherche pas……on est clair

  • KITAB
    الإثنين 9 فبراير 2015 - 08:38

    إنها كارثة مغربية قريبة من مستوى داء الإبولا

  • مغربي
    الإثنين 9 فبراير 2015 - 09:23

    تم قبول 6 كتب فقط بالنسبة للأمازيغية .
    في حين أن محمود درويش تم قبول 6 دواوين له.
    بمعنى أن الامازيغ في المغرب كلهم يعادلون شخصا فلسطينا في نظر وزارة الثقاة المغربية.
    أموال البلد تحرم منها الثقافة الامازيغية و تمنح بسخاء للمشارقة . فهل يحتاج محمود درويش الى من يطبع دواوينه التي تكدست في المكتبات؟
    دافعي الضرائب الأمازيغ المغاربة يحرمون من دعم أدبهم و تصرف على غير المغاربة أي على المشارقة الذين أتخمت المطابع السوق بانتاجاتهم.
    هل وزارة الثقافة هي فعلا مغربية أم مشرقية؟
    هل ما زلنا ننتج نفس الفكر العنصري التمييزي بين المغاربة من طرف وزارة هي وزارة الثقافة ؟ الثقافة ذات الرسالة النبيلة.

  • bassori
    الإثنين 9 فبراير 2015 - 13:11

    Pour expliqer la crise de lecture au Maroc il y a plusieurs raisons d ordre économiqe, culturel, social et pédagogique. Une simple comparaison avec les autres pays on relève les solutions pragmatiqes et possibles. En effet il faut une politique qi consiste a donnée une place importante aux bibliothèqes : bibliothèqes scolaires integrées á l enseignement avec des ouvrages de références , dictionnairs , encyclopédies; bibliothèqes publiqes,bibliothèqes universitaires, centres d archives avec accès libre. Tout ceci doit être confié á un personnel qalifié : bibliothécaires, documentalistes et archivistes. Ceci est la base de la promotion de la lecture. Boucoup de choses peuvent être mentionnées á ce niveau, mais le cadre ne le permet pas. La bibliothèqe et la bibliothéconomie doit être integré á l enseignement afin d initier l enfant aux outils de recherche dés son jeune âge. Les enseignants doivent guider les étudiants ds leurs travaux de recherches au local même de la bibliothèqe.Ainsi

  • أبو شادي
    الإثنين 9 فبراير 2015 - 14:01

    إن أي تحليل سليم لظاهرة تراجع القراءة لا يمكن إلا إذا تم في إطار التساؤل العريض : لماذا أصبح العلم والعلماء في أسفل درجات القيم ؟وفي المقابل بات ربح المال بشكل فاحش وسريع وتلبية الشهوات الرخيصة تحتل الصدارة،بل أصبحت على رأس
    قائمة الأولويات ،بدل اعتبارها من الحالات المرضية الخطيرة التي
    يجب التصدي لها بحزم وبصرامة.
    أليس من مآسي الانسانية أن تنتشر "الأغنية" الساقطة وهلوسة كرة القدم وما يدور في فلكها من تنظيم كؤوسأصبحت لا تعد، من
    الأورام الخبيثة التي تنخر جسم المجتمعات ؟
    أليس احتقار العلم والعلماء وتبجيل لاعبي كرة القدم و"المغنيين"
    و"الراقصين"الساقطين من مآسي الإنسانية التي قل نظيرها عبر
    تاريخ الانسانية؟ ناهيك عن البرامج الاذاعية والتلفزية التي هوت
    معظمها إلى هاوية سحيقة .
    إن الثقافة،في مختلف وجوهها،من مسرح وغناء وموسيقى وكتابة
    هي مرآة المجتمع. فمجتمع مصاب بالغيبوبة أو بالموت السريري المعنوي ،وهذا تحصيل حاصل،تكون ثقافتة كذلك ثقافته في حالة
    موت سريري يكاد يكون ميؤوس من شففائه .

  • الورفلي اللیبي
    الثلاثاء 10 فبراير 2015 - 02:29

    لا یوجد تناقض لکن اصبح الاتجاه للکتب الدینیة وهذا نوع من التکتیم وجعل الامر ان القراءة قلت لکن الحقیقة ان هناک صحوة دینیة لکن کثیر من التغریبیین واصحاب الفکر العلماني لا یریدون الاعتراف بهذا الامر

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب