هكذا وظّفت الريفيات قصائد "إزران" لبث الحماسة ضدّ الاستعمار

هكذا وظّفت الريفيات قصائد "إزران" لبث الحماسة ضدّ الاستعمار
الأحد 5 أبريل 2015 - 08:45

قال عبد الإله الشيخي، النائب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالحسيمة، إن المرأة الريفية وظفت ، خلال فترة الإستعمار ، “إزران” بكل براعة وإتقان لبث الحماس في نفوس المقاومين وتحفيزهم على مواجهة المستعمر.. وذلك في تطرقه للتراث الشعري لنساء المنطقة خلال ذات الفترة من تاريخ المغرب.

وأكد الشيخي أن المرأة الريفية اضطلعت بدور طلائعي في مكافحة المستعمر من خلال حث المقاومين على الصمود والإستمرار في الدفاع عن قضيتهم المشروعة ، موضحا أن الروايات الشفهية تكشف عن تفاصيل دقيقة حول مشاركة المرأة الريفية على غرار المرأة المغربية بشكل عام في أعمال المقاومة .

وأضاف ذات المسؤول الإقليمي أن أدب المقاومة شكل أحد أشكال المقاومة ضد الإستعمار خاصة من خلال الاشعار ” زران” التي كانت بمثابة سلاح لا محيد عنه في خدمة القضية ، مشيرا إلى أن “ما وصلنا من أشعار حول تلك الفترة يدل على مدى المساهمة الفعالة للمرأة إلى جانب الرجل في مقاومة الاستعمار”.

وسجل الشيخي أن النساء كن يقمن من جهة بجمع المعلومات حول مواقع تمركز العدو وحول المتعاونين معه ، ومن جهة ثانية كن يعملن على تحفيز المقاومين من خلال مدحهم ورثاء الشهداء وهجاء المتخلفين.. وأشار إلى أنه فضلا عن الأعمال المنزلية والرعي ، كانت المرأة الريفية تتكفل بتوفير المؤن للمقاومين وعلاج الجرحى ، كما اضطلعت بدور كبير في نشر القيم الحضارية والثقافية وغرس مبادئ المواطنة في نفوس الأجيال الصاعدة .

وحسب ذات المتحدث بصفته البحثية فإنه بعد السيطرة على شرق الريف إثر استشهاد القائد محمد أمزيان ، بدأت الجيوش الإسبانية تتوسع نحو الغرب بهدف الوصول إلى قبيلة بني ورياغل ، حينه لعبت المرأة دورا أساسيا في استنهاض همم المقاومين لكبح جماح الغزاة برفع الراية الخضراء التي هي رمز للكفاح .

وأورد الشيخي في هذا الصدد بعض الأشعار بالأمازيغية التي تتحدث عن تلك الفترة منها ” ايوريد أرومي أيارسا ذي روضا ، شيار أ يامنة س أرمجدور أزكزا ” أي “وصل الأجنبي واستقر في السهل ، حركي يا يامنة حزامك الأخضر”.. وأشار الباحث إلى أنه خلال المعارك بين الإحتلال والمقاومين تم نظم العديد من القصائد الشعرية منها على الخصوص قصيدة “دهار أوبران” المصنفة ضمن الإبداع الجماعي ، والتي تعتبر وثيقة تاريخية ذات قيمة كبيرة.

وسجل الشيخي أن الشاعر الأمازيغي الريفي احتفى بالمرأة ورفع من قدرها باعتبارها الأصل في وجود المقاومين الأشاوس .. ” فاطمة الريفية طوبى لك إن أنجبت … وطوبا لك حين تهدهدين رضيعك “.. وبالرغم من العادات والتقاليد السائدة في تلك الفترة خاصة في المناطق القروية ، فقد اضطلعت المرأة الريفية بدور محوري في حركة المقاومة وفرضت نفسها في مجال محفوف بالمخاطر ، ما يستدعي تكريم هؤلاء النساء اللائي دافعن عن وطنهن بشرف بعيدا عن الأضواء.

* و.م.ع

‫تعليقات الزوار

22
  • و بعد الاستقلال
    الأحد 5 أبريل 2015 - 09:13

    و بعد الاستقلال بداء التعريب القسرى للبشر و الشجر و الحجر لمحو تلك الاءشعار الامازيغية من الوجود: لكن اشعار,, ازران,, ستبقى الى الابد لاءنها ارادة الامازيغ

  • حميد شحلال
    الأحد 5 أبريل 2015 - 09:22

    ازران تعني بالعربية الغناء وليس الشعر
    ولكت اتفق مع الياس خلفي ان المراة المغربية بصفة عامة ضحت من اجل استقلال البلاد كما ضحى الرجل وان كان التاريخ لم يسجل الا اسماء قليلة للنساء اللواتي ضحين الى جانب الرجل حتى ان عدد النساء اللتي سجل التاريخ اسماءهن لا يتعد 400 امراة واظن ان ذلك راجع الى كون ان من كتب تاريخهن كان لا يسجل الا مت كانت منتمية لحزب من الاحزاب كحزب التحرير انا لللواتي كن يجاهدن في الخفاء فلم يكن يقم لهن احد وزنا
    وانا اقول ان المراة احيانا تضحي في الحرب اكثر من الرجل واقل متضحية هي كتم اسرار المجاهدين وبخاصة ازواجهن
    واخوانه واباءهن وبناءهن
    ولكن الاقلام الذكورية والمصالح الحزبية بخست المجاهدة المغربية حقها

  • بدون منة ولا طمع
    الأحد 5 أبريل 2015 - 09:40

    نعم إن للمرأة المغربية جولات وصولات في المقاومة ضد الإستعمار وقد أبلت بلاءا حسنا جنبا إلى جنب أخيها المقاوم المغربي ،لا ينكر ذلك إلا لئيم ،وشرف المقاومة يشمل نساء ورجال المغرب من أدناه إلى أقصاه وتحية إجلال وإعتراف للمرأة الأمازيغية والجبلية والغربية والأطلسية والصحراوية ،وقد ختم جلالة الملك المغفور له محمد الخامس بقوله المأثور لقد خرجنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ،ولم يبقى فضل لأمازيغي على عربي ولا لصحراوي على سوسي إلا بالعمل كلنا من المغرب والمغرب من أفريقيا المسلمة ،مرحلة تاريخية مضت فلا شريف ينفعه شرفه ولا مقاوم ينفعه فخره الفضل من الله ربنا وأمير المؤمنين يجمعنا و الوطن مؤوانا .

  • عبد المطلب تحونة من روطردام
    الأحد 5 أبريل 2015 - 09:41

    رغم كل هذا و ذاك، و رغم ما عاشته
    المرأة الأمازيغية من حرمان إبان تلك
    الحقبة السوداء من تاريخ وطننا لازالت
    نفس هذه المرأة تعاني الأمرين في مغرب
    اليوم، و ما حال "فضيلة" و "مي عيشة"
    إلا جزء يسير مما آلت إليه أوضاعهن حاليا.
    مرورا بالحصار الخانق المضروب عليها
    في ميدان الشغل و انتهاء بتكالب قوى
    رجعية انتهازية لمنحها "صك" الإجهاض
    عند كل حين، هذا مع المعانات اليومية
    في مجتمع تحكمه العنجهية و تغيب عنه
    أواصر إسلام لا يفهم الرجل منه إلا ما
    يحلو له. تتقاذفها أرجل المناديات بتحرير
    المرأة و أرجل ذئاب لا يحكمهم إلا منطقهم الضيق. لك الله يا جدتي، يا أمي، يا أختي، يا ابنتي و يا حفيدتي.

  • Abou yaser leon
    الأحد 5 أبريل 2015 - 09:48

    من يتأمل حالنا يقف على قيمة التخريب و التشويه المقصود لمنظومنا الأخلاقية .
    شتان بين نساء الأمس ونساء اليوم:كان الحياء ركيزتهن . مقاومات ،مناضلات ،شاعرات،مربيات،صانعات الرجال بحق نصف المجتمع بل المجتمع كله.
    اما اليوم فعري وفساد ومبيحات للاجهاض ومدخنات …راكضات وراء المال والشهرة ولو على حساب شرفهن .لننظر في الشوارع ،في الشواطئ ، في العلب الليلية ،في السهرات .
    التقليد العمى
    نسأل الله أن يقي ما صلح من النساء من التيه والانحلال وان يرد بهم ردا جميلا انه ولي ذالك والقادر عليه

  • الرجل الحر
    الأحد 5 أبريل 2015 - 09:51

    الامازيغ لازالو احرار كما عرفهم التاريخ

    كأمازيغي اتمنى تطوير لغتنا " الدرجة " التي تجمع الامازيغية والعربية والاسبانية في لغة مستقلة وتطويرها واضافة مصطلحات جديدة…

    والابتعاد عن القوميات العربية والتعصب الامازيغي

    فهنالك احصائيات تقول ان 69% من اطفال المغاربة لا يفهمون اللغة العربية جيدا

    مجتمع متماسك يعني احترام كل شرائحه …

    صحيح الداريجة ضعيفة ليس لها قواعد لاكن يمكن لنا كمغاربة ان نفعلها فاليبان طورت لغتها في بداية القرن الماضي

    ما عدا هدا سنرى صراعات مستقبلا فالمغرب لم يعد امازيغي فقط وليس عربي

    والقران كان حكيما في هدا وفعلا حكمة تجنبنا كل الصراعات

    لنستفد من الغرب متلا فأمريكا تتكلم الانجليزية وليس لديها ايت لغة رسمية ..

    شكرا المرجو النشر

  • rif
    الأحد 5 أبريل 2015 - 10:00

    L ecrivain americain a dit que chaque femme riffaine est poete par naisance. La femme riffaine actuelle se contente de rester a la maison est regarder la TV

  • سوسي
    الأحد 5 أبريل 2015 - 10:07

    طبعا أتذكر منذ كنت صغيرا و جدي رحمه الله كان يحديثني عن الريافة و شجاعتهم و بطولتهم ضد المستعمر الفرنسي و المستعمر الاسباني . للاسف لا ندرس هذا التاريخ المشرف للأمازيغ و المغاربة عامة . و يتم تعويضه بجرائم عقبة بن نافع ( الفتوحات ….؟؟؟؟ ) . تنميرت افلوجان هيسبريس .

  • لهلالي عبد الحفيظ
    الأحد 5 أبريل 2015 - 10:39

    أود أن أحيي وأشكر السيد النائب الاقليمي للمندوبية السامية للمقاومة على هذه البادرة الحميدة التي تدل على دراية تامة بالمهمة اداريا ومحيطا ثم على أهمية التواصل ، لقد نمت هذه الظاهرة فيما مضى بين عدد من السادة النواب في السينما في الأدب في الفن التشكيلي…واتمنى فتح هذا المشروع لجمع أدب المقاومة ضمن محاور الاجتماع السنوي وان كان هذا من السهل الممتنع و الشكر للأخ عبد الاله الشيخي مجددارغم الظروف التي تعرفها المندوبية مركزيا واقليميا .

  • مغرابي
    الأحد 5 أبريل 2015 - 10:41

    أي إحتفاء هذا و المرأة الريفيةخصوصا يعرف معاناتها الإجتماعية القاصي و الداني …

  • إلياس العماري
    الأحد 5 أبريل 2015 - 10:58

    أشاطركم رأي في قضية المرأة الريفية التي حاربت المستعمر بإزران. ولكن اليوم المستعمر عندكم موجود في المنطقة يجب عليكم محاربته ألى وهم بودرا ، إلياس العماري أخوه عمدة طنجة والتي أصبحت جهة واحدة ووووووهؤلاء هم خونة منضمين لاحزاب تخدم المصلحة الخاصة هل تظنون أولائك الذين يتواجدون بالرباط يريدون الخير لبلدهم أبدا. واش اللي كان كيقري مادة التربية الاسلامية وكان كيكثر فيها الغياب غد يرجى منه الخير. واش من معلم لاكبر غني في الرباط عندو مطبعة كتسوا 12 مليار
    شركاء لاباطرة المخدرات ويسمسرون لهم مع من أرادو . لا ثقة فيهم .
    احذروهم احذروهم جاء وقت الانتخابات فسيورون وجوههم وابتسامتهم ونفاقهم كل يوهم ولهذا احذروهم

  • aymane
    الأحد 5 أبريل 2015 - 11:05

    c'est un très bon article merci hespress bonne continuation

  • ⴰⴳⵣⴻⵏⵏⴰⵢ
    الأحد 5 أبريل 2015 - 12:15

    و بعد الاستقلال بداء التعريب القسرى للبشر و الشجر و الحجر لمحو تلك الاءشعار الامازيغية من الوجود: لكن اشعار,, ازران,, ستبقى الى الابد لاءنها ارادة الامازيغ

  • غريب !!!!!
    الأحد 5 أبريل 2015 - 14:05

    حين وقعت عيناي علي عنوان هذا الموضوع اسغربت و تساءلت كيف عمدت هسبريس اخيرا لنشر موضوع ايجابي عن الريف ؟ ولا شك ان كثيرين مثلي تساءلوا و استغربوا !!! اعرف ان تعليقي البريء هذا لن ينشر ، لان النشر متاح لمن يسب و يشتم و يلعن الامازيغ و خاصة اهل الريف اما من يحترم قواعد النشر و يترفع عن السقوط و الاندحار الي مستوي الاوغاد الحقودين و المرضي النفسيين فان هسبريس تابي ان تفتح لهم المجال للتعبير او الرد !!!

  • إلياس
    الأحد 5 أبريل 2015 - 14:17

    الورياغليون هم القبيلة الأكثر تشبتا بقيم الكرامة و عزة النفس، الموت أهون من الذل و العار. ذاك زمان، و في زماننا نرى ورياغليين ينبطحون أرضا أمام النظام من أجل مصالح و دراهم معدودة.

  • سناء من فرنسا
    الأحد 5 أبريل 2015 - 15:50

    اننا سنظل بدون ثقافة ما دمنا لا نتعلم ونتثقف باللغة الام،

    وشكرا هسبريس

  • يا زمان
    الأحد 5 أبريل 2015 - 16:13

    "ولاد الريف و گلعية هوما اللي جابو الحرية" على قولة جدتي رحمها الله

  • ورياغلي
    الأحد 5 أبريل 2015 - 16:35

    الشعر الأمازيغي الريفي أو ما يسمى محليا ب izran يجسد الواقع ويتحدث عن التاريخ على جميع المستويات الثقافية والاجتماعية الريفيات أبدعن في هذا المجال كما الرجال خصوصا في twiza …للكن اليوم بوجود من يحن للثقافة المستوردة ثقافة التخلف ثقافة الشرق العربي المتخلف الفوضوي..باتت ثقافة الأصلية للمغاربة مهددة يسراويل فضفاضة وجلابيب شفافية تظهر كل شيء واستوردو معها الفصائل الدينية المتخلفة..نعم للجلباب المغربي الأصيل والعاممة المغربية بعيدا عن الفصائل الدينية التي تشوه الإسلام. .أنا مغربي أمازيغي مسلم

  • hammouda lfezzioui
    الأحد 5 أبريل 2015 - 17:27

    ا نا في المغرب ,لست ريفيا ,لكني سمعت عن اجدادي وباللغة الامازيغية:targazt abed lkrim targazt irifeyen

  • زيــــــــــد
    الأحد 5 أبريل 2015 - 22:56

    المرأة الأمازيغية – وخلال حقبة الإستعمار حين يأتي المستعمر إلى الجبال التابعة الآن لإقليم شيشاوة (مراكش ) ويأمر سكانها بجمع الصوف لفائدته غنت كذلك مقاومة الاستعمار بشعرها الشفاهي وقالت:
    eghira ouroummi tadoute esgh oullinse
    إذا أراد الرومي الصوف يشتري غنمه

  • مغربي
    الإثنين 6 أبريل 2015 - 01:17

    اذا كانت الامازغية ترفع من معنويات المجاهدين فيما يرضي الله في تحرير بلدهم من قبضة الاستعمار, فهي لها قسط وافر في مناهضة الدكتاتورية الابوية وهيمنتها عليه. مقطع من قصيدة بالامازغية يوعود تاريخها الى سنة 1989تحت عنوان "أوما امزيان"بمعنى اخي الصغير. "بلا ترجمة"
    أما امزيان اتمندان خصتوباث
    رخمي تبدان اقدوحن
    امسحاسن زواجاث
    تشنزد اسانتن اممعاش غاثواث
    رمونت اتكساست بباس
    اتك الزايس أرفوقواث
    وايتك بو يميس
    ور يدجس رانتاث
    اتك ارمفتح نخ المحكماث.
    هذه الابيات صورة من الواقع انذاك التقتطها بعدسة العينين وبلورت في العقل ثم ترجمها اللسان, وليست مجرد خيال وقذف بين الاسنان.

  • أخوكم الريفي
    الخميس 9 أبريل 2015 - 05:42

    إخواني في المغرب عامة وفي الريف خاصة، نحن كنا نعرف للريف مزايا خاصة في التربية والرجولة في الماضي، والآن نجد أن هذه المزايا آندثرت وأصبح الرجل الريفي والمرأة الريفية يلفضان بأقوال ليس لها من الإسلام ولا من التقاليد الريفية صلة. إخواني في الريف تحلوا بالعز والتربية السمحاء المعروفة قديما عند الريف. والله الموفق.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات