في رحيل عمرو الطنطاوي .. الموسيقى المغربية تفقد أحد روادِها

في رحيل عمرو الطنطاوي .. الموسيقى المغربية تفقد أحد روادِها
الإثنين 4 ماي 2015 - 13:05

على بعد أيام من تخليد الموسيقيين المغاربة لليوم الوطني للموسيقى (سابع مايو من كل سنة)، فقدت الساحة الفنية الوطنية الأستاذ عمرو محمد الطنطاوي، أحد رواد الموسيقى المغربية، وفنانا من العيار الوازن ساهم في صنع وتثبيت وتطوير الموسيقى المغربية لأزيد من نصف قرن، ومساهما برصيد متميز من العطاء.

والراحل عمرو محمد الطنطاوي، الذي أسلم الروح لباريها يوم الجمعة الماضي بالرباط، عن سن الـ86 عاما، بعد معاناة طويلة مع المرض، من بين مؤسسي الجوق الوطني للإذاعة والتلفزيون، ساهم، بشكل كبير، في تطوير العزف على العود في المغرب، وفي توثيق وضبط العديد من الأغاني والمقطوعات الموسيقية المغربية، فقد كان سندا ومستشارا فنيا للعديد من الملحنين يلجأون إليه كلما أرادوا ضبط جملة لحنية أو بلورتها بشكل يفي بالغرض الإبداعي المنشود.

ويعتبر الراحل الطنطاوي من الرواد الأوائل الذين وضعوا اللبنات الأولى للموسيقى المغربية، في شكلها العصري الحديث، إلى جانب المرحومين أحمد البيضاوي وعبد النبي الجراري وعبد القادر الراشدي وعبد السلام عامر وصالح الشرقي وغيرهم …

ويجمع العديد من الموسيقيين المغاربة، سواء من جيل الرواد أو من الجيل الناشئ، ممن عرفوا الراحل عن قرب أو سمعوا عنه أو اشتغلوا إلى جانبه، على أن عمرو محمد الطنطاوي جسد، في مساره الفني الحافل، شخصية الفنان المثالي، بما جمع من حسن وسمو الأخلاق، والكفاءة الموسيقية العالية والتفاني والالتزام بأخلاقيات العمل الموسيقى، فقد كان دوما محل اعتراف من طرف زملائه ومجايليه من الفنانين، وموضع تقدير بالإجماع، ما جعله يحظى بمكانة متميزة في عالم الموسيقى بعطاءاته الغزيرة التي جعلت منه، رحمة الله عليه، فنانا مرموقا، ومرجعية موسيقية لا يمكن تجاوزها.

لا يمكن الحديث عن الموسيقى والغناء بالمغرب دون ورود اسم الراحل عمرو محمد الطنطاوي، فعلاوة على مشاركاته في العديد من الأعمال الفنية رفقة كبار الملحنين والمطربين المغاربة والعرب، كان مرجعا وذاكرة فنية خصبة، واكب المشهد الفني الوطني لأزيد من خمسة عقود، ساهم خلالها في تطوير الموسيقى المغربية بروح عصامية نال بها التقدير والإعجاب، وساهم، من موقعه كفنان مغربي، في بناء الوطن بما تأتى له من وسائل في تشييد صروح الفن والإبداع والعمل الجيد.

ولد الفنان الراحل عمرو محمد الطنطاوي في مدينة برشيد سنة 1929 في عائلة محافظة، والتحق سنة 1939 بالميتم البيضاوي (الدار البيضاء) حيث بدأ تعليمه الموسيقي على يد المرحوم المعلم أحمد زنيبر، والتحق بالجوق الجهوي لإذاعة الدار البيضاء سنة 1942، وفي شهر نونبر 1953 سافر إلى باريس بعد أزمة 20 غشت حيث التحق بالفنان الراحل محمد فويتح وبالفنانة الراحلة وردة الجزائرية واشتغل معهما قبل الالتحاق بأوبرا الجزائر، كما شارك في سهرة فنية لمساندة ضحايا زلزال مدينة الاصنام الجزائرية في شهر نونبر 1954، وعاد سنة 1954 إلى الجوق الجهوي للإذاعة بالدار البيضاء ليلتحق سنة 1959 بالجوق الوطني للإذاعة الوطنية كعازف على آلتي التشيلو (الفيولونصيل) والعود، وشارك، رحمه الله، في مهرجان شيراز سنة 1968 مع خماسي مغربي، وقام سنة 1976 بجولة فنية شملت عددا من دول الخليج.

وتفرد الراحل عمرو محمد الطنطاوي بأسلوب خاص في العزف على سلطان الآلات (آلة العود) التي اشتهر بها، واستفاد في ذلك من التقنيات التقليدية ومن ممارسته لآلة التشيلو ومن عزفه لآلة البزق اللتين أكسبتاه تمكنا في العزف بنقل الوضعية وقوة الريشة، لذلك كان يعتبر عماد الفرقة الموسيقية الوطنية في فترتها الذهبية، التي وثقت للروائع الخالدة من ريبرتوار الأغنية المغربية، فقد كان الفنان الطنطاوي يساعد الملحن المغربي الراحل عبد السلام عامر في تحويل ألحانه وبلورتها وتحفيظها لعازفي الجوق الوطني، ومن بين هذه العامريات الخالدات (القمر الأحمر) التي أداها الفنان عبد الهادي بلخياط، و(قصة الأشواق) و(راحلة) من أداء الراحل محمد الحياني.

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

14
  • مصطفى
    الإثنين 4 ماي 2015 - 14:32

    رحم الله عمر و الطنطاوي و اسكنه فسيح جناته

    افراد الجوق الوطني كلهم و بدون استثناء محترمون يستحقون الثناء كلهم يتقنون العزف وكلهم شاركوا في انجاح كثيرا من الاغاني .
    متع الله بالصحة و العافية من بقي من هذا الجوق .

  • عبد الرحيم سعداد
    الإثنين 4 ماي 2015 - 14:48

    يتقدم عمال ومستخدمو وأظر مطار محمد الخامس الدولي بالنواصر بأحر التعازي والمواساة الى أسرة المرحوم الحاج الطنطاوي تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته مع الذين أنعم عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا سائلين العلي القدير ان يلهم أسرته الصغيرة والكبيرة- وعلى رأسهم سميرة الطنطاوي الاطار بالمكتب الوطني للمطارات- الصبر والسلوان- انا لله وانا اليه راجعون .

  • juba
    الإثنين 4 ماي 2015 - 15:00

    ر حم الله كل اموات المسلمين. لكن ما يعاب على هولاء اللدين يسمون "رواد" انهم تتلمدوا فى المشرق ونقلوا الينا تركيبتهم الجوقية والصقوا اليها اللهجة المحلية فاسموها "الموسيقى المغربية العصرية" ولدلك فانها لم تفرض نفسها على المستمع المغربي رغم انها استفردت بالاداعة والتلفزة لعقود. فلا تكاد تجد من يقتني اسطواناتها. بل تجد المغاربة يطربون للموسيقى الشعبية رغم ركاكتها ورتابتها. فالاجدر بهولاء "الرواد" و كذلك ا لاداعة والتلفزة ان يتخلوا عنها وياخدوا بيد الموسيقات المحلية: (العيطة. المجموعات.الروايس….) التي يمكن ان نصل بها الى العالمية كما وصل الجزاءريون بالراي.

  • mouwatine
    الإثنين 4 ماي 2015 - 15:00

    رحمه الله واسكنه فسيح جناته ، مغربي حر ووطني خالص.

  • عيسى بلجيكا
    الإثنين 4 ماي 2015 - 15:02

    عزائي للاسرة المحرحوم اللهم ارزقه الجنة يارب و كذلك للاسرة الفنية بالمغرب.ان لله وان اليه راجعون اللهم ارزق اهله الصبر و السلوان

  • ABDO
    الإثنين 4 ماي 2015 - 15:12

    إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم إرحمه وسكنه فسيح جناتك ياأرحم الراحمين يارب العالمين . وأرزق دويه الصبر والسلوان

  • Aissa belge
    الإثنين 4 ماي 2015 - 15:54

    Je vous prie d'accepter mes plus sincères condoléances. Aucun mot ne pourrait exprimer la tristesse que vous devez ressentir en ces moments douloureux.
    aissa

  • hassan
    الإثنين 4 ماي 2015 - 16:38

    Que Dieu l'aie dans sa misoricorde.La disparition de ce Grand artiste reveille en moi la notalgie et les souvenirs des des années 60 et 70.

  • majus
    الإثنين 4 ماي 2015 - 19:28

    nous avons perdu un reel artiste dote d un style si particulier et d un talent exceptionnel,je le voyai constament avec tte son elegance et son amour propre intouchable du cote de mabella ou il residait/.dommage que la jeunesse du domaine n a pastant appris de son experience et de son art inne?allah yarham sidi omar ainsi va la vie

  • امحمد
    الإثنين 4 ماي 2015 - 21:02

    اللهم ارحمه ونقيه من الخطايا منا ينق التوب الأبيض من الدنس تعازينا لأسرته ان لله وإن إليه راجعون

  • Mohamed Louchahi
    الإثنين 4 ماي 2015 - 21:47

    و تلك ا لايام نداولها بين لناس الله يرحم موتانا ويرحم ذاك الزمن .والذي لايعوض البثة . رحل راحل واخذ في راحلته راحلة وقمري الاحمر الخجول . وطفق ناس في البراري يكيلون لنا طقاطيقهم المخجلة والمرعبة الا دون اخلاق وادب ولا حثى احتشام. رحم الله عمرو وانا اليه راجعون.

  • السلام
    الثلاثاء 5 ماي 2015 - 00:37

    موسيقى تركية لا اقل و لا اكثر . رحمك الله

  • ghrighi7i 100/100
    الأربعاء 6 ماي 2015 - 04:15

    يا ريت لو ان كل هذه الدعوات و الترحمات كانت موجهة لاخيه رحمة الله عليه السيد سمحمد الطنطاوي الذي كان يحب اهله و دمه و لا يهتم لمال و لا جاه
    رحمة الله عليه لا يخاف سوى الذي خلقه و يشهد شهادة حق لدرجة انه حرم من أشياء كان في حاجة ماسة لها لكنه لعزة نفسه و لامانه و قناعته تخلى لكم يا دوي القلوب المحجرة المملوءة بالانانية و الكبر
    يا من يبحثون عن الدنيا و ينسون الدين
    يا من اكلو لحم اهلهم و دويهم اتقو الله لعلكم ترتاحون و لو ساعة من نهار
    و اخر كلمة لي
    لااله الا الله محمد رسول الله
    لقاؤنا يوم الحساب يوم يأخذ كل دي حق حقه

  • مهدزي
    السبت 9 ماي 2015 - 00:29

    كان رحمه الله احسن عازف للعود في المغرب و بعده عبد الوهاب الدكالي.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة