الخلفي يُشرِّح واقع وآفاق تطوّر الصناعة السينمائية بالمغرب

الخلفي يُشرِّح واقع وآفاق تطوّر الصناعة السينمائية بالمغرب
الإثنين 18 ماي 2015 - 07:00

قالَ وزيرُ الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، إنّ تطوَّر السينما المغربية رهين باشتغال العاملين في القطاع على القضايا التي يمُور بها المجتمع المغربي، بما يُفضي إلى تحوُّلٍ يقوم على بناء سينما مغربية تستند على رصيد المكتسبات وتتطور في إطار مناخ الحرية، وفي إطار القيم والثقافة المغربية، والانفتاح على العالم وعلى الإنسانية، بما يؤدّي إلى السموّ بواقع المجتمع.

واعتبرَ الخلفي في حديثٍ لهسبريس، أنّ التحوّل نحو بروز صناعة سينمائية ذاتِ وزْن لا يُمكن أن يتحقّق إلّا إذا استطاعَ السينمائيون المغاربة تقديم إنتاج سينمائي ينطلق من الواقع المغربي، ويعالج إشكالاته، ويشتغل على قضاياه، استنادا على رصيد المكتسبات الذي تحقّق، لافتا إلى أنّ ثمّة حاجةً للمصالحة بيْن المجتمع والسينما، وهو ما لا يُمكن أن يتحقّق إذا لم يجد المجتمع في هذه السينما صورة تشبهه.

وأشار وزير الاتّصال إلى أنّ هناك قسْما من العاملين في ميْدان السينما المغربية معنيّ بالاشتغال على قضايا المجتمع المغربي، وأسئلته وقضاياه، قائلا إنّ هناك عطاءات سينمائية دالّة وبارزة استطاعت أن تقدم هذا النموذج، لكنّه في المقابل أشار إلى وجود مُخرجين ومنتجين آخرين ظلوا ينتجون أعمالهم السينمائية وفق رهانات وأسئلة الآخر الأجنبي، وليس انطلاقا من أسئلة الواقع المغربي وإشكالاته وقضاياه.

واعتبرَ الخلفي أنّ التحدي الأكبرَ أمام تقدّم السينما المغربية في الوقت الراهن، يكْمُن في كيفية الانتقال من التطور الكمّي (إنتاجُ حوالي 25 فيلما سينمائيا سنويا، وتنظيم 50 مهرجانا في السنة)، إلى التطوّر الكيفي (إنتاجُ أعمال سينمائية ذاتِ مضمون جيّد)، فضلا عن تحدّي الجودة من الناحية التقنية، موضحا أنّ التحولات الرقمية والتكنولوجية انعكست إيجابا على تكلفة الإنتاج، حيث تقلصت الكلفة بشكل كبير، لكن في الآن نفسه تفرض مواكبة تقنية وتأهيلا للخبرات.

وفي الوقت الذي يرى كثير من النقاد أنّ السينما المغربيّة لمْ تتطوّر، رُغم الاعتمادات المالية التي تضعها الوزارة الوصيّة على القطاع لدعْم الأفلام السينمائية، قال الخلفي إنّ المؤشرات الموجودة تعكس عناصر إيجابية في تطوّر الصناعة السينمائية بالمغرب، غيْر أنّه استدرك أنّه ليْس من السهل تجاوز التحدّيات المطروحة، والتي اعتبرها “تحدّيات كبيرة”، ترتبط بتأهيل الموارد البشرية، وتطوير القدرات التقنية، والخبرات المرتبطة بالسيناريو والإخراج.

وأكّد الخلفي أنّ التحدّيات التي تواجهها السينما المغربيّة تقتضي تضافر جهود الفاعلين في المجال السينمائي، قائلا “هذه مسؤوليات مهنية ولا يمكن أن ننتظر من حكومة أو وزيرٍ أن يعالج كل هذه الإشكالات، ولهذا أعتبر أن أنّ أحد العناصر الإيجابية حاليا هو وجود عمل تشاركي جماعي بين مختلف الهيئات المعنية، وهذا من شأنه أن يساعدنا على التقدم بهذا القطاع”، وتابع أنّ مهمّة الوزارة تنحصر في توفير الشروط التي من شأنها أن تمكّن المهنيين من النهوض بمهنتهم.

علاقة بذلك، قال الخلفي إنّ منهجية العمل التي وضعتْها الوزارة للنهوض بالقطاع السينمائي بعد مجيئه انبنتْ على سياسة رامتْ في المقام الأول الاشتغالَ على إصلاح منظومة الدعم، سواء المخصّص لإنتاج الأعمال السنمائية، أو المهرجانات، أو القاعات السينمائية، موضحاً أنّ الدّعم الذي يتلّقاه المهنيّون العاملون في مجال السينما أصبح يتمّ عن طريق لجان مستقلة، ومنظومة محكومة بالمنافسة الحرة، وتخضع لافتحاص مالي من قبل المفتشية العامّة لوزارة المالية.

وأضاف أنّ الخطوة الثانية في عمل الوزارة تمثّلت في العمل على مستوى تطوير إدارة المركز السينمائي المغربي، عبر إصلاح نظام المستخدمين بشكل أوّلي، واعتماد منظومة إطار قانوني جديد، وصياغة مشروع قانون جديد لإطلاق استشارة تهم الصناعة السينماتوغرافية، وهو بيد الأمانة العامة للحكومة، مضيفا أنّ كلّ هذه الإجراءات استوعبت مجموع التحولات التي طرأت على المجال السينمائي في المغرب خلال أزيد من الثلاثين سنة الأخيرة.

وشدّد الخلفي على ضرورة العمَل الجماعي وتكثيف جهود جميع الفاعلين في المجال السينمائي للرقيّ به نحوَ الأفضل، مشيرا إلى أنّ الورش الثالث من بيْن الأوراش التي فتحتْها الوزارة للنهوض بالقطاع، تمثّل في إطلاق مقاربة تشاركية للنهوض بالقطاع السينمائي، بناءً على خُلاصات المناظرة الوطنية حول السينما، والتي كان من نتائجها كتاب أبيض “يشكل خارطة طريق للنهوض بالسينما المغربية”، يقول الخلفي.

وأكّدَ وزيرُ الاتصال على أهمّية التكوين للنهوض بالقطاع السينمائي في المغرب، مشيرا في هذا الصدد إلى أنّ الورش الرابع الذي فتحتْه الوزارة همَّ إطلاق المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، وهو في سنته الثانية، من أجل توفير برامج للتكوين والتكوين المستمر للمشتغلين في مجال السينما والسمعي البصري، لافتا إلى أنّ الوزارة أطلقتْ أيضا، برنامجا وطنيّا لدعم الأفلام الوثائقية المتعلقة بالصحراء المغربية، لإبراز تاريخ المنطقة الثقافية، بشراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط، بغلاف مالي يصل إلى 15 مليون درهم.

وعلاقة بالدّعم المالي للإنتاجات السينمائية، أشار الخلفي إلى إنّ الوزارة عملت على إصلاح منظومة الدعم، من أجل حكامة جيدة للأموال المرصودة، والتي تربو عن 90 مليون درهم سنويّا سنويا، تخصّص 60 مليونا منها لدعم الأفلام السينمائية، و25 مليونا لدعم المهرجانات السينمائية، و 7 ملايين لدعم القاعات السينمائية، وأضاف أنّ المنظومة الجديدة للدعم تقوم على فلسفة المرافعة، حيثُ يَلزم أصحابَ المشاريع التقدّم بمشاريعهم أمام اللجنة المكلفة بالدعم، “وهذا لم يكن في السابق”، يقول الخلفي.

وأرْدفَ أنّ الدّعم الماليّ المُخصّص لدعم الانتاجات السينمائية يُصرف بناء على إعمال إطار جديد لضبط النفقات الخاصة بالإنتاج السينمائي، وفق دفتر تحمّلات واتفاق موقّع بين المركز السينمائي المغربي وشركات الإنتاج، كما يخضع الدعم المصروف للافتحاص اللاحق من طرف المركز السينمائي المغربي، والمفتشية العامة للمالية، ولفتَ الوزير إلى أنّ الحكامة على مستوى الدعم ستمكّن على المدى المتوسط من معالجة معضلة التوفيق بيْن الكيْف والجودة.

من ناحية أخرى، قالَ الخلفي إنّ الاستثمارَ الأجنبي في مجال السينما بالمغرب عرَفَ خلال السنوات الأربع الأخيرة تطوّرا لافتا، مشيرا إلى أنَّ مدينة ورزازات، التي تُعتبرُ قبْلة عدد من المخرجين السينمائيين العالميين، “كانت تعيشُ حالة شبه إفلاس، غيرَ أنّه مع مجيء الحكومة الحالية، تضاعف حجم الاستثمار السينمائي الأجنبي في المغرب ما بين 2011 و 2014 عشْرَ مرّات”، مُعتبرا أنّ هذا التطوّر يعزّز موقع المغرب كوجهة في مجال الصناعة السينمائية على المستوى العالمي.

‫تعليقات الزوار

11
  • abboud
    الإثنين 18 ماي 2015 - 07:42

    الى حد الان لم نر الا -تطورا- في مشاهد الخلاعة و القبلات
    ومؤخرا صرح احد المخرجين انه يحيي الفنانات بتقبيلهن على الشفتين حتى يشجعهن على -العطاء- في افلامه .

  • rachidoc1
    الإثنين 18 ماي 2015 - 09:49

    >> من شرح الباري لصحيح البخاري إلى ستيفن سبيلبرغ

    واش الخلفي كيعرف الفرق ما بين الجينيريك و الكاستينغ باش يفتي ف أمور السينما ؟
    C’est clair

  • said
    الإثنين 18 ماي 2015 - 09:58

    الصورة المصاحبة للمقال لها دلالة عميقة عن مستقبل السينما بالمغرب وعن هذا الفن الذي اصبح مصدرا للارتزاق والتزلف. فلقد تبين لنا من خلال الصورة شخصية السيد وزيرالاتصال ثم شخصية السيد المنطرش لكن من يكون ذلك الشخص الباسم؟ الجواب لدى العاملين بالاتصال وطلبةواطر المعهد الذي ولد ميتا ولاحول ولاقوةالابالله العلي القدير.

  • متابع
    الإثنين 18 ماي 2015 - 11:18

    نعم لقد تم إطلاق المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، وهو في سنته الثانية، من أجل توفير برامج للتكوين والتكوين المستمر للمشتغلين في المجال ….. لكن لم نسمع شيئا عن هذا المعهد ولا عن اي تكوين في هذا المعهد الذي يديره شخص عرف كيف يتخلص من مهمته أستاذا في المعهد العالي للاعلام والاتصال ليتسلق المناصب بالفن (السينمائي )

  • المدينة الفاضلة
    الإثنين 18 ماي 2015 - 11:59

    تكدبون على انفسكم! عن اي سينما تتحدثون وعن اي واقع؟فقط الدعارة والانحراف ما يوجد في المغرب؟جل الافلام السينمائية تتحدث عن الدعارة والانحراف.اهذا هو الواقع المغربي؟الا توجد قصص لاناس نجحو في حياتهم الاتوجد اخلاق ومبادئ في هذا المجتمع؟اليس على السنيما تشجيع قصص النجاح والتربية وليس الاكتئاب.الواقع عشه انت يا وزير لا شيء.

  • مجموعة من خريجي معهد وارزازات
    الإثنين 18 ماي 2015 - 12:34

    نحن مجموعة من الطلبة خريجي المعهد..تسجلنا في ﻻئحة les stagaires باامركز CSM باارباط ﻻزلنا مند تخرجنا 2011-2012-2103 .وﻻ زلنا ننتظر ادماجنا ولكن جل المنتجين ﻻزالوا يشغلون الاقارب والصديقات وغيرهم..وبعضنا يشتغل شهر او شهرين في السنة وباثمنة زهيدة ويبقون دائما بصفة مساعد assistant فﻻ ادماج وﻻ بطاقة وﻻ هم يحزنون وكنا طامعين في كرم هده الحكومة اﻻصلاحية..سيدي نناشدكم الله ان ترحمونا ﻻننا نريد بناء اسر وفتح بيوت..نرجو ان يجد ندائنا آذانا صاغية..وان تتركوا بصمتكم في هده الوزارة..تقنيو الديكور والملابس وغيرها-معهد فنون السينما بوارزازات-

  • baba
    الإثنين 18 ماي 2015 - 16:04

    الخلفي أصبح مخرجا سينمائيا. سينما الpjd

  • عائشة إبراهيم
    الإثنين 18 ماي 2015 - 23:00

    ويلي ويلي باش محزمة سنيما المغربية . ومشات فيهاااا..

  • Mazouz
    الثلاثاء 19 ماي 2015 - 16:43

    Cinema doit être géré par le ministère de la culture, pas par le ministère de la communication.

    C'est la aussi un grave problème de la gestion des choses au maroc, toujours une gestion secrétaire.

    Nous savons tous que le ministère de la communication est une cellule du ministère de l'intérieur. En fait, tout les ministères au Maroc sont des cellules du ministère de l intérieur

  • الحسن لشهاب
    الثلاثاء 19 ماي 2015 - 17:43

    فعلا اختيار المواصيع السينيمائية و المسرحية و الشعرية و الخطب الدينية كلها اشياء ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها من اجل السموّ بواقع المجتمع و من اجل تطوير و تحسين القيم الثقافة و الإنسانية و السلوكاتية المغربية ، ولكن هل صناع اديلوجية اقتصاد الريع ،و مسانديهم عمالقة الفساد و اباطرة المخدرات و الاسلحة ،سيروجون الافلام الواقعية المتخلقة و يتنازلون عن الافلام التجارية المميعة التي تندمج كليا مع ثقافتهم الراسمالية و اخلاقهم الدنيئة ؟ فعلا يبقى راي السيد الوزير كانسان و كمثقف راي في صلب الموضوعية ،ولكن هل عمق نظام القطب الواحد الراسمالي،وعمق اقتصاد الريع ،و انجاح مشروع اديلوجية البحث عن مصادر القوة مهما كان مصدرها المادي و المعرفي و الخلقي ،سيفسح المجال لانجاح المشاريع الثقافية و الاجتماعية و الاخلاقية ؟

  • lihkidalih
    الإثنين 25 ماي 2015 - 11:12

    عندك الصح اختيار حضاري العفن أو السينما والغناء والمخدرات تطيل أمد الكراسي .لكنها تخلف كوارث أكبر مما نراه اليوم.

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 2

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز