الراحلة أمينة اللوه.. ابنة الحُسيمَة أيقونة الأدب المغربي المعاصر

الراحلة أمينة اللوه.. ابنة الحُسيمَة أيقونة الأدب المغربي المعاصر
الخميس 23 يوليوز 2015 - 03:45

عندما يتناول تاريخ الأدب المغربي المعاصر بتاء التأنيث يتسامق اسم الراحلة أمينة اللوه، التي لبت نداء ربها نهاية الأسبوع المنصرم، لموقعها البارز في المشهد الأدبي الذي بصمته منذ أزيد من ستين سنة بمداد من ذهب كأيقونة مولعة بجمال الكلمة في أسمى تجلياتها.

وتعتبر الراحلة أمينة اللوه، التي ووري جثمانها الثرى بتطوان، طيلة مسارها الأدبي والتربوي الحافل بالعطاءات الغزيرة، مثالا حيا للمرأة المغربية المثقفة، وهي التي شاركت أجيال الأدباء والمفكرين قبل استقلال المغرب وبعد استقلاله تطوير الأدب وترسيخ معالمه وإسماع صوت المرأة.

ويجمع مثقفو المغرب على أن أمينة اللوه، التي ولدت سنة 1926 بالحسيمة وحصلت على شهادة الدكتوراه سنة 1978 ، أحدثت تأثيرا بينا وراقيا في الإبداع الأدبي المغربي من خلال كتابات أدبية وتاريخية وازنة ومقالات تحليلية استقرأت الواقع وأعطت القيمة المضافة الحقيقية للأدب المغربي فنا ونقدا وذاكرة وسمت به صحبة من عاصروها من جيل رواد الأدب الحديث إلى أعلى المراتب في خريطة الإبداع العربي.

وانخراط أمينة اللوه في مجال الأدب لم يكن صدفة أو ترفا فكريا ، خاصة وأنها سليلة عائلة فكر وعلم وثقافة، والدليل على ذلك أن الأديبة الراحلة كانت أول امرأة مغربية حصلت على شهادة عليا من جامعة مدريد في تخصص آداب سنة 1957 . كما كانت من الأوليات اللواتي حصلن على جائزة المغرب للآداب سنة 1954 تنويها بمؤلفها “الملكة خناثة قرينة المولى إسماعيل” قبل أن تتوالى إبداعاتها التي استوفت من كل الجوانب شروط الأدب الراقي والرفيع وستبقى خالدة.

ولا يمكن الحديث عن مجال التربية بالمغرب دون ذكر اسم أمينة اللوه، ليس فقط لأن الراحلة كانت عضوا فاعلا ومجدا في اللجنة الملكية لإصلاح التعليم، بل ولأنها مربية أجيال انشغلت منذ وقت طويل بالقضايا التربوية والتعليمية بصمت ونكران ذات وبالعمل الميداني المضني وبإعداد البرامج التعليمية الناجحة وتطوير المشهد التعليمي الوطني وتدبير المؤسسات التعليمية العمومية بحكمة وتبصر، حتى أضحت مرجعا في هذا الحقل الحيوي، الذي أنجب المئات من الأطر من مختلف مدن المغرب والتي ساهمت من موقعها في بناء أسس المغرب الحديث.

وإذا كان الأدب المغربي قد فقد امرأة مبدعة ومربية معطاء وهرما كبيرا جاد به زمن الأدب الجميل، فإنه لم يفقد حتما قلما سبقت أعماله عصره، ولم يترك مجالا فكريا إلا وخاض فيه بموضوعية واجتهاد ونزاهة، وحمل مشعل الفكر والثقافة الوطنية الصادقة ، يمكن لكل المغاربة أن يتباهوا به شكرا وعرفانا وتقديرا.

ولاشك أن أمينة اللوه، الأديبة والمربية بخصالها الحميدة، ستبقى مكانتها ومنزلتها خالدة في قلوب ووجدان أهل تطوان الذين عرفوها عن قرب وكل المغاربة ممن أحبوا أدبها واستفادوا منه وتشربوا قيمه النبيلة، التي أثرت الخزانة الأدبية الوطنية، وعكست موقع المرأة المغربية التي أثبتت جدارتها خارج حدود الزمان والمكان.

* و.م.ع

‫تعليقات الزوار

15
  • youness bruxelles
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 06:40

    اللهم إغفر لها وارحمها يا الله …

  • تليلا
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 09:04

    أمر محير لا أعرف لماذا لم نسمع عن هذه الكاتبة من قبل؟ ألأننا لا نقرأ أم لأنه ليس هناك اهتمام بكتاباتها في المغرب؟ لم يسبق لي أن سمعت باسمها لا في المغرب ولا في منطقة الريف. رغم أنها السباقة إلى الكتابات الأدبية والدكتوراه وكل ما هو مشرف للمرأة المغربية الأمازيغية.

  • مكتباتي
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 09:12

    ،" يمكن لكل المغاربة أن يتباهوا به شكرا وعرفانا وتقديرا" اضعف الايمان يجب تسمية شوارع باسمها على الاقل بتطوان و الحسيمة.

  • faraha
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 09:17

    تغمد الله الفقيدة بواسع رحمته.للاسف،لم اسمع بهذه الاديبة الا عبر هسبريس،لذا انا متشوقة لاقرا كتاباتها،خصوصا وانها حصلت على الكتوراه في زمن الدراسة الحقيقية.رحمك الله سيدتي،ومعذرة لاني لم اقرا لك سابقا!!!

  • ابونرجس
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 11:30

    تعرفت على المرحمومة خلال سنتي 1987-1988 في معهد التعريب وقدمت لي خدمات جليلية .اسال الله العلي القدير ان يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وان يسكنها فسيح جناته.

  • ابن حبوس
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 12:50

    رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جنانه وتعازينا للأسرة الكبيرة للعلامة محمد المختار السوسي للاشارة فإن الفقيدة زوج الاستاذ إبراهيم الالغي شقيق العلامة محمد المختار السوسي

  • ابن الريف
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 13:37

    لقد خجلت من نفسي، كيف أن أديبة مثل هده لا أعرفها،
    أرجو ممن يعنيهم أمر الثقافة والفكر العمل على نشر إنتاجاتها المخطوطة وغير المطبوعة لحد الساعة، حتى لا يضيع.

  • nada
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 14:04

    فكرة الأدباء و الكتاب و المفكرين و بالاخص العلماء الأجلاء بالضبط هي نشر العلم و الادب و غرس مبادئ المحبة و السلام و توعية الشعوب عوض التشهير بأسمائها بشتى الطرق او البحث عن المجد الدنيوي الزائف عبر قنوات الزور لتلميع الصورة بالخداع و الحيل كي يتربعوا على كراسي المؤسسات المسؤولة من جوائز محلية و عالمية . مثل هده النخبة من الادباء و الاقلام الذهبية المثقفة الباقي منها الذي لم يمت او الميت منها بجسده لا بكتاباته و علومه كانت تعي تمام الوعي ان المشعل الدي تسلمته من ايدي سلفها يعتبر امانة في عنقها ورسالة في يدها ولدلك فإيمانها بهده القيم كان الحافز لها في تسخير كل طاقاتها لإيصالها للاجيال التي ستعقبها آملة في ذلك استمرارية الحفاظ على هدا الإرث العظيم محملا عبر قوافل العلم و المعرفة شاقة طريقها بثبات نحو كل محطاتها في كل بقاع العالم . باختصار شديد هذه هي كاتبتنا ( اللوه ) الاديبة الجليلة و أيقونة الثراث المغربي الرائد رحمة الله عليك إن ورعك الشديد و خلقك النبيل كاف ليجعلك من المبشرين بالجنة انشاء الله .

  • abdoo
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 14:04

    اللهم إغفر لها وارحمها يا الله .

  • jawad
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 16:25

    2 – تليلا

    توفيت عن سن يناهز 90 سنة ، نتخيل الزمن والوقت الذي التحقت فيه "المرأة" عالم الكتابة والإبداع ،إنه تحدي في زمن كانت المرأة يكتب لها أن تقبع في المنزل .
    إنها إبنة أخ العلامة الكبير العربي اللوه ,هاجروا, عبد الكريم اللوه ( والد أمينة ) والعربي اللوه مع عائلتهم من الحسيمة بسبب حملة بوشتى البغدادي وإستقروا في تطوان،

  • تطواني الأندلس
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 17:53

    كل نفس دائقة الموت اللهم أدخلها فسيح جنات آمين آمين آمين …

  • خديجة
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 19:10

    رحمها الله رحمة واسعة واسكنها فسيح جنانه .. لقد قرانا لها ونحن على مقاعد الدراسة في المرحلة الاعدادية او ما كان يعرف بالطور الاول من التعليم الثانوي .

  • العمراني
    الخميس 23 يوليوز 2015 - 22:02

    لقد تعرفت على المرحومة في بداية الثمانينات بالصدفة عندما جاءت الى ادارة التعليم العاليلتسأل عن وضعيتها المالية ، وكانت تشتغل حينئد بالمركز الجامعي للبحث العلمي ، وكانت أختها التي كانت مديرة لمدرسة محمد الخامس بالرباط قد حدثتني عنها ..رحمها الله وتعازينا الحارة لأسرتها الصغيرة والكبيرة..

  • خطيب من بلجيكا
    الجمعة 24 يوليوز 2015 - 10:29

    كثير من المعلقين يتأسفون على عدم معرفتهم بهذه الأديبة، ولاغرو من هذا فإننا ألفنا هذه الأمور،فمتى لو ذهبت الى المشرق لكانت مشهورة بعض الشيئ ، هذه من جهة ومن جهة ثانية أنها فاضلة وذات خلق ودين، لذالك لم يعرفها كثير من الناس، فلو كانت من الداعيات الى التفلت من القيم والأخلاق والى العري والخنى والفجور لكانت مشهورة جدا، ولبات اسمها يتصدر واجهات جرائد الإنحلال الأخلاقي عندنا في المغرب الحبيب، ومن جهة ثالثة فأبوها عالم كبير من علماء الشريعة فهو خريج جامع الزيتونة أيام كانت الزيتونة قبل أن تخرب على يد ابن فرنسا العلماني بورقيبة عليه من الله مايستحق،فالعلامة الفقيه الأصولي صاحب المعقولات، كتبه شاهدة بطول باعه في العلوم الشرعية، فقد صنف في الأصول كتاب ضخما يدرس في كثير من المعاهد الشرعية، علم أصول الفقه العربي اللوه، كما صنف في المواريث وفي المنطق المنطق التطبيقي ،وفي العقيدة الأشعرية، الرائد في علم العقائد، فهي بنت عالم وزوجة أديب، وهو أخ العلامة المختار السوسي، وياليت بعض صلحاء الريف يقومون بدراسات حول علماء الريف أمثال الفقيه المجاهدعبد الكريم الخطابي الذي تستغل صوره للدعاية المقيتة والعصبية

  • krimou
    الجمعة 24 يوليوز 2015 - 15:47

    رحم الله الفقيدة واسكنها فسيح جنانه
    ما استوقفني هو زيها التقليدي المغربي الاصيل واخلاقها العالية مقابل مانراه اليوم من اسلام مستورد وزيه الارهابي الذي يحمل الوان جهنم الوان الحقد والكراهية لون راية داعش لون السوداوية والموت
    حينما ارى لباس دواعش عند المغربيات لاافكر الا في التفجيرات والارهاب
    لكن المراة المغربية بنقابها وجلبابها والحائك التقليدي لباس الوقار والاحترام
    اما العبايلت السوداء فانها دخيلة على بناتنا ونشتم منها رائحة النفاق والارهاب
    الحمد لله بعد رمضان قلت هذه الكائنات او البانكوانات من الساحة واليوم في المسجد لم يصل عدد المصلين الى نصف ما كان عليه في رمضان

    اما المحجبات والمنقبات فقد اخترن داعش وزرع الفتنة وتشويه صورة الاسلام بدل التسابق في الخيرات من علم واداب وتربية وفنون .
    رحم الله الفقيدة فالمفكرون والعظماء يموتون دائما في صمت ولايتكلمون الا بعد الرحيل لانهم كتبوا ودونوا التاريخ الذي يحفظ ذاكرتهم الى الابد

    اخواتي المغربيات استبقن العلوم والمعارف لان فيها خلاصكن من العبودية والعنف والارهاب الفكري والديني
    لاتهتمن باشباه القضايا بل انصرفن الى الجوهر في الامور

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 1

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج