أفلام تعصف بنظرة الغرب للمرأة العربية

أفلام تعصف بنظرة الغرب للمرأة العربية
الإثنين 24 غشت 2015 - 09:10

تُعرض المرأة العربية بصور نمطية في الغرب. فهي المضطهدة والخانعة. مجموعة من الأفلام الوثائقية تحت عنوان “عواصف الربيع” نجحت في كسر مثل هذه الأكليشيهات. حوار مع مخرجة هذه الأفلام القصيرة يكشف حقيقة المرأة العربية.

بعيدا عن الأكليشيهات والصور النمطية التي تعرض المرأة العربية في الغرب باعتبارها فقط مضطهدة، تستعرض مجموعة الأفلام الوثائقية “عواصف الربيع” المترجمة إلى الإنكليزية ناشطات شابات على خلفية الانتفاضات العربية التي اندلعت عام 2011، وتقدم ستة أفلام قصيرة تبين صور النساء كما هي في الواقع، أي: واثقات بأنفسهن، وناشطات، وملتزمات. جوزيف مايتون قابل جيني ريتيكر مخرجة هذه الأفلام وتحدث إليها عن النساء العربيات في الحوار التالي، لموقع قنطرة.

السيدة ريتيكر، ما الذي دفعك إلى التركيز على “منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” في هذا العمل السينمائي؟

يتم التغاضي عن القوة التي يملكها عدد كبير من النساء في شتى أنحاء العالم. عندما بزغ الربيع العربي، طرحنا على أنفسنا ثلاثة أسئلة رئيسة: أين هن النساء؟ وما الذي يفعلنه؟ وكيف يمكننا منح أصواتهن ورؤاهن المنبر الذي يستحققنه؟

هل تعتقدين أنَّ مشروع الأفلام قادرٌ على تغيير التصور القائم عن المرأة العربيَّة في الغرب؟

كثيرون في الغرب لا يرون المرأةَ العربيَّة إلا باعتبارها كائنًا مضطهدًا. بطبيعة الحال، هناك خطورةٌ في إصدار أحكام إجماليَّةٍ، لكني أود أنْ أدَّعي أنَّ العكس هو الأقرب للحقيقة في معظم الحالات، فمعظم النساء اللواتي التقينا بهن كن قويات ومشاركات في المجريات الاجتماعيَّة والسياسيَّة على نحو أوسع مما يُتوقع، حيث تجلى أنهن شخصياتٌ قياديَّة ممتازةٌ؛ ولهذا السبب أيضًا لم يقع استهدافهن فقط من قِبَلِ ممارسي العنف المتطرفين، إنما صرن أيضًا شوكةً في أعين حكَّام المنطقة المستبِدِّين.

لا تحتاج هذه النساء إلى منقذٍ – بل هنَّ من ينقذ الآخرين.

يصعُب تحمُّل القصص التي تُروى في مجموعة الأفلام في بعض الأحيان. لماذا اخترت هذه النساء بالذات لمشروعك؟ وهل كانت هناك صعوبات في العثور عليهن؟

لم يكُن من الصعب العثور على النساء المناسبات، اللواتي أردنا مرافقتهن سينمائيًا، فقد كانت هناك قبل اندلاع الانتفاضات في سنة 2011 نساءٌ في مناصب قياديَّةٍ داخل مجموعات الناشطين. وعندما بدأ الربيع العربي في مصر، زاد ظهور النساء المشاركات، وبالتالي قلّما واجهتنا مصاعب في العثور على نساءٍ أخرياتٍ مناسباتٍ لتقديم صورهن الشخصيَّة عبر المشروع.

نساءٌ كثيراتٌ في المنطقة، وليس فقط اللواتي ظهرن في الفيلم، ضليعاتٌ فكريًا وسياسيًا ومتمكناتٌ عاطفيًا، وهذا ما يزيد حاجة هذه النساء للحماية القانونيَّة، حيث لا بدَّ من احترام حقوقهن الإنسانيَّة الأساسيَّة، ولا بدَّ من الاعتراف بهن بصفتهن مثقفات من الناحية السياسيَّة – كما هي حالهن بالفعل. لا يتوجب إنقاذ هذه النساء، بل الاصغاء إليهن فقط. وهذا بالضبط ما أردنا تحقيقه من خلال مجموعة أفلام “عواصف الربيع”.

ما هو الشيء الجديد الذي سيتعرَّف عليه الجمهور عبر “عواصف الربيع”؟

أقوى حجة ضد الأحكام المسبقة هي أنْ نفهم الناس في سياقٍ يمكن أن نوجد بأنفسنا فيه. يعتقد الكثير من الناس في الولايات المتحدة أنَّ المرأة التي تعتمر الحجاب مقموعةٌ بأيَّةِ حالٍ من الأحوال. بيد أنَّ المشاهد يرى في الفيلم الناشطة هند، المتحجبة التي تشعُّ قوةً على المستوى الشخصي والسياسي على حدٍّ سواءٍ. وهي لا ترى رابطًا حتميًا بين الحجاب والاضطهاد، بل تعتبره مجرَّد خيارٍ انتقته ذات يوم.

ما هي الإشارة التي ترسلها مجموعة الصور الشخصيَّة إلى الساسة في مصر، وإلى بلدان الربيع العربي الأخرى أيضًا؟

آمل أن لا نتمكن فقط من تبديد الأحكام المسبقة تجاه هذه النساء، بل أيضًا أنْ نطرح على أنفسنا أسئلةً حرجةً من نوع: لماذا ساهمنا في بعض الحالات في دعم ديكتاتوريات على سبيل المثال، بينما كنا نزعم في الوقت ذاته أننا نرفضها من حيث المبدأ. لا بدَّ لنا من التساؤل عن الفترات التي لم ندعم فيها بحزمٍ الأصوات الديمقراطيَّة فعليًا، أي تلك الأصوات التي تمثل القيَم الأصليَّة للربيع العربي. سوف أكون سعيدة إن استغلت حكومة الولايات المتحدة الأمريكيَّة في عهد الرئيس أوباما الفرصة أخيرًا، ودعت أيضًا ناشطات سلام نساء في شهر سبتمبر القادم إلى قمة مكافحة الإرهاب التي ينظمها البيت الأبيض على هامش دورة الجمعيَّة العامة للأمم المتحدة لهذا العام.

ماذا الذي تعلمتِه من النساء المشاركات بالأفلام أثناء التصوير؟

من الخطأ أنْ نعتقد أنَّ النساء مهمشاتٌ دائمًا؛ فالأمر على العكس من ذلك: فهنَّ كثيرًا ما يرفعن كلمتهن ويعلمن أيضًا كيف يمكنهن فرض إرادتهن. لذلك، علينا أن نسأل أنفسنا ذات مرة: لماذا يبدو أننا نغفل عن النساء دائمًا حيثما يتفشى العنف. لماذا نغفل عنهن؟ لا يمكن أن يكون السبب أنهن ببساطة يختفين عن الوجود؛ ومن المهم جدًا أن نصغي إلى ما تقوله وتريده النساء، فهن يعلمن متى تنشب نزاعات معينة، ويعلمن أيضًا بمكامن الحل. النساء أكثر صلابةً وأكثر مِنعةً مما يريد كثيرون إقناعنا به.

كيف كانت ردة فعل زملائك على مشروعك؟

جاءت ردود الفعل جيدة جدًا، الأمر الذي أسعدني، لا سيما وأنَّ مشروع الأفلام كان أيضًا في غاية الصعوبة. جميع جوانب الفيلم، بدءًا من التقنيَّة وصولاً إلى أسلوب السرد، لاقت صدىً إيجابيًا بلا تردد. ومع ذلك، لا بد لي من القول بأنَّ أجمل المديح أتاني من الشخصيتين الرئيستين هند ومريم، اللتين أخبرتاني بأنهما أعجبتا بالفيلم، وبأني أفلحت في التقاط جوهر تجاربهما.

* ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية

‫تعليقات الزوار

10
  • anass atifi
    الإثنين 24 غشت 2015 - 10:28

    قال تعالى
    إناعرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا …

  • كاميليا
    الإثنين 24 غشت 2015 - 10:33

    للاسف هده هي الحقيقة المراة العربية مهمشة،ولا يخفئ علينا هنا ماتتعرض له المراة من اهانات واحتقار،تنعت بالضلعة العوجة وناقصة العقل والدين ومنهم من لايتركها حتئ تدرس او تشتغل ،لان مكانها البيت كيفما قال اخونا السي بن كيران الثرية . لنفرض مات الزوج ولم يكن غنيا لا اريد ان اقول ماسيحذث لتلك المراة وخصوصا ادا لديها اولاد ستذوق المر وربما تلاقي نفسها في الشارع بين احضان المتشردين .العكس في الغرب حقوق كاملة لايوجد فوارق ولا تهان ولايمكن التحرش بالمراة لانه يخاف ان يسجن، ويمكن ان تشتغل معه يدا بيد ويربي الاولاد ويتقاسم معها كل المهام من ا الئ ب .ياحسرة علئ المغرب والوطن العربي متئ تتحرر المراة العربية المسكينة؟

  • mustapha
    الإثنين 24 غشت 2015 - 10:34

    بكل بساطة المرأة نصف المجتمع.من جميع الجوانب ويمكن أن نقول أكثر من نصف المجتمع من حيث مسهمتها في نسيج الحياة.رغم أنها لم تأخذ حقها بعد في عدد من المجالات.وما احتلال البنات للمراتب الأولى على مستوى النتائج في الامتحانات إلا إشارة على أن المرأة قادمة لتحضير بالامكان التي تستحقها.

  • Mohamed
    الإثنين 24 غشت 2015 - 10:37

    و خلاف الديانات الأخري النصرانية واليهودية وغيرها؛ لم تلقى المراة تكريما كما كفله لها الاسلام واعلى من شانها، وطالعوا معتقدات الأديان اليهودية والنصرانية في المراة هي مخلوق منبوذ الحيوان اكرم منه واحسن أحوالهم من جعلها مخلوق للمتعة.. الي اخر ما الي ذلك
    الاسلام كفل حقها في الوجود و طفله وامراءة وأم لها حقها وحضانتها؛ ورثها وأصدقها ووو
    يأتوا اعداءنا ليعرفونا بمكانة المراءة !! لا ينقضي العجب ، ويقال للمنخدعين والمنخدعات من راء الاسلام قصر في حق المراة او انتقصها فليبحث عن دين ولا يكثر النقاش، والصداع

  • noura
    الإثنين 24 غشت 2015 - 10:37

    laisser nous tranquille , aller vous en ;
    penetrer pas vos salles nez dans notre vie
    degager rrrrrrrrrrrrrrrrrr

  • منطقي
    الإثنين 24 غشت 2015 - 11:21

    أول ما قرأت هدا الموضوع استعرضتني الفرق بين عقلية هؤلاء المخرجين الغربيين دوي العقلية النظيفة الذين أظهروا للعالم الوجه الحقيقي للمرأة العربية فهي المرأة المناضلة في بيتها لتعد جيلاً يتحمل المسؤولية وتكون عوناً للنصف الآخر من المجتمع وهي أيضاً المناضلة في عملها الشريف مهما كانت درجة صعوبته فهي توفيه حقه و أكتر وهي من أشعلت التورات ومن ازاحت الجبابرة عن كراسييهم

    وبين عقلية المكبوتة للمخرج الذي لايعرف إلا
    ظلمات أواخر اليل ولا يعرف إلا حاويات القمامة
    (les boîtes )الذي ذهب ليستعرض لنا تلك الحفنة من الإناث اللواتي لايتجاوز عددهن السبعة ليسوق للعالم أن هذه هي المرأة المغربية حاشاك تم حاشاك فهذه هي العينة التي ينتمي إليها
    فلو كلف نفسه قليلاً من العناء ووقف في الطريق التي يمر بها وفقط رأى لوجد أن المرأة المغربية هي التي تدرس المدارس والجامعات انها هي التي تداوي المرضى في المستشفيات والعيادات انها هي الجندية التي تحميه رغم أنه ذكر الشرطية التي تامنه الوقائية التي تنجده هي الأم التي تربي هي الزوجة التي تؤازرك هي الأخت التي تحن إليك هي العالمة
    فهل يحق لك ان تلطخ الملايين ب 7 من عينتك

  • محمد
    الإثنين 24 غشت 2015 - 11:42

    بل افلام تعصف بسمعة المغرب وحضارته وحاضر اليوم،ويتجلى ذلك من خلال تقديم مدينة الدار البيضاء في فيلم طوم كروز الذي سمح له بالتصوير في المغرب،حيث صور الدار البيضاء عبارة عن بادية صحراوية لا حضارة فيها،بل حتى بعض المشاهد التي صورت فيها صورت في أزقة ودروب المدينة القديمة أي لم يقدم الفلم وجه الدار البيضاء الحقيقي.
    ذهبنا على الذين سمحوا للشركة الأجنبية التي صورت الفلم،إذ كان يلم قراءة سيناريو المشاهد التي ستور في بلادنا،لكن المسؤولين عندنا ضعفاء الشخصية منبطحين امام عقدة الإنسان الغربي.
    لا تريدون ذلا أيها المذلولون،قبلنا شريف بهويته وتقاليده المحافظة الأمازيغية العربية الاسلامية.

  • محمد
    الإثنين 24 غشت 2015 - 11:42

    بل افلام تعصف بسمعة المغرب وحضارته وحاضر اليوم،ويتجلى ذلك من خلال تقديم مدينة الدار البيضاء في فيلم طوم كروز الذي سمح له بالتصوير في المغرب،حيث صور الدار البيضاء عبارة عن بادية صحراوية لا حضارة فيها،بل حتى بعض المشاهد التي صورت فيها صورت في أزقة ودروب المدينة القديمة أي لم يقدم الفلم وجه الدار البيضاء الحقيقي.
    ذهبنا على الذين سمحوا للشركة الأجنبية التي صورت الفلم،إذ كان يلم قراءة سيناريو المشاهد التي ستور في بلادنا،لكن المسؤولين عندنا ضعفاء الشخصية منبطحين امام عقدة الإنسان الغربي.
    لا تريدون ذلا أيها المذلولون،قبلنا شريف بهويته وتقاليده المحافظة الأمازيغية العربية الاسلامية.

  • ...so tired...
    الإثنين 24 غشت 2015 - 12:04

    لا تخبرني كيف ألبس ,قل لهم لا للاغتصاب
    هذا ما هو مكتوب بالانجليزية في اللافتة

  • saida
    الإثنين 24 غشت 2015 - 13:15

    المراة العربية و المراة المسلمة ليستا وجهان لعملة واحدة, فالمراة العربية ليست بالضرورة مسلمة و المراة المسلمة ليست بالضرورة عربية

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين