روح عبد الكريم غلاب ترفرف في أربعينية رحيل أيقونة الأدب المغربي

روح عبد الكريم غلاب ترفرف في أربعينية رحيل أيقونة الأدب المغربي
السبت 18 نونبر 2017 - 22:50

في غياب للأمين العام السابق لحزب الاستقلال، حميد شباط، التأمت الأسرة الاستقلالية، من قيادات وطنية وأعضاء اللجنة التنفيذية، في لقاء غفير لإحياء أربعينية الراحل عبد الكريم غلاب، حضرته شخصيات رفيعة من قيادات الأحزاب الوطنية ومسؤولين بمؤسسات وطنية ولفيف من المثقفين والإعلاميين.

واستعرض نزار بركة، الأمين العام لحزب “الميزان”، في اللقاء، الذي حضرته عائلة الراحل عبد الكريم غلاب، مساء اليوم السبت، بالمكتبة الوطنية بالعاصمة الرباط، ما تميزت به مسيرة الفقيد، على المستوى السياسي والأدبي والإعلامي، واصفا إياه بأنه “واحد متعدد الشخصية، اجتمع فيه ما تفرق في غيره”.

وقال زعيم الاستقلاليين إن الراحل “كان مناضلا وطنيا غيورا، ساهم ضمن الرعيل الأول للحركة الوطنية في مقاومة الاستعمار”، مضيفا أنه انشغل طيلة مساره “بهموم النهضة والحرية والتقدم والديمقراطية والتنظير للدولة الحديثة”، إلى جانب كونه “عالما متنورا وأكاديميا خاض في إشكالات الثقافة والعقيدة والحوار الحضاري”.

وتوقف بركة عند تجربة الراحل غلاب في مجال الصحافة، مشيرا إلى أنه “صحافي رائد وراصد للنبض اليومي للواقع، ترافع ودافع عن هموم المواطنين”.

وبخصوص الجانب الأدبي، قال الأمين العام لحزب الاستقلال إن صاحب رواية “المعلم علي” كان “من رموز أدباء العالم العربي ومرجعية أساسية في الأدب والرواية المغربية”.

عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، أشاد هو الآخر بالدور الريادي للراحل عبد الكريم “إبداعا وفكرا ووطنية”، مشيرا إلى أن إبداعاته حازت مكانة خاصة من خلال مؤلفاته الأدبية، وأن كتاباته لعبت “دورا بالغ الأهمية في وصف معطيات الواقع الخارجي والإسهام في بناء الوعي الوطني، فرديا وجماعيا”.

وتابع الحجمري قائلا إن الفقيد يعد “نموذجا للمثفف الوطني الذي لا ينفصل لديه الفكر عن الممارسة.. فهو أحد أبرز الموسوعيين المغاربة المتميزين برحابة الفكر”، معددا في سياق ذلك عددا من خصال الصدق والنزاهة والشعور بالمسؤولية “التي تسم شخصية الراحل”. فيما تحدث المسؤول المغربي عن “الارتباط الوثيق بين الحياة والفن الذي ترجمه الفقيد على مدى أربعة عقود في كتابة واقعية وملتزمة بواقع الناس وهمومهم”.

محمد خليفة، القيادي المخضرم في حزب الاستقلال، قال إن الراحل عبد الكريم غلاب “كان مساره في الصحافة طيلة 55 سنة مليئا بالأخطار والإغراءات والمضايقات والعطاءات والانتصارات والإخفاقات والرقابة حد التهديد بكل أنواعه وتكسير المطبعة ومرارة السجون..”، مشيرا إلى أنه رغم ذلك “سيبقى رمزا وقامة سامقة وهامة كبرى ومناضلا فذا ومجاهدا شجاعا”.

عبد الكريم غلاب، وفق خليفة، يمثل “مدرسة أصيلة قائمة الذات في الأخلاق والسلوك، ونموذجا فريدا قل نظيره، وعلما من أعلام تنوير الوطن، وإشعاعا ساطعا في سماء الثقافة والأدب والصحافة، ونجما ثاقبا في سماء المغرب، في وقت كان الوطن يحتاج إلى الهداة المهتدين من أجل تحريره من نير الاستعمار”.

يذكر أنه في 14 غشت الماضي انتقل إلى عفو الله عبد الكريم غلاب، القيادي الاستقلالي، وأحد أبرز الكتاب والصحافيين في المغرب، عن عمر يناهز 98 سنة، وقد تميز مساره السياسي بالانخراط في “الحركة الوطنية”، حيث انضم في سن مبكرة إلى حزب الاستقلال. كما أغنى الساحة الثقافية بإسهاماته الوازنة في الأدب وقضايا الفكر والإعلام على مدى أزيد من خمسين سنة من العطاء المتواصل.

‫تعليقات الزوار

4
  • احبكوطني
    الأحد 19 نونبر 2017 - 00:17

    حياتهم كلها وهم لا صقين في كراسي المسؤولية والامتيازات ومن بعدهم الناؤهم ورثوها كانها صيعة وبعد وفاتهم ماتزال ارواحهم ترفرف على المغرب
    الي مات الله يغفر له والحياة تستمر مع الاجيال القادمة

  • ملاحظ عابر سبيل
    الأحد 19 نونبر 2017 - 00:46

    الاحتفال بذكرى بعض الموتى كالعلماء والحكام, وبعض العامة ونحوهم, أمرٌ محدثٌ مبتدع, وكفى بهذا ذماًّ له.
    تقدير العلماء لا يكون بالاحتفال بذكراهم, بل يكون بالحرص على الاستفادة مما كتبوا وألفوا, عن طريقة النشر والقراءة, والتعليق والشروح, ونحو ذلك.
    هذا إذا كانوا يستحقون ذلك, بسيرهم على المنهج السلفي الصحيح, والبُعد عن منهج الفرق الضالة, أو التأثر بالغرب ونحوهم.
    والعلماء من السلف الصالح ومن جاء بعدهم, قد حفظت ذكراهم ورواياتهم, وما أظهروه للناس من العلم, فالعالم يموت ويفارق الدنيا, ويبقى علمه يتناقله الناس جيلاً بعد جيل.
    وبسبب ما استفاد الناس من علمهم, صاروا يترحمون عليهم, ويدعون لهم بالأجر والمثوبة, وهذا أعظم إظهار لذكراهم.
    أما الاحتفال بذكراهم, والتبرك بزواياهم وآثارهم, والطواف بقبورهم, فكل ذلك من البدع, التي قد يصل بعضها إلى درجة الإشراك بالله نعوذ بالله من ذلك.
    ولو أن هؤلاء العلماء – الذي يُحتفل بذكراهم ويُتَبرك بزواياهم – أحياء لأنكروا على من يفعل هذه الأمور.

  • أحمد
    الأحد 19 نونبر 2017 - 15:19

    ما لم يقال عنه هو أنه إنسان مغربي بكل ما للكلمة من معنى.

  • ملاحظ
    الأحد 19 نونبر 2017 - 23:21

    انه فعلا ايقونة تركت مكانها فارغا في زمن كثر فيه اشباه مثقفين يلهثون وراء مواضيع تافهة. كان رحمه الله يدافع عن مبادىء وقيم فاضىلة وياريت هذا الجيل الصاعد ينهل من ذلك النبع الصافي

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 2

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج