باحثون: التجاذب بين الدين والفن يُعيق انفتاح المسرح العربي

باحثون: التجاذب بين الدين والفن يُعيق انفتاح المسرح العربي
السبت 13 يناير 2018 - 04:00

أين تتجلى السلطة والمعرفة في المسرح؟ وأيّ علاقة بين الأنثريبولوجيا الثّقافية وسيرورة التلقي في المسرح العربي؟ وما هي الإشكالات التي يُواجهها أبو الفنون؟ هي أسئلة من بين أخرى أثارها جامعيون وباحثون مسرحيون، ضمن المؤتمرات الفِكرية لمهرجان المسرحي العربي، الذي تحتضنه العاصمة التّونسية.

الباحث التُّونسي عبد الحليم المسعودي أبرز، في مداخلته، أنّ الثقافة العربية والإسلامية لا تزال في دائرة الحرج الكبير في علاقتها بالمسرح، مٌضيفاً أنّه “يُمكن للمسرحة أنْ تكون مفتتحاً لتجاوز هذا “الحرج” وإعادة تثمين ما هو غريزي في الثقافة من أجل اجتراح تعبير مسرحي قادر على مُوازنة المركزية الثقافية الثقيلة.

وتابع المتحدث أنّ “المسرحة الغريزية المفقودة والمغيبة في الآن نفسه في الثقافة العربية، لا تكتمل إلا بتمثل وإدراك سلطة المسرح”.

من جهتها، أوضحت الباحثة العراقية سافرة ناجي أنّه “على الرّغم من عودة المسرح العربي إلى الانثروبولوجيا الثقافية، فإنّه لم يستطع إنتاج خطاب مسرحي يُفعل من إجراءات نظرية التلقي واستجابة القارئ، وكأنّه لا يبغي غير هدف الاتفاق مع صانع العرض مُتحاشياً استفزازه”.

وأبرزت ناجي، في مُداخلتها، أنّه من بين الإشكالات التي يعيشها المسرح العربي تنحصر بين “التلقي والتبادل وعدم التأثير”، وانحصار المسرح في فئة النخبة دون التأثير على العامة، والتجاذب الحاصل بين رجل الدين والفنان، إلى جانب التلقي الذي يعد أحد أكبر الإشكالات بسبب المُتوارث الثقافي الذي تتحكم فيه الأعراف والسّلطة، وتجعل من صوت الفنان صوتاً لها.

وأوضحت المتحدثة أنّ الخطاب المسرحي يُعد رسالة لها سياق ثقافي بين صانع الخطاب المسرحي والمُتلقي اللذين ينصهران في محيط مُجتمعي، مؤكدةً أنّ هذا ما انطبع به المسرح العربي من تأرجح متذبذب التلقي، وتسمو عليه سمة القطيعة، ويميل إلى الانزواء والركون إلى ذاته.

وفي سردها للتاريخ الكولونيالي وقضايا المسرح الإفريقي ما بعد الاستعمار، أبرزت الكاتبة المسرحية الجزائرية صراح سكينة تلمساني أنّ الكتابة المسرحية مع إيمي سيزير تحولت إلى استراتيجية تستعمل كوسيلة للرد على الآخر، من خلال الاشتغال على آليات جعلته يقوّض نمطية الكتابة الغربية عن الآخر، ويهدم الصورة التي تمّ الترويج لها عن أبناء المستعمرات.

وأوضحت الباحثة الجزائرية أن سيزير قدّم إدانة للتاريخ الكولونيالي، وبيّن أنه يتسم برؤية لا تخلو من المركزية الغربية، وعمل في الوقت ذاته على إعادة الاعتبار إلى التواريخ الأصلية، من خلال ردّ الاعتبار إلى شخصياتها وأحداثها.

وتابعت المتحدثة أنّ الكاتب المسرحي إيمي سيزير وظّف الخطاب المضاد للمقولات الاستعمارية على المسرح، باعتباره من أكثر الأجناس الأدبية التي حوربت من قبل الاستعمار؛ لأنّه سعى إلى تغييبها وتهميشها، لما تحمله من خصوصية للمجتمعات الإفريقية.

‫تعليقات الزوار

9
  • Mann
    السبت 13 يناير 2018 - 05:05

    الدين ليس معيق للمسرح فقط و إنما معيق لكل الميادين … الدين تغذية للروح يجب استعماله كدين ليس إلا.
    الاسلام صالح لكل شيء لم يأتِ بها الله و لا رسوله و إنما أتى بها مشايخ البلاط الذين كانوا يشرعون للطغاة للحكم باسم الدين و بالتالي مل معارض لهم هو معارض لشريعة الله حلال قتله

  • مغربي ساكن فالمغرب
    السبت 13 يناير 2018 - 05:32

    -قال تعالى: (..وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا..) وهذا حال العلمانيين اليوم وكل من يحارب من أجل محاصرة الإسلام وسلطة شرع الله في المسجد ..
    -وقال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)
    وهذا حال المسلم الذي يسلم أمره لله ويخضع لأوامره ونواهيه في كل أمر من أمور حياته ..
    -وقال تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)
    وهذا حال المسلم الذي لا يقبل أن يتدخل العلماني في أمور دينه ليفتن الناس في دينهم بهدف إعادة بناء مجتمع يساير نظرته الدنيوية للحياة ..

  • مواطن عربي
    السبت 13 يناير 2018 - 07:45

    المؤتمر الذي يجب ان يعقد بتونس هو حول كيفية اخراج تونس و ساءر الدول العربية من ازمة البطالة و الجهل و الفقر . فالمسرح يقدم لمواطن مثقف و مرتاح نفسيا و حقوقه محفوظة . التناقض العربي المعهود الناس في تونس تموت و تنادي بمحاربة الفساد و الظلم و ثلة ممن يطلق عليهم مثقفون يناقشون التفاهات كان مشاكلنا ستحل على خشبة المسرح

  • Zirlo
    السبت 13 يناير 2018 - 08:16

    اكبر مسرحية هي ما تعيشه هذه الدول المسماة عربية، ففيها تكتمل جميع انواع افلام الرعب للحروب المدمرة و الانفجارات هنا و هناك و الدراما الاجتماعية الممزوجة بالخيال العلمي حيث هم خير امة اخرجت للناس و لا ضير اذا دمر بعضهم بعضا و اعتبر كل واحد انه على حق و الاخر كافر او خارج ملة الرحمة بل و يعيشون الديموقراطية في ابهى حللها كيف لا و الاسلام هو السباق لكل شيء.

  • لا تقحموا الدين في كل شئ
    السبت 13 يناير 2018 - 08:16

    دائما يراد للدين، وهو من الغيبيات التي لايمكن بتاتا التاكد من انها تمت على احسن وجه او انها حققت شيئا ما، ان يدخل (الدين) في امور الدنيا، وهي من الملموسات والمحسوسات والتي يمكن تتبعها ومراقبتها وتصحيحها والتعليق عليها. ادن، لإطاء الدين قيمة واعتبارا احترموه من فظلكم بإبعاده عن شؤون الدنيا ومنها الفن. اللهم الا إن كان لكم صدر رحب يتقبل التعليق والنقد وحتى الهجاء في مواجهة الدين مثلما تفعلون مع الفن وغيره من مستلزمات الحياة المعاشة

  • BIHI
    السبت 13 يناير 2018 - 09:03

    Il n’ a dit que la vérité. Les pays d’Afrique certains pays d’Asie et Amérique du Sud sont des pays de …,. Toute la population n’a qu’une Seule envie c’est de partir

  • مسلم
    السبت 13 يناير 2018 - 12:48

    الإسلام لن و لم يكن أبدا ضد الفن الفن…الإسلام ضد العفن و الميوعة و الإنحلال الخلقي…

  • مسلم غير
    السبت 13 يناير 2018 - 13:05

    أما والله قد اعددتم عدتكم وجيشتم زبانيتكم لحرب دين الله فصار كل من هب ودب وطالع كتابا او اثنين قام في الناس خطيبا يحرض على الدين ويشجع على هجره ويقول "انا مسلم ولكن…" ثم يهاجم ويطعن ويهجو كما يحلو له وان سألته عن آخر مرة فتح فيها كتاب الله كذب أو دندن رأسه وولى مدبرا فويل لكم من ربكم وطوبى للغرباء!

  • Isabella
    السبت 13 يناير 2018 - 20:25

    Si on parle beaucoup de religion a notre époque,c que cette dernière et la seule a portée des solutions aux problèmes des humains,vu que l'humain a pu de son gré utilisé d'autres systèmes ou le religieux bannit depuis,mais en parler cela ne peut signifié son retour,mais le combattre pour le retarder,aujourd'hui le seul système en place et celui du capitalisme qui faute d'etre porté par les populations asservies ce dernier occupe le terrain avec la force des armes,partout des soldats armes aux points sont déployés,car il est venu le temps ou les peuples se réveillent non convaincu du dit système qui doit son existence aux élites profiteurs et a l'ignorance de ces peuples longtemps endormient,le système aujourd'hui ressemble a un barrage fissuré dont les concepteurs essaient de retarder l'échéance en colmatant les fissures,ainsi le religieux commence dangereusement a fissurer le système mis en place par l'homme sans que le jour venu se dernier ne puisse intervenir…

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة