أوليفر ستون: أموال أمريكية دعمت هتلر .. والبلاد على "شفا حرب"

أوليفر ستون: أموال أمريكية دعمت هتلر .. والبلاد على "شفا حرب"
الإثنين 19 فبراير 2018 - 05:00

يعيد المخرج أوليفر ستون، الحائز على ثلاث جوائز أوسكار، رسم العلاقة التي تجمع بين المثقف والسلطة. مخرج من العيار الثقيل يعيد كتابة تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية من رؤى فنان يقف على التفاصيل الدقيقة.

رغم شهرته الكبيرة، فإن ذلك لم يشفع لبعض أفلامه التي تعارض السياسات الأمريكية أن توزع داخل التراب الأمريكي. له آراء مثيرة تحدث في كل مرة صخبا إعلاميا، كما أن أفلامه تطرح وجهة نظر مغايرة وأبعادا مختلفة محملة بوعي المثقف ذي الوعي الشقي ورهافة فنان وقدرته الكبيرة على تحويل فترات زمنية حرجة إلى أعمال فنية متكاملة. بالشغف نفسه الذي يدافع به عن السفاحين، يدافع أيضا عن المناضلين والرؤساء…

في هذا الحوار، نكتشف وجها آخر لهذا المخرج المتميز.

ما هو الأقرب إلى أوليفر ستون، أن تكون جاسوسا لوكالة المخابرات المركزية (كما قلت في العديد من وسائل الإعلام من هوليوود) أو “نمرا من التمويل”؟

بطبيعة الحال، “نمر التمويل” هو أكثر إثارة للاهتمام وللإبداع على أن أكون من وكالة الاستخبارات المركزية ومسؤولا عن القمع والقتل. يعجبني أن أكون جيدا مع المال، ويسعدني مساعدة المجتمع، وأعتقد أن هناك رأسمالية صحية.

أود أن أعرف في أي مرحلة هي الأفلام الوثائقية التي تتناول، من بين موضوعات أخرى، تمويل هتلر من قبل المصرفيين الأمريكيين؟

إنك تخرجها قليلا عن السياق، فأنا أعمل في الواقع على فيلم وثائقي مدته ساعتان بعنوان “تاريخ الولايات المتحدة غير المحكي”، يتحدث عن إمبراطورية وحالة الأمن الوطني. وهناك أشياء لم تحك… وهذا هو القول، المعلومات التي تنشر في يومها ويطالها النسيان. وفي هذه السلسلة عرضنا، كما غيرها، ليس كل شيء، بعض المصالح المالية الأمريكية التي دعمت هتلر وموسوليني.

كيف تلقت وسائل الإعلام الأمريكية فيلم “جنوب الحدود”؟

كان النقد، في معظمه، معاديا، مع الاستثناءات الصغيرة في بعض المدن. استقبل الفيلم بشكل جيد في المملكة المتحدة وأمريكا الجنوبية.

مرت 23 عاما على العرض الأول لفيلم “وول ستريت”، لماذا الآن الجزء الثاني؟ مع الأزمة الاقتصادية الحالية، البطل غوردون جيكو سوف يشعر وكأنه سمكة في الماء؟

أنت على حق، جوردون جيكو هو الناجي قبل كل شيء، وتمكن من التنقل في أزمة بنجاح، والذهاب من الفقر إلى أن يغدو مليونيرا. أكثر من الجزء الثاني، بالنسبة لي هو مثل إغلاق الفصل من التجاوزات التي استمرت لسنوات.

بعد مشاهدة فيلمه “وول ستريت”، أتذكر مشهد اجتماع الرئيس بوش مع حكومته، يتحدث عن غزو محتمل لإيران.. هل الخيال يلهم الواقع أم العكس؟ أو هل حقا أن غزو إيران يمكن التنبؤ به؟

بطبيعة الحال، يمكن التنبؤ به. نحن على شفا حرب، وقد تصرفت إسرائيل بطريقة عدوانية. كانت فكرة المشهد “وول ستريت” مشهدا مركزيا حتى تبقى الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى والوحيدة. إنه ميثاق للولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين. في الفيلم، بصريا، أردت أن أظهر أهمية إيران، التي تقع جغرافيا في وسط آسيا. بالسيطرة على الشرق الأوسط وإيران وباكستان، والتحكم في آسيا الوسطى … الغاز والنفط، وجميع الثروة المعدنية… إنها أغنى منطقة في العالم. وإذا نجح بوش في العراق، فأنا متأكد من أننا سنكون في إيران بالفعل. كان فشل الولايات المتحدة على ما حدث هناك، لكنه كان إيجابيا.

تسوق لصورة أن الولايات المتحدة كانت أرضا عنيفة وغير إنسانية. أليست صورة سلبية للغاية عن بلدك خارج الولايات المتحدة الأمريكية؟

الولايات المتحدة لديها العديد من الصفات الجيدة، ولكن واحدة من الصفات الأكثر سلبية هو رغبتها في سجن الناس، وأعتقد أنها تحتل الصف الثالث في عدد السجناء في العالم، ونصف الجرائم تقريبا دون ضحايا، وهناك الكثير من السجناء الفقراء والسوداء، والكثير من الشرطة، كما هو الحال في الصين وروسيا.

من هو الممثل الذي حظي بإعجابك الشديد؟

كان حلمي “ألكسندر” وكنت سعيدا جدا مع كولين فاريل، وأريد أن أقول إن هناك نسخة ثالثة متاحة، خرجت بعد عامين ونصف بعد ذلك، على dvd، بعنوان “ألكسندر إعادة النظر”، مدته ثلاث ساعات في جزأين. إنه أفضل نسخة لأنه تم تصويره كما هو مخطط له في السيناريو.

واجهتك مشاكل في بلدك لتصوير أفلام محفوفة بالمخاطر كبيرة مثل “القائد”؟

بالطبع. العديد من النقد السلبي والهمجي. وبالإضافة إلى ذلك حولوه إلى نسخة تلفزيونية، ولكنهم لم يرغبوا في بثه، وحتى اليوم ليس لديه أي موزع في الولايات المتحدة.

هل كانت الأزمة العالمية السبب الرئيسي لإنجاز هذا الفيلم؟

أعتقد أنه كان سببا مهما جدا، وبصرف النظر عن اهتمامي بإعادة النظر في شخصية مايكل دوغلاس، ولكنها قصة جديدة تماما، مزهرة، بالتعامل مع ثلاثة أجيال، بما في ذلك الجيل الأصغر سنا، مع شخصية “شيا” في الوسط، ومع جوش برولين، والعلاقة التي تجمع الأجيال الثلاثة بالمال والحب.

ما رأيك في نيل الروائي ماريو فارغاس يوسا جائزة نوبل للآداب؟

أعتقد أنه قام بحملة جيدة في السنوات الأخيرة للحصول عليها. ما قرأته من أعماله المترجمة إلى اللغة الإنجليزية يجعلني أعتقد أن لديه وجهة نظر تراتبية، كاثوليكية، محافظة وقمعية، يوجه سمومه نحو الإصلاحات التقدمية في أمريكا اللاتينية. بالمناسبة، أعتقد أن من يستحقها هو كارلوس فونتيس.

ما الذي يمكن انتظاره من سلسلة “التاريخ غير المحكي للولايات المتحدة الأمريكية “؟ ما الذي لم يحك بعد؟

هو فيلم وثائقي يساري يعيد النظر في الولايات المتحدة، وعلى ما حدث من قبل، وآمل أن يكون مثيرا لجيل الشباب، حتى يتمكنوا من إعادة اكتشاف بلدهم.

*عن جريدة الباييس الاسبانية

‫تعليقات الزوار

5
  • mrouki
    الإثنين 19 فبراير 2018 - 06:31

    au maroc on a aussi de grand realisateur come idriss roukhh

  • ايمازيغن
    الإثنين 19 فبراير 2018 - 06:39

    ان ماقاله هدا المخرج صحيح 100% وهدا مدكور في كتاب ومن قرا الكتاب لن يكون لديه شكن ان داعش صناعة امريكية لزعزعة استقرار الصين والمسرحؤة من اخراج بريجنسكي ورباعتو ديال CFR و Rand Corporation لاشارة صاحب الكتاب تم طرده من جامعة ستنافور وهو استاد اقتصاد بعدما كشف مخطط العصابة اما الشعب الامريكي ما عليه والو
    Wall Street and the Rise of Hitler

  • Lamya
    الإثنين 19 فبراير 2018 - 07:50

    هههه المخرج أوليفر ستون, مخرج في بعض الاحيان مشاكس لخلق الاثارة و التشويق..

    "بطبيعة الحال، يمكن التنبؤ به. نحن على شفا حرب، وقد تصرفت إسرائيل بطريقة عدوانية. كانت فكرة المشهد "وول ستريت" مشهدا مركزيا حتى تبقى الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى والوحيدة. إنه ميثاق للولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين. في الفيلم، بصريا، أردت أن أظهر أهمية إيران، التي تقع جغرافيا في وسط آسيا. بالسيطرة على الشرق الأوسط وإيران وباكستان، والتحكم في آسيا الوسطى … الغاز والنفط، وجميع الثروة المعدنية… إنها أغنى منطقة في العالم. وإذا نجح بوش في العراق، فأنا متأكد من أننا سنكون في إيران بالفعل. كان فشل الولايات المتحدة على ما حدث هناك، لكنه كان إيجابيا."

    هذا كان ممكنا في زمن بوش. و بوش لم ينجح في العراق, بل تحولت منطقة الشرق الاوسط كلها الى منطقة حرب و فوضى و دمار و لم يعد ممكناولا للولايات المتحدة الامريكية التنبؤ لاي شيء.

  • alam
    الإثنين 19 فبراير 2018 - 11:38

    اضن ان الذي يريد ان ينتقد الولايات المتحدة الامريكية يعرف الخيط الفلادي الذي لا يجب عليه تجاوزه لذلك تبقى الانتقادات من البعض بمتابة در الرماد في الاعين انه عندما قال بانها تعتبراكبر سجان لمواطنيها فقد قارنها بدولتين اخرتيين تعتبرهما العدو اللدود لها في الوقت الحالي لدلك لا يمكن اعتبار اي دور للانتقاد المسيربالهوامشالمسطرة

  • سلام الصويري
    الإثنين 19 فبراير 2018 - 14:03

    شيء لا يصدق لكن الولايات المتحدة ليس بها معارضة حقيقية لتغيير النمودج الاقتصادي والثقافي او المالي لان كل معارض يتم تصفيته من طرف وكالة الاستخبارات الامريكية بطريقة او باخرى اما جسديا او تدمير مصداقيته وانهاء مساره السياسي .

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 6

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس