مغاربة وبرتغاليون يطالبون بمعرفة الإرث المشترك

مغاربة وبرتغاليون يطالبون بمعرفة الإرث المشترك
الأحد 18 فبراير 2018 - 07:25

أكد أساتذة جامعيون مغاربة و برتغاليون، خلال ندوة بجامعة إيفورا على بعد 130 كيلومترا من جنوب لشبونة، على ضرورة تعميق معرفة التاريخ و الموروث الثقافي المشترك بين البلدين من أجل فهم أفضل لمستقبل علاقاتهما.

وقال يوسف أكمير، أستاذ بجامعة ابن زهر أكادير، على هامش اللقاء الذي نظم حول موضوع “البرتغال-المغرب :تاريخ ، ثقافة وثرات الأندلس في القرن الـ21″، أن “دراسة الموروث المشترك بساعدنا على فهم الحاضر من أجل رسم معالم المستقبل ، ما سيساهم في تقوية العلاقات بين البلدين”.

وأوضح أن الهدف من هذه الندوة يتمثل في دراسة التاريخ المشترك منذ القرن الـ16 ، داعيا في هذا السياق إلى تنسيق أكبر بين الباحثين المغاربة والبرتغاليين فيما يتعلق بالدراسات المنجزة حول العلاقات بين البلدين عبر على الخصوص تسهيل الولوج إلى أرشيفهما. وبالنسبة لهذا الخبير فإن العمل الذي ينجزه المؤرخ أو الأكاديمي قادر على منح المزيد من الوضوح للدبلوماسي والسياسي وكذا للمستثمر والرأي العام عامة.

من جانبه سجل محمد شرف، مدير المرصد الإقليمي للهجرة بجامعة ابن زهر، أن “بحثا من هذا القبيل يمكنه إضفاء زخم على التبادل والعمل سويا من أجل بناء مستقبل أفضل”، وفي مداخلة له قدم شرف دراسة مقارنة للهجرة المغربية والبرتغالية تبرز العديد من النقاط المشتركة بين ديناميات الهجرة في كلا البلدين.

وأشار محمد المازوني، أستاذ التاريخ في جامعة بن زهر، في قراءة للتاريخ المشترك المغربي البرتغالي، أن وجود البرتغاليين من خلال احتلال سبتة في عام 1415، كان عاملا رئيسيا مهد لمنعطف جديد في المملكة. وأوضح أن الكفاح ضد الاحتلال البرتغالي كان في الواقع حجة على شرعية حركة السعديين، خاصة وأنها كانت عاملا حاسما في توحيد قبائل جنوب المغرب حول القيادة الصوفية، حيث خرج للنور نموذج سياسي جديد في المغرب الحديث وهو الدولة الشريفية.

وذكر الأكاديمي نفسه أن العلاقات بين البلدين المتجاورين تعود إلى ما قبل 1415، حيث كانت تربطهما علاقات سياسية وتجارية وثقافية داعيا إلى العمل اكثر على هده المواضيع من وجهة نظر أكاديمية ودراسة الموروث الثقافي والمعماري في كلا البلدين.

وبالنسبة لفيرناندو كورييا، الأستاذ في جامعة إيفورا، فإن هذا النوع من اللقاءات يساعد على استكشاف بشكل افضل الروابط الثقافية والتاريخية بين المغرب والبرتغال والتي تعود إلى حقبة الإمبراطورية الرومانية، القرطاجيين والفنقيين .. وقال: “هذا يمكننا من التعرف على أصولنا العربية والشمال إفريقية”.

ومن أجل إيراز التأثير اللغوي للتواجد العربي في البرتغال، أبرز كورييا أن اللغة البرتغالية تضم 800 كلمة من أصل عربي على اعتبار أن العديد من القرى والوديان تحمل دائما أسماء من اصل عربي وأمازيغي .

وأبرز عمدة كلية ابن زهر، أحمد بلقاضي، أن هذا اللقاء يندرج في إطار “الدبلوماسية الجامعية” التي تفرض على البلدين المضي قدما في تعزيز الروابط بين الباحثين المغاربة والبرتغاليين . وبالنسبة له فإن التاريخ المشترك الذي يعود إلى ستة قرون على الأقل عبر التواجد البرتغالي في المدن الساحلية التي أصبحت مآثر تاريخية مهمة مثل الصويرة وأسفي والجديدة وأزمور وأصيلة.

‫تعليقات الزوار

5
  • مهاجر في الخليج
    الأحد 18 فبراير 2018 - 08:13

    على المغاربة طلب الاعتذار من البرتغال على إحتلال سبتة و مليلية باسم الدين المسيحي سنة1408…..وعلى الدولة المغربية مطالبة البرتغاليين بعدم الإحتفال "بدون بدرو " كمنفذ لأوامر المسيح…………
    وعلى حلف الناتو التراجع عن التشبت بفتوى بابا الفاتيكان" باراك " بالدفاع عن سبتة و مليلية انتقاما من المغاربة وكخط دفاعي لهم.

  • الشرقي
    الأحد 18 فبراير 2018 - 08:20

    وهل لنا أن نعرف الإرث المشترك المتعلق بفترة وجود المسلمين بالبرتغال وهو كثير جدا ولا يبعد كثيرا عن تاريخ الوجود البرتغالي في بعض السواحل المغربية؟؟؟!
    والوجود الإسلامي هناك كان وجود حضاري وإنساني وعلمي جعل إذ ذاك من شبه الجزيرة الإيبيرية المنطقة الأكثر تقدما في العالم المعروف إذ ذاك وقد إستمر لأكثر من ثمانية قرون وبالتالي لايعتبر وجودا استعماريا ولو اعتبر كذالك لكنا ملزمين بإعادة النظر في التاريخ الأنتوبولوجي للبشرية ابتداءا من الوجود الأروبي بالأمريكيتين وانتهاءا بأستراليا.!!!

  • houssaine
    الأحد 18 فبراير 2018 - 16:02

    الارث المشترك بيننا وبين غيرنا من البشر هو الهواء والماء والنار .

  • المجيب
    الأحد 18 فبراير 2018 - 17:23

    حبذا لو ان الاهتمام بالتراث المشترك بين المغرب والبرتغال او الاسبان يقودنا ليس الى البكاء على الاطلال والتنابز وانما الى ابداع طابع معماري فني متميز وغير مسبوق كما حدث في القرن التاسع عشر في ما يخص المعمار النييو-موريسكي او الايبيرو-المغربي الجديد. فالنماذج التي نتجت آنذاك عن هذا التمازج الحضاري لا زالت تعتبر مفخرة تراثية لمدن مختلفة حول العالم. وعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك برج بليم المنويلي بلشبونة، وقصر اسطورغا وفيلا بيسينس لانطونيو كاودي ببرشلونة، وقصر تيفولي الموريسكي بالدانمارك، وقصر اوزوالد كروز بريو دجانيرو، ودار موروزوف بموسكو. واللائحة طويلة. اين انتم اذن ايها المهندسون المعماريون المغاربة؟؟ هل انتم فاعلون اساسيون في هذا المشروع الحضاري ام فقط استهواكم التقوقع في الارائك المريحة كجمهور النظارة المشتكي والمتباكي؟.

  • بو--علي--نوا
    الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 12:11

    يبدو أن تغطية وكالة المغرب العربي للأنباء تجاهلت محورا مهما ضمن هذه الندوة الدولية الهامة وهو ما يتعلق بالورقة التي قدمها الأستاذ الدكتور ادريس السوناني، أستاذ متخصص في الرواية الإسبانية ذات المواضيع المغربية ومدرس بجامعتي ابن زهر بأكادير ومالقة بإسبانيا. وهو محور بعنوان: (المغرب والبرتغال في رواية "باب الشعبة").. وهي رواية للمبدع المغربي أحمد السبقي وتتناول في جزءها الأول صفحات من تاريخ مدينة آسفي والنواحي خلال زمن الاستعمار البرتغالي..

    وهنا نلاحظ أهمية التأريخ بالأدب أو حين يكون الأدب بابا للتعريف بالتاريخ الوطني والتاريخ المشترك مع باقي الدول.. وعليه فإن جنس الرواية بالتحديد يمكن أن يكون أداة لتحقيق أطروحة هذا المقال ألا وهي التعريف بالإرث المشترك ليس فقط بين المغرب والبرتغال بل بين المغرب ومختلف الدول التي لها علاقة بتاريخنا..

    تحية عالية لأساتذتنا الذين شرفوا جامعة ابن زهر في هذا المحفل العلمي الدولي وعلى رأسهم الدكتور يوسف أكمير (أستاذ التاريخ) والدكتور ادريس السوناني (أستاذ الأدب) وهما اثنان من أهم أعضاء هيئة التدريس بشعبة اللغة الإسبانية وآدابها بكلية الآداب – أكادير.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة