مسرحيون يرسمون صورة قاتمة عن وضعية "أبي الفنون" بالمغرب

مسرحيون يرسمون صورة قاتمة عن وضعية "أبي الفنون" بالمغرب
الثلاثاء 15 ماي 2018 - 08:00

انتقد العديد من مهنيي القطاع المسرحي بالمغرب تنظيم وزارة الثقافة والاتصال للمنتدى الوطني للمسرح، في اليوم الوطني للمسرح، واعتبروه “تكرارا لنقاشات متجاوزة تعاد كل سنة”، مشيرين إلى أن المسرح في المغرب في حاجة إلى حلول عملية للنهوض به وتطوير وضعيته.

في هذا السياق، قال مسعود بوحسين، رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، إن “الثقافة قطاع عرضاني تلعب فيه الوزارة الوصية دورا مهما، غير أن نجاح أي نقاش أو منتدى رهين بنقاش تقني قانوني يُفَعِّل المقتضيات الدستورية، وليس إعادة النظر في البديهيات المضيعة للوقت”.

وأضاف أن “المناظرة الوطنية للمسرح المرتقب انعقادها لن تنجح إن لم يكن توجهها عمليا وتقنيا، وستكون عبارة عن إضاعة للوقت وصناعة لفرقعات إعلامية”، بتعبيره.

وأوضح بوحسين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “حلول تحسين وضعية المسرح المغربي واضحة، تتمثل في التطبيق الفعلي لما جاء في دستور 2011، الذي تعتبر مداخله أكثر تطورا من التفكير الذي تنهجه الحكومة في القطاع”، معتبرا أن “المسرح المغربي لا يجب أن يرتبط بعنصر واحد هو وزارة الثقافة، ولا يجب أن نطرح كل سنة الأسئلة والأجوبة نفسها، بل علينا المرور للعمل التقني والقانوني”.

وعن وضعية الفنان المسرحي بالمغرب في ظل الواقع الذي يعتري المشهد المسرحي، صرّح المتحدث بأنها تعرف تذبذبا يرتبط بمدى توفر فرص الشغل، وانخراط الحكومة في تقديم الخدمات الثقافية، مشيرا إلى أن “الصناعات الثقافية تخضع لمنطق الخدمة العمومية الذي نصت عليه اتفاقية اليونيسكو في سنة 2005، وما ينص عليه الدستور هو أن الثقافة أولا وقبل كل شيء هي خدمة عمومية، بعد ذلك يمكن أن تبنى صناعة ثقافية مسرحية مدرة للدخل، لأن منطق الثقافة هو هذا”.

بدوره، قال الفنان المسرحي عبد الحق الزروالي: “في كل سنة في مثل هذا اليوم تتم إعادة الكلام نفسه. في سنة 74 حضرت المناظرة الأولى وخرجنا بفيض من التوصيات التي لا تقل ولا تختلف عن الإجراءات والبحوث والدراسات التي نناقشها اليوم في هذا المنتدى، ونمني النفس بأن لا نلتقي السنة المقبلة ونردد الكلام نفسه”، ودعا المسؤولين إلى العمل الجاد والوعي بأهمية المسرح في الارتقاء بالإبداع وبمستقبل البلد.

ولفت الزروالي في حديثه لهسبريس إلى أن هذا اليوم “يحمل بعدين: سلبي وإيجابي. الإيجابي يكمن في أنه بعد الرسالة الملكية لسنة 92، التي توجهت إلى المسرح الاحترافي، كان المغرب يعرف اشتغال خمسة أو ستة فرق مسرحية فقط، وبعد الرسالة تغيرت الصورة بكاملها فأصبحنا اليوم نرى 160 فرقة محترفة. والأمر السلبي هو تراكم الملفات والمطالب؛ ما سبّب خلطا وفوضى في المجال”.

الزروالي أشار إلى أن “الميزانية المخصصة للقطاع عاجزة عن استيعاب الكم الهائل من الملفات التي تتراكم منذ الاستقلال إلى الآن، لأن الجهات والمجالس الوطنية غير واعية بأهمية الثقافة والمسرح، وغيابها عن مساعدة وزارة الثقافة لتخفيف العبء عليها. كل هذا العوامل خلقت تشنجا لا يجعلنا نحس بالانشراح والاطمئنان بخصوص مستقبل المسرح الوطني”.

جدير بالذكر أنّ أسرة الركح بالمغرب تحتفل في الرابع عشر من ماي من كل سنة باليوم الوطني للمسرح، الذي جاء بعد توجيه رسالة الملك الراحل الحسن الثاني إلى المناظرة الوطنية الأولى حول المسرح الاحترافي في 14 ماي 1992. ويعرف هذا اليوم تنظيم العديد من الأنشطة المسرحية والثقافية بعدد من المدن المغربية.

* صحافي متدرب

‫تعليقات الزوار

6
  • مغربي
    الثلاثاء 15 ماي 2018 - 08:34

    مشكل تدهور المسرح بالمغرب هو مسؤولية المسرحيين قبل أن يكون مشكل وزارة الثقافة
    المسرحيين حولوا المسرح إلى حال في
    كفى من الريع

  • الاسترزاق
    الثلاثاء 15 ماي 2018 - 09:04

    عندما نذكر المسرح والمسرحيين في المغرب يغيب الابداع والمتعة والفكر والتعبير والمعنى ويحضر فقط الريع والحديث عن الدعم من الوزارة الوصية على الثقافة ومن الجماعات المحلية والجهات ..وكم من جماعة هي في حاجة لخدمات اساسية في الصحة والتعليم والقناطر والداخليات التعليمية والماء والكهرباء كم من الجماعات التي ذهبت اموالها والمال العام بها لانشطة مسرحية لا قيمة لها سوى البهرجة والاسترزاق حتى اصبح هذا امراً مرضا يسكن هؤلاء المسرحيين كبارهم وصغارهم ولا حول ولا قوة الا بالله ..الم يع هؤلاء ان المغرب تغير وان المال العام لم يعد سائبا كما كان ..لماذا لم يفكر هؤلاء في تكوين مقاولات كما هو الشأن في الدول التي تعرف علاقة القانون بالثقافة ..لسبب بسيط لان هؤلاء لا ابداع لهم وانهم يختبؤون وراء الدعم من اجل الاسترزاق..

  • alam
    الثلاثاء 15 ماي 2018 - 10:56

    كنا في الماضي البعيد نغفر للاميين عندما كانوا ياتون الى هذا الميدان ليزاولون مواهبهم اما اليوم فقد اصبح معهد عالي للمسرح يتخرج منه العشرات بالاضافة الى الكليات الاخرى التي تطبع الطالب الذي ياتي صدفة لهذا الميدان بالرصيد المعرفي الذي لا يستوي فيه الذين لا يعلمون بالدين يعلمون ان المسرح كلمة كبيرة وهو اب الفنون ومن قرأ كتابي المخرج الكبير قسطنتين ستانسلافسكي (اعداد الممثل وحياتي في الفن) سيعرف جيدا باننا نتكلم عن ميدان لا يجب ان يلج له من دب وهب بل حتى المثقفين يجب غربلتهم من اجل ان نحتفظ فقط على الذين يحبوا هذا الميدان باخلاص ولا تكن لهم خلفية او قناعة البقرة الحلوب

  • Youssef
    الثلاثاء 15 ماي 2018 - 12:00

    المسرحين عليهم رسم صورة ما يجري في المجتمع و ليس ما يجري لأعمالهم، أنانيون…

  • انتشار المقاهي
    الثلاثاء 15 ماي 2018 - 12:06

    إننا نرثي الزمن الجميل منذ هدم المسرح البلدي بالدار البيضاء وإطلاق دور الخيالة (السينما ) وتوالي وفايات المسرحيين والكتاب والمخرجين المسرحيين أمثال احمد الطيب العلج والطيب الصديقي وغيرهم غابت ثقافة المسرح وحلت محلها المقاهي والفايسبوك وغيرها من الوسائل الأخرى التي أساء إليها الناس بسوء استعمالها ابو الفنون يستغيث

  • الحاج ابراهيم
    الثلاثاء 15 ماي 2018 - 14:34

    وا سيرو تقلبوا ليكم على شي خدما . راه في المغرب ماكاين مسرح .

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين