بنموسى: المسرح هو الأقرب إلى قلبي .. و"سير تضيم" جديدي الفني

بنموسى: المسرح هو الأقرب إلى قلبي .. و"سير تضيم" جديدي الفني
السبت 20 أكتوبر 2018 - 07:00

فضيلة بنموسى وجه مألوف يحلّ، باستمرار، ضيفا على البيوت المغربية. ممثلة قديرة ومسرحية خَطَت خطواتها الأولى في مسرح الهواة في أواخر سبعينيات القرن الماضي، وسارت بخطى ثابتة في طريق الاحتراف مع مطلع الثمانينيات، رفقَةَ جيل من المسرحيّين المقتدرين.

في هذا الحوار تتحدث فضيلة بنموسى عن شغفِها بالمسرح، وتدرُّجِها بالميدان الفني، ورأيها في المُشخِّصِين المغاربة الشباب، وتفسيرها لسبب كثرة الكراسي الفارغة في العروض المسرحية داخل المملكة..

• كيف كانت بدايتك مع أب الفنون؟

البداية كانت صعبة قليلا، ولكن حب هذا الميدان جعلنا نتفادى جميع الصعوبات والتشبث به جيدا. كانت البداية مع مسرح الهواة سنة 1977 مع “شبيبة الحمراء”، ومع أساتذة أكفاء في الميدان المسرحي، من بينهم عبد الكريم بناني، رحمة الله عليه، وسي عبد العزيز الزيادي، وهم أساتذة كبار كانوا يدعموننا، جزاهم الله خيرا. بعد ذلك كانت مرحلة شبه الاحتراف مع فرقة “الوفاء” مع سي عبد السلام الشرايبي، وسيدي محمد بلقاس، وسي عبد الجبار الوزير، منحه الله الصحة والعافية، والمهدي الأزدي، وكبور ركيك، وعدد من الفنانين والممثلين والممثلات، من بينهم أمينة رشيد، وعدد من الأشخاص الذين كانوا يدعموننا بكل صراحة.

في البداية كان الجو شبه عائلي لأننا كنا نخاف على بعضنا البعض، وقد كنت أصغرهم، وبالتالي كنت مراقبة من طرف الجميع. والحمد لله أخذوا بيدي حتى وصلت إلى التلفزيون، الذي كانت أول إطلالة لي فيه مع فريد بنمبارك، ثم مع سيدي محمد حسن الجندي، وأنور الجندي، وفي المسرح مع فاطمة بنمزيان، رحمها الله، وعدد آخر من الفنانين، الذين يرجع إليهم الفضل في وصول فضيلة بن موسى لما هي عليه اليوم.

• كيف ترين مستوى المسرح بالمغرب اليوم؟

بكل صراحة، المسرح في المغرب “يبحث عن نفسه”، وهو سائر في طريقه، ومستواه جيد، وإذا ما قارنّاه بمسارح عربية نجد أن مستوانا لا بأس به، ومواضيعنا جيدة وفي المستوى، وحتى فيما يتعلق بالممثلين، لدينا ممثلون متمكّنون من مهنة التمثيل، رغم أنهم في بداياتهم، وإن كانت الفرص لم تتح لهم ليكون هناك تواصل بينهم وبين الجمهور الواسع.

ولكن، الحمد لله، عندما أشاهد بعض مسرحياتنا أجد أنها في المستوى، رغم أن المناخ وقاعات العرض لا تكون في المستوى، إذ ليست كل القاعات تحتوي على التقنيات المسرحية، التي يجب أن تكون من أجل أن يتواصل الممثل مع جمهوره، ولكنْ هناك عروضٌ يجب أن تُرى، والمسرح بمغربنا لا بأس به. ورغم الاضطرابات، فإن المشعل في أيادٍ أمينة، سنُحسُّ بها جميعا، وسنرى شبابنا إلى أين سيصل.

• في نظرك، ما سبب قلة إقبال المغاربة على المسرح؟

في وقت من الأوقات كان هناك خلل بكل صراحة، وكانت الساحة فارغة، وحتى قاعات العروض لم تكن في المستوى، وقد كانت هناك فرق يتابعها المغاربة بشغف، لكن وقعت بين أعضائها اضطرابات، مما دفع الجمهور إلى الابتعاد عن المسرح.

• ما الأقرب إلى قلبك، المسرح أم التلفزة؟

المسرح هو كل شيء بالنسبة إلي، وهو تكويني وبدايتي، وفيه صُقِلَت موهبتي، وهو “تحديثي اليومي”، وبدونه لا يمكن أن أتابع الميدان بكل صراحة؛ فلا بد لي من مسرحية أو اثنتين في السنة؛ حتى أجدّد نشاطي لأواجه الكاميرا.

• وهل يضمن المسرح للفنان المغربي عيشا كريما؟

المسرح حاليا لا يكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي للعيش، لأن العروض غير مستمرة دائما، خاصة أننا الآن ننتظر؛ فإذا لم تكن هناك 10 أو 15 عرضا مدعّما للفرقة؛ فلا يمكن أن تكون. وليكن الله في عون المسرحي الذي يعتمد على مدخوله من المسرح فقط.

• ما رأيك في المضامين التي تبُثُّها القنوات المغربية؟

توجد برامج يبحث مُعِدّوها ويُنَقِّبُون حتى يصلوا إلى ما يحبه الجمهور، ولكن لا يمكن إرضاء الجميع بكل صراحة، لأن هناك مستويات مختلفة، وثقافات مختلفة، ولا يمكن أن نتفاهم مع الجمهور بنسبة 100 بالمائة؛ ولكن إذا حاولنا الوصول إلى نسبة 40 أو 50 بالمائة سنكون قد نجحنا في نظري.

• ما العمل المسرحي أو التلفزي الأقرب إلى قلبك؟

هناك الكثير من الأعمال قريبة من قلبي كثيرا، وكلما أحسست بأني أدّيت دورا بإخلاص ومن قلبي تبقى له مكانة في نفسي وذاكرتي، وأنا من الناس الذين لا يريدون العمل “هكذا” (على أي كان)، بل ممَّن يحبون التعمق والبحث الجيد في الشخصية، حتى أؤديها على أحسن ما يرام، وحبي هو الذي يجعل الأدوار التي أُشخّصُها تصل إلى جمهوري كصورة شبه حقيقية.

• وما جديدك الفني؟

أنا الآن، كما ترون، بمسرح محمد الخامس لتهييئ مسرحية جديدة مع فرقة “إسيل” بعنوان “سير تضيم”، وهي مسرحية تتحدث عن الناس المتقاعدين، والظروف التي يعيشونها، والصعاب التي يواجهونها. كما انتهيت من تصوير فيلم سينمائي مع نور الدين دوكنة بعنوان “كبرو وما بغاوش يخويو الدار”، وكان التصوير في المستوى، والموضوع مهم جدا، ويتطرق إلى العائلات المغربية التي يكبر أبناؤها، ولا يجدون مكانا يذهبون إليه بسبب عدم إتاحة الفرص لهم.

‫تعليقات الزوار

7
  • ملالي محمد
    السبت 20 أكتوبر 2018 - 07:31

    تستحق كل الاحترام والتقدير، بارك الله في عمرها.
    بني ملال

  • Peace
    السبت 20 أكتوبر 2018 - 08:38

    الفنانة المقتدرة فضيلة بنموسى تعجبني كثيرا سواء في المسرح او التلفزيون او السنيما خصوصا خصوصا اذا لعبت ادوارا مع الفنان المقتدر "فركوس"

    انا بصراحة كل الفنانين المغاربة يعجبونني, فقط الفنانين المراكشيين يضحكونني اكثر و "تيحميوا الطرح" بالدقة المراكشية. ربما هذا راجع لبركة "سبعة رجال" او لان مراكش هي مدينة "البهجة" على اي انا لي صديقة هناك اسمها بهيجة و اخرى اسمها نجاة, اثروا في تفكيري بشكل من الاشكال. على اي هناك ناس كثيرين جدا اثروا في حياتي.

  • hind
    السبت 20 أكتوبر 2018 - 08:44

    اتمنى لك مسيرة موفقة يا محبوبة الجماهير . انا اعشقك كثيرا فنانة قديرة محترمة تطل على الشاشة المغربية بوجهها البشوش وابتسامتها الجميلة أدم الله عليك هذه المحاسن والصحة والعافية ولجميع أفراد الممثلين والممثلات المغربيات المحترمات القديرات شكرا على هذه الالتفاتة نحن بحاجة رؤية جميع الفنانات القديرات لكم جزيل الشكر

  • لحو
    السبت 20 أكتوبر 2018 - 11:48

    تبارك الله عليها و صلاة على النبي ممثلة كبيرة بدون ملاحظات اطال الله في عمرها

  • ahmed
    السبت 20 أكتوبر 2018 - 12:02

    مشى المسرح مع الدسوكين والجم والحبشي مابقى مصرح والو اش من مسرح باقي بحال الفيل في السراويل

  • مسرحوالو
    السبت 20 أكتوبر 2018 - 16:56

    يا سيدتي المحترمة المسرح بالفهم الضيق للامور عند من يهمهم الامر انتهى ولم يعد هناك من الجيل الجديد من يلتفت لهذا المجال الذي فقد بريقه ..الجيل الجديد جيل رقمي ذكي لا ينتظر المسرح لكي يحيله على ما يهمه والشبكة الزرقاء الكنكبوتية تجاوزت الدور الذي كان يقوم به المسرح وغير المسرح للتوعية والتحسيس والذي لا يؤمن بمكانة الرقميات والشبكة الزرقاء في العالم الجديد وفي علاقتها بالمجتمع الجديد ربما الذي لايؤمن بذلك هو المتخلف الآن …المسرح كان اداة وقناة لتمرير الاشارات اما الآن فقد بات متجازوا اللهم من يرى العكس وقد يقال عنه كفيف ..المسرح الآن افلس ولم يعد له لا نصوص ولا ممثلين ولا متفرجين ولا..ولا..مصداقية …من لايزال يتحدث عن المسرح هو يتحدث عن الريع انما على لسان المسرح …والذي يريد الاشتغال في المسرح عليه ان يعمل بقانون العرض والطلب والمقاولة والربح والخسارة …اما المسرحيين المغاربة فمنهم الكثير من استفاد من الريع وله ممتلكات ليست من نصيب من حصل على الشواهد العليا بالجامعة ..تصبحي على خير

  • علية
    السبت 20 أكتوبر 2018 - 22:47

    عندما ظهرت السينما والتلفزيون قيل بأن نهاية المسرح قريبة .. وعاش المسرح شامخا رغم ذلك ..وسيعيش دائما وأبدا حتى ولو ظهرت "مكتشفات" جديدة.
    المسألة مسألة ثقافة وتذوق ومشاركة وتفاعل .. وهي تختلف من فرد لآخر.

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين