إصدار جديد يغني المكتبة العربية بأبحاث في المخطوطات المغاربية

إصدار جديد يغني المكتبة العربية بأبحاث في المخطوطات المغاربية
الخميس 20 دجنبر 2018 - 01:35

صدر كتاب جديد من جزأين بعنوان “أبحاث في الكتاب العربي المخطوط”، هو القسم الثالث بعد القسمين الذين صدرا في دورتين سابقتين من جائزة الحسن الثاني للمخطوطات، نسّقَه حسن الوزاني، مدير الكتاب بوزارة الثقافة والاتصال في قطاع الثقافة، وزهور بنحليمة العلمي، عن قسم القراءة العمومية بالوزارة، وأشرف عليه وأعدّه كل من عبد العزيز الساوري وليلى القسطالي، ونشرته وزارة الثقافة والاتصال قطاع الثقافة.

وأشارت الكلمة التقديمية للكتاب الموقّعة باسم محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، إلى “أهمية الاهتمام بالكتاب المخطوط لكونه أبرز عناصر التراث المادي، وشاهدا على عبقرية الإنسان عبر مختلف العصور، ومصدرا لا غنى عنه بالنسبة للباحثين في مختلف صنوف الثقافة والمعرفة”، وأشادت بما تمتلكه المملكة من رصيد وثائقي، يجب تثمينه والحفاظ عليه ودعم البرامج الكفيلة باستثماره، واستخراج الكنوز الدفينة فيه، مذكّرة بعمل جائزة الحسن الثاني، التي أُحدثت في سنة 1969، على تشجيع الخواص من العائلات العلمية المغربية على التعريف بما لديهم من مخطوطات ووثائق نفيسة، مما أظهر للعلن في كل دورة من دورات الجائزة مجموعة من الوثائق والمخطوطات التي تكتسي قيمة كبرى من الناحية العلمية والتاريخية واللمسة الفنية والجمالية.

ووردت في الكتاب بجزأيه بحوث في علم المخطوط، وقراءة في كتب مخطوطة، ووثائق جديدة مثل وثيقة حول خزانة جامع الأشراف بالمواسين بمراكش، ونصوص محقّقة، من بينها خطبة من العهد المريني في فضل الرمي في سبيل الله لابن عباد النّفزي الرندي.

تواصل علمي

اختار المهدي بن محمد السعيدي، أستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير، الحديث عن تراث التواصل العلمي المخطوط بين المغرب وتونس من خلال ثبت عبد الله بن محمد السكَتاني وإجازته عليّاً بن علي الأومي الصفاقسي، وتحدّث الباحث عن ارتباط تونس بالمغرب الأقصى بروابط تاريخية وعلمية وثقافية وفكرية عريقة، بدأت منذ أن شدَّ حانون رحاله في حملته التجارية الاستكشافية على الساحلين المغربيين المتوسطي والأطلسي، وامتدت وتوسّعت بعد الإسلام بانطلاق حركة الفتح من القيروان، وبانضمام إفريقية (تونس) إلى المغرب الأقصى تحت حكم المرابطين والموحِّدين.

وأشار البحث إلى أن وقوع تونس في طريق ركب الحاجِّ المغربي إلى الحجاز جعلها مزارا للمغاربة، ومحلّ استقرار عدد منهم للدراسة والأخذ بالقيروان، مضيفا أن هذا التواصل العلمي قد استمر عبر القرون بفضل الرّحَلات الحجِّيّة والعلمية المغربية، واستقرار علماء كل بلد في البلد الآخر، وتبادل الزيارات، والإجازة، وانتقال الكتب والمؤلفات والأسانيد الصوفية، معطيا مثالا باستقرار العديد من علماء المغرب وفقهائه وأُدبائِه بتونس، ومن بينهم، على سبيل المثال لا الحصر: عبد العزيز بن موسى بن معطي العبدوسي، وأبو العباس أحمد السلوي، ومحمد الشريف الزكراوي، وأبو يوسف يعقوب المصمودي.

ويرى الباحث المغربي أن الإجازة التي يقدّمها، من العالم المغربي السكَتاني السوسي للعالم التونسي الأومي الصفاقسي، تكشف جانبا مشرقا من الصلات العلمية بين البلدين، وأن دراسة هذا الثبت المخطوط مكّنت من إدراك أهميته وقيمته في ترسُّم مسالك الدراسة والتعلُّم في الغرب الإسلامي والشرق العربي، وإبراز الأسانيد والإجازات سلاسلَ تلقّي المعرفة الإسلامية عبر الزمن، واعتبارات استدعاء إجازات شيوخ بعينهم لعلو سندهم، ورسوخ قدمهم في العلوم، وصلاحهم وورعهم، وسمو أخلاقهم، ثم تنقّل هذه المعرفة الدينية عبر الأجيال وفق الشروط نفسها مصونة من العبث والابتذال.

أهمية التعليق

عباس أرحيلة، في بحثه حول تحقيق أحمد محمد شاكر لرسالة الشافعي الذي ورد في المنشور في محور البحوث في علم المخطوط، عرّف التعليقَ في مجال تحقيق الكتاب المخطوط بكونه ما يُكتب على الهامش، موضّحا أنه يقع ضمن مُتمّمات التحقيق، حسب تعبيره، وأن من بين وظائفه تنبيهُ المحقِّقِ إلى ما تدعو إليه حاجة القارئ من مهمّات التعليق التي من بينها الاستدراكُ على صاحب المخطوط ما فاته من حلّ بعض الإشكالات، ومن التدقيق في قضايا معيَّنة، أو ما قد يحدث له من قصور في فهم قضية ما، دون الإكثار من التعليقات التي لا تدعو الحاجة العلمية إليها.

ووقف أرحيلة عند تعليق أحمد محمد شاكر، الفقيه والمحقّق المصري، الذي ورد في هامش من تحقيقه لـ”الرسالة” للإمام الشافعي، الذي كان موضوعه: “هل وردت لفظة “ورُسُلِه” في مخطوط رسالة الشافعي بالإفراد أم بالجمع؟” وإثبات شاكر لها بالجمع في تحقيقه، مع تبريره سبب عدم الانتباه إلى هذا الخطأ منذ كتابة الرسالة في زمن الشافعي إلى “تقليد الأمة العربية لعلمائها دون مراجعة أو إعمال فكر وثقة، أولئك، العلماء بالإمام الشافعي ثقة أعمتهم عن تبَيُّن الحقيقة فيما كتبه تلميذُه وصفيُّه الربيع”.

وخَلُص أرحيلة في آخر بحثه إلى أن الشافعي لم يخطِئ في كتابة “ورسوله” بصيغة الإفراد، وأن اللفظ ورد على هذه الصورة في كُتُبه الثلاثة “الرسالة” و”الأم” و”أحكام القرآن”، بل أتى به للاستدلال على مراده، وعلى ما تقتضي الآية، منكرا على الأستاذ الراحل أحمد محمد شاكر تخطيئه الإمام الشافعي، وعلماء الأمة، ورميَهم بالتقليد تقديسا لشخص الشافعي، نافيا أن يكون لأي مُحقّق الحقُّ في أن يتصرف في نص أثناء تحقيقه بالصورة التي تصرّف بها أحمد محمد شاكر، دون تدبر لحقيقة النص وسياقه ودواعي الاستشهاد به، مشيرا في هذا السياق إلى ما للتعليق من أهمية وخطورة في هوامش الكتب المُحقَّقَة.

نوادر الفهارس المغربية

اختار جمال القديم، أستاذ باحث بمركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمّدية للعلماء، التعريف بـ”فهرسة تنوير الزمان بقدوم مولاي زيدان” وتجلية مضامينها، وإظهار قيمتها، انطلاقا من نسخة مخطوطة مبتورة الآخر من محفوظات الخزانة الحسنيّة بالرباط، لكاتبها أبي محمد قاسم بن محمد بن أبي العافية الشهير بـ”ابن القاضي”. وتحتوي على مادة علمية غزيرة، حسب الكاتب، تتعلّق ببيئة المؤلِّف وعصره وثقافته وشيوخه، وما يجري من أحداث ومناقشات وآراء، جعلتها مصدرا موثوقا عند كُتاب التراجم والطبقات.

ووضّح البحث المنشور في كتاب “أبحاث في الكتاب العربي المخطوط” أن كاتب الفهرسة أثبت نوع التصنيف في العنوان من أجل الشعور بنوع التصنيف الذي صنَّفَهُ، وألّفها بعدما شرح تصريف المكودي لتلميذه محمد العربي الفاسي، ثم رفعه إلى الخليفة أبي العباس المنصور مع غيره من مصنفاته بعد استدعائه إلى مراكش للوفادة من طرف الخليفة. ويوضّح البحث أنه بعد استتباب الأمر لزيدان بمراكش، وقدوم الناس عليه للمبايعة، لم يقْدم المؤلِّفُ وبقي بفاس إلى أن اتفق لزيدان القدوم إليها منتصرا، فخاف سطوتَه من أجل تأخُّرِه عنه، فألَّف برسمه الفهرسة ووسَمَها باسمه، وذكر في مُقدمَتِها أن “هذه الدولة الهاشمية الزيدانية محفوفة بأنوار كريمة ربانية، وهو الإمام العادل صاحب الأنوار الساطعة والفواضل، الذي تجدّدت بسعادته دولة آبائه وأجداده”.

ويرى البحث أن هناك سببا آخر لكتابة الفهرسة، هو رغبة المؤلِّفِ في وضع تأليف يعرِّفُ فيه بشيوخه ويحفَظُ ذكراهم ليكون مصدرا علميا لمن بعده في الأجيال القادمة. لذا، بعد استهلال ابن القاضي بمقدمة ذكر فيها شيئا يتّصل بمدح السلطان زيدان بن أحمد المنصور الذهبي ودولته، تحدّث عن شيء من أولية حياته فيها تاريخ ولادتِهِ وسنة وفاة أبيه وجدّه، وما ألّفَه من كتب، ثم أورد أبياتا في مدح السلطان زيدان السعدي ذكر بعدها شيوخه، ورتّبَهم حسب تدرُّجِهِ في الأخذ عنهم؛ فبدأ بالذين أخذ عنهم القرآن بقراءاته وعلومِهِ، ممزوجا ببعض العلوم الأخرى، خصوصا علم النحو، ثم التخصص في علم النحو واللغة والبيان، ثم التعليم والمشاركة في علوم أخرى، مثل العقائد والفقه والفرائض والتوقيت والحساب.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات