دول الاتحاد المغاربي .. حصاد سياسي بئيس ونتاج سينمائي نفيس

دول الاتحاد المغاربي .. حصاد سياسي بئيس ونتاج سينمائي نفيس
الأحد 6 يناير 2019 - 02:00

منذ مدة والمنطقة المغاربية تتفاعل بكثافة سينمائيا، وهذه بعض المؤشرات: في بداية دجنبر الجاري حصل الممثل التونسي نضال سعدي على جائزة أفضل دور رجال عن فيلم “في عينيا” في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش..

في منتصف دجنبر ترأس المخرج الجزائري أحمد راشدي لجنة تحكيم مهرجان الفيلم العربي بالدار البيضاء..في نهاية دجنبر يشارك الفيلم الجزائري “السعداء” لصوفيا جاما في مسابقة مهرجان خريبكة..في يوليوز عرض فيلم نرجس النجار “بلا موطن” في افتتاح أيام قرطاج السينمائية، وشارك فيلم محسن البصري “العزيزة” في المسابقة الرسمية.

حصل فيلم “دوار البوم” على جائزتين في مهرجان وهران للفيلم العربي بالجزائر. في يونيو الماضي حصل فيلم “إلى آخر الزمان” لياسمين الشويخ على الجائزة الكبرى في مهرجان وجدة للفيلم المغاربي؛ وحصل بطل الفيلم جيلالي بوجمعة على جائزة أحسن أداء رجالي في مهرجان سلا لفيلم المرأة.

هذه صورة مثمرة للحصاد السينمائي المغاربي، يقابلها وضع سياسي مقلق..هناك في المنطقة “جمود سياسي مُفزع، والخسائر فادحة للجميع”، حسب الطيب البكوش، الأمين العام للاتحاد المغاربي، بين المغرب والجزائر الحدود الثقافية تتحرك وتنفتح والحدود الجغرافية مغلقة، الحملات الإعلامية التشهيرية المتبادلة بين البلدين مستمرة، النظام المغربي ينفر من رئيس الوزراء التونسي لكنه معجب بالرئيس التونسي، الحكومة المغربية لا تمنح تأشيرة للفنانين الليبيين لزيارة المغرب…إلخ إلخ.

رغم هذا حافظ المشهد السينمائي على وتيرته بفضل الاستقرار السياسي. لا توجد حروب في البلدان الثلاثة والصراعات تدار بعقلانية، لذا فالبارود صامت.

عودة إلى حصاد السينما المغاربية في 2018 بمقاربة منفصلة لا وحدوية.

مغربيا، حصل أكثر من عشرين فيلما طويلا على دعم رسمي مالي في 2018، وتم تصوير حوالي 50 فيلما قصيرا. ولا يمكن حصر الأرقام قبل فبراير من 2019، إذ سيصدر المركز السينمائي المغربي تقريره. كل سنة يصدر المركز حصيلة موثقة مرقمة، وهو ما لم أحصل عليه في حالتي تونس والجزائر.

حصد فيلم “وليلي” لفوزي بنسعيدي خمس جوائز في مهرجان طنجة مارس 2018، وحصد فيلم الجاهلية أربع جوائز. في القاعات حطم فيلم “الحنش” لإدريس المريني كل أرقام المشاهدة، وصار الممثل الرئيسي في الفيلم عزيز دادس بطلا قوميا مغربيا؛ بينما احتل فيلم “الجاهلية” لهشام العسري واجهة الجدل لأنه يفترض أن الجاهلية ذهبت مع قريش بينما يزعم العسري أن جاهلية قريش ممتدة في زمننا.

نظم المغرب أكثر من ثمانين مهرجانا سينمائيا بأحجام مختلفة. وقد عرفت هذه السنة عودة مهرجان مراكش الدولي للفيلم. شخصيا لا أستطيع التعليق على المهرجان لأني لم أحصل على دعوة، ربما لأني كتبت شيئا لم يرض المنظمين أو لأن الملحق الإعلامي الجديد لا يطالع إلا الجرائد الفرانكفونية، لذلك يعتبر أن موقعا إلكترونيا فرانكوفونيا ميكروسكوبيا أهم من كل الجرائد العربية مجتمعة.

تونسيا لم أحصل على إحصاءات .. لذلك سأحكم على الفيلمين اللذين جابا العالم، وهما فيلم “على كف عفريت” لكوثر بنهنية وفيلم “بنزين” لسارة العبيدي، وقد عرضا في مهرجانات كثيرة. يعرض الأول قصة شابة مغتصبة في مواجهة جهاز بوليسي متماسك يحمي بعضه بعضا ضد أحلام التغيير التي أغوت الشباب، بينما يحكي الثاني عن المشهد الخلفي لربيع تونس..

هناك في جنوب تونس على الحدود الليبية، حيث يجد شاب أن “الحريق” بمعنى الهجرة أجدى له من إحراق جسده كما فعل البوعزيزي.

بهذين الفلمين ظهر أن هناك موجة مخرجات سينمائيات تونسيات يحفرن طريقهن في الصخر. وقد شاركت كوثر بنهنية بفيلم قصير في مهرجان الجونة 2018، وهذه علامة حب للسينما لأن جل المخرجين يقطعون علاقتهم بالفيلم القصير بعد إنجاز أول فيلم طويل.

على صعيد المهرجانات أكدت أيام قرطاج 29 صمودها وجاذبيتها رغم وقوع تفجير انتحاري قبيل انطلاقه. حصل الفيلم التونسي “فتوى” لمحمود بن محمود على التأنيث الذهبي وحصل الفيلم المغربي “صوفيا” لمريم بنمبارك على تنويه خاص.

جزائريا، لم احصل على أرقام. وحسب نقاد جزائريين فالمعطيات المنشورة قديمة. بعيدا عن البيروقراطية قدر ناقد جزائري أنه تم تصوير ما يقرب من تسعة أفلام طويلة وأربعة قصيرة وعدد من الأفلام الوثائقية عام 2018.

إبداعيا برز فيلم “إلى آخر الزمان” لياسمين الشويخ وفيلم “السعداء” لصوفيا جاما؛ الأول فيلم قروي مطمئن مشبع بوعي سعيد، والثاني فيلم مديني فيه توتر طبقة وسطى تصطدم طموحاتها بإكراهات الواقع وترى أن البديل هو الفرار من البلد.

في هذه الأجواء أعلن المخرج بشير درايس أن الحكومة الجزائرية قررت رسميا منع عرض فيلم “العربي بن مهيدي”، الذي يروي سيرة أحد مفجري الثورة الجزائرية. نشرت جريدة جزائرية خبرا عن مشروع إنتاج فيلم عن حياة فرانز فانون.. يبدو أن سرد وقائع الثورة بعين أجنبي سيكون مقبولا أكثر من سردها من أحد أبطالها الوطنيين. يعتاش النظام من الثورة ويستمد منها شرعيته. في فيلم السعداء لا نجد رائحة الثورة.. وقد واجه الفيلم مشاكل في عرضه.

ختاما أسجل أن هناك صعوبة في الوصول إلى المعطيات الإحصائية في تونس والجزائر خاصة، بينما في المغرب يصدر المركز السينمائي المغربي بلاغات دورية وحصيلة سنوية فيها عدد الأفلام المدعومة والمصورة وعدد قاعات العرض وعدد التذاكر المبيعة، وعدد المهرجانات وتواريخها وأمكنتها، وكل ذلك في وثيقة واحدة شاملة.

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين