ترجمة محمد بنيس نفتح نافذة على الشعر الفرنسي

ترجمة محمد بنيس نفتح نافذة على الشعر الفرنسي
الأربعاء 16 يناير 2019 - 09:40

صدرت لمحمد بنيس، الشاعر الأكاديمي المغربي، ترجمة جديدة لمنتخبات شعرية خطّها ميشيل دوغي، في ديوان بعنوان “كالحب، كالحياة”، عن دار توبقال للنشر.

ميشيل دوغي، حسب منشور تعريفي بالديوان الجديد، هو “أحد أهم الشعراء الفرنسيين في مرحلة ما بعد الحركة السوريالية، ويشمل كتابُه قصائد ونصوصاً من إنتاجه وتجربته عبر مراحلها المختلفة، من خلال دواوين: “شبه الجزيرة” (1962)، “أنهار بين شلالات” (1964)، “إشاعة” (1965)، “إعطاء ما يعطي” (1981)، “ممددون” (1985)، “إلى ما لا يطاق” (1995)، “لو لم يكن القلب” (2011)، وقصيدة “نثر الكفن” (2015)”.

ويرى محمد بنيس، في مقدّمة ترجمته الجديدة، أن لميشيل دوغي سلسلة دواوين ودراسات عن الشعرية، تجمع بين الشعر والفكر الفلسفي، وكتاباتٍ تؤكد على “الشغف بالتفكير” في الحياة والثقافة، وترجمات من الألمانية أولاً، ثم من الإنجليزية، في أعمال تقترب من خمسين كتابا، وتتنوّع بين الشعر والنثر والفكر والترجمة، وترجع بدون توقف إلى طرح العلاقة بين الشعر والفلسفة، أو بين الشعر والفنون المختلفة، أو بين الشعر والبيئة، أو بين الشعر والحياة، و”تتمنّعُ على الاختزال”.

ويقول الشاعر المغربي، في المصدر نفسه، إنه: لا يعرف شاعراً فرنسياً حديثاً أو قديماً، جمع بين الشعر والفلسفة على نحو ما جمعهما ميشيل دوغي، مضيفا أن أسماء سقراط وأرسطو وباسكال وديكارت وهيجل ونيتشه وهيدغر وحنّا آرنت تدور مع مختلف أصناف كتاباته وتمضي لتعود في عبارات وتعريفات ونظريات، واصفا هذا المعين بكونه “نصف وجْه كتابة دوغي”، ومعدّدا “آباء الشاعر وأصدقاءه”، مثل: هوميروس ولوكريس ودانتي ودوبيللي، وشكسبير وهولدرلين وبودلير ورامبو وملارمي وفاليري”، مشيرا إلى أن هؤلاء الفلاسفة والشعراء “أوروبيون جميعاً”.

وينطلق الشاعر الفرنسي، حسب بنيس، من مبدأ استمرارية الماضي في الحاضر، فيكتب أن “الفترة الزمنية تلفّ، وتُعيدُ تدْوير جميع البقايا. يجبُ تحويل كلِّ شيءٍ إلى آثار، وهو ما نعيشه في كل لحظة”، ويعتبر نفسه “مُخفِقا” لإخفاقه في مباراة الالتحاق بالمدرسة الوطنية للإدارة، فيما كان جميع رفقائه متأكّدين من نجاحه. كما أنه لم يكن، على مستوى الالتزام السياسي مثقفاً منخرطاً في قضايا زمنه، مثل حرب الجزائر، أو منتمياً إلى الحزب الشيوعي، على غرار عامة المثقفين الفرنسيين، منذ العشرينيات حتى نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، مضيفا أنه “كان إلى حد ما سارترياً، وقريباً من فلسفة ميرلو بونتي. ثم كان يميل بين 1953 و1954، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، إلى مانديس فرانس “الدوغولي اليساري”، وشاركَ في مظاهرات 1968، وعندما طُلب منه أن يلتحق بـ”جامعة فانسين”، معقل الحركات اليسارية، وافق على التدريس فيها، على الرغم من أنه لم يكن من المنتسبين إلى حركة 68.

ونشر الشاعر، الذي نقل بنيس منتخبات من قصائده إلى اللغة العربية، ديوانه الأول “ثقوبُ رمْي السهام” في سنة 1959، ثم في السنة الموالية توفّق في نشر ديوانه الثاني بـ”دار غاليمار”، أعرق دور النشر الفرنسية، ليصبح بعد ذلك أحد أعضاء لجنة القراءة فيها، حتى جاءت لحظة طرده من هذه اللجنة والقطيعة معها؛ وهي القطيعة التي جاءت في سياق حياة مشحُونة بالصراعات الثقافية، فلا ينتهي صراع حتى يتأجج صراعٌ جديد، وهي حياة ذاق خلالها هذا الشاعر الفرنسي “مرارة أساليب الحقد وخيانات الأصدقاء، مثلما ذاق مرارة الإخفاق، واحدا تلوَ الآخر”، وخلقت هذه الإخفاقات، بالنسبة إلى بنيس، في أعماق دوغي قوة متجددة، جعلته “يمشي، ويواصل المشْي، في الشعر، وفي الكتابة، وفي الصراع، وفي الحياة”.

‫تعليقات الزوار

1
  • سعيد المقدم-بلباو
    الأربعاء 16 يناير 2019 - 10:43

    لقد قربنا الاستاذ والشاعر محمد بنيس الى مداخل الشعرية وحدودها الملتبسة .كنا انذاك طلابه بجامعة محمد الخامس في ثمانينيات القرن الماضي.شخصيا كنت اتغيب عن مواد كانت تبعث الملل .بنيس ساهمت دروسه و محاضراته في خلخلة الموروث الذي كان يسكننا ويلقي علينا غشاوته.لك يا من
    ورنا الفضل الجميل .تحية لك.

صوت وصورة
الفهم عن الله | التوكل على الله
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | التوكل على الله

صوت وصورة
مهن وكواليس | الرايس سعيد
الإثنين 18 مارس 2024 - 17:30

مهن وكواليس | الرايس سعيد

صوت وصورة
حملة "بن زايد" لإفطار الصائم
الإثنين 18 مارس 2024 - 16:21 2

حملة "بن زايد" لإفطار الصائم

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الاحتياجات النفسية عند الأطفال
الإثنين 18 مارس 2024 - 16:00

صحتك النفسانية | الاحتياجات النفسية عند الأطفال

صوت وصورة
ناجية تروي تفاصيل حادث أزيلال
الإثنين 18 مارس 2024 - 15:25 15

ناجية تروي تفاصيل حادث أزيلال

صوت وصورة
ما لم يحك | تصفية الدليمي
الإثنين 18 مارس 2024 - 15:00 1

ما لم يحك | تصفية الدليمي