أبهجت زرقة اللون بتعدد تدرجاتها رواق المعهد الفرنسي بالرباط، بمناسبة معرض الفنانة جولييت بيري، المنظم تحت شعار “ستلجون المنطقة الزرقاء”، وذلك خلال الفترة ما بين 24 يناير الجاري و12 فبراير المقبل.
ويشكل المعرض مناسبة لإلقاء الضوء على مزايا اللون الأزرق بتعدد تجلياته وضروبه، باعتباره مرادفا للحكمة والحقيقة، ومن حيث اختزانه لمسات تضج بالحلم والصفاء. ونجحت جولييت بيري، من خلال هذا المعرض، في رسم لوحات ينبجس فيها اللون بطريقة طبيعية.
ومنحت اللوحات التي تصل الشرق بالغرب مكانة هامة للخيال، من خلال رسم تجريدي ينقل الزوار نحو ضفة المتوسط، وحديقة ماجوريل وحتى بين مسالك ودروب مدينة شفشاون.
فالفن حسب السيدة بيري، يشكل مساحة للتداول، يمنح اللون الجامع والموحد فيها إمكانية رحبة للتأويل.
وأوضحت الفنانة، في تصريح للصحافة بمناسبة افتتاح معرضها، أن انتقاء اللون ينبني على التصور بحد ذاته، وعلى كل الفروق والأصناف التي يمثلها، لاسيما بشأن الأشياء والرسم.
وقالت السيدة بيري إن اشتغالها على اللون يوثق آصرة الإنسان بالعالم، مذكرة بأعمالها التي ركزت على ألوان من قبيل الأبيض والأسود والأخضر.
من جانبها، أكدت مديرة المعهد الفرنسي بالرباط، السيدة مورييل أوغري ميرلينو، أن هذا المعرض الذي يستخدم وسائط متعددة، يذكر بالألوان الخاصة بالمغرب، مبرزة أن الفنانة أبدت رغبتها في إيثار اللون الأزرق كوسيلة لصهر الروابط بين الشرق والغرب.
وتلقت جولييت بيري التكوين الكلاسيكي المخصص لدراسة اللاتينية واليونانية والموسيقى، ثم استكملت تكوينها من خلال دراسة اللسانيات، وخاصة اللغات الصينية والألمانية، قبل أن تخطو خطواتها الأولى في مجال المقاولة.
ونظمت الفنانة ذات الأصول الروسية-البولونية التي تتوفر على مواهب متعددة صقلتها بفضل التجارب الشخصية والمسار المهني، 25 معرضا من بينها خمسة معارض حول اللون، بكل من باريس، وأفينيون، وجزر القمر، وغواتيمالا.