مارصو: أدب الطفل غير مرغوب .. واستثمار التكنولوجيا مطلوب

مارصو: أدب الطفل غير مرغوب .. واستثمار التكنولوجيا مطلوب
الجمعة 8 فبراير 2019 - 02:00

يُعرّف الأديب والباحث المغربي جميل حمداوي أدب الطفل بأنه “ذلك المنتج الإبداعي الذي يتمظهر في عدة أجناس أدبية وفنية وجمالية، ويضم الأنواع النثرية والشعرية والأنماط السردية والغنائية والدرامية؛ وهو ذلك التخصص الذي يتمحور حول الطفل ويجعله محورا ومادة للدراسة والإبداع والتخييل والتشخيص والتصوير؛ وقد يكتبه الطفل للطفل أو يكتبه الكبار للطفل، وقد يكتبه الطفل للكبار”.

وفي المغرب، يعيش هذا النوع من الأدب حالة مستمرة من السبات العميق، فلا يكاد يتمظهر أو يتجلّى إلا لماما، وفي استثناءات تؤكد القاعدة المؤسفة، وهي أن أدب الطفل في المغرب غائب عن المشهد الثقافي؛ وتتعدد أسباب ذلك بين قلة إنتاج وإقبال حيناً، وبين ترفّع عن الخوض في غمار هذا النوع من الإنتاج الأدبي من طرف الكتاب باعتباره “معرّة”!.

بالنسبة للكاتب والشاعر حسن مارصو فإن هناك قصورا مهولا في ما يخص أدب الطفل في المغرب، معتبرا في تصريح لهسبريس أن “الكتاب المغاربة بشكل عام يستنكفون عن الكتابة للطفل، وهو الأمر الذي جعل هذا الصنف من الكتّاب يعدّون على رؤوس الأصابع”.

وفي ما يخص الكتابة الشعرية وإنتاج أغاني الأطفال، يضيف مارصو: “أغلب صغارنا مازالوا يلوكون كتاباتٍ شعريةً قديمةَ وأغنيات عفا عنها الزمن”، موضحا أن ما يزيد هذا الوضع تفاقما “هو أن الدولة لا تضع الطفولة ضمن أولوياتها، فبالأحرى أدب الطفل، وما أطفال الشوارع الذين تغص بهم شوارع مدننا كطنجة والرباط والبيضاء إلا نتيجة لهذا الإهمال المفرط”، بتعبيره.

هي حالة يُجمع عليها أغلب الكتاب المغاربة باختلاف مشاربهم، بمن فيهم كتّاب الطفل الذين يعدّ حسن مارصو واحدا منهم بإنتاج غزير يتنوّع بين أشعار وكتب مدرسية، مثل ديوانيْ “أنغام الطفولة” و”نشيد الأشبال” المُرفقين بألبومين غنائيين، وسلسلة مغامرات دبدوب (من 24 حلقة) إضافة إلى “قصص الأنبياء”..

وعن الحلول التي ينبغي أن تتخذ للخروج من حالة الخمول الأدبي هاته، يقترح الشاعر التطواني على وزارة الثقافة أن “تراهن على شريحة الأطفال من خلال تشجيع أدب الطفل عبر تنظيم جوائز سنوية وتشجيع الكتاب على خوض مغامرة الكتابة الموجهة إلى الطفل”.

كما يدعو مارصو الجماعات الترابية إلى تشجيع المبادرات الموجهة إلى الطفل (مهرجانات للأطفال، مسرح الطفل، دعم الإنتاجات الأدبية والفنية الموجهة إلى الطفل)، بينما يرجو من كتّاب الطفل، على قلتهم، أن “يطوروا من أدائهم عبر استثمار التكنولوجيا الحديثة لتقديم هذا الأدب في قالب مغرٍ لأطفال القرن الواحد والعشرين”.

‫تعليقات الزوار

6
  • marocaine
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 03:15

    j'aimerais partager avec vous ceci: Robert Munsch est l'auteur qui vend le plus de livres pour les jeunes au Canada et sa réputation dépasse les frontières – ses : livres ont été traduits dans plusieurs langues : j'ai vu ses livres 'a Dubai, parmi vous plusieurs se posent la question: comment il fait , y a t'il une technique pour rédiger des histoires aux enfants, je pense comme mentionné dans l'article, c le fait que les sujets touchent au vécu de l'enfant et que les parents investissent dans l'achat des livres …et pas dans l'achat des appartements

  • الطنز البنفسجي
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 08:54

    معندناش كتاب الطفل بالتخصص
    كان البقالي الله يرحمو وباقي شوية العربي بن جلون كاتب متخصص بلغة جميلة جدا رغم ان قصصه ناقصة شوية الخيال وهذا عادي راه السيد تعدى السبعينات. وكاين شوية الشباب للي طالعين فالتخصص بحال عبد الغني ورضي.
    السمعي البصري قضى نسبيا على الكتاب الورقي فقصص الاطفال ولكن المشكل الحقيقي عندنا فالبلاد أن الطفل من ورا عشر سنين ما بقى عندو مايقرا.. اغلب الكتاب كيكتبو لاطفال لما دون العاشرة..
    المعرض الافتتاح اليوم وغادي تشوفو هاد الشي بعينيكم.
    الله يوفق الجميع.

  • امغار ناريف
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 14:19

    الطفل العربي بصفة عامة وليس الطفل المغربي وحده من يعاني من الاهمال قالمجتمع العربي اليوم اصبح تحت رحمة الموضا والتبعية للغرب فيما يضر العرب اما فيما ينفعهم فلا تجد لذلك سبيلا كل المنهجيات لا تصب في تطوير ذكاء الكفل بل تشحنه بالمعلومة دون ان تفسح له المجال لا ستنتاجها فلقد فشلت منظومة الادماج لعدم توفر الطفل على رصيد ثقافي ولغوي يسمحان له بالتعامل مع المحيط معتمدا على قدراته الذاتية اذن الاستتمار في البشر غاءب في العالم العربي

  • طنسيون
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 15:03

    القصص المصورة والأشرطة المرسومة والكتب الأدبية للطفل لا تدخل ضمن وسائل التعلم في المنظور التقليدي المتخلف للتعليم. المكتبة لا وجود لها في المؤسسات التعليمية. أندية القراءة فشلت وانتهت مهمتها. المجلات الحائطية اندثرت وصارت من الماضي. أين برنامج "بين المدارس" ؟ هو تنميط وتهجين مقصود للحياة المدرسية وحصرها في الدروس المحشوة والساعات الإضافية وبرمجة عقول الناشئة على االجهل المصطنع. النتيجة هو ما نراه من تدهور وإخفاق للتعليم والتنمية. التغيير التغيير التغيير هو الأفضل.

  • متابع(1)
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 15:11

    تحية للمبدع حسن مرصو على مجهوداته الفردية في الارتقاء بالمجال السمعي البصري لمرحلة الطفولة. فقد كنا إلى غاية هذه العشرية لا نجد في السوق إلا ما تجود به المصادر الخارجية سواء على صعيد القصص المكتوبة أو الأشرطة المسموعة والمرئية (مصر- الأردن- فرنسا….).
    بالفعل لا زال العمل مطلوبا بفعالية أكثر في هذا الباب ويحسب لبعض دور النشر التي تشرف على طبع مقررات التعليم الأولي سعيها في إخراج العديد من الإنتاجات الخاصة بهذه الفئة.
    لكن تشجيع المجهودات الفردية يحتاج هو الآخر إلى من يشد على يده.

  • Lalino
    الخميس 21 فبراير 2019 - 23:37

    لكم كل الحب. الذين يكتبون للأطفال، والذين يكتبون عنهم. شكرا هسبريس

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة