مرميد يسأل الأعرج: ماذا يفعل المركز السينمائي المغربي ببرلين؟

مرميد يسأل الأعرج: ماذا يفعل المركز السينمائي المغربي ببرلين؟
الخميس 14 فبراير 2019 - 04:00

من برلين، ألجأ إلى مهنتي كصحافي مهني مختص، يتوجه ببعض من أسئلة إلى وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج..

السيد الوزير، بعد التحية.. لم تعد لي الرغبة لكي أكتب عن الأسى الذي يبعث على الأسى، بل صرت أتوفر على الوقت الكافي لكي أطرح أسئلة وأنتظر مثل كثيرين أجوبة واضحة ما دمنا نتحدث عن قطاع تمرر به بلدان مواقفها وتستثمر فيه وتجني الكثير.

السيد الوزير، هل تراقبون عمل رواق المغرب في مهرجاني “كان” أو هنا في برلين؟ هل سبق أن طالبتم بتقرير مفصل يوضح ما تنجزه إدارة المركز السينمائي عمليا من خلال الرواق؟

أعبر للشرح الذي سأرفقه بأسئلة أخرى.. هنا برلين، وهنا يلتئم أهل السينما في أكبر موعد عالمي ينظم في بداية كل عام. هنا سوق الفيلم، وفيه رواق مغربي يكلف. بالقرب منه عشرات من أروقة بلدان وشركات أخرى.

من المفترض أن يكون حضورنا، الذي يكلف ميزانية من المال العام، قد عاد بالنفع على سينمانا، وعلى تحفيز شركات الإنتاج الأجنبية للاستثمار عندنا.

من خلال تجربتي التي تجاوزت الخمسة عشر عاما في المهرجانات الكبرى، أخبركم بأن بلدانا أخرى كانت لديها أروقة، والهدف هو التعريف بسينماها، وأن يتم تيسير عقد اتفاقيات تعود بالربح. البلدان التي تجلب سينمائيين نجحت، وأروقتها تعج بالضيوف والمنتجين والموزعين من الباحثين عن التوقيع على اتفاقيات مدرة للمال وبيع صورة الدول التي تمثلها. تلك التي فشلت، واكتشف العقلاء فيها بأن الأمر فيه فقط استنزاف عبيط للمال، تم التراجع وتم وقف تمويل أروقة لا يوجد سبب للدفع من أجل إقامتها.

بالنسبة إلينا، لا يحضر السينمائيون المغاربة إلا في النادر من الحالات، وترى بالمقابل إداريين كثرا. أسألك السيد الوزير عن الهدف من حضور الإداري وتغييب السينمائي المهني عن موعد سينمائي حقيقي.

في الرواق المغربي حضور تقليدي، واعتماد على أساليب عتيقة، ومنشورات بالية لا ينتبه إليها الخلق هنا. هل هكذا سنبيع صورة المغرب في محافل سينمائية عالمية؟

غير بعيد هنا في برلين، رواق جورجي فيه إداري، وفيه سينمائيون كثر من هذا البلد، وفيه مقترحات عملية للضيوف. أحب بلدي، وأريد أن أراه في القمة، ولدينا الإمكانية لنكون في وضع أفضل، أن لا نوقع على حضور من أجل الحضور، وندفع المال مقابل حضور شكلي.

السيد الوزير، قبل أربع سنوات باع رواق المركز السينمائي للناس، هنا في برلين، خبر القيام بتخفيضات ضريبية بـ20 في المائة لكل من يريد من المستثمرين الأجانب أن يصور في المغرب. فيما بعد، تأكد الجميع بأن المرسوم لم يكن قد مُرّر، وبأننا بكل بساطة بعنا كذبة. لحد الآن هل حلت هذه المسألة العالقة؟

يأتي التقني الذي يشرف على الرواق، ويتبعه موظفون لهم مني كل الاحترام والتقدير بمنشوراتهم. هل هذا هو الحل؟ في مهرجان “كان” أيضا يأتي الموظف، ويأتي التقني، وقبلهما من ينقل برا من المغرب إلى “كان” منشورات الـ”سي سي إم”.

هل هكذا نبيع صورة المغرب والاشتغال في السينما بالمغرب؟ باختصار قد أكون، سيدي الوزير، قد أطلت، لكني أريد أن أسأل فقط عما تحقق من خلال هذا الرواق، سواء هنا في سوق الفيلم ببرلين أو هناك في القرية الدولية لمهرجان “كان”.

دعونا نطرح أسئلة لنرى إن كانت هناك أجوبة. الأجوبة يجب أن تكون مُرفقة بالتعليل والأرقام والعقود الموقعة وتاريخ توقيعها. إن لم تكن هناك نتيجة مقنعة، فيجب مراجعة كل التفاصيل، والتدقيق في الميزانية المخصصة للرواق والقيام بالمحاسبة.

هنا في برلين تعثر على بلدان لها أروقة، ولم يتسابق الإداريون المشرفون على السينما فيها للحضور. حضر فقط سينمائيوها ومنتجوها، وبعضهم يقطنون في الفندق المتواضع نفسه الذي يتلقف جثتي كل مساء.

علي أن أكون واضحا أكثر.. الإداري مكانه الإدارة، والسينمائي هو الذي يبحث عنه الفاعلون الحقيقيون هنا. هل هناك مراقبة؟ هل هناك تدقيق في كل التفاصيل؟ الأشياء الصورية ومعها الوهم، وقليل من لقاءات لا تسمن ولا تغني من جوع، لا تبرر حقا أن ندفع من أجلها المال العام. نحتاج أروقة تبيع صورة بلدنا الذي نحبه، ونحتاج أكثر لمن يخبر بيع الصورة. نحتاج مختصين بتكوين متين، ومعرفة بكيفية التسويق.

السيد الوزير، تقبل غيرتي على بلدي، ولك مني الاحترام الذي أخبر جيدا بأنه متبادل. من برلين، رغبت في تناول هذه النقطة دون ذكر كل التفاصيل التي سأنقلها لاحقا في أركان أخرى.

رجاء، أنتظر إجابات بخصوص هذا الموضوع. من يحضرون هنا بأروقتهم يدفعون المال ويربحون المال ويحفزون الخلق على التوجه إلى بدانهم. كل من أعرفهم يسألون عن المغرب، ولهم رغبة كبيرة في الانتقال إلى المغرب، والاستثمار في المغرب. هؤلاء لا علم لهم بوجود رواق مغربي في سوق الفيلم. ماذا ربحنا نحن برواقنا الحالي؟ وهل هكذا يكون الرواق الذي نستحقه؟ وهل هكذا نبيع صورة المغرب؟..

رجاء، السيد الوزير، ساهم في وقف النزيف، وأسهم في تغيير إيجابي يحسب لك ولنا جميعا. هي، في أول وآخر المطاف، صورة بلدنا الذي نحبه ونحب من يحبه وسيحبه. في الوقت الراهن يجب أن نسير بالإيقاع نفسه. هل الكلام واضح؟

* إعلامي وناقد سينمائي

‫تعليقات الزوار

13
  • عبدالله
    الخميس 14 فبراير 2019 - 04:19

    أسئلتك في محلها ومع الأسف هادشي راه في كل المجالات ، شحال من عاءلة واصحاب المسوولين يسافرون على حساب الشعب يا ولد عمي ، القضية فيها باك صاحبي بزاف ناعسين شاربين في الاوطيل او مقديين ليهم او لي صدق عليهم التذاكر ديال الطيارة او خلص ليهم الاوطيل على ظهر الشعب .
    المغرب ما خصوش دور فيه الفلوس في اليد خصو كولشي يكون عبر الكومبيوتير باش يكون كولشي واضح للمحاسبة والعقاب.
    دابا هاذ الوزير راه ما غاديش يشوف النعاس ختى دوز هاد السحابة لأنك بحال الى ضربتيه بمطرقة للرأس .

  • ولد حميدو
    الخميس 14 فبراير 2019 - 04:49

    كل واحد و همو…………………

  • الخفاء والتجلي
    الخميس 14 فبراير 2019 - 05:47

    التجلي: تهافت إدارية المركز س.م.على رواق كلاسيكي يبيعون فيه الوهم والكذب ويعودون ملايين.
    الخفاء: مناصب المسؤولية توزع بلادي على الأحزاب ومنسوبيها. والمال العام رهين الارتجال والدهاء التكتيكي ، وغير مهم ان تفلس لان المشروع للمستقبل.
    والمستقبل في علم الغيب . وحين يعود المسؤولون الإداريون إلى الوطن ؛ عفوا إلى ديارهم سالمين غانمين؛ ستعلن حينها عن انتخابات جديدة ليأتي منتخبون جدد ويبدأ التفكير في المستقبل من جديد. تم يستعد النقاد للفصل الجديد يبرون اقلامهم يتخذون منها عكاكيز نحمي ظهورهم من التقوس.

  • jad
    الخميس 14 فبراير 2019 - 05:58

    و ماذا تفعل السينما اصلا في المغرب…

  • Mouden
    الخميس 14 فبراير 2019 - 06:27

    إذا كان هذا يقع في مهرجان السينما وهو من اختصاصك،فمثل هذا يقع في كل التظاهرات التي يكون المغرب ممثلا فيها.
    السياحة مثلا موزون
    اننا فعلا امام نزيف خطير ،وعلى الجميع أن يستوعب أن التظاهرات ليست فرصت للتبضع والاستجمام وإنما هي فرصة للتعريف بكل ما يزخر به البلد.والمهنيون هم المعنيون.

  • طلال
    الخميس 14 فبراير 2019 - 08:42

    السؤال واضح وفاضح السي بلال. ماذا لو أعددت روبرتاجا مصورا وأنت هناك حول هذا الرواق فالصورة أصدق أنباءا من الحروف حتى يعلم الجميع مهزلة الحضور الإداري بدل السينمائي…

  • بيضاوي
    الخميس 14 فبراير 2019 - 09:14

    سؤال وجيه للسيد مرميد : المساءلة و المحاسبة.

  • مواطن2
    الخميس 14 فبراير 2019 - 09:28

    تحية عالية لكاتب المقال…فقد كان شجاعا في كتابته ..ووضع اصبعه على الداء…وبلغ الرسالة…والى عهد غير بعيد..بجريدة هسبريس…انتقد احدهم دعم الدولة للسينما ..بقول كان في منتهى الغرابة " دعم الدولة للفلم المغربي لا يساوي تكلفة مشهد من فلم في باريس "" او كما قال " المهم المعنى ان دعم الدولة للفلم او للسينما في المغرب بصفة عامة هزيل ……..
    رغم المليارات التي تخصص لهذا الغرض….شخصيا اناهز ال 75 سنة ولم اتشرف في يوم من الايام بمشاهدة فيلم مغربي يستحق الذكر… باستثناء بعض الاعمال القديمة بالاخص ..وليست لي اية رغبة في مشاهدة افلامنا ما دامت افلام عالمية عملاقة تظهر على القنوات العالمية …بالمجان..هذا ليس تقليلا من شان احد…ولكن المقال يؤكد ذلك بكل وضوح وموضوعية وامانة في القول…مرة اخرى تحية خالصة لكاتب الرسالة.وهنيئا له على شجاعته وصراحته .

  • صراحة
    الخميس 14 فبراير 2019 - 09:53

    بحكم إننى اشتغل بميدان الديكور السينمائي هنا بميونيخ زرت مهرجان برلين السينمائي مع أصدقاء ألمان تفجأت بالرواق المغربي مصيبة مقارنة مع الأروقة لدول صراحة ليس لديها صدى سينمائي كبير بل وحتى اغلبية الموظفين لا يتكلمون إلا اللغة الفرنسية . اين الفنانون المغاربة ؟؟ ما الهدف من هذا الرواق إذا كان لا يعرف بالسينما المغربية بشكل إحترافي ؟؟ صراحة كارتة بكل المقاييس

  • رياض
    الخميس 14 فبراير 2019 - 11:26

    هذا هو العمل الاحترافي. طرح الأسئلة بعد التوطئة و بدون سب. برافو مرميد و عاش التخصص و احترام التخصص

  • TEACHER
    الخميس 14 فبراير 2019 - 11:42

    نعم اخي مرميد، كلامك واضح وأسئلتك واضحة. وكل ما تطرقت له هنا في هذا المقال هو نفسه ما يتداوله جل المغاربة : ما الفائدة من تواجد رواق مغربي كلف الكثير من المال العام و ماذا استفادت السينما المغربية منه؟ نرجوا، كما قلت، أجوبة خصوصا عن تواجد إداريين عوض مهنيي القطاع. فليتكرم السيد الوزير و ينورنا بأجوبة مفصلة.

  • ابن مكناس
    الخميس 14 فبراير 2019 - 12:00

    في الصميم و عاشت الاقلام النظيفة التي تحب مغربنا بكل الصدق

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين