حظر الأغاني على "منصة يوتيوب" .. حق فكري أم بحث عن الشهرة؟

حظر الأغاني على "منصة يوتيوب" .. حق فكري أم بحث عن الشهرة؟
الأحد 1 دجنبر 2019 - 03:25

بعد الجدل الذي أثاره حظر أغنية “سلام” لسعد لمجرد، بسبب جملة موسيقية مستوحاة من التراث المغربي، أصبحت “موضة” تهمة السرقة الفكرية تلاحق عددا من الفنانين المغاربة، وفي مقدمتهم الفنان زكريا الغفولي، الذي تفاجأ أخيراً بحذف أغنيته “لاتكبر الشان” بعد التبليغ عنها من طرف مراد القصراوي.

هذا الجدل الذي رافق أغاني حققت ملايين المُشاهدات على منصة “يوتيوب” فتح النقاش في المغرب حول الحدود الفاصلة بين الاقتباس والسرقة الفنية، والبحث عن الشهرة على حساب نجوم بلغت شهرتهم الوطن العربي؛ وذلك بالتزامن مع اتجاه الحكومة إلى تجويد المنظومة القانونية لحماية حقوق المؤلفين والمبدعين وسد ثغراتها في مجال الإبداع الموسيقي وباقي مجالات الإبداع الفنية، التي تروج بواسطة التقنيات والتكنولوجيا الجديدة وشبكة الإنترنت.

سرقة أم اقتباس

اقتباس الجمل الموسيقية في ألحان متعددة لمبدعين شباب ليس وليد اليوم، لكنه لم يبلغ مرتبة الحظر أو التبليغ عن منتوج فنّي، حسب الباحث الموسيقي عبد السلام عزري، وهو الأمر الذي سبق وتعامل معه العديد من الفنانين المغاربة، من بينهم أسماء لمنور في أغنيتها “عندو الزين”، وأغنية “آش جايدير” لسلمى رشيد، والتي فتحت نقاش صراع الأجيال حول الأغنية الشعبية التراثية.

ويوضح الباحث أنّه “يجب التفريق بين “القرصنة” والسرقة الفنية”، مؤكداً أنّ “حقوق الأغنية الفكرية يتقاسمها كل من “كاتب الكلمات” و”الملحن”، اللذين لهما الحق في أن يختارا من يشاءان من المغنيين أو المطربين، الذين يدخلون في خانة “فنان الأداء””.

حق فكري أم بحث عن الشهرة!

“في حالات كثيرة يقع النزاع حول الحقوق الفكرية بين فنان له قاعدة جماهيرية كبيرة وفنان أقل شهرة، إن لم نقل إنه مغمور”، يورد عزري، مردفا: “هنا تطرح علامات استفهام عن الهدف من إثارة هذه الزوبعة، هل هو اجتهاد يُراد به اعتراف معنوي بجهود إبداعية أم بحث عن شهرة على حساب فنان آخر، خاصة عندما يتعلق الأمر بالموروث الموسيقي؟”.

ويؤكد الباحث المغربي، في حديثه لهسبريس، أنّ “التراث الشعبي ملكية مُشتركة للمغاربة، ومُتاح أمام كل المُبدعين للاستلهام منه، ويُشترط فقط نهج مسطرة الترخيص والإسناد، ليُصبح العمل مصنفاً خاضعاً لحقوق الملكية الفكرية”.

حماية الإبداع

في مُقابل هذا الجدل، تتجه الحكومة إلى تحويل المكتب المغربي لحقوق المؤلفين من هيئة تابعة إلى مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، عبر مشروع قانون يرتكز إعداده على أحكام الدستور الذي يقر ويضمن حماية الإبداع والتعبيرات الثقافية، ويضمن حرية الفكر والإبداع والحقوق الثقافية.

ويرمي هذا التحديث، الذي صادقت عليه الحكومة أخيراً، إلى تعزيز وتقوية المهام الممنوحة للمكتب المغربي لحقوق المؤلف بتمكينه من الآليات التي تسمح له بمواجهة التغيرات والتحديات التي يعرفها هذا القطاع على المستوى الوطني والدولي، وذلك عبر عصرنة طرق إدارته، وكذا ترسيخ الشفافية والحكامة في التدبير، إضافة إلى الإسهام في النهوض بأوضاع المبدعين المادية والمعنوية.

ويتضمن مشروع القانون عددا من المستجدات، منها: إحداث آليات للحكامة، ولاسيما مجلس إدارة يتمتع بالاختصاصات اللازمة لإدارة المكتب، والتنصيص على تأدية المكتب للمبالغ المستحقة لأصحاب الحقوق داخل آجال محددة، وإحداث صندوق اجتماعي لفائدة المؤلفين وأصحاب الحقوق المجاورة قصد تمكينهم من نظام التغطية الاجتماعية.

‫تعليقات الزوار

5
  • علي
    الأحد 1 دجنبر 2019 - 04:46

    هناك فرق بين اعادة استغلال موروث ثقافي بصيغة مختلفة من الموسيقى
    و فرق بين اخذ هذا الموروث الموسيقي بصيغته الجديدة لفنان و استغلاله و هذا ما فعله المجرد دون استئذان
    فسعد المجرد الذي اصبح مشهور في بضع البقاع كان هو ايضا مغمور
    ان يصبح فلان او علان مشهور لا ينقص من قيمة البسطاء حتى ياخذو ما ليس لهم و يقتاتو على اظهر المغمورين فهذا ليس بالاحتراف
    عندما نجح اكون في امريكا رد الدين و ساعد مغنيين مغمورين ك لايدي غاغا لانه هو ايضا ساعده اخرون و هذا هو الفرق بين الغرب و العرب
    الكبير عندهم يساعد الصغير نحن العكس الكبير يريد ان يكبر كثيرا و ياكل من الصغار
    عوض ان يصغر هؤلاء من تقولو عنهم كبار انفسهم كان الاولى بهم اتباع الخطوات الفنية الاحترافية و اخذ الموافقة من صاحب المقطع عوض ان يضع نفسه مكان احراج
    مشكلتنا اننا ننبطح لمن هو غني و مشهور و نعاقب و البسيط و نحتقره حتى و لو كان الاول على خطا و الثاني على صواب و نبني هرم من العبودية و نتسال لمذا نحن هكذا!!!

  • مصطفى
    الأحد 1 دجنبر 2019 - 10:09

    الأغاني والتهريج والتشهير والقدح على قنوات اليوتيوب استغله الكثير من الأشخاص لتصفية حسابات ولتبرير فشلهم الدراسي والاسترزاق بخلق حلقات على منصات التواصل الاجتماعي ليبعوا فيها الكلام المتناقض مع افعالهم ويتجاوزوا بذلك كل الحدود بلا حسيب ولا رقيب باسم حرية التعبير

  • Freethinker
    الأحد 1 دجنبر 2019 - 10:12

    التراث الشعبي ملك مشترك للجميع وسعد المجرد فنان عالمي له جمهوره في جميع أنحاء العالم ولم يكن بحاجة الى فنان مغمور لكي ينجح. الفنان المغمور استغل شهرة المجرد لكي يخلق ضجة ويحصل على بعض الشهرة التي لم يستطع نيلها بمجهوده الشخصي.

  • canada
    الأحد 1 دجنبر 2019 - 11:55

    السلام عليكم
    وبعيدا شيءا ما عن هذا السياق:

    فإن لم تختار المحتوى الصائب
    فالتفاهة و الرداءة على محتوى اليوتوب بالمليارات والاشياء الطيبة قليلة شيءا ما بالمقارنة ؛
    يتبين بان اكثر الفئة اللي كتطلع بوثيرة عالية هذا المحتوى التافه فالطوندونس هي الفئة بين 12-… -و 20 سنة .
    على العام كلو اجي تشوف راجلي الخ اجي تشوف مي كدا… وما شابه على دور العام ولا بزززاف هادشي وفين خلينا القنوات الثقافية والقنوات التربوية واش نخليوها غير للدول المتقدمة فقط كندا ووغيرهم واش هونغ كونغ كيتصدرو هوما الاوائل على مستوى التعليم بالتفرج على المحتويات التافهة بطبيعة الحال الف لا .
    نجد أكثر من مليار تاع vues عند المغني فولان الفولاني مثلا ،
    و 1700< vues عند الدكتور محمد الفايد لي كيقدملينا كيفاش نتعاملو مع الصحة .ماشي كنديرليه اشهار وانما باش يتضح الفرق .
    خاصنا نعيقو ونفيقو باراكا منطلعو الطوندونس من هو تافه الله يعطيكم الستر.
    راه قنوات المعرفة والعلوم متاحة لكي يكسب الانسان حمولة ثقافية.
    وجزاكم الله خيرا

  • فارس بشير
    الأحد 1 دجنبر 2019 - 18:37

    هناك فرق بين الابتكار ( الخلق و التخليق) والابتكرار(التحليق و التزويق)

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين