المتاحف تستعدّ لاستقبال محبّي الثقافة والفنون بـ"نَفَسٍ مغربيّ"

المتاحف تستعدّ لاستقبال محبّي الثقافة والفنون بـ"نَفَسٍ مغربيّ"
الإثنين 27 يوليوز 2020 - 01:25

تستعدّ مجموعة مِن متاحف المملكة لفتح أبوابها، مجدّدا، في وجه محبّي الفنون والآثار، والتّعرّف على الحضارات والثقافات، بعد ما يقرب مِن خمسة شهور من الإغلاق الاضطراريّ نتيجة جائحة “كورونا”.

وعمّمت المؤسّسة الوطنية للمتاحف بلاغا ينبّئ بقرب فتحِ المتاحف التّابعة لها، محدّدة موعدين رئيسيّين هما 27 من شهر يوليوز الجاري، والعاشر من شهر غشت المقبل، لاستقبال الجمهور “في تجربة مُتحَفيّة آمِنَة”.

ولـ”مساعدة المتاحف على الاستقبال في أحسن الظّروف، قصد الحدّ من انتشار فيروس “كوفيد-19″”، توصي المؤسسة بـ”حجز المكان قبل الحضور، لأن عددا محدودا من الزّوار هم من سيتمّ استقبالهم، لضمان التّباعد الجسدي”، مع تأكيدها على “ضرورة ارتداء القناع الواقي (الكمّامة)، والالتزام بفحص الحرارة عند الدّخول، واحترام التباعد لمسافة متر بين الزوار”.

“لا حياة للمتحف إلا بزوّارِه”

يقول المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، إنّ لإعادة فتح المتاحف “أهمية معتبرة”، ويزيد: “لقد اشتغلنا، منذ خمس سنوات، على جعل النّاس أوفياء لزيارة المتاحف، واستمررنا في إحضار المتاحف إلى منازلهم (معارض عن بعد خلال الحَجر الصحي)، ونريد أن نستمرّ في هذا، ونزيد عدد الأوفياء للمتاحف؛ لأنّ المتحف لا يحيى إلا بزوّاره، وبالمعارض التي يقدِّمها ويستقبلها”.

ويضيف قطبي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “قرّرنا فتح المتاحف مع احترام التّباعد وضرورات السلامة الصحية، عن طريق تطبيق التوجيهات الصحية الحكومية بالحرف، من أجل الحفاظ على صحة الناس، إذ يجب على الناس أن يتّصلوا للحجز قبل القدوم، مع ارتداء الكمامات، وسيجدون جهازا في انتظارهم لقياس حرارتهم، مع تعقيم أيديهم، والتباعد كما في باقي المرافق”.

ويشدّد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف على الدّور الضروري “للمتحف والثقافة؛ لأنّ لنا حاجة إلى التّبادل. كما أنّ للأعمال الفنية حاجة لتُنظَر، وهو ما يحتاج وقتا، مع الحاجة إلى أن تشارَك مع مجموعة من الناس الذين يشاهدونها، ولهذا نجد أنفسنا مجبرين على إعطاء تعليمات للحرّاس، حتى يَنْظُرَ كلَّ عملٍ شخصٌ واحد لا أكثر”.

وتعليقا على تغيّر برمجة جميع متاحف المؤسسة هذه السنة، يسترسل المصرّح قائلا: “سنستأنفها كلَّها مع الدخول في سنة 2021، “معرض دولاكروا”، ومعرض المصوِّرين الفوتوغرافيين الكبار، وسنبدي غِنانا وتنوّعنا الفنّيّ بالمتاحف، إذ سيكون بها كلّها نفَسٌ مغربيّ، وسينظّم في متحف محمد السادس، عند افتتاحه، معرض لتاريخ التشكيل بالمغرب انطلاقا من المجموعات المغربية، وبعد ذلك معرض حول جيلالي غرباوي، ومن ثَمّة إلى نهاية شهر دجنبر، سيُعرَض الفنّ المغربيّ ليُقَدّره الزوار ويعرفوه، ويفرحوا بإعادة اكتشاف إرثنا الحديث والمعاصِر”.

وعن مستقبل متاحف البلاد بعد الجائحة، يشدّد قطبي على “ثقته الكبيرة”، بعدما رأى “شهادات الناس الذين يتطلّعون إلى رؤية المتاحف مفتوحة، وعدد من كتبوا مستفسِرين عن موعد فتح المتاحف”، ثم أجمل قائلا: “أنا جدّ متفائل، وأظنّ أنّ المتاحف قد دخلت في معجم الحديثِ المغربيّ”.

تدابير ومعارض وترقُّب

يقول أنس السدراتي، محافظ متحف التاريخ والحضارات، إنّ الولوج إلى المتحف سيكون محدودا، بعد إعادة فتح أبوابه في اليوم العاشر من شهر غشت المقبل، مع قياس حرارة زواره في مدخله، وتيسير تجوّلهم بين فضاءاته في مسار خاصّ لا يلتقي فيه الداخلون والخارجون.

ويضيف السدراتي: “الفضاءات ستكون محدودة العدد، وهو ما سينتبه إليه رجال الحراسة، مع الحرص على التباعد بمتر على الأقلّ بين الزوار، وعدم تشغيل الشّاشات القابلة للّمس”، ويزيد منبّها على ضرورة “ارتداء الكمّامة، والوقوف خارجا إذا كان الصّف طويلا”.

ويذكّر المصرّح بإمكان أخذ موعد مسبق للزيارة عبر الهاتف أو عبر البريد الإلكتروني للمتحف، خاصة بالنسبة إلى المجموعات التي تتجاوز شخصين، لـ”تجنّب الاكتظاظ والازدحام”.

بدوره، يعدّد عبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر، مجموعة من التدابير الوقائية التي اتخذها المتحف؛ منها حفظ المسافة بين الزّوار، والحرص على أن يلج عدد محدود من الناس إلى قاعات العرض، وإلزامية وضع جهاز مقياس الحرارة في الباب، وإلزامية التعقيم قبل الولوج، مع ارتداء الكمّامة الواقية، ومخالفة مسار الدخول لمسار الخروج.

ويزيد الإدريسي، في تصريحه للجريدة، أنّ المتحف يوصي عند فتح أبوابه ابتداء من يوم 10 غشت، بضرورة “الاتصال قبل الحضور إذا كانت هناك أفواج من أجل التنظيم والبرمجة، ومن أجل تفادي الاكتظاظ في الأبواب وقاعات العرض”.

ومن المرتقب أن يستقبِلَ الزّوارَ معرضان، وفق الإدريسي، أوّلهما حول “تاريخ التّشكيل في المغرب، من بن علي الرباطي إلى الآن، وهو: “التّشكيليون المغاربة في المجموعات الوطنية”، المكوّن مِن مجموعتَي وزارة الثقافة وأكاديمية المملكة المغربية اللّذَين توصَّل بها المتحف، ومجموعة المؤسسة الوطنية للمتاحف”.

ويضيف الإدريسي: “ستجمع هذه المجموعات في تجانس، لإقامة معرض يسرد تاريخ الفنّ في المغرب انطلاقا من أوّل معرض أقامه فنّان مغربيّ خارج المغرب سنة 1916 إلى الآن، وستكون له طبيعة تحقيبيّة تسرد المسار التّشكيلي، وطبيعة موضوعاتية تقف عند المواضيع الكبرى التي تطرّق إليها التّشكيل المغربيّ عبر مراحله”.

ويزيد المتحدّث: “المعرض الثاني استمراريّة لجزء من معرض أقيم في “بينالي الرباط” وكان اسمه “الغابة”، البشرية بمفهوم الصّراع الإنساني، وبمفهومها البيولوجيّ، وهو “بطاقة بيضاء” من نصيب الفنان محمد الباز، الذي وضع مسار هذا المعرض وموضوعه وجميع الجوانب المتعلّقة به”.

ويقدّر مدير متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر، أنّ هذين المعرضَين “يمكّنان من إعطاء صورة متكاملة عن الفنّ المغربيّ سواء في الصباغة، أو النّحت، أو التّركيب، وسيمكّنان مِن الوقوف عند مفهوم الفنون الحديثة والمعاصرة”.

‫تعليقات الزوار

8
  • المهدي
    الإثنين 27 يوليوز 2020 - 01:46

    سخرية ؟سخرية ؟ come on!
    if you survive auto route accidents , welcome to the museum

  • محمد
    الإثنين 27 يوليوز 2020 - 01:53

    اشمن متاحف دابا، شوفو المجازر لي واقعة في الطرق السيارة بسبب بلاغ منتصف الليل المشؤوم..

  • مغربي
    الإثنين 27 يوليوز 2020 - 02:03

    واتا اشمن متاحف اجيو تشوفو الطرقان الكسايد والزحام والكوارت بسباب هاد القرارات العاجلة ها الله اهدي وصافي

  • هل نضحك أم نبكي
    الإثنين 27 يوليوز 2020 - 02:27

    لا أعرف هل الأمر يضحك أم يبكي. في الوقت الذي أغلقت فيه الحمومة بقراراتها الارتجالية مدنا على ساكنتها نجد نفس الحكومة تتجه لفتح المتاحف. فيم ستفيدنا هذه المتاحف في هذا الوقت بالضبط؟ هل إغلاقها سيسبب أزمة في البلاد. قرارات ارتجالية لا محل لها من الإعراب. لو اتخذت الحكومة قرار منع الاختفال بعيد الأضحى هذه السنة بسبب الفيروس لوفرت عليها و على المواطنين الكثير من المال و من الجهد لكن مع الأسف حكومة البواجدة لا كفاءة لها اللهم استغلال الدين و المناسبات الدينية في حملتها الانتخابية السابقة لأوانها

  • بن عمي
    الإثنين 27 يوليوز 2020 - 02:52

    قاليه اش خاصك المريض بكورونا قاليه المتاحف امولاي.على وزن اشخاصك العريان قاليه لخواتم امولاي.

  • عبد الرحبم
    الإثنين 27 يوليوز 2020 - 03:17

    فتحو المتاحف وسدو الطرقان على من تضحكون من الافضل نبقاو ناعسين فالدار احسن منبقاو مشرذين فشي قهرة كحلة

  • عبد الكريم التفرسيتي
    الإثنين 27 يوليوز 2020 - 07:30

    قضية لا تسير بطريقة ناجعة ، " ميس نتمورث " يدفع مبلغا أعلى من السائح للدخول إلى القصبات والمآثر … لماذا ؟!
    ثم هل يعلم الناس أن الدولة لا تهتم بالآثار المشيدة من طرف القوات الأجنبية قبل الخمسينات ؟! ألن تساهم في جذب مزيد من السياح إذا تم الإهتمام بها ؟!
    زد على ذلك أن من يسير هذه المتاحف وغيرها مما يتعلق ، لا يعرفون من أمرها ومن قيمتها أي شيء …

  • taout
    الإثنين 27 يوليوز 2020 - 10:13

    والله هاذ الحكومة وهذا العثماني معرفناه شنو باغي يدير غير يشرح لينا واش هذا وقت ديال الثقافة و لا المسرح يسد مابين المدن ومنوض الروينة ويحل للبشار في يتجامع الله يعطنا معاكم غير الموت هي لي تهنينا منكم حكومة طز طز طز

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 2

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز