"أسماء".. عندما تَنْخِر "السِّيدا" الجسد، وينخِرُ المجتمعُ الروح

"أسماء".. عندما تَنْخِر "السِّيدا" الجسد، وينخِرُ المجتمعُ الروح
الجمعة 21 شتنبر 2012 - 02:00

كان الجمهور المغربي المتعطش والعاشق للسينما المصرية، على موعد مميز مساء أول أمس، مع رائعة سينمائية تحكي أطوار مأساة إنسانية، تتخبط للوصول إلى بر الأمان والشفاء والتمتع بالحقوق بعيدا عن غياهب بحر الشقاء والألم والخوف.. وذلك في إطار عروض المهرجان الدولي لفيلم المرأة بمدينة سلا.

فيلم “أسماء”، قصة إنسانية راقية لكنها بئيسة بكل المقاييس، وعبر أحداث الفيلم لا يسعك إلا أن تعُدَّ الأسماء الكثيرة لهذه الشخصية التي جسدتها بإتقان الفنانة التونسية هند صبري لامرأة حاملة لفيروس السيدا، فهي الشابة الجميلة، وهي الشخصية القوية التي تبحث عن تحقيق ذاتها عبر نسج السِّجَّاد وبيعه في السوق. كما أنها المُعْتَدَّة بنفسها وبكرامتها أمام تاجر يضطهدها ويعنفها لا لشيء سوى أنها تاجرة ناجحة..فضلا عن كونها زوجة عاشقة ومتفانية وأم مضحية ..

أسماء التي يدخل زوجها السجن بعد قتله للتاجر الذي أهانها وصفعها على وجهها أمام الملأ، تَقْبَل في طواعية نادرة إن لم نقل مستحيلة الإصابة بهذا المرض الفتاك عن طريق زوجها الذي أصيب به من داخل السجن، حتى تستطيع مشاركته كل شيء. وهو الذي قَتَل وسُجن لأجلها..

إلا أنها وعبر الفيلم، ترفض كل سؤال موجه لها من طرف العارفين بمرضها عن سبب إصابتها بالفيروس إمعانا في وفائها لزوجها وعدم فضحها له، مؤمنة بعدم أحقية أي شخص بمعرفة سبب إصابتها، ومُصِرة على أنها غير مضطرة للدفاع عن نفسها وعن شرفها وعِرضها في مواجهة مجتمع ينظر إلى المصاب بالإيدز نظرة جوفاء مليئة بالتهم الأخلاقية المُغْرضة..

واستطاع مخرج الفيلم وكاتب السيناريو عمرو سلامة، مغازلة المشاعر الإنسانية وتمرير الرسالة تلو الأخرى بدون ثرثرة ثقيلة ولا وعظ وإرشاد..في توظيف جميل للصورة والأشياء، ففي لبس أسماء لقفازات اليدين وعدم تخليها عنها، حاجز تضعه بينها وبين الناس والمجتمع بسبب خوف كبير يسكنها. إلا أنها تخلت عن القفازات في آخر لقطات الفيلم بعد ظهورها علانية ضمن برنامج مباشر لتقديم حالتها ومشكلتها المتمثلة في رفض الأطباء إجراء عمالة لها لإزالة “المَرَّارة” واعترافها بإصابتها بالسيدا.. وهي نظرة استشرافية نحو التحرر من الخوف من الآخرين ومن المرض والألم..

حتى مرض أسماء الثانوي الذي هو التهاب “المَرَّارة” وصراعها من أجل العلاج منه، يحمل بين طياته مَرارَة فقدان حقها في التطبيب، وحقها في العمل، وحقها في أن تحظى بمعاملة ونظرة عادية من طرف المحيطين بها ..لأنها وبكل بساطة ” لن تموت بسبب المرض الذي تعاني منه..لكنها ستموت بسبب الأمراض التي يعاني منها المجتمع”.

‫تعليقات الزوار

8
  • نادية
    السبت 22 شتنبر 2012 - 12:46

    الافلام المصرية , و ان كان بعضها لا يرقى الى المستوى , الا انها قدمت للمجتمع " العربي " الكثير , لقد تعلمنا من خلالها اهمية الشرف و الاخلاق و قيمة الانسان و فضحت عيوب المجتمع و صورت معانات المرأة " العربية " …
    هذه حقيقة شأنا ام ابينا … السينما المصرية صرح كبير اسس للوجدان العربي الثوري الذي نراه اليوم , و كيفما كانت الانتقدات التي يوجهها لها اليوم الظلاميون , فهي تبقى ارقى من المنتوجات المكسيكية و التركية الفارغة من الرسائل الهادفة.

  • Abdo
    السبت 22 شتنبر 2012 - 13:44

    فيلم اكثر من رائع حيث يناقش قضية اجتماعية باسلوب بسيط وهادف. فهنيئا لهندي صبري التي ابدعت في الفيلم.

  • adex
    السبت 22 شتنبر 2012 - 14:32

    صراحة انا شاهدت هدا الفلم في مدينة سلا
    بكل صراحة فلم جميل ويمرر رسالة الى المجتمعات وخصوصا المجتمعات العربية التي لا تتفهم مرض الانسان و الثبر من الاشياء الاخرى

  • monagadir
    السبت 22 شتنبر 2012 - 15:27

    هند صبري فنانة رائعة ويجب التطرق لهذا الوباء في المسلسلات وىتعريف المواطن البسيط به عبر وصلات اشهارية اللهم احفظنا من الامراض واشف كل عليل

  • سوسن
    السبت 22 شتنبر 2012 - 18:39

    هدا هو الفيلم الدى يعالج الواقع وليس افلام الحب وعداب الحب والزواج والخطيئة وبنات الكليات وشباب النادى , افلام منومة لمعاناة الشعب المصرى وهو تحت الاسبداد والدل لمدة 30 سنة, التى كانت بعيدة كل البعد على الواقع السياسى والاقتصادى والاجتماعى والاخلاقى لاهل مصر, حتى اصبح كل فيلم يسخة لما سبقه تجعل العمل السينمائى يدور فى فراغ الا القليل ودلك كان تطبيعا مع النظام الفاسد, والدليل على دلك أكثر من 90 فى المائة من الفنانين السينمائيين حاربوا الثورة بواسطة الاعلام الخبيث عميل النظام البائد واشاعوا الكثير عن الرئيس مرسى لانه من الاخوان, لانهم كانوا منعمين من طرف مبارك ونسوا ان الشعب هو الدى يؤدى ثمن الفرجة المسرحية والسينمائية.
    نرجو ان تكون للثورة تاثير على اعمالهم فى المستقبل, اعمال تساهم فى تنمية الشعب المصرى وتقدمه انسانيا واخلاقيا وحضاريا حتى يصبح منارة للمسلمين. وحتى انتظار دلك فأنا أفضل ان اشاهد السينما المغربية لانها أكثر واقعية وقربا من الناس والتى تفوقت فى السنين الاخيرة على نظيرتها المصرية رقم ان حالة الفنانين المغاربة مزرية للغاية.

  • Adil
    الأحد 23 شتنبر 2012 - 00:13

    Merci de parler de ce film. C'est bon à savoir. Je veux vous faire une petite critique que j'espère constructive. Vous avez écris sur le film d'une manière passionné qui donne envie de le voir. Cela vous amené aussi d'aller dans du détail allant jusqu'à dire ce qui va passer dans le film . j'espère qque ca restera encore intriguant durant le film.

  • leila
    الأحد 23 شتنبر 2012 - 00:50

    Merci d'en parler c'est film très important et mérite d’être médiatisé car il traite ce que vivent réellement les PVVIH au monde arabe de la stigmatisation de la discrimination non seulement de la societé ou de leur famille ou leur proche mais surtout au sein du milieu hospitalier chose qui est tres honteuses car ce sont des personnes qui sont censées d'etre informées sur cette maladie et savent tres bien comment ça se transmet alors qu'ils refusent de traiter ces malades sous pretexte qu'ils ont une maladie transmissible et non plus contagieuse
    Alors ça me donne aussi l'occasion pour passer un tout petit message traitons bien les PVVIH et luttons contre toute sorte de stigmatisation envers eux ce sont des malades comme tous les autres malades diabétiques cancéreux hypertendus … et le on est tous exposé a ce risque et ça n'arrive pas qu'aux autres et un PVVIH peut etre toi un fere une soeure un cousin un ami alors luttons contre le SIDA et non plus contre les PVVIH

  • rachid
    الأحد 23 شتنبر 2012 - 22:26

    oui c'est un bon film il parle de problèmes de société il n'a pas que le sida aussi les les viol dans les prison la torture le vole ….il faux ouvrir les yeux et agir surtout

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة