“منْ أَنا لأقول لكم ما أقولُ لكم، مَنْ أنا؟ كان يمكن أن لا يحالفني الوحيُ، والوحي حظُّ الوحيدين. “إنَّ القصيدة رَمْيَةُ نَرْدٍ” على رُقْعَةٍ من ظلام،ْ تشعُّ وقد لا تشعُّ، فيهوي الكلامْ كريش على الرملِ، ليس لي أيُّ دور بما كُنْتُ أو سأكونْ…هو الحظُّ والحظ لا اسم لَهُ، قد نُسَمِّيه حدَّادَ أَقدارنا أو نُسَمِّيه ساعي بريد السماء، نُسَمِّيه نجَّارَ تَخْتِ الوليد ونعشِ الفقيد“.
من قصيدة لاعب النرد.
كانت هذه من بين الكلمات الأخيرة شِـعرا للشاعر العربي الكبير محمود درويش، الذي كرّمه العالم في الأسبوع الأول من أكتوبر بمناسبة الذكرى الأربعين لرحيله.
فقدان ركن أساسي من الإبداع الإنساني
صاخِـبا، جاء إلى الحياة من بطن أمه حورية، على أرض قرية البروة في الجليل الفلسطيني، ملأ الدّنيا شِـعرا ستة وستون عاما، ليحتلّ مكانته بين أبرز شعراء العالم، الذي أدرك بفقدان محمود درويش، أنه فقد رُكنا أساسيا من أركان الإبداع الإنساني.
وأراد العالم بعد أن أفاق من ذُهولِـه، ردّ، ولو رمزِيا، بعض السكر لما أعطاه للثقافة الإنسانية، ووجه المبدِعون بالعالم باسم الملتقى العالمي للأدب في برلين نداءً مشتركا إلى المؤسسات الثقافية والمحطّات الإذاعية والمدارس والمسارح وكل المهتمّين في جميع أرجاء العالم، لإقامة أمسيات شعرية عالمية تقَـدَّم فيها قصائد الشاعر محمود درويش في الخامس من أكتوبر 2008، يتم من خلالها تكريم الشاعر الراحل وأعماله.
وحسب ما جاء في نداء المبدعين، فإن محمود درويش “كان من أكثر الشعراء العرب المعاصرين شعبية، وواحداً من أكبر الشعراء في الأدب العالمي. أمسياته الشعرية كانت تجذب إليها الآلاف من محبّي الشعر، دواوينه نُـشرت بمئات الآلاف من النُّـسخ، أعماله تُـرجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وقصائده تغنّـى كأغنيات شعبية وكثير من أبيات شعره تحوّلت إلى أمثال.
أكثر من أربعين دولة التقطَ مُـبدِعوها نِـداء برلين، من جنوب إفريقيا إلى الصين وتشيلي، مرورا بدُول أوروبية وعربية، واستحضروا محمود درويش شِـعرا.
والرباط، العاصمة المغربية، لم تخلف ميعادها مع محمود درويش، الذي أحبها وعشق مسرحها، حيث عانقت قصائده جمهوره مرّة كل سنة على الأقل، وتبنّـت جامعتها/جامعة محمد الخامس “أكدال” Agdal، احتضان النِّـداء وتنظيم أمسية شعرية، يشارك بها شعراء من مختلف أنحاء العالم.
“بكلامه وشعره يبقى الإنسان حيّـا وتبقى الكلمة حية “
الشاعر محمد بنيس، رئيس اللجنة التحضيرية لتكريم محمود درويش بالمغرب
تكريم عالمي لشاعر إنساني
بالنسبة لحفيظ بوطالب جوطي، رئيسة الجامعة، فإن التكريم “تعبيراً عن المكانة العالية لمحمود درويش في نفوس قرّائه ومحبِّـيه في المغرب، واستحضاراً لِـما يمثله من قيمة شِـعرية رفيعة في الثقافة العربية والإنسانية، وتخليداً لحضوره في كلية الآداب سنة 2003، وتكريساً لاحتضان الدّرس الجامعي والبحث العِـلمي في جامعة محمد الخامس – أكدال لأعماله“.
أما الشاعر محمد بنيس، رئيس اللجنة التحضيرية لتكريم محمود درويش بالمغرب، فاعتبر أن “إقامة اليوم العالمي التكريمي لمحمود درويش بالمغرب، لحظة نعبِّـر فيها جَـماعيا عن رُوح التّـضامن الشعري في العالم مع شعر محمود درويش والشاعر محمود درويش. ونقول في هذه اللحظة، إن محمود درويش هو وجه شعري لنا ولِـغيرنا، نكتمِـل فيه ونتكامَـل معه، وأيضا نقول فيه إننا كمغاربة، دائما إلى جانب الشعر الفلسطيني وفي مقدِّمته شعر محمود درويش، ودائما كُـنا نحس في محمود درويش الصّديق الكبير لنا فردا فردا ومغرِبا ككل“.
وتابع قائلا “ها نحن في هذه اللحظة حاولنا أن تكون لحظة فرح بشعر محمود وأن يكون محمود بيننا، الإنسان الذي يُـحبّ الحياة ويحِـب الشعر ويُـحبّ الناس ويرى الحياة والموت ويجعل حياته نُـقطة في هذا النّـهر الأبدي. وبكلامه وشعره يبقى الإنسان حيّـا وتبقى الكلمة حية“.
في ذلك المساء الرباطي (نسبة للعاصمة المغربية الرباط)، كان شُـعراء من عالم متعدّد أحبّـوا محمود درويش وقاسموه عذابات الشِّـعر وعُـذوبته، كان فديريكو أربوس (إسبانيا) ومحمد بنيس (المغرب) وجلال الحكماوي (المغرب) وكلاوس رايشرت (ألمانيا) وليونيل ريـيْ (فرنسا) ورجاء الطالبي (المغرب) ومحمود عبد الغني (المغرب) وألفريد كورن (الولايات المتحدة الأمريكية) وأمجد ناصر (الأردن) ومنصف الوهايـبي (تونس)
لكن، حين وقفوا يتلون الشِّـعر، لم تكن هناك كلِـمات لهم، كل الكلمات كانت لمحمود درويش، كلٌّ منهم اختار قصيدة من قصائده غطّـت سنوات إبداعه وإثرائه للثقافة الإنسانية وما حملته من همِّ وطنه، فلسطين وشعبها.
” محمود درويش، الذي حُـرم من وطنه فلسطين، استطاع أن يبنِـي لنفسه وطنا من الكلمات “
الشاعر الألماني كلاوس رايشرت
“حُـرم من وطنه واستطاع بناء وطن من الكلمات“
الشاعر التونسي منصف الوهايبي قرأ قصيدة “الغياب”، والمستعرب الإسباني فيديريكو أربوس قرأ باللغة الإسبانية لقصيدة “سرحان يشرب القهوة في الكافتريا“، وقرأ الشاعر جلال الحكماوي مقطعا من “الجدارية”، كما قدّم الشاعر الأمريكي ألفريد كورن، ترجمة إلى اللغة الإنجليزية لإحدى قصائد درويش.
أما الشاعر الأردني أمجد ناصر، فقد ألقى مطوّلة “كان ما سوف يكون”، التي أهداها محمود درويش لصديقه وأستاذه الشاعر الفلسطيني راشد حسين، بينما ألقت الأديبة رجاء الطالبي مقاطِـع مُـنتقاة من عددٍ من أعمال درويش، من بينها آخرها “أثر الفراشة“.
وألقى الشاعر الفرنسي ليونيل ريْـي ترجمَـة لنصٍّ بعنوان “على هذه الأرض ما يستحِـق الحياة” إلى اللغة الفرنسية، وتلاه الشاعر محمود عبد الغني بقراءة مقطعٍ من ديوان “أرى ما أريد“.
وقال الشاعر الألماني كلاوس رايشرت، إن محمود درويش، الذي حُـرم من وطنه فلسطين، “استطاع أن يبنِـي لنفسه وطنا من الكلمات”، قبل أن يُـلقي ترجمة لإحدى قصائد الشاعر العربي الراحل باللغة الألمانية.
وتلا الشاعر محمد بنيس قصائد لدرويش، من بينها قصيدته (في الرباط): “للمغاربة أن يقولوا نحن من أوحى إليه”، وقصيدته “ليل العراق الطويل”، التي أهداها لصديقه الشاعر العراقي سعدي يوسف.
واختُـتمت الأمسية بقراءة شعرية مسجّـلة بصوت الراحل محمود درويش لعدد من قصائده القصيرة، التي ألقاها بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، ومن بينها قصيدة “السروة انكسرت” و”الجميلات هنّ الجميلات” و”الكَـمنجات“.
مغادَرة الجمهور الحاشد القاعة، لم يكن الحلقة الأولى في تكريم محمود درويش بالنسبة لجامعة محمد الخامس، حيث أعلن بوطالب جوطي أن الجامعة تعد لمنح محمود درويش الدكتوراه الفخرية، كما تطلق اسمه على أحد أهم مدرّجاتها.
“درويش هو نوبل الحقيقي “
الشاعر الإسباني المستعرب فيديريكو أربوس
“أبرز ممثلي اللحظة الثالثة للشعر الحديث“
ومغربيا، قبل تلك الأمسية، احتضنت العديد من مدن المملكة نشاطات تكريمية لمحمود درويش، وسيكون لمحمود درويش يوم 24 أكتوبر الجاري موعد آخر في مسرح محمد الخامس بالرباط، في احتفال منحه جائزة “أركانة” للشعر، التي أعلن عنها في مايو الماضي، وكان درويش يُـعِـدّ نفسه للحضور، لو أن الموت لم يهزِمه هذه المرة.
وفي هذا الاحتفال، الذي يحضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يتسلم أحمد، الشقيق الأكبر لمحمود درويش الجائزة، كما يقدّم الفنان مارسيل خليفة بعضاً من قصائِـد محمود درويش المغنّـاة.
ويبقى في إطار التكريم العالمي للشاعر العربي الكبير محمود درويش، سؤال جائزة نوبل للآداب، الممزوج بالأمل بتجنيب هذه الجائزة التسييس ورُؤية شِـعره من زاوية الإبداع، وتحميل شِـعره همّـا إنسانيا، كثّـفه بهمّ شعبه وما لحِـقه من اضطِّـهاد وظُـلم.
ويقول فدريكو أربوس (مستعرب إسباني) لسويس انفو، “إن محمود درويش، عُـرف بالتِـزامه العميق بالقضِـية الفلسطينية، وهو التِـزام يتعارَض مع الخطّ السياسي للأكاديمية السويدية، المتمثل في عدم الانحياز لأي طرف، ومِـن ثمّ، يصعُـب القول أن درويش كان يُـمكن ان يفوز بجائزة نوبل، رغم كونه من أحسن شُـعراء العالم ومن بين أشهرِهم في كافة الدّول”، مضيفا “إن درويش هو نوبل الحقيقي“.
واعتبر أربوس أن “درويش ـ إلى جانب سميح القاسم ـ اعتُـبر أكبر مجَـسِّـد لشعر المقاومة الفلسطينية، فضلا عن كونه من أبرز ممثِّـلي اللحظة الثالثة في تطوّر الشِّـعر العربي الحديث، بعدما اقترنت اللحظة الأولى بميلاد حركة الشِّـعر الحُـرّ مع نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي وغيرهم، في حين تمثّـلت اللحظة الثالثة في مجلة “شِـعر” ورُوادها أدونيس ويوسف الخال وخليل الحاوي…
“أكبر تكريم” ..و”أثر عظيم“
ويعتقد الشاعر المغربي محمد بنيس أن “هذا الحدث الثقافي الذي يشهده العالم هذه الأيام حول محمود درويش، يُـعدّ أكبر من أية جائزة، فأنْ يقوم العديد من الأُدَباء والمثقّـفين والفنانين، ينتمون لحوالي أربعين دولة بتخصيص يوم عالمي لهذا الشاعر، فهذا في حدّ ذاته، أكبر تكريم“.
ويتساءل: “كم من شاعِـر نال جائزة نوبل للآداب ونسِـيَـه الناس مُـباشرة بعدَ حفل التّـكريم، بينما اسم محمود درويش، كان وسيبقى راسخا في ذاكرة محبّـي الشعر إلى الأبد“.
وقال الشاعر التونسي منصف الوهايبي، “إن اسم محمود درويش، كان مطروحا منذ سنوات للترشيح لنيل جائزة نوبل للآداب، وقد أتِـيح لي شخصيا أن اعرف ذلك عام 1984 بجامعة “لوند” بالسويد، خلال مُـلتقى للشِّـعر العربي والسويدي، وسمِـعت باسم درويش من شاعِـر سويدي يعد عضو لجنة نوبل، وإسمه “سوشتراند” (وهو شاعر تُـرجم له مع محمد الغزي، كتاب بعنوان “برج الدلو“(.
ويضيف، “درويش صاحب تجربة غنية أعادت الاعتبار، لا للشِّـعر العربي فحسب، بل للشعر عامة، من حيث هو فن كَـوني بامتياز، كل ثقافة تضَـع لبنة فيه، وأقدّر أنّ أثر محمود درويش في لغتِـنا العربية وفي الشِّـعر باعتباره لغتنا الأم ـ أعني لغة الجنس البشري ـ هو أثر عظيم جدا“.
عن سويس أنفو
محمود درويش يظل هامة للشعر الجميل، برتقالة القصيدة، و تفاحة اللغة التي تذكرك أنك امام أبجدية تلخص لوحدها ماهية الأوطان التي تموت واقفة!!
محمود درويش وطن لا يسكنه سوى الشعر و النجمة الهاربة و القمر المتدلي، و الشهيد الذي يحرس أحلام الأحياء، و ما تبقى من كلام سوف يقال على حافة….. النسيان!!!
,,,
رحمك الله أيها الشاعر الفذ!
مبادرة طيبة وجديرة بالاحترام من هذه الفعاليات الشعرية لروح الشاعر محمود درويش الطيبة.شاعر خلد اسمه بابداعه المتألق وبنضاله والتزامه بقضايا شعبه وقضايا وهموم الانسانية جمعاء.شاعر زهد في المناصب السياسية وابتعد عن دائرة القرار الفليسطيني رغم كل الاغراءات وفضل محراب الشعر حيث ظل معتكفا على الخلق والابداع..رحمك الله ايها الشاعر العظيم.
هدا العنوان (المغرب يستضيف تكريما عالميا لـلراحل محمود درويش)سيكون منطقيا لوتم تعديله “بمراكش تستضيف تكريما عالميا لـلراحل محمود درويش” لمادا. لانه تم تكريم الراحل في الصين الشعبية و لكن على اساس ان لكل طرف هوية تميزه فالصين دات الهوية الصينية تكرم الشاعر محمود درويش دو الهوية العربية كماان جنوب افريقيا كرمته على اساس انه شاعر عالمي شعره ملك للتراث الانساني و على اساس الايمان بالتعدد الثقافي و اللغوي في اطار وحدة الهوية الجنوب الافريقية لا على اساس التبعية العربية لهوية الشاعر العربي كما يحدث هنا في المغرب (مراكش)التي يتم فيها تكريم الشاعر في بلده العربي الثاني كما كان يزعم في محياه رحمه الله. ادن فليكرم الشاعر في بلاده الشقيقة الامازيغية على اساس ايماننابالتعدد الثقافي و اللغوي في ضل وحدة هويتنا التي هي هوية امازيغية واحدة و وحيدة و لياخد المغاربة المنضمون للتكريم العبرة من اخوانهم الصينيين و الجنوب افرقيين و ليتركوا عنهم دلك الانبهار بالاخر والتبعية للعرب المشارقة و نكران داتهم الامازيغية التي اعطيت لهم بحكم الارض الامازيغيةالتي يكرمون اسيادهم من خيراتها .رحمك الله يا شاعرنا الانساني الكبير محمود درويش و رحم الله اخوانك المغاربة الدين سلبت لهم هويتهم
كان على المخزن أن يدافع عن كرامته أولا.لقد تم منع”السعدية قريطف”من دخول القدس من طرف”اسرائيل”وهي التي ذهبت الى”رام الله”لتمثل الملك وتقرأ رسالته في تأبين “محمود درويش”بمعنى ما فلقد تمت اهانة الملك بهذا المنع وليس “السعدية”..لذلك كيف يجرؤ هذا المخزن على اقامة هذا “التكريم”العالمي فوق أرضه لشاعر يقولون عنه أنه فلسطيني بينما هو اسرائيلي الجنسية ولو أنه فليسطيني المنشأ.فهو ينتمي لعرب 48 الذين تجنسوا اسرائيليا ولقد كان عضوا نشيطا في الحزب الشيوعي الأسرائيلي”راكاح”وكم من مرة مثل شبيبة هذا الحزب في مؤتمرات دولية وذلك تحت الراية العبرية.
مقتطفات من “خطاب الديكتاتور”
…….
سأختاركم وفق دستور قلبي :
فمن كان منكم بلا علة .. فهو حارس كلبى،
ومن كان منكم طبيبا ..أعينه
سائسا لحصاني الجديد.
ومن كان منكم أديبا .. أعينه حاملا لاتجاه النشيد
و من كان منكم حكيمًا ..أعينه مستشارا لصك النقود .
ومن كان منكم وسيمًا ..أعينه حاجباللفضائح
ومن كان منكم قويًا ..أعينه نائبا للمدائح
ومن كان منكم بلا ذهب أو مواهب فلينصرف
ومن كان منكم بلا ضجرٍ ولآلىء
فلينصرف
فلا وقت عندى للقمح والكدح
…….
الله إحفظك أبو ذر!…أنهيت الموضوع ومباشرة فكرت فيك تعليق يبين أن منع ” السعدية” هو السبب ظانا أن لا أحد فكر في ذلك….تعليقك كان صدمة!…برافو أمعلم!!
اولى بالمغربى ان يكرم ..قبل غيره ان يكرم على حسابه
لماذا انتقيت اخي من مساره الحافل بالنضال بعض المعطيات واغفلت معطيات اخرى؟لماذا وقفت عند محطة تاريخية واحدة في حياته واهملت باقي المحطات؟مسار درويش لا يتوقف عند العقدين اللذين عاشهما الشاعر بعد نكبة 48 في الاراضي المحتلة تحت الاحتلال.وحتة في هذه المرحلة حيث التحق بالحزب الشيوعي ظل وفيا لوطنه الفليسطيني ولمطلب الحرية والاستقلال الم يعتقل اكثر من مرة في هذه الفترة؟الم يكتب اجود شعره النضالي المقاوم في ظل الاحتلال؟عودة سريعة لدواوينه وتاريخ صدورها تؤكد ان الرجل لم يخن ابدا شعبه ووطنه.بعد هذه المرحلة اي بداية السبعينات التحق بمنظمة التحرير الفليسطينية حيث عمل بمؤسسات النشر والدراسات بها وكان عضوا في اللجنة التنفيذية غير انه انسحب منها بعد اتفاقيات اوسلو المشؤومة احتجاجا على بنودها,ورفض اكثر من مرة المناصب الحكومية التي عرضها عليه ياسر عرفات حتى لا تصبح قيدا يحد من حريته ومن مواقفه التي ظلت تتجاوز قياديي المنظمة.كان من الذين حوصروا في بيروت بعد اجتياح اسرائيل للبنان في صيف 82. دون ان نشير الى قصائده بل دواوينه التي تؤكد وطنيته وايمانه بالقضية الفلسطينية وتفضح الاحتلال الصهيوني.ابعد هذا المسار النضالي والشعري نشكك في مساره بل نخونه لانه كان شيوعيا في بداياته الاولى…؟سامحك الله اخي.
سامحك الله ياأخي أنت كذلك.هل نسيت أنه كان وزيرا للثقافة في الحكومة الأولى التي ألفها المقبور “عرفات”؟وهل تناسيت بيته الشعري الشهير الذي يقول فيه:امريكا الطاعون والطاعون أمريكا؟فأين ذهب لكي يتدواى؟ثم هل بربك المخزن يكرم من كان ثوريا حقيقيا؟ثم ماقولك في نظام “بنعلي”في تونس وهو الذي رضي بوسام من عنده؟ثم الأتعرف ياأخي ان الطائرة التي نقلته من “هيوستن”الى الأردن هي الطائرة الخاصة لحاكم الأمارات؟فبالله عليك هل حكام”مدن الملح”هم كذلك أصبحوا” ثوريين”؟والذي يتم التعتيم عليه من طرف الأعلام المخدوم هو أنه توفى بسسب تشمع الكبد من كثرة تناوله للأوساك في حضرة أمراء الزفت في الثلث الخالي.للأسف لقد باع نفسه في أواخر أيامه لحثالة الحكام ومسح كل ماضيه و-الذي-أعترف أني كنت معجبا به وبأشعاره بل لقد كنت أحفظ أشعاره قبل أن أحفظ مقرراتي الدراسية..لذلك أنتقده لأني لاأريد للقضية الفلسطينية أن تحجب عنا المرتزقة الذي يتاجرون بها.. كما لاتنس أن زميله الدرزي”سميح القاسم” قد خدم في الجيش الأسرائيلي وهو الآن ضابط احتياط..على سبيل الختم:ترى لماذا لايسمح المخزن لرفات “الخطابي” أن تعود لتدفن في أرضها الريفية..تحياتي لك وللأخ الستاتي عبد العزيز
اللاموات يحتاجون الى الدعاء وليس الى التكريم.قومو بتكريم الاحياء اولا فشعبكم العزيز يحتاج اليكم من طنجة الى الكويرة في كل الميادين
قد أيدتك في كثير من تعليقاتك يا أبو ذر سابقا سواء تعلق الأمر بالخطيب أوموضوع الخطاب الملكي …وقد عبرت عن ذلك بتعليقات . ولكن اليوم في مقال تكريم محمود درويش فتعليقك نزل علي كالصاعقة ولو أني أدركت نسبيا خلفياتك في التعاليق، أنامتأكد بسخطك على المخزن وأقاسمك الشعور ولكن محمود بمواقفه وقراراته في سن 17 عشر من عمره التي أدخلته السجون الإسرائيلية في هذا السن المبكر وتواجده في الحزب الشيوعي الإسرائييلي أنذاك كانت الوسيلة الوحيدة لمحمود للتعريف بالقضية وحتى إن حاسبته فكان في سن 17 عشر .و انسجاما مع رأيتك للمخزن فإنه كتب قصيدة الديكتاتور العربي وهي موجودة عند طلبة المغرب و ممكن أن تجد نسخة أو شريط كاسيط عند بعض الأحرار العالميين بالمغرب .أما في مايخص قيمته الشعرية وتأثيرها على القضية الفلسطينية كقضية إنسانية وليس كما ( مخيلتك ) وتأثيرها على الوعي العربي وأنا واحد منه والذي شكل شعره 60% من شخصيتي. إن محمود يصعب علي أن أثنيه أو أكرمه أو أباكيه لأنه يصعب علي التعبير…..
وأخيرا يا أبو ذر يجب أن ترتقي إلى مستوى الوعي في بعض القضايا وهذا غيرة عليك. وإن تطلب الأمر أكثر وضوحا , فممكن م ـ س ـ ن . ولكن بالطريقة التي ترتضيها.
محمود مات ومات أيوب.
إن بعض المعلقين لسبب من الأسباب نجد تعاليقهم تشمإز منها النفوس بالخصوص حول بعض المواضيع الحساسة والتي لها قيمة مثل هذا الموضوع . والذي يجب أن ييعلمه أبو ذر ومن على شاكلته أن محمود والقضية الفلسطينية شيئ واحد، يعني أن فلسطين هي محمود وهذا اعتراف وتأكيد من كل احرار فلسطين والعالم من الجبهتين إلى حماس إلى المثقفين العضويين الثوريين في العالم وقد إطلعت على تعاليقكم ولم أجد فيها مايعبر عن أناس واعين ولهذا يجب أن ترتقوا إلى مستوى الوعي .
ياأخي رأيك في “درويش”أحترمه كما يجب عليك أن تحترم رأيي أنا كذلك.ولعلمك فلقد مات وهو يحمل الجنسية الأسرائلية.كما يجب أن تعرف أني لاأقدس أي أحد ماعدا الله.اقرأ ردي على الأخ نزار لعله يعرفك أكثر بموقفي.تحياتي
الشاعر محمود درويش علماني حداثي لا علاق له بالاسلام وعقيدته فاسدة واليكم البرهان
*يقول في مقطوعة بعنوان: عن الصمود
((انا خلقنا غلطة في غفلة من الزمان))
ديوان محمود درويش ص 42-دار العودة بيروت الطبعة الثانية عشر.
*ويقول في ديوانه ص 24 في مقطوعة بعنوان: الموت في الغابة(( نامي فان عين الله نائمة عنا)).
استغفر الله وهدا استهزاء بالله سبحانه وتعالى.
*ويقول ايضافي مقطوعة بعنوان: تلك صورتها ص 554 :((يومك خارج الايام والموتى وخارج دكريات الله والفرح البديل)).
*ويقول هدا الهالك ايضا ناسبا الخلق لغير الله تعالى في مقطوعة بعنوان: ورد اقل:(( خريف جديد لامراة النار كوني كما خلقتك الاساطير والشهوات كوني ملائكتي او خطيئة ساقين حولي)) ص 87 دار توبقال المغرب الطبعة الثانية 1990.
وله ايضا كلام خطير حول الصليب والرموز والمعاني النصرانية
وحتى لا اطيل اكتفي بهدا النص
يقول في قصيدة بعنوان: الهي لمادا تخليت عني على لسان: ((امراةالهي الهي لمادا تخليت عني لمادا تزوجت مريم….اطلقتني ام دهبت لتشفي سواي)).
استغفر الله العظيم من هدا الكلام الدي تكاد تخر منه الجبال وتتفطر منه السماوات
الله يرحمو التكريـــم هو اللي عندو دابا فالقبر. النعيــم او الجحيــم.اما ديالكم زيدوه فراسكـــم.
بمنضورك كان عليك أن تحاسبه حتى على فترة التلمذة في مدارس أراضي 48 وعمره ست سنوات وأن تحاسبه على طبيبه الفلسطيني بأرض الهنود الحمر أمريكا و….
أن درويش عاش كل حياته مغتربا والآن ارجعت بي الذاكرة إلى 1982 إبان الإجتياح الإسرائيلي للبنان والذي رفظ الخروج منها وبقي صامدا هناك رغم دعوات القادة الميدانيين والسياسيين الفلسطينيين له بالخروج من بيروت رغم أنه مجرد مثقف. ولكي تتضح لك الصورة أكثر التمس منك سماع قصيدته ( مديح الضل العالي ) بالجزائر. وعليك أن تعرف عليه كيف عارض إتفاقية أسلو كمرجعية انهزامية تضرب في الصميم الثوابت الفلسطينية. وأنا أقول هذا إنصافا للتاريخ وللتوضيح للجيل الحالي الذي لم يسمح له الشرط الوطني الراهن بمعرفة رموز الثقافة التحررية في العالم العربي . أما بالنسبة للتقديس فأنا لا أقدس حتى….ولكن يجب أن نفرق بين احرضان والمهدي والفاسي وشيخ العرب وبين الدكالي والشيخ إمام و….
مرة أخرى أنت حر في تعبيرك وقناعتك.
والتحية لكل أحرار العالم.
ياأخي أرجوك أن تتحرى وتسأل.اذا كان ضد اوسلو لماذا قبل حقيبة وزارة الثقافة مع الفتحاوي اليميني عرفات؟تحياتي
في رحاب محمود درويش
بنعيسى احسينات من المغرب
في كنف الحجر البعيد
سكت تغريدك خارج السرب
في المنفى البعيد
غيبوبتك الأبدية..
سباتك الأبدي..
قصيدة في بدايتها..
لم تنتهي بعد..
ستضل تسكننا إلى الأبد..
علمتنا كيف نغرد لريتا
كلنا نعشق ريتا..
كلنا نردد ريتا..
حملنا قصائدك ومضينا..
ننتشر في اللامكان..
قصائدك اليوم تنعيك..
قضيتك اليوم ترثيك..
نحتاج إلى الدموع لنبكيك..
العالم اليوم ضدنا..
والاتجاهات تخنقنا..
وخطر الأحبة يهددنا..
فإلى أين يا ترى نمضي؟
حكاية شعر محمود..
حكاية مأساة شعب..
مأساة أرض فلسطين..
مأساة البشر.. كل البشر..
لا ندري أي قدر حل به..
ليتوقف قلبه عن الخفقان..
في أمريكا الطغيان..
برمزية الفنان..
يقول لنا بلغة الوجدان..:
هنا انفجرت علينا غرائز العدوان..!
أراد القدر.. تصوير مأساة البشر..
عبر مأساة موته خارج الدار..
من الطفولة رددنا..: “سجل أنا عربي..”
ثم .. “معتدل القامة أمشي..”
إلى ” ريتا “.. وشدو خليفة..
تتسلل رسائل الحب والحنين..
تمتزج برائحة الأرض وعطر الحبيب..
بمهارة العاشق يمرره إلى قلوبنا..
إن رحلت عنا إلى الأبد في النهاية..
ستبقى بيننا أبدا قصيدة بلا نهاية.
من وطنٍ إلى وطنٍ.. سافر بنا..
ومن قلبٍ إلى قلبٍ..
طار كالطيف بنا..
بحثًا عن الهُوَيَّةٍ..
التي يرجمُنا العالمُ من أجلها..
لأننا نحبها.. نحبها..
فلسطين تصلب من جديد..
في عهد أمريكا النفط والدولار والحديد.
بخشوع المتعبد نصغي إلى شعره..
قرأناه..لننسى همومَنا..
لنواسي أنفسَنا..
لنرى الحبيبةَ بعينيهِ..
لنسمعَ نبضَ قلوبنا..
لنسمع آهات أهلنا..
ليجمعنا حصار العار..
تحت سقفٍ من الضجرِ والأملِ.
قرأناه طفلا وشابًّا يحب الحياة..
ومقاتلا عنيدا بالكلمات..
يعلّمُ العدو أن الألمَ يمسّ القاتلَ والقتيلِ..
يعلّمُ العدوّ أن الحصارَ سيخنقُ الجميعَ..
بطل يُصارعُ الموتَ في صمت..
يتحايلُ عليهِ حينا بالنسيانِ..
وحينا.. يعقد معه صلحا..
فيشعل معه شمعَ ميلادهِ..
قرأناه رحّالا..
بدأ من الأرضِ وطارَ إلى اللانهائي..
ثمّ عادَ صوفيّ يفكّ رموزَ الحياةِ..
يُهدي المفرداتِ معانيها..
أصرّ أن تبقى الحياة شعرا..
أصرّ أن يبقى العالمَ قصيدةً..
يتحرّكُ فيها ويحرّكها بخفّة قطا..
لتمطرَ القصيدةُ حبا وجمالا.. لا تغيب عنهما الحقيقة..
رحلةُ درويش بدأت في وعينا من آهاته:
“آه يا جُرحي المكابر..
وطني ليس حقيبة..
وأنا لستُ مُسافر!”
حطّ ُ رِحالَهُ في قلب شعبه..
مصارعاً ذاكرة النسْيان..
لدى الأعداء والأصدقاء..
صانعاً خرائط.. لا تتبدَّلُ ولا تتغيَّر..
عن رُعْب الواقع تسمو شاعريته..
تختزنُ فلسطين وناسَها..
تختزنُ تاريخَ وحاضِرَة العربَ..
قهر حضرةَ الغياب..
وضَع الكلمةَ على الجُرح المأساوي..
وحول المأساة إلى ملحمة..
ما تنصَّل عن ملحمته..
ما تنصَّل شعب فلسطين عن ملامحه..
ففلسطينُ هي المكانُ..
هي الأرض.. هي الوطنُ..
هي العيشُ الملطَّخ بالدم والعَرَق..
عرفَها شبراً.. فشبراً..
وما نسيَها.. ولا وضعَها في حقيبةٍ..
رسمها على جبهته الشمّاء..
وراح يُصارعُ الأمواجَ العاتيةَ..
ليضع بلادَه بين كفَّيه..
شرفت حدود الكلام..
قبل رحيلك وكذا بعده..
بحجم الشمس سموت بالحقيقة..
صانع الهوية الجديدة.. القديمة..
بالحرف بالشعر بالأحاسيس النبيلة..
بالكلمة المتوهّجة.. المتلأْلئة.
ستبقى من الأسماء التي تسكننا..
لا ننساها أبدا ولا تنسانا…
—————–
بنعيسى احسينات من المغرب