رسالة أمل في زمن البهرجة والألم

رسالة أمل في زمن البهرجة والألم
الإثنين 8 دجنبر 2008 - 22:55

إلىالسامقة المتألقة بشرى إيجورك


لست أدري لماذا حين أقرأ ما تكتبين أحس دائما ببساطة رائقة، وصدقية رقيقة، ولباقة مفتقدة، وفخر بكتابة نسائية ـ رغم أني لا أؤمن بالتفريق ـ جميلة عميقة. لم اكن أعرفك إلا معرفة سطحية من خلال بعض الأدوار التي تقمصتها في أعمال تلفزية لم تكن تشد انتباهي إلا قليلا. ربما لأن إخلاصا وصدقا يشتم من بين حروفك وسطورك قبل أن تنضح به عيناك المنطويتان عن مشاعر وإحساسات غامضة. فما بالك بكلماتك الرقيقة الأنيقة وأفكارك الممشوقة الرشيقة. أجدها بهية تشفي القلوب السقيمة، عنيدة تسكت الأفواه الظالمة، جميلة تبصر بألوانها الأعين العمياء. أحسها تغرف من بحر الصدق والحنان والعواطف الملتهبة شوقا وحبا لما تكتب وفيما تكتب ولمن تكتب، حين ينحت غيرها من صخرالنفاق والمجاملة كلمات تصيب الصدق في مقتل، وتضرب صرح الإباء والأنفة من أساس.


فها نحن نعثر يوما بعد يوم ، أو لنقل بمزيد أسف ومرارة، ردحا من الزمان بعد آخر عن اقلام حادة تكتب أفكارا مستنيرة بحبر الروح وتألق القلب وشفاة الجنان. وهانحن في زمن بهرجة المهرجانات، وتفوق النكرات. في زمن تكالب رفاق الأمس على قصاع السلطة الأدمة جوعى، وتسابق أشباه المثقفين على مداخل الجشع النتنة صرعى. في زمن هذه معالمه التي لم تعد تخفى، وهذه أمراضه التي لا تكاد تشفى. توقظنا من سبات الهم والحزن نسماتك اللطيفة، ونفحاتك الشريفة، تتزيا في ثوب إيمان قشيب، بأفكار ناصعة نصاعة الثوب الأبيض، وبمواقف تذكرنا بأهل الزمان الجميل الغابر.


صدقيني إن هذه الكلمات وأمثالها، وهذه الأفكار ونظيراتها، لكفيلة بإزالة السواد الذي غطى القلوب، والهوى الذي أغوى النفوس، والثوب الذي كمم البصائر قبل الأبصار. إن مثل هذه الأحرف الطيبة تبعث ريحا تنعش الآمال، وإقامة جغرافيا نعتز بالانتماء إليها، وتهيئ أجواء نتلذذ بتنسم هوائها.


وفي الأخير فلا أدعوك إلى قليل من الصبر بل إلى مزيد من الصدق. ولا أطلب منك بعضا من الصمود بل كثيرا من البساطة والسلاسة. ولا أدعوك إلى أن تكوني عنيدة قوية بل أتمنى عليك أن تبقي لطيفة أبية. ولا أسأل لك الحماية من أذى الأشرار، بل أدعو الله لك المناعة من غواية الدرهم والأورو والدولار. كل ذلك حتى لا تتطاير شظايا كلماتك الرقيقة على صخرة الواقع القاسية، بل حتى لا يراق على جوانب حروفك وسطورك دم الغفلة والانكسار فالاندثار، كما حصل مع أصدقائنا من رفاق الأمس، حل الله عقد ألسنتهم وبوأ أقلامهم وصحائفهم مقعدا لائقا بين أقرانهم. فلتظلي كما أنت ولتهنئي بما أنت.

‫تعليقات الزوار

21
  • رشيد
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:19

    بشرى ايجورك فنانة يقل نظيرها,فهي من الفنانات المثقفات الرقيقات,انا معجب كثيرا بجرأتهاالممزوجة بالحياء,فالجرأة ليس معناها الابتذال,
    يا صاحبة القلم الشاعري ,و يا صاحبة الكاميرا الثاقبة,اعلمي انك وضعت اللبنات الاساس فالطريق اصبحت مفروشة امامك للصعود الى القمة,المغرب يعتز بامثالك يا بشرى,

  • أبوذرالغفاري
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:37

    دائما سأطرح هذا السؤال الأبدي:ماذا تفعل الأخت في دبي؟وأسأل الكاتب هل هذا المقال يدخل في نطاق:”النقد” أم الأطراء أم الغزل؟وما سبب نزوله؟وهل قدر بعض المغربيات أن يغزين الخليج تارة باسم”الفن”وتارة باسم “الكتابة” و”الأخراج التلفزي”؟

  • منير بالهاض
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:17

    اللهم آمين، وعيد مبارك سعيد و كل عام و نحن و إياها جاهرون بالحق لا نخاف لومة لائم و لا ذهب أو هراوة غاشم.
    وعيد مبارك سعيد لفريق هسبريس و كُتابها و معلقيها وكل عيد و أنتم بخير.

  • المحراوي
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:35

    امل إن هذه الكلمات وأمثالها، وهذه الأفكار ونظيراتها، لكفيلة بإزالة صدودك ونفورك عني في ذلك اللقاء الأدبي الذي جمعنا .أتذكرين نظراتي وابتساماتي ..انها كانت موجهة لك.صدقيني يا بشيرتي عفوا بشرى
    كاد السي الدكتور أن يقترح على هذه المسماة بشرى قضاء ويكاند في دبي معها.غير حشم شويا أو صافي .واش هادا مقال ولا خطاب غزل.

  • نزار
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:21

    نص جميل من اجمل ما قرأت على صفحات هيسبريس.الفنانة والكاتبة بشرى ايجورك جديرة بكل كلمة طيبة رقيقة تقال في حقها,هي نجمة متألقة في سماء ابداعنا الحالك السواد,ارجو ان تظل شامخة ورقيقة,صادقة وبسيطة كما عهدناها دائما سواء من خلال اعمالها الفنية او كتاباتها في جريدة المساء.اعجبني توصيف الكاتب للواقع الثقافي المغربي خاصة عبارته البليغة << في زمن تكالب رفاق الامس على قصاع السلطة الادمة جوعى ,وتسابق اشباه المثقفين على مداخل الجشع النتنة صرعى ..>>انه افضل تشخيص لواقعنا الثقافي في هذا الزمن الرديء…

  • oudades
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:05

    اهتم الى ماتنشره هذه الشابة الجميلة بشرى،لكن ألاحظ انها لا تهتم كثيرا بقظايا ثقافتها الامازغيه ,تشجيعاتي لك…..ايوووز

  • بشرى
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:15

    كثرة العبارات العاطفية وقلة الحقائق في هذا المقال. كان عاى الكاتب أن يعرفنا على بشرى إيجورك أولا لكي نفهم المضمون.

  • سعد جلال
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:01

    عليك يا سيدي(سيدتي) الدكتور الذي يكتب بإسم مستعار أن تعيد النظر في مفهوم الجمال و القوام الرشيق -عفوا- الكلمات الرشيقة..لا أظن أن الجبهة العريضة و الشعر الكانيشي – نسبة إلى روميو الكانيش- من مواصفات الجمال المغربي أو الواقواقي حتى..

  • عبد الحميد
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:27

    بشرى ايجورك فنانة وكاتبة أديبة تستحق كل التقدير والثناء ,رقتها وبساطتها موجات من الأحاسيس الصادقة التي تجعل المتلقي والقارئ لهاينساب لشعريتهادون تحفظ
    كلماقرأت لبشرى ايجورك شعرت بتلك اللذة الحزينة التي تخلّّفني شتاتا منبهرا من وقع سحريتها.

  • السبيرة
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:07

    أسلوبك ذكرني بأسلوب المقامة، سير أخويا لدار الباها و هنينا.

  • حمورابي
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:13

    بشرى ايجورك واحدة من الكاتبات القلائل اللاتي يجدبنني الى القراءة هاته الفتاة التي تدافع عن شرف النساء المغربيات الدي يباع للخليج الهادر . بشرى نجمة متالقة استمري و الى المزيد من العطاء و الدين لا يعرفونها اقرءوا عنها اولا ثم تحدثوا

  • يوسف توفيق
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 22:59

    الى السامقمة….. فاش احويا سامقمة واش بالاسلوب واش بالثقافة الله يجيبك على خير نتا وياها فعلا زمان الرداءة ..اذا اسندت الامور الى غير اهلها فانتظر الكارثة. مخرب شي عطاتو شي زواتو ..ولكن الله ياخذ الحق فيكم المنافقين لا نتا و لا داك نيني اللي عاطيلها عمود في جريدة المغرب الاولى .ياحسرة على العباد

  • lahcen achtok
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:23

    بشرى فنانة حقيقية وكاتبة مميزة , ولكن أظن أن هذا الكاتب مغرم بها ويود التقرب بهذا الغزل وليس المقال , “عيناك المنطويتان عن مشاعر وإحساسات غامضة.”
    مسكين واقع لشوشتو

  • bouchra
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:31

    نعم يا بشرى اتمنى لكي المزيدمن النجاح و التالق و لجميع صحفييين المساء منهم السيد رشيد نيني

  • سينما
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:03

    فنانة و كاتبة مقالات رائعة، لكن العيب كل العيب في التعالي بعد الوصول، ننتظر منك تصوير افلام حقيقية عن واقع المغرب المر… فهو ملئ بالتناقضات و المفارقات، و غني لكل من يبحث عن كشف الحقيقة…

  • عبدو الفاسي
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:29

    لا تتوفر كتابتك على عناصر الموضوع.

  • zakaria
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:11

    الرجوع لله أ سي الدكتور .
    بشرى راها مرات الراجل لي هو الجندي .
    نتا نسيتي راسك أـو بديتي في الغزل .

  • فاعل خير
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:25

    إخلاقياعلي الذي اختار أن يكتب فليكشف شجاعة وحقيقة عن هويته ومن اختار أن يعلق فليكشف عن نفسه أما سعد جلال ففهو أحد أهم الرسامين في المغرب وإسمه يدل عليه ولا يدل على غيره، اسألوا عنه صوت الناس وكنال أوجوردوي والأحداث المغربية.

  • نصر الله
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 22:57

    قوله قبس منها ولغته هدي لها ومقصده شيء منها، هو الباحث عن شيء ليهديها بلغة مضمنة الإحساس بالتوازن في لحظة اللاتوازن ويذكرها أن في الحقيقة بعض الحقيقة أو كلها ويذكرها أن في الأسطر كثير مطامح سنكتشفها في الآتي من الأيام وكثير رعب من الإفصاح عن هويته الإفتراضية التي تحتاج إلي كثير شجاعة وقليل جبن، وفي انتظار هذا وذاك فلندعو لهما بالهداية والرشد الأدبي والأخلاقي أيها الجبناء

  • متأمل
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:33

    أناقشو أصحابنا الفكرة ماشي قشورها وباز ما تكتبو ماتخليو لي يكتب.شي وحدين غايخليو الكتاب يبعدو على هاذ هيسبريس وديك الساعة يكتب لينا المسمى أبو ذر الغفاري.ومشكلة إلى كان ابحال هاذ أبي ذر النموذج ديال القراء تهيسبريس فعليها السلام
    ولهلا يديرها والله يخلي لينا هيسبريس

  • مريم رشيد
    الإثنين 8 دجنبر 2008 - 23:09

    عيبنا نحن المغاربة أننا ننتقد فقط من أجل الانتقاد, وأنا اوجه كلامي أولا لصاحب التعليق الرابع الأخ المحراوي الدي تجاوز حدوده ليصل الى حد قدف الدكتور مبرهنا على مدى ضيق فكره وانحصاره في مرحلة المراهقة التي يبدو أنه لم يتجاوزها بعد,أما صاحب المقال 8 الدي ادعى أنه سعد جلال فعليك أن تعلم اولا ان الدكتور عبد الفتاح شهيد يكتب باسمه الحقيقي,ثانيا الجمال ليست له معايير محددة فما قد تراه انت بشعا قد يراه الاخرون جميلا ولاتنسى أخي الحترم ان الجمال جمال السريرة والباطن,أما صاحب التعليق 12 الاخ يوسف توفيق فاظنه يجهل معنى كلمة منافق فهو يقصد بكل تاكيد ان يقول صاحب قلم حاد وكلمة حق مادام يتحدث عن هرم الصحافة رشيد نيني الدي يقبع الان خلف القضبان بسبب كلمة حق,أما عن نعته للدكتور عبد الفتاح شهيد بالمنافق فهدا دليل على تخلفه مادام لا يتقبل اراء الاخرين.وختاما أود أن أشكر الدكتور على هدا المقال الدي عبر فيه عن رأيه بكل شجاعة وهدا من نأمله من شباب اليوم.

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة