أيها النازلون أبشروا! جاءكم وافد جديد يؤنسكم. إنه من عالم المال والأبناك.. أمين بنجلون التويمي، المدير العام لبريد المغرب، بسبب الخطأ الجسيم في تحويلات الزبناء، وعدم تواصله في الوقت المناسب، وتهربه من كشف المعلومات حول المبالغ المحولة خطأ، ثم تهديده الزبناء باللجوء إلى القضاء.
أخبار متتالية عن اختلالات مالية في حسابات الزبائن في بريد المغرب تنزل على المغاربة بجرعات مكثفة طيلة المدة الماضية.
بدا واضحا ارتباك الرجل في خلق منافذ للتواصل مع زبناء البريد، ومع المغاربة ككل. في البداية، مارس نوعا من التكتم والتعتيم “الحربي” على الواقعة، فلم يبادر إلى كشف الخسائر ومكامن الهزائم. ارتفعت نبرة الشارع، فسارع الناس لتفقد مؤوناتهم، لأن رأس المال جبان، كما يقال، فلم يجدوا آذانا صاغية أو ألسنة حكيمة تجيبهم.
وبعد محاولة المدير العام الضغط على الزبناء المحولة إليهم الأموال قصد إرجاعها، وبعد فشله في ذلك، أخذ يهدد شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، بجرجرة المغاربة إلى القضاء. وبعد تزايد الضغط على المؤسسة كشف البريد أن المبالغ المحولة تفوق 30 مليار سنتيم. وكم كانت دهشة الرأي العام عند سماع هذا الرقم! وكم كانت الدهشة أمام هشاشة مؤسسة أصبحت تنتمي إلى المؤسسات البنكية ذات الثقة منذ زمن ليس بالقصير!
وبدل بناء خطط عمل لتدبير الأزمات والمخاطر، وفقا لما تعلمه في علوم تدبير المؤسسات السيادية الكبرى، أوغل المدير العام في مزيد من زرع الشكوك والخوف وتسميم الرأي العام. حينها تأكد الجميع أن بنجلون التويمي لم يضع خططا تواصلية مسبقة لتدبير فرضيات الخلل والفشل، ولتدبير أي أزمة مالية واستغلالها وتبريرها بشكل منطقي مقنع.
خبراء التواصل يقولون دائما بضرورة الاستعداد الأولي للأزمات والتهديدات الإعلامية، وتحويلها إلى فرص للنجاح بإعداد اللغة المناسبة وطرق تمريرها. ناهيك عن المسؤولية البنكية الكبيرة في تحويلات مالية غير مفهومة، والخلل المهني الجسيم الذي لا يعرف لحد الآن مصدره، هل هو خطأ تقني للبرامج الإلكترونية الذكية، أم خطأ بشري يحتمل وجود حسن النية، كما يحتمل وجود يد ماكرة سيئة النية؟
خطورة هذا الفعل وما يحوم حوله من أماكن مظلمة لم يجب عنها أحد بعد، في مؤسسة ارتبط تاريخها بالمغرب وطوابعه وزبنائه من فئات بسيطة، أصبحت أمرا يثير الاستهجان. فشل في التواصل فيما يتعلق بأزمة التحويلات المبهمة، سبقه فشل في إدارة الذكاء الأوتوماتيكي للحسابات البنكية من البداية، وتلاه تهرب من أي توضيحات أو مناقشات تقنية أو قانونية للملف أمام الرأي العام، والاكتفاء بتوجيه رسائل قصيرة إلى الزبناء بشكل متكتم وغير مقنع. لهذه الأسباب كلها يبتهج ركن النازلين باستقبال السيد أمين بنجلون التويمي، المدير العام لبريد المغرب، بكل أريحية.
البريد بنك غير فقط الاسم ديالو لكن باقي غادي بالعقلية ديال البوسطا…انااصنف دائما خدمة البريد بنك كأسوء خدمة تقدم للمواطن في المغرب…فمن المعلوم من الواقع بالضرورة عندنا في مراكش مثلا ان خدمة واحدة في البريد بنك تكلف من ثلاث الى اربع ساعات انتظار ولا ابالغ في ما اقول ومن اراد ان يتأكد فليجرب…
Je ne suis pas étonné de cet incident,un climat malsain qui regne au sein de cette institution,des employés mal formés et mal informés, des gestionnaires qui n’ont de competences que de la pression, un mileu où le favoritisme est monnaie courante, le client est le dernier souci est traité à moins que rien, un lieu à éviter .
قطاع العجائب. ما دمت في بريد المغرب فلا تستغرب. منذ أيام وزير بريطاني يستقيل على الهواء مباشرة في مجلس اللوردات في لفتة توحي بتحمل المسؤولية. أما نحن عندنا الأصل هو الإفلات من العقاب لأن مصدر السلطة و التعيين هو من يطالب بربط المسؤولية بالمحاسبة. نحن أمام واقع يتيح فرص الفساد بدون رقابة. أين النيابة العامة و الحكومة و لجان التقصي و مجلس جطو من الأخطاء و الانزلاقات؟ ولماذا لا يتم تغيير و إقالة هذا المسؤول الفاشل ؟
من ٱقترح تعيين بنجلون في البريد جاء به من التجاري وفابنك ليجعل من البريد بأفرعه خادما للامبراطورية المالية. الدواء هو التعيين بالكفاءة و الاقتدار و الضرب على كل من ثبت تورطه و تطهير البريد بنك من أصحاب الريع و السيارات الفارهة و الفيلات الضخمة في دار بوعزة. هذه بعض معاني المحاسبة حين توجد إراة حقيقية للتغيير. نستحضر حديث النبي :(إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا).
المناصب الكبرى في هذا البلد تعطى حسب النسب والعاءلة ومستوى الولاء لرموز السلطة وليس حسب المؤهلات والكفاءات فهناك أخطبوط متشابك يستولي على اغلب المناصب الاستراتيجية في ضل تفشي الريع وانعدام دولة الحق والقانون .
لعذا البلد يتذيل جميع القطاعات على المستوي الدولي
فينا هي الأمانة و حفظ الأمانة و سرية المراسلة يا أمين؟