مصاريف نقل البضائع تلهب أسعار المواد الاستهلاكية بالمغرب

مصاريف نقل البضائع تلهب أسعار المواد الاستهلاكية بالمغرب
الجمعة 29 ماي 2015 - 21:20

مصاريفُ نقلِ البضائع على متن شاحنات التوزيع داخل المدن المغربيَّة بلغت مستوى مرتفعًا، باتَ يلهبُ أسعار مختلف الموَاد الاستهلاكيَة وينالُ من تنافسية البقالِين، كمَا أنَّ حركة العربات الكبيرة للشحن صار يربكُ محاورَ طرقيَّة رئيسيَّة في الوسط الحضرِي، ذاكَ ما كشفتْ عنهُ النتائجُ الأوليَّة لدراسة حديثة حول “نقل الموزِعين”، بيدَ أنَّ من الصعب رغمًا عن ذلك، إبعادُ الشاحنات عن المدارات الحضريَّة، بالنظر إلى تأمينها المواد التِي يستهلكها غالبية السكان.

دراسةٌ للوكالة المغربيَّة للتنمية واللُّوجيستيك، تولى إعدادَها مكتبُ “فيليَان”، كشفَت أنَّ الشاحنات التي تقومُ بتوزيع البضائع في مدينة الدار البيضاء مثلًا، تستغرقُ مدة طويلة داخل المدار الحضرِي، زيادةً على أنَّ سبعين بالمائة من الأماكن التي تتوقفُ بها تكُون غير قانونيَّة. حيث قدْ يستغرق تنقل عربة كبرى بين الميناء وسيدِي مومن 83 دقيقة.

وأظهرت المعطيات ذاتها، التي اتخذت من مدينة الدار البيضاء عينةً للاشتغال، أن متوسط السرعة التي يسيرُ بها السائق في بعض المحاور قد لا يتجاوزُ واحدًا وعشرين كيلومترًا في السَّاعة، كما أنَّ الشاحنة قد تتوقفُ بمكانٍ ما لساعتين وربع، أيْ أن الموزعِين صارُوا يبددُون الوقت أكثر في تسليم البضاعة.

تبعًا لذلك فإنَّ، أضحت مصاريف النقل تناهزُ 17 في المائة من سعر البضاعة، وهُو ما يؤثرُ على المستهلك، وعلى المقاولات في الوقت نفسه، باعتبارها تستأثرُ بهامش كبير، دون احتساب تكاليف أخرى.

وبجانب ارتفاع التكلفة، يشكُو كثيرٌ من سكان المدن المغربيَّة ما يعتبرُونه إزعاجًا من الشاحنات الكبرى في الوسط الحضرِي، ويطالبُون بمنعها، في الوقت الذِي لا يبدُو نمط التموين بالمغرب مسعفًا على التوجه، على اعتبار أنَّ نحو ستين بالمائة منْ التموين يؤُول إلى التجارة التقليديَّة وبقالِي الأحياء المغربيَّة.

المعطيات كشفت أنَّ على الطريق الوطنيَّة رقم 11 مثلًا إلى سيدي معرُوف تأتِي في الصدارة، من خلال تدفق 7000 سيارة عليها ما بينَ الثامنة والتاسعة صباحًا، على أنَّ محاور أخرى في العاصمة الاقتصاديَّة للمغرب تتواجدُ بها محلات للبيع بالجملة تعرفُ اكتظاظًا لا يقل حدَّة، كما هُو الحالُ بالنسبة إلى درب عمر ودرب غلف، إضافة إلى أسواق الخضر والفواكه والسمك.

في مقابل تفاقم إشكالات التجار الصغار الذِين يتكبدُون تكلفة نقل مرتفعة، تشيرُ معطياتٌ أخرى إلى تزايد حصَّة الأسواق الممتازة منْ السُّوق التي باتتْ تنافسُ “مولْ الحانُوتْ” بشكلٍ محموم، بعدما زادتْ فروعها في أغلب المدن المغربيَّة، وشرعت خلال الآونة الأخيرة، في إطلاق مواسم للعروض تصلُ فيها التخفيضات، بعض الأحيان إلى 50 بالمائة.

‫تعليقات الزوار

15
  • Driss
    الجمعة 29 ماي 2015 - 21:44

    la hausse des prix devient la seule stratégie des gouvernements , ce qui nous manque c'est de la compétence dans les partis politiques pas des alphabètes

  • رعد العملاق
    الجمعة 29 ماي 2015 - 21:46

    في لندن التي تعادل عشر مدن من حجم الببضاء معدل سرعة سير السيارات والشاحنات هي 20 كلم/س وتعد اكثر المدن ازدحاما في السير ومع ذلك كل شئ مقنن لازيادات ولاتأخرات لان الامور بايدي اناس اهل للكفاءة والثقة وخدمة الوطن اما اجمل بلد في العالم حتى لو تم نقل السلع في مروحيات وقطارات فلن يتغير شئ لان.وكفا من الخرافات

  • wislani
    الجمعة 29 ماي 2015 - 21:53

    فرق كبير بين ما يسمعه المواطن ..في الاعلام الرسمي .ان العرض يفوق الطلب..و لكن الواقع ان جميع المواد تقريبا عرفت زيادة مهمة في ثمنها ..دون اية مراقبة خصوصا ..كاوكاو .اللوز ..التمر ….لان ..الحروقات في ارتفاع .ضروري ..ان ترتفع معها ..هذه المواد ..

  • الى من يهمهم الامر
    الجمعة 29 ماي 2015 - 22:24

    دائماً لازلنا مع الصراع الطبقي إفقار الفقير وإغناء الغني كل هذه التبعيات تزيد المواطن تحملا في غياب السلطة لحماية التاجر المتوسط من الشركات الكبرى التي تحتكر الاسواق نظرا لتوفرها على رؤوس أموال اما التاجر المتوسط معرض للخسارة لتحمله كل الاتعاب وبالخصوص نقل السلع مما يضطر ان يزيد فى ثمن البضاعة ويبقى منهك في مواجهة المنافسة الشرسة لكبرايات المتاجر التي تبيع بثمن أرخص لانها تلعب على ألكم هناك وزارة التجارة المعنية بمثل هذه الأمور لحماية الطرفين الأجر والمواطن

  • حسام
    الجمعة 29 ماي 2015 - 23:09

    هناك من يستغل ثمن المحروقات للزيادة في ثمن السلع بشكل غير متناغم, وهنا نطرح مثالين المثال الذي بين يدينا للشاحنات و مثال للطاكسيات و الحافلات و هذا هو الجشع الذي إن لم تتدخل الدولة لإيقافه سيستمر في نخر جيوب الفقراء

  • سفيان الصيباري
    الجمعة 29 ماي 2015 - 23:17

    ‏‎ ‎لا أظن أن هناك من لم يشكك فيكيفية تجاوب الشعب مع الزيادات المتتالية في الأسعار بصفة عامة، كيف استطاع الشعب اختيار الصمت في وجه هذه الزيادات الصاروخية؟
    هناك أمران قد يكونا السبب المباشر في جعل أفراد المجتمع تختار الصمت والرضى بواقع الحال. إما أن هناك ثقة في مستقل البلاد من خلال الوهم الذي يداع من خلال القنوات المخزنية بغية جعل الشعب يفكر في جمع بيض الديك، وإما أن الشعب أصبح مروضا بشكل متقن يمكنه التأقلم مع جميع أوضاع الجحيم التي يسلطها عليه المخزن متى وأينما شاء

  • khatim Abdellah
    الجمعة 29 ماي 2015 - 23:26

    ليست المشكلة في المكان الذي تقف فيه الشاحنة وأنما في الرخص المحلات التجارية داخل هذه مجموعات السكنية .

  • mohamed
    الجمعة 29 ماي 2015 - 23:31

    السلام عليكم ,علاش المغرب ميستغلش السفن فنقل البضائع.
    -منها تطورالصناعة ديال السفنن
    -منها الشباب يتعلم ويتكون فهاد المجال
    بحال الشرطةالبحرية.
    تقليل حوادث السير.
    لما لا النقل البشري.
    وراه ممكن نقل البضائع من اروبا حتى لافريقا
    من طانجا الكويرا.
    ………………………….
    شكرا هسبرس…

  • L'observateur
    الجمعة 29 ماي 2015 - 23:58

    Je suis un professionnel du transport et je suis dans le domaine depuis plus de 30. Les tarifs de transport n'ont pratiquement pas augmenté depuis plus de 10 ans malgré la hausse du prix du carburant ! Pire ils ont même baissé à cause de la concurrence sauvage et la désunion des gens du secteur. Alors, si un lobby quelconque cherche à se faire de l'argent sur le dos des consommateurs en prétextant la hausse des tarifs de transport, qu'il cherche autre chose plus plausible. La SNTL est là pour vous fournir les statistiques que vous voudriez si ce qui précède n'est pas convaincant pour vous !

  • masfiwi
    السبت 30 ماي 2015 - 00:16

    والله العظيم لا يحزو في نفسي شيء كبير عندما تقترب اي مناسبة وبالخصوص الشهر العظيم رمضان المبارك فتكتر الإجتماعات والتحضيرات لمناقشة الأسعار فبصفتي أحد التجار الصغاروأعيش عدة مشاكل فإن من يؤدي ضريبة غلاء المواد الغذائية هم التجار الصغار والمستهلك لأن المستفيد الأكبر هم التجار الكبار لأنهم هم من يتحكم في السوق والكلام كثير ولكن من يستمع إليك انا الله رؤوف بالعباد

  • الهاشمي
    السبت 30 ماي 2015 - 00:36

    السبب الحقيقي راجع ﻹرتفاع أسعار الكازوال والذي يعد عصب الحركة التجارية، لماذا تم رفع الدعم عن هذه المادة الحيوية، كان أحرى بالحكومة تطبيق ضرائب على من تدعي أنهم مستفدين وليس عقاب جماعي للمغاربة.
    الله ياخد فيكم الحق.

  • الشعب أصبح مروضا بشكل متقن
    السبت 30 ماي 2015 - 04:31

    السبب الحقيقي راجع ﻹرتفاع أسعار الكازوال والذي يعد عصب الحركة التجارية، لماذا تم رفع الدعم عن هذه المادة الحيوية، كان أحرى بالحكومة تطبيق ضرائب على من تدعي أنهم مستفدين وليس عقاب جماعي للمغاربة ‎
    لا أظن أن هناك من لم يشكك فيكيفية تجاوب الشعب مع الزيادات المتتالية في الأسعار بصفة عامة، كيف استطاع الشعب اختيار الصمت في وجه هذه الزيادات الصاروخية؟
    هناك أمران قد يكونا السبب المباشر في جعل أفراد المجتمع تختار الصمت والرضى بواقع الحال. إما أن هناك ثقة في مستقل البلاد من خلال الوهم الذي يداع من خلال القنوات المخزنية بغية جعل الشعب يفكر في جمع بيض الديك، وإما أن الشعب أصبح مروضا بشكل متقن يمكنه التأقلم مع جميع أوضاع الجحيم التي يسلطها عليه المخزن متى وأينما شاء

  • القريدس
    السبت 30 ماي 2015 - 08:01

    لماذا لا يكون توقيت خاص بشاحنات توزيع السلع وسط المدينة مثلاً من الحادية عشرة ليلاً الى الخامسة صبحاً حيث تكون الحركة قليلة ويمنع التوزيع بعد هذا التوقيت ألا تبتكرون

  • عمر المغربي
    السبت 30 ماي 2015 - 08:14

    اقترح حلا لمعضلة نقل البضاءع من المركز نحو ربوع المملكة ودلك بخلق نقط توزيع جهوية يتم تزويدها بالسلع من المركز بالنقل السلع بالقطار مجهز لحمل الكانتونير مباشرة من الميناء ومعامل الانتاج نحو هده المراكز الجهوية

  • moncef
    السبت 30 ماي 2015 - 17:24

    اين هي حكومتنا الموقرة والتي لا تتقن شيء غير الكلام و كثرة الفضائح لقد انكشف كل شئ

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة