رويترز: ساحة الفنا تفقد ألقها بعد الاعتداء الإرهابي

رويترز: ساحة الفنا تفقد ألقها بعد الاعتداء الإرهابي
الخميس 12 ماي 2011 - 17:28

في الصورة عادل العثماني المتهم بتفجير مقهى ‘أركانة’


يراجع المغربي عبد الهادي الفطواكي جدوى امتلاك متجر للفواكه المجففة والمكسرات يقع مباشرة أمام ما كان في السابق أحد أشد المقاهي ازدحاما في ساحة جامع الفنا.


ومن أجل السماح للمسؤولين بالتحقيق في الهجوم الذي وقع في 28 ابريل الماضي وأسفر عن مقتل 17 شخصا بينهم ثمانية فرنسيين اضطر الفطواكي للبقاء في منزله على مدى الايام الستة التي أعقبته.


وحتى الآن لا يزال نشاطه التجاري يعاني.


وقال الفطواكي “نفس الامر يتكرر مجددا”. وكان يتحدث وهو يغطي بضاعته بغطاء بلاستيكي شفاف مع اقتراب حشد من باعة المياه في القرب ورسامي وشم الحناء وموسيقيين تقليديين من المقهى وهم يهتفون بشعارات تندد بالارهاب وتمجد الملك محمد السادس.


وهتف العشرات ممن شاركوا في المسيرة قائلين “مت مت يا عدو فالملك عنده شعبه”. ووقفوا بين متجر الفطواكي والمقهى وعلت أصواتهم بشعارات متنافرة القافية مناهضة للارهاب في حين أخذ أطفال يرتدون ملابس بيضاء يتلون آيات من القرآن.


وبات الموقع مصدر جذب لعدد اقل من الاجانب وأعداد أكبر من المغاربة الذين يتدفقون على الساحة الذي وضعته منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ضمن التراث الانساني العالمي.


وحدق الفطواكي في الحشد دونما حماس. وقال “تحدث مثل هذه المسيرات يوميا. انها تظهر أن الهجوم أثر على الجميع.”


“من الجيد التظاهر أو الاحتجاج لأسبوع أو حتى عشرة أيام لكن ترون كيف يعطل هذا العمل. ينبغي أن نعود إلى العمل.”


غير أن العودة إلى النشاط الطبيعي تبدو صعبة.


ومراكش المقصد السياحي الرئيسي في البلاد لكن لم يزرها سوى عدد قليل من السياح منذ الهجوم الذي أجج التوتر أثناء موجة من الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والتي تستلهم انتفاضات شعبية في العالم العربي.


ويظهر الوجود القوي للشرطة في الساحة مدى قلق الحكومة. وكان هجوم كبير قد قتل 45 شخصا بينهم 12 انتحاريا في الدار البيضاء في 2003.


واعتقلت الشرطة ثلاثة اشخاص في وقت سابق هذا الشهر فيما يتعلق بهجوم مراكش وقالت ان المشتبه به الرئيسي موال للقاعدة. ونفى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي علاقته بالحادث.


وزاد التفجير المخاوف من ان الاضطرابات في العالم العربي والاحتجاجات المحلية والازمة الاقتصادية العالمية قد تقلص عدد السياح الاوروبيين.


وابلغ وزير السياحة ياسر الزناكي رويترز الاسبوع الماضي ان من المتوقع أن تنمو ايرادات السياحة بوتيرة أسرع هذا العام مقارنة مع 2010 برغم الاضطرابات الاقليمية والتفجير.


وقال مسؤول محلي ان الحكومة تأمل في مضاهاة نفس عدد الليالي التي قضاها السياح في 2010 لكنه اعترف بأن الاحتجاجات وتزامن شهر رمضان مع أغسطس اب يمكن أن يؤثر في عدد السياح المحليين والاجانب.


لكن البعض لا يشاطرونه نفس التفاؤل.


وقال مدير ملهى ليلي يقبل عليه السياح الغربيين “لم نكن بحاجة الى انتظار الانفجار كي يتراجع النشاط.


“العمل لم يكن على ما يرام منذ الازمة الاقتصادية. كان عدد السياح الاوروبيين اقل بكثير .. وكان من يأتون يقضون فترات اقل بكثير مقارنة مع 2009.”


وفضلا عن كونها القطاع الاكثر استيعابا للعمالة في مراكش فالسياحة أكبر مورد للعملة الصعبة في البلاد وكانت الركن الرئيسي لخطط النمو الاقتصادي على مدى السنوات العشر الماضية.


وتحولت مراكش الى مقصد لمئات الالاف من الشبان المغاربة الباحثين عن عمل بفضل انتعاش عقاري بدأ في أواخر التسعينات وتحرير النقل الجوي مع الاتحاد الاوروبي والتنمية السياحية.


ومحمد ايت عويس أحد النماذج. فقد وصل الشاب المغربي البالغ من العمر 28 عاما الى مراكش العام الماضي قادما من بلدة سيدي بو عثمان الصغيرة على أمل جمع مال للزواج والاستقرار.


وقال بينما كان يجلس على دراجة ذات ثلاث عجلات تساعده في كسب قوته حيث يستخدمها في نقل البضائع من حرفيين في المدينة القديمة الى الساحة وبالعكس “لا يوجد ما يمكن عمله في سيدي بو عثمان غير تربية الماشية”.


ويقوم عويس حاليا بالكاد بنصف ما كان يقوم بها من رحلات قبل الهجوم. وبرر ذلك قائلا “يتلقى الحرفيون طلبيات أقل من أصحاب متاجر الهدايا التذكارية في الساحة.”


واضاف وهو يشير الى منطقة تستخدمها الحافلات لانزال السياح “كنت سترى في الظروف الطبيعية ثلاثة أو أربعة أمثال عدد هذه الحافلات. المكان فقد حيويته.”


وقال “سبب الارهاب اضرارا كبيرة ليس للمسيحيين (الضحايا الاجانب) فحسب وانما ايضا لمالك المقهى وللشعب المغربي بأكمله.”

‫تعليقات الزوار

4
  • مواطن بسيط
    الخميس 12 ماي 2011 - 17:30

    اتمنى ان يستوعب المنعشون السياحيون بمراكش ظرف الحدث الارهابي الذي ضرب اركانة وينهضوا من لحظة الاحباط
    وانني اقترح عليهم ان ينعشوا السياحة الداخليةالوطنية لاخوانهم المغاربة وان يتركوا الجشع جانبا ويجعلوا المبيت بالفنادق والماكولات والتذكارات في متناول ابناء وطنهم وان تساهم الدولة في تجفيف ليس منابع الارهاب لانه عمل عابر ولكن منابع اللصوصية والنشل والقتل الغادر والفوضى في الاسعار التي تقلق كل زائر لمدينة مراكش
    ايها المراكشي ارفع راسك واستمر في تقوى الله فهي ستغنيك على ما سواه
    لقد اعتاد المراكشيون على القناعة بالقليل والعيش البسيط و بامكانيات متواضعة وادعوهم ان يتمسكوا بخصالهم التي جبلوا عليها فالله سيعوضهم خيرا

  • امين اليماني
    الخميس 12 ماي 2011 - 17:32

    حركة 20 فبراير شريكة عن قصد او عن غير قصد في تلك الدماء البريئة التي سالت على ارض مراكش الطيبة وروعت اهلها الاخيار وذلك للاسباب التالية:
    – السلطات الامنية المغربية معروفة بكفاءتها في محاربة الارهاب وفي إفشال المخططات التفجيرية وقد قامت بذلك مرارا وتكرارا حيث احبطت العديد من المحاولات واجهضتها في مهدها وقبضت على الذين يعدونها. إلا ان الخروج المكرور والعشوائي في مسيرات الاحتجاج التي نظمتها حركة 20ف شغل السلطات الامنية وشتت انتباه اجهزتها وحصر جزءا كبيرا من اهتمامها في حماية الممتلكات العامة والخاصة وحماية المحتجين. مما سهل مأمورية الجهة الواقفة وراء هذا التفجير الجبان. وهذا الامر لا يستطيع احد انكاره فقد قدمت حركة 20 فبراير خدمة مجانية (او ربمالا) للجهة التي وقفت خلف التفجير حيث شغلت الامن المغربي لتضرب تلك الجهة ضربتها.
    – حركة 20 فبراير ومن يقف خلفها شركاء في الجريمة لانهم اضعفوا الروح الوطنية عند البعض من خلال خطابهم الديماغوجي الشعبوي الذي يلعب اساسا على ضرب الرموز الوطنية وتوتير الاجواء وشحن القلوب بالكراهية وتسليطهم الضوء على الجانب السلبي فقط وتصويرهم المغرب على انه (بؤرة فساد لا امل في اصلاحها إلا بالشكل الجدري) ما جعل الشخص/الاداة الذي نفذ الهجوم ينتقل من الفكرة إلى الفعل وهو مرتاح البال فهو مشحون ضد هذا البلد وضد رموزه وهو يرى انه مدعوم نفسيا وانه يمثل الكثيرين ولو بشكل رمزي
    – ثم ان حركة 20فبراير لها سوابق في التخريب فالمغاربة لم ينسوا ان بعض محتجي الحركة قاموا يوم 20 فبراير بتخريب واجهات محال تجارية ومقاهي في نفس المدينة مراكش وليس بعيدا عن ساحة جامع الفنا محل التفجير مما يجعلنا لا نستبعد ان يكون بعض اعضائها (لنقل مثلا الغير منضبطين) قد قاموا بهذه الجريمة الشنعاء.
    في النهاية اقول ان حركة 20 فبراير ومن يقف خلفها إذا لم تكن من قام بالجريمة فقد شاركت فيها ودماء قتلى الجريمة ستظل معلقة في رقابهم واهل مراكش بالخصوص والمغاربة عموما الذي اثرت الجريمة في نفوسهم وعلى اقتصادهم لن ينسوا هذا اكيد…

  • ben
    الخميس 12 ماي 2011 - 17:34

    C’est un grand malheur, ces terroristes doivent être condamnés à mort,,les terroristes qui fréquentent l’Afghanistan doivent être dépourvus de l nationalité marocaine

  • maghribi
    الخميس 12 ماي 2011 - 17:36

    ce qui m’a chagriné , c’est la photo qui accompagne l’article. Des hommes-danseuses ou cheikhats constitue une image non civilisée qui nous relègue dans l’obscurité de l’histoire. Une scène de honte et de bassesse qui ne témoigne rien de volonté de changement positif et entérine la tendance perverse qui couvre tous les aspects de notre quotidien. supprimez svp cette photo indécente si vous avez encore un amour pour ce pays

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 6

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال