بيع "سامير" .. طرق تقليدية وتقاعس في حجز ممتلكات العمودي

بيع "سامير" .. طرق تقليدية وتقاعس في حجز ممتلكات العمودي
الجمعة 17 نونبر 2017 - 02:00

فشلت المحكمة التجارية ومعها الحارس القضائي (سانديك) محمد كريمي، المكلف بملف تصفية وبيع سامير وأصولها والأسهم التي تمتلكها في مجموعة من الشركات إلى جانب العقارات المنتشرة في مدن مغربية عدة، من بينها سيدي قاسم والمحمدية وإفران والدار البيضاء، (فشلا) في إيجاد مشتر للمصفاة.

طرق تقليدية في تصفية سامير

وبالرغم من مرور ما يقارب سنة وثمانية أشهر على صدور الحكم بتصفية شركة سامير وباقي أصولها وأسهمها من طرف المحكمة التجارية للدار البيضاء، ومرور ما يقارب 10 أشهر عن إعلان “السانديك” محمد الكريمي طلب العروض الدولي لشراء سامير وأصولها المالية والعقارية، إلا أنه لم تعلن أي شركة من الشركات الكبرى اهتمامها الحقيقي باقتناء الصفقة عبر تقديم عرض مالي حقيقي بجميع الضمانات.

ويؤاخذ مجموعة من المحللين والخبراء المتابعين لملف تصفية شركة سامير اعتماد المحكمة التجارية، ومعها “السانديك”، على الطرق التقليدية في تصفية الشركات بالمغرب، وهو ما دفع مسؤولا نقابيا متخصصا في تسيير الشركات على الصعيد الدولي إلى التصريح لهسبريس بأن “الترسانة القانونية المغربية ربما لم تستطع التعامل مع ملف ضخم من حجم سامير!”.

وأضاف المتحدث في التصريح ذاته: “لقد أصبح من الواضح للعيان عدم قدرة السانديك والمحكمة التجارية على السير بملف شركة سامير نحو حل واقعي يخدم مصالح المغرب الاقتصادية والطاقية؛ إذ لا يعقل أن يبقى السانديك أو القضاة مكتوفي الأيدي”.

وتابع “ينتظرون في مكاتبهم المكيفة مجيء مستثمر لاقتناء مصفاة في صفقة تزيد قيمتها عن 3.5 ملايير دولار على الأقل، إذا احتسبنا باقي أصولها العقارية والمساهمات في باقي الفروع التابعة لها، عوض التوجه صوب كبريات الشركات العالمية والتفاوض معها بشأن هذه المصفاة التي تعتبر صمام الأمن الطاقي المغربي، وفي وقت أصبحت فيه مجموعة من الدول تسارع إلى التوفر على مصفاة لتكرير البترول للتقليص من الارتدادات السلبية لتغيرات الأسعار الدولية للمحروقات”.

التقاعس في الحجز عن ممتلكات العمودي

المصدر عبر أيضا عن استغرابه من إحجام الحكومة وإدارة الجمارك ووزارة المالية وإدارة الضرائب عن التقدم بطلب إلى المحكمة من أجل الحجز عن أموال وممتلكات الملياردير إثيوبي الأصل سعودي الجنسية المعتقل في فندق “ريتز كارلتون” بالعاصمة السعودية الرياض، على خلفية تورطه في قضايا فساد مالي وتقديم رشاوى لمسؤولين كبار في السعودية وخارجها للحصول على امتيازات ليست من حقه في المغرب والسعودية واليونان وإثيوبيا وبريطانيا والسويد؛ وذلك لضمان حقوق المغرب المالية بعد تعرضه لأكبر عملية نصب من طرف الملياردير المفلس، واستعادة الملايير الثلاثة من الدولارات المستحقة لإدارة الضرائب والجمارك والبورصة والشركات المغربية، إلى جانب مليار ونصف مليار من الدولارات المستحقة للمصارف المغربية والعالمية.

طارق السباعي، محام وناشط جمعوي رئيس الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب، قال في تصريح لهسبريس: “القانون الدولي والاتفاقيات العالمية في مجال التجارة الدولية تحمي حقوق الدول في الحفاظ على أموالها، وتتيح لحكومة المغرب التقدم بطلبات مستعجلة من أجل الحجز على ممتلكات محمد حسين العمودي، خاصة وأن هناك جهات أخرى تطالب بالحجز عن ممتلكاته وأمواله بسبب تورطه في قضايا فساد مالي”.

وأضاف السباعي أن “هناك جهات استفادت من التجاوزات التي قام بها العمودي في ملف سامير وكلفت خزينة المغرب خسائر بملايير الدولارات، ويفترض أنه لم تم استرجاعها، فستنقذ قطاعات الصحة والتعليم والخدمات المقدمة للمواطن المغربي”.

واعتبر رئيس الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب أن الحكومة كانت ولا زالت خارج التغطية في التعامل مع ملف الفساد المالي الذي تورط فيه العمودي ومعه مسؤولون مغاربة، وهو ما يتوجب، بحسبه، “فتح تحقيق عاجل من طرف المصالح الأمنية المختصة”، مضيفا: “لا يمكن لملف من حجم سامير أن يكون قد تورط فيه العمودي بهذا الشكل لوحده، هناك مسؤولون يجب الكشف عنهم ومتابعتهم قضائيا”.

“السانديك” يلتزم الصمت

محمد الكريمي، الحارس القضائي المعين من طرف المحكمة التجارية بالدار البيضاء، فضل تقديم “إجابات فضفاضة” حول موضوع تمديد مسطرة التصفية لتشمل ممتلكات محمد حسين العمودي في المغرب وطلب الحجز على ممتلكاته وحساباته البنكية خارج المغرب.

الكريمي قال في اتصال هاتفي أجرته معه هسبريس: “لتقديم طلب للحجز على أموال محمد حسين العمودي في المملكة العربية السعودية، يتوجب النظر في ما إذا كانت هناك اتفاقيات مع الرياض تتيح هذا الأمر”، في حين فضل عدم تقديم إجابة واضحة في شأن الحجز على ممتلكات العمودي العقارية والسياحية والمالية في المغرب.

“السانديك” المعين من طرف المحكمة التجارية بالدار البيضاء تدارك الأمر مجيبا هسبريس بالقول: “هناك إجراءات (دون أن يحدد طبيعتها) تقوم بها الجهات المختصة، وسيتم الإعلان عنها في حينها”.

‫تعليقات الزوار

19
  • الحق و القانون
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 05:56

    لماذا لا يتم محاسبة المسؤوليين عن أفلاس الشركة و نهب ملايير من الدولارات خارج المغرب …الا يوجد من يحاسبهم؟؟؟ أم ان المحاسبة فقط على المواطن العادي؟؟

  • الاسد الاطلسي
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 07:08

    هناك أطراف لايريدون أن يحل مشكل لاسامير لانهم بكل بساطة يريدون الحصول عليها بأبخس آلاثمان ليستكملو امبراطوريتهم الطاقية في المغرب .
    ليست الشركات الكبرى التي لم تتقدم بل التعتيم الممارس على الملف خدمة لأطراف معينة هو من جعلها لا تتقدم للشراء لاسامير.
    ملف بهذا الحجم يحتاج تدخل جلالة الملك شخصيا.
    الغريب في الأمر رفض المغرب الحجز عن ممتلكات المحتجزين في السعودية دليل واضح أن الحكومة لاتريد لهذا الملف مخرجا يخدم الشعب لأنها لا يهمها الشعب فمصالح الاغنياء الكبار اولا و اهم اسي العثماني .

  • هبتكاني
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 08:48

    أعتقد أن مشكل سامير لن يحل وقد وصل إلى الطريق المسدود وقد يقع له ما وقع لشركة générale للعجلات

  • achraf
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 08:49

    هذه هي الدولة التي تحمي الفساد والمفسدين وتسجن الابرياء وكل من قال كلمة حق. دون ان ننسى ان جل الشركات المغربية للمحروقات تسعى لكى لا يحل هذا المشكل لكي تفرض الاثمنة كما تريد وفي مقدمتهم مالك شركة اقريقيا.رغم ان هذا مشكل كبير يمس المجال الطاقي الحساس الا ان الحكومة في سبات عميق الشيء الذي يطرح علامة استفهام كبيرة

  • اسامة
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 09:25

    اين هو القضاء المستقّل الدي تروجون له !في مثل هذه الامور المتعلّقة بالنصب على أموال الدولة يجب على الإدعاء العامين في المحاكم ام يحرّكو ترسانتهم القانونية بكل حزم و على جميع الاصعدة القانونية لإسترداد حقها فهي المتضرر بالملايير الدولارات كذلك عمال لاسامير الدين فقدو وظائفهم وقوت يومهم و الأضرار الإقتصادية المرافقة بسبب وقف التكرير.أضعفها حجز مشاريع ذلك الاثوبي السعودي التي في مدن المغربية+السعودية لقت القبض عليه بتهم الفساد المالي لمذا لا يستغل القضاة هذه الظروف المواتية بدون الرجوع لا الى الحكومة او الو الملك ويطالب بحقه بعيدا عن الحسابات السياسية مع الدول!؟

  • observer
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 09:34

    .Le syndic, docteur en gestion, est hors réseau
    'La première chose qu'il devait faire est de constater que le dossier Samir est hors du périmètre de ses compétences et de demander l'aide d'une banque
    d'affaires

  • جمال ابو ايوب _ الرباط
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 10:00

    السلام عليكم .تحية للاخوة في هسبريس اذا كان العامودي من بين من القي عليهم القبض في السعودية وثم تجميد حساباتهم البنكية ووضع اليد على ممتلكاتهم هناك فكيف لا يستطيع القضاء المغربي الحجز على ممتلكات العامودي في المغرب ام ان الامر يقتصر فقط على املاك الفقراء والله المستعان

  • achraf
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 11:17

    السلام عليكم و رحمة الله
    اذا لم يحل مشكل لاسامير في اقراب سوف يصعب تشغيله لحكم موقع قرب البحر
    فجميع المعذاة تتلاشا وبعد ذلك لن يصلح الي ان يكون مخزن للمحروقات كا مخزن
    سيدي قاسم

  • الرازي
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 11:34

    يلاتباعت لاسمير لشي شركة أجنبية شكون غادي يبقى محتكر سعر المحروقات في المغرب خلاصة القول لاسمير شركة الدولة (أ)بغات تحيدها باش الموردين ديال المحروقات يديرو مابغاو فولاد الشعب

  • بوعسرية
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 11:42

    العمودي وجمال باعامر اشتروا ضمائر وأصوات الجميع في المغرب بما في ذلك النقابات .
    كيف تنتظر من الرجل الهرم الذي دخل في علاقةً مشبوهة مع الكاتبة القصديرية لجمال باعامر وبدأ يستفيد من بقاياه في الشركة لحما ونقدا أن يحرك إجرءا ضد العمودي او باعامر، ناهيك عن معاونيه المدراء الذين ما زالوا يطيعون سيدتهم وولية نعمتهم، هم الذين قاموا بتزوير الحسابات ومساعدة باعامر من اخراج العملة إلى الخارج.
    اليوم وجب على الدولة كما قال الاستاذ السباعي ان تتدخل لمحاسبةً كل من تورط في ملف سامير ومنهم مدراء اقطاب ومدراء ومسؤولين واصحاب شركات المناولة الخارجية، وكل وسطاء الفساد بكل أنواعه المالية والأخلاقية.

  • Abdo
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 12:27

    دائما نحاسب سارق البيض نحجز على الهواء لكن الاهم يهمل او يقصد اهماله

  • مواطن2
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 13:36

    مشاكل لاسمير لن تجد حلا بعيدا عن محاسبة كل من له اليد في تفويتها او بيعها……..وقد ورد على لسان مسؤول كبير في الحكومة السابقة ان بيع لا سمير كان من ضمن اخطاء حكومة سابقة…..ومن هدا المنطلق وجب متابعة كل من كانت له يد في تلك الصفقة التي قيل عنها بانها كانت = صفقة مشبوهة = ومن هدا المنطلق كدلك لا بد من تفعيل قوانين = ربط المسؤولية بالمحاسبة = وبدلك قد يقال بان المغرب بدا في ….. التفكير في التغيير…..اما التغيير فلم يبدأ الى حد الآن.

  • مواطن مغربي
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 15:16

    ملف سامير وجميع ممتلكاتها يجب ان يتكلف به وبنسبة مؤوية محددة مسبقا بعض المدراء او مكاتب اجانب في اختصاص المشاريع الصناعية الكبرى على الصعيد الدولي تحت اشراف رءيس الحكومة والمجلس الأعلى للحسابات.
    اما ان تبقى الشركة تابعة للمساطر المحلية التقليدية فربما سيؤول تقييم الشركة في النهاية حسب قوانين الخردة.

  • mohammed
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 15:28

    بكل بساطة لامور تهيأ من أجل تفوية لاسامير للاخنوش او احد المقربين من أجل استكمال امبراطوريته البترولية وتقديمه كا منقد … سؤال, من فوت اصلا هده الشركة دات البعد لاستراتيجي للمغرب .. يجب ان يحاسبو جميعا كل من ساهم من قريب او بعيد في هده الخوصصة ولو بتصريح

  • ملاحظ
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 15:51

    وهو ما دفع مسؤولا نقابيا متخصصا في تسيير الشركات على الصعيد الدولي إلى التصريح لهسبريس بأن "الترسانة القانونية المغربية ربما لم تستطع التعامل مع ملف ضخم من حجم سامير!"…حتى محاكمنا تفتقد الحنكة و التجربة فيما يتعلق الافلاس و التصفية القضائية للشركات…لكن قد يكون هناك كوادر لذى الخواص امكن وضع الثقة فيهم، و الا فعلى جامعاتنا التعليمية و اساتذتها، التي تحتكر و تبخل في بناء اجيال المستقبل، و لا تشجع بناء كوادر فعالة، عليها و اساتذتها ان يظهروا هنا براعتهم لانقاذ هذه الشركة الاسترتيجية لاقتصاد الوطن.

  • محق
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 15:54

    طبعا هناك حلول كثيرة بالنسبة لمصفات لاسمير ادا ما صفيت النيات واولا وقبل كل شيء يجب رفع التماس لاشقاءنا السعوديين لطلب استرجاع الديون المتراكمة علئ العمودي والمستحقة للدولة المغربية بعدها يمكن للحكومة استرجاع المصفات واعادة استخدامها من جديد وفي ظرف وجيز جدا ستكون الدولة قد ربحت عشرات المرات من هدا المشروع المهم زيادة عن ربح الامن الطاقي .

  • مغربي غيور على وطنه
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 16:10

    لا سامير شركة عملاقة ومهمة للإقتصاد الوطني يكفي أن نذكر أنها تستوعب تكرير 10 مليون طن سنويا ،من المحروقات إضافة لقدرتها التخزينية العالية ،4 مليون طن إضافة لتوفرها على أنابيب تحت أرضية لنقل المحروقات بمسافة 380 كيلومتر. إضافة لتشغيل ما يناهز 5000 عامل و إطار واستيعابها آلاف المهندسين والتقنيين المتدربين في مختلف الصناعات.لاسامير مهمة للإقتصاد الوطني بكل المقاييس.

  • القطيع و الديب
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 17:05

    مابقى ميتعجب …منين تتشوف أكبر شركة في المغرب دارت فييت أش بقى؟؟؟اللهم ارزقنا هجرة بدون عودة إلى بلاد لا يوجد فيها النهب و السرقة بدون حساب.الى بلاد تضهر فيها أثر العمل و الشقاء ..مشي خدام و بحال مخدمش

  • dlymi lhasani
    الجمعة 17 نونبر 2017 - 20:07

    الملك الحسن التاني كان الكل يخاف منه كانت لدولة هبة و ليس لدولة هبة لأن لأنا الملك الشجاع الشهم منقد المغرب من الأزمات توفيا و لم يبقى أحد مثله الله يرحمك ويجدد عليك الرحمات

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب