العوفي: "اقتصاد الحرمان" يؤكد فشل النموذج التنموي بالمغرب

العوفي: "اقتصاد الحرمان" يؤكد فشل النموذج التنموي بالمغرب
الجمعة 19 يناير 2018 - 07:15

رسم خبراء، وهم يناقشون آفاق التنمية الاقتصادية بالمغرب، صورة قاتمة عما تم تحقيقه إلى حدود اليوم، مؤكدين على ضرورة بذل المزيد من الجهود للنهوض بالبلاد.

وفي هذا الإطار، قال نور الدين العوفي، الخبير الاقتصادي، خلال الندوة التي نظمتها جمعية “المشروع الجديد”، مساء الخميس بالرباط، إن “من الضروري في التنمية تلبية الضروريات والحاجيات المادية من قبيل الصحة والتكوين والسكن والشغل، وأيضا غير المادية مثل العدل والأمن والاستقرار”، موصيا بضرورة اعتماد استراتيجية وطنية للتصنيع قوامها الاستثمار المنتج والإنتاجية، وهدفها التشغيل بالأساس.

وقال العوفي إن الواقع يكشف بالملموس فشل النموذج التنموي، مشيرا إلى أن كل ما يتوفر اليوم هو ما أسماه “اقتصاد الحرمان”.

ومن الأسباب العميقة لانتشار هذا النوع من الاقتصاد ما أسماه العوفي “قصور الدولة في قضاء ما عليها من دين أصلي تجاه المجتمع”، مشيرا إلى أن ذلك “يتجلى بالأساس في الضروريات والحاجيات الأصلية، التي لا تزال تتصدر قائمة المطالب الاجتماعية والاقتصادية المرفوعة في مناطق هنا وهناك”.

وأضاف قائلا: “عجزت السياسات الصديقة للفقراء عن الحد من الفقر، ولم تستفد الفئات الضعيفة من الأوراش الكبرى”، موضحا أن “التنمية سيرورة شاملة تمشي وفق مسارين، الأول طويل الأمد، والآخر فوري لا ينتظر الغد”.

وقارن العوفي بين استراتيجية “الحسيمة منارة المتوسط” ومطالب الحراك الشعبي بالحسيمة، قائلا إن الأولى “تهم خمسة محاور تشمل البنيات وإعداد التراب وتوضيب مناخ الأعمال، في حين لا تتضمن أي رؤية للنهوض بالمنطقة، ولا تقدم أي بدائل لاقتصاد الحرمان الضار بها. في المقابل نجد أن الحاجيات الأصلية والمسائل الاستعجالية هي أهم ما تضمنته مطالب الحراك”.

من جهته، قال فتح الله ولعلو، وزير الاقتصاد والمالية الأسبق، إن النقاش حول التنمية الاقتصادية وإمكانية مراجعتها أمر جيد، مشيرا إلى أنه نقاش يجب أن ينصب على “الإيجابيات التي تم تحقيقها لتقويتها وتوطيدها، وأيضا التعرف على نقط الضعف الذاتي، والعمل على تجاوزها”. ودعا ولعلو إلى ضرورة التعامل مع إمكانيات الاقتصاد المغربي بتفاؤل.

وأشار وزير الاقتصاد والمالية الأسبق إلى خمس فترات شهدها الاقتصاد الوطني، ناعتا الفترة الأولى بفترة استرجاع أدوات السيادة الاقتصادية، وانطلقت من الاستقلال حتى عام 1960، تلتها فترة التوجه الليبرالي البراغماتي، حسب ولعلو، والتي دامت حتى عام 1975، أعقبتها فترة سياسة التقويم الهيكلي، التي دامت عشرين سنة.

أما رابع الحقب، التي جاء ولعلو على ذكرها، فكانت هي فترة الإصلاحات، حيث قال إنها انطلقت مع حكومة التناوب، ودامت عشر سنوات، تلتها المرحلة الحالية، التي أطلق عليها اسم “مرحلة السياسات القطاعية”.

‫تعليقات الزوار

12
  • هشام كولميمة
    الجمعة 19 يناير 2018 - 07:37

    جميل هذا الكلام…و نقاش نظري متميز،و تقديم حلول،و وصف اقتصاد الحرمان!!!!!و لكن لم تجيبوا من هو المسؤول عن تفقير الشعب؟الحراك في كل المدن المغربية يطالب بالعدالة الاجتماعية و الحرية والكرامة…مطالب معقولة و حقيقية.

  • اعبيبس
    الجمعة 19 يناير 2018 - 08:03

    بالله عليكم هل مازال ولعلو يتكلم عن التنمية و هو من الاولين الذين خربوا اقتصاد البلاد ونهبوا اموال الشعب. خصوصا عندما كان وزير المالية. بالاجرة الضخمة والتعويضات الخيالية و الامتيازات المادية المتعددة. والان وبدون خجل يتكلم عن الحلول للازمة الاقتصادية التي هو طرف في خلقها. من لم يستحيي يفعل ما يشا.في هذا البلد العزيز.

  • chouwafa
    الجمعة 19 يناير 2018 - 08:56

    لن يستقيم الوضع عند الشعوب السائرة في طريق النمو الا اذا أعطت أهمية كبيرة للتعليم والتربية والتكوين لخلق رجال المستقبل في العلوم التكنلوجيا والميكانيك والزراعة والخدمات ووووو واغنته بمراكز البحث للعلوم التطبيقية.
    والدول التي وصلت إلى القمة مثل كوريا الجنوبية ووو نجحت بسبب ذلك.
    المملكة المغربية أنفقت الملايير من الدراهيم في خطط لتقويم التعليم تبين أنها كارثية لأن المسؤولين عن الإصلاح المعني كان هدفهم هو إنفاق الغلاف المالي وليس إصلاح شأن مؤسساتهم بتواطؤ مع لوبيات نقابية فاسدة أو لها اديلوجية غير تعليمية.
    لذلك اجهزوا على رغبة الناشئة في حقهم في تعليم نوعي ليصبحوا قادرين على تحمل المسؤوليات الاساسية في تسيير الدولة واقتصادها .وتحول الأمر إلى إنتاج شباب عاطل لايمكنك إلا الجهد العضلي دون الفكري.
    وحتي مؤسسات التكوين المهني لم تسلم من سوء التسيير والاستغلال الحزبي .هناك يتعلم الطلبة أسرار الميكانيكا بدون محركات والكهرباء بدون أي شيء لتدريبهم.!

  • الوطنية
    الجمعة 19 يناير 2018 - 09:09

    اقتصاد الريع هو السبب في تردي الاوضاع بالمغرب والذي سيؤدي الى انفجار شعبي لا يحمد عقباه لان الغني يتمرغ في النعم والفقير يتخبط في النقم

  • الفقير المغدور
    الجمعة 19 يناير 2018 - 09:10

    ماجرى في السنوات الاخريرة ليس له علاقة باي تنمية .بل هو تزويق لبعض الواجهات فقط .التنمية الحقيقة تنصف الفقير وتقوم بتعويض العاطل ماديا .ادله الحق في الحياة والعيش .ومانراه الان هو عكس تماما اد ان النضام اقدم على الزيادة من معانات الفقير ونهبت ما بقي في جيبه من الدريهمات التي لاتغني من جوع وتضاعف عدد العاطلين واستولى ابناء الطبقة الراقية على مناصب الدولة .ولم يقدم اغنياؤها ودووا الثروات شيئا للوطن سوى الدمار والعبودية

  • youssef
    الجمعة 19 يناير 2018 - 09:35

    بالعربية، المخزن مايتيقش فلوسه يستثمرها في مناطق عبر التاريخ ماعمرو ما اعترفت بيه كحاكم عليها. السبب بسيط، كان ضعيف حتى جات ماما فرنسا. اما من غير فرنسا كن حتى هم مزال يلبسو البلغة كيف الشعب.

  • zyani
    الجمعة 19 يناير 2018 - 12:16

    Ssi Oualalou est l 'un des meilleurs ministres qui ce sont succèdés à la tête du ministère des finances c'est quelqu'un avec une vision à long terme pour l'économie marocaine c'est quelqu'un d'intègre c'est quelqu'un de respecter pour son parcours de militant que ça soit au sein de l'UNEM ou au sein de l'USFP et c'était un élément d'équilibre au sein du parlement marocain et c'est un professeur d'économie On aimerait le voir plus prendre la parole pour expliquer dans un sens ou dans un autre les actions des gouvernements

  • أ.د خليل عليان أستاذ الأقتصاد
    الجمعة 19 يناير 2018 - 13:27

    عانت وما زالت تعاني جميع الدول العربية بدون استثناء من مشاكل اقتصادية متمثلة بعدم وجود نموذج اقتصادي متفق عليه للتطبيق وسوء توزيع الثروة والدخل ومن تفشي الفساد المالي والأداري ومن ضعف انتاجية العمل وراس المال وتفشي الأحتكار وعدم تكافىء الفرص وانتشار المحسوبية في التعيينات وضعف القطاعات الأنتاجية لصالح القطاعات الخدمية وضعف الأكتفاء الذاتي لصالح الأستيراد وتفشي البطالة الهيكلية والبطالة المقنعة

  • تازي
    الجمعة 19 يناير 2018 - 14:08

    هؤلاء المفكرون سادوا في الحكومة لزمن فلم يقدموا حلولا لا للملك و لا للمواطن …كتب الاشعري خواطره و انتشى بتجربته الادبية و لكنه لم يراسل صندوق النقد الدولي ليرحم الضعفاء باراءه المفترية …نحن لن نكون كاجدادنا …جعلوا من اصحاب الحمير امراء فغرقوا في ويلات تدبيرهم .. ارجع للتاريخ لتعرف من هم اصحاب الحمير

  • سعيد
    الجمعة 19 يناير 2018 - 15:15

    اقتصاد الحرمان فكرة جيدة وهدا يعني ان الكتير من المسؤولين غير واعيين بجسامة مهامهم . لكن الديموغرافية من جهة و إيجاد شغل … أصبح معادلة غير ممكنة خصوصا في نضام المكننة الدي يسير فيه العالم. شغل في كرسي و مكتب ومكيف …! و كموضف. هدا اصبح حلم…العمل تكليف بعمل للصالح العام وليس همزة

  • Pedro
    الجمعة 19 يناير 2018 - 16:26

    ان النمودج التنموي مرتبط بالنمودج السياسي والنمودج الاقتصادي.فما دام النمو دج السياسي المغربي غير ديمقراطي والنمودج الا قتصادي احتكاري، فالنتيجة طبعا ان النمودج التنموي سيكون اقصاءيا: يعنى الغني يصير اكثر غنى والفقير يزداد فقرا.

  • طنسيون
    الجمعة 19 يناير 2018 - 17:17

    التكوين الجيد يضمنه تعليم جيد وهذا غير متوفر لذينا. إذا كيف نتكلم عن نموذج تنموي ناجح من دون جودة في مجتمع يعمه الجهل والآمية ويعلو فيه الفساد وينتشر. ماذا تريد الدولة أن تصنع بشعب غير منتج. بل يستنزفون ثرواته ويجعلوه فقيرا متسولا ومشردا منبوذا في وطنه يلهت وراء لقمة عيش مرة ومن دون أمل في المستقبل.

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس