جامعية مغربية ترصد رهانات ومكاسب انضمام المملكة إلى "سيدياو"

جامعية مغربية ترصد رهانات ومكاسب انضمام المملكة إلى "سيدياو"
الأحد 22 أبريل 2018 - 02:45

قالت يسرى أبوربيع، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الدولية بالرباط، إن الانضمام المرتقب للمغرب إلى المجموعة الاقتصادية “سيدياو” سينتج عنه تحول في الهوية الوطنية بفضل الاندماج الإقليمي في هذا التكتل.

وأوضحت أبوربيع، خلال ندوة دولية نظمت بأبيدجان حول “رهانات انضمام المغرب إلى سيدياو”، من تنظيم معهد أماديوس، أن هذا الانضمام بمثابة فرصة حقيقية لإحداث تحول في الهوية المغربية، وأضافت: “هذا التحول يأتي ليس لأن الهوية الوطنية الحالية ليست غنية بما فيه الكفاية، لكن لأنها وطنية فقط”.

وأشارت الأستاذة الجامعية، في الندوة التي حضرها عدد من المسؤولين الإيفواريين والمغاربة، إلى أن “النظام المعولم يجعل من التحول في هويات الدول، أو ما يعرف أيضاً بـ «syncrétisme strategique»، بمثابة هدف سياسي عقلاني، وفي بعض الأحيان ضرورياً من أجل استمرار وبقاء تلك الدول”.

وأوردت المتحدثة، في معرض مداخلتها، أن قادة المغرب كانوا منذ زمن يبحثون عن الاعتراف بالهوية المتعددة وتنميتها، وزادت موضحة: “منذ تولي محمد الملك محمد السادس الحكم سعى إلى تعريف هوية المغرب بكونها متعددة، وليست منحصرة فقط في العربية والإسلام؛ والأمر نفسه بالنسبة للملك الحسن الثاني والملك محمد الخامس..هذا الأخير كان صاحب فكرة أن المغرب يجب أن يعتبر كصلة وصل بين الشرق والغرب”.

وإذا كان السعي إلى الاعتراف بخصوصية الهوية المغربية المتعددة منذ زمن بمثابة هدف سياسي للدولة، ونجحت في الجمع بين الموروث الشرقي والغربي في الهوية الوطنية، إلا أن البعد القاري والهوية الإفريقية للمغرب بقيت ضعيفة جداً، حسب يسرى أبوربيع.

ولفتت الأستاذة الجامعية إلى أن “السياسة الإفريقية الجديدة التي دشنها الملك محمد السادس في السنوات العشر الماضية أعطت دفعة قوية لمسلسل “أفرقة” الهوية الوطنية”، لكنها أشارت إلى أن “الدولة لا يمكنها الوصول لوحدها إلى هذا المسعى”، معتبرةً أن المجتمع المغربي لا يمكن أن يحتضن هذه الهوية الجديدة بهدوء وبشكل كامل دون اندماج إقليمي.

واعتبرت المتحدثة أن التحول في هوية أي دولة مشروط بالضرورة بعوامل خارجية وداخلية أيضاً، وقالت إن “العامل الخارجي الذي ساهم في هذا الأمر بالنسبة للمغرب كان هو الربيع العربي، الذي دفع المملكة إلى تغيير الدستور؛ وبالتالي كان فرصة وصدفة أيضاً لإعادة صياغة الهوية الوطنية بتبني الهوية الإفريقية دون أن تكون ضمن مطالب الشارع المغربي”.

وسيتيح انضمام المغرب إلى “سيدياو” بشكل كامل تحركاً حراً للأفراد وعملة موحدة مرتقبة، وبالتالي إحساس المغاربة أكثر بهذا الاندماج موازاة مع الإرادة السياسية للتوجه الإفريقي.

ولاحظت أبوربيع أن المغرب حين تبنى دستوراً جديداً سنة 2011 اعترف لأول مرة في تاريخه بالطابع الإفريقي لهويته، وأضافت: “هذا ليس كافياً..المغرب في حاجة إلى إفريقيا الغربية من أجل تحقيق هدف أفرقة africanisation الهوية الوطنية المغربية”.

وأشارت الأستاذة الجامعية ذاتها إلى أنه في حالة نجاح المغرب في الاندماج في مجموعة “سيدياو” فإن التأثير والتحول سيصبح قارياً، وسيكون البلد من الدول الأولى التي تكسر التقسيمات الجيوسياسية الشرقية، أي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وخلصت يسرى أبوربيع إلى أن المغرب أمام فرصة في حالة انضمامه الكلي إلى مجموعة دول غرب إفريقيا، من أجل إعادة رسم تموقعه الجيوسياسي وفقاً لاختياراته، ليكون مصدر إلهام له في المستقبل، ولتحقيق نمو اقتصادي واجتماعي وسياسي في المنطقة.

جدير بالذكر أن الندوة التي شاركت فيها يسرى أبوربيع هي من تنظيم معهد أماديوس المغربي، وحضرها عشرات الإيفواريين، وعدد من المسؤولين المغاربة، على رأسهم عبد المالك الكتاني، سفير المغرب في أبيدجان، وتأتي في إطار ندوات بدأها في مارس الماضي، لفتح النقاش داخل دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا حول طلب المغرب.

‫تعليقات الزوار

9
  • الوداد سينيما
    الأحد 22 أبريل 2018 - 03:03

    الإنضمام لمجموعة سيداو فيه نقطتين مهمتين جدا :

    الأولى : سيصبح المغرب مدعوما عسكريا من طرف 15 دولة إفريقيا بشكل مباشر و أي عضو من مجموعات سيداو دخل في حرب يتلقى الدعم العسكري من دول المجموعة .

    الثاني : حصول المغرب على سوق إستهلاكية ضخمة .

  • ستالين
    الأحد 22 أبريل 2018 - 03:05

    والله شخصيا لا يثيرني هدا التوجه الافريقي في الاونة الاخيرة لانه ارى ان الامر ليس سوى بروتوكولات سياسية لحشد الدعم…..وليس هناك نية لتغيير الوضع في البلاد اقصاديا واجتماعيا….اما قضية الصحراء فلننتظر الضوء الاخضر من الدول الكبرى و UN.

  • Sabri
    الأحد 22 أبريل 2018 - 03:36

    المغرب بحاجة ان يبقى بعيدا عن هده المجموعة لأن الرهانات كلها خاسرة. فتح الحدود من شأنه أن يغرق الاقتصاد المغربي و أن يهدد الهوية المغربية. هده الدول أفقر منا بكثير. وفاقد الشيئ لا يعطيه. يجب الابتعاد عن الإنضمام و التفكير في شراكة موسعة مع هذه المجموعة. للأسف أن الرهان على الصحراء هو السبب الرئيسى وراء الهرولة نحو السيداو لكن لا اضن أننا سنجني أي شىء وراء ذلك اللهم الكساد و تمويه الهوية المغربية.

  • maghribi
    الأحد 22 أبريل 2018 - 03:41

    هاد الأفارقة ماعندنا ما نديرو بيهم وما بغيناهمش فلبلاد

  • سعيد،المغرب الأقصى
    الأحد 22 أبريل 2018 - 10:16

    أصبحت المؤامرة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار،ما رأيت سياسة جالبة للكوارث مثل هذه،الدول التي ليست لشعوبها هوية تريد أن تشتريها و لو بملئ الأرض ذهبا و لكن لا تستطيع و هؤلاء السفهاء يسعون إلى تضييع هوية البلد بالسعي إلى أي مجموعة دول أفريقية و فتح الحدود للهجرة السرية و العلنية،لا بد من التصدي كل حسب وسعه،

  • Adam
    الأحد 22 أبريل 2018 - 10:32

    الحمد الله داكشي لي قلناه شحال هادي هو الي غيوقع غيولي كلشي كحل طمس الهوية المغربية دخلو شوية بشوية حتا تقبلوها كذالك عارفين الشعب النص الكبير هرب على بر والنصف الأخر طالع ليه الدم ومقهور بالجوع ويكبو عليكوم هاد الأفارقة عبيد البخاري مرة أخرى مع العلم هادو لا وازع ديني لاأخلاق هارب من الحرب الأهلية والمجاعة يبدا يفهم وهز يدو وتعدى عليك في بلادك تهدر معاه يقولك مواطن افريقي وعاش الملك جا وغا 50 واحد لكازا وسخوها وقربلوها الدول كاملا جرات عليهم ليببا الجزائر السعودية إسرائيل الناس لي عارفا الخطورة والقادم أجمل يا سيدنا البلاد باعوها ودبا حتى الهوية المغربية والعرق المغربي باعوه والصحافة الصفراء لاعبة العشرة معاهم تحت شعارات لا العنصرية وكاملين فحال فحال غير بلاتي وعقلو عليها اما تغيير العملة كارتة عظمى 10دراهم ديالنا حاليا كاتساوي 579.63 سيداو هادشي كامل باش يزيدو المشارع ديالهم الكبرى مع الحكام الفاسدين ديال الأفارقة القادم اجمل

  • احمد
    الأحد 22 أبريل 2018 - 13:25

    تعليق رقم 1 انت لست بمغربي المغرب لديه هويته لا يخاف على الدوبان بل كل من اتى إليه داب وسط ثقافته سبق للمغرب ان استقدم افارقة لخدمته في عهد سلطان المنصور الذهبي واصبحو مغاربة قح كن حذرا على نفسك حيت لا هوية ……….

  • احمد
    الأحد 22 أبريل 2018 - 14:04

    قصدي رقم 6 حيت يعرف نفسه adam
    عفوا اخي الوداد انت على صواب . اقصد بتخلي الاول ادم

  • Alex
    الأحد 22 أبريل 2018 - 18:57

    Les Européens dont les dirigeants sont élus par le peuple ont demandé aux citoyens par référendum est ce que ils veulent l adhésion à l union européenne qui est très riche, alors le Maroc s engagé sur une voie inconnue sont consulter le peuple qui finalement lui qui va subir les conséquences. L adhésion à ce groupe africain doit faire l objet d un vote libre et démocratique.

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 6

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس