باحثة تستشرف مستقبل الشراكة الأورو- مغربية

باحثة تستشرف مستقبل الشراكة الأورو- مغربية
الخميس 18 يوليوز 2019 - 13:52

قالت كلوي تيفان، باحثة ومستشارة مستقلة متخصصة في شؤون شمال إفريقيا والسياسات الأوروبية حيال المنطقة، إن المقاربة التي يعتمدها الاتحاد الأوروبي في التعاطي مع المغرب تقوم على دعم الوضع القائم السياسي بحكم الأمر الواقع.

تيفان قالت، ضمن مقال تحليلي نشره مركز “كارينغي” للشرق الأوسط، إنه في الوقت الذي “يلفت فيه بعض المسؤولين الأوروبيين إلى أنه لا يمكن بناء علاقة ناجحة ومجدية مع المغرب إلا إذا ابتعد الاتحاد الأوروبي عن أسلوب الوعظ حول الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون” فإن “توطيد التعاون مع المغرب من دون أخذ السياق السياسي في الاعتبار يمكن أن يتسبب بترسيخ الوضع القائم السياسي، بما يؤدّي إلى استمرار الركود بدلاً من تعزيز المطواعية والقدرة على رفع التحديات التي تُعتبَر من الأهداف الأساسية التي يتوخاها الاتحاد الأوروبي في دول الجوار”.

وأكدت الباحثة أنه على الرغم من أن المستندات عن السياسات تسلّط الضوء على أهمية الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن في الممارسة، “يقتصر ذلك على سلسلة من المبادرات التكنوقراطية المتعلقة بالحوكمة وحقوق الإنسان، بما في ذلك التبادلات البرلمانية، وتشكيل لجنة فنية من الخبراء المتخصصين في حقوق الإنسان، ووضع برنامج لدعم إصلاح القضاء وتقديم الدعم المالي للمجتمع المدني”.

في المقابل، تؤكد الباحثة أن الاتحاد الأوروبي بذل جهوداً حثيثة للدفع باتجاه التحرير الاقتصادي في المغرب من خلال توقيع اتفاقات تجارية بشأن السلع الصناعية والزراعة والصيد البحري، “وقد ساهمت هذه الاتفاقات في فتح السوق المغربية بصورة متزايدة أمام الواردات الأوروبية والمستثمرين الأوروبيين، وأتاحت للمغرب الاندماج في سلاسل القيمة الأوروبية، لا سيما في قطاع صناعة السيارات”، تضيف الباحثة.

ومن أبرز مجالات التعاون، حسب الباحثة، التعاون في محاربة الهجرة قائلة إن الارتفاع المتزايد للمهاجرين الذين يتخذون من المغرب محطة عبور للوصول إلى القارة الأوروبية أدى إلى إطلاق ناقوس الخطر في العواصم الأوروبية، ولا سيما في مدريد، التي أبدت قلقها من استمرار العدد في الارتفاع. وقد عزّزت هذه المعطيات رغبة الاتحاد الأوروبي في العمل عن كثب مع المغرب. “وبعدما خاضت إسبانيا حملة لدعم الدولة المجاورة لها، وافق الاتحاد الأوروبي على تقديم هبة قدرها 140 مليون يورو لدعم المغرب بغية تعزيز السيطرة على الحدود. وفي مطلع عام 2019، تابعت إسبانيا بذل جهود لبناء علاقات أعمق وأوثق مع المغرب”.

وتشير تيفان إلى أنه في الوقت الذي يعمل الاتحاد الأوروبي على تعزيز علاقاته مع الحكومة المغربية، يُبدي عدد كبير ومتزايد من المغاربة رفضه لتلك الحكومة والمنظومة السياسية الأوسع في البلاد، مذكرة بأن أعدادا كبيرة من المواطنين يغادرون البلاد من خلال أساليب نظامية وغير نظامية على السواء. وتشتمل هذه الموجة على هجرة واسعة للأدمغة، حيث يغادر 600 مهندس البلاد سنوياً، ويدرس 38000 مغربي حالياً في فرنسا (ولا يعود سوى عدد قليل منهم)، ويعمل 7000 طبيب مغربي في فرنسا. وعلى صعيد آخر، عبرَ 13076 مغربياً بصورة غير نظامية إلى إسبانيا عام 2018، ما يجعل منهم الجالية الأجنبية الأكبر، مع نسبة 20 في المائة من المجموع، بعدما كانوا يحتلون المرتبة السابعة لناحية حجم الجاليات الأجنبية في إسبانيا عام 2016.

‫تعليقات الزوار

1
  • بدون عدمية وبموضوعية
    الجمعة 19 يوليوز 2019 - 13:34

    المغرب هو اكثر الدول استفادة من اوربا وبفضل التعاون المكتف اقترب من التحول الى دولة صاعدة رغم شح موارده ومن يركز على هجرة الادمغة يجانب الصواب لان كل الاطر العليا درست هناك بدون مقابل والعاملين هناك مصدر هام للعملة الصعبة

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 7

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب