دوفيلبان: العولمة "خانت الكثير من الآمال والوعود"

دوفيلبان: العولمة "خانت الكثير من الآمال والوعود"
الجمعة 20 شتنبر 2019 - 03:06

أعرب الوزير الأول الفرنسي الأسبق، دومينيك دوفيلبان، أمس الخميس في الدار البيضاء عن أسفه لكون العولمة “قد خانت العديد من الآمال والوعود بوضع العالم اليوم في سياق يتسم بأزمات عميقة” ذات طبيعة اقتصادية ونقدية وسياسية وبيئية.

وعكس دوفيلبان، الذي كان يتحدث خلال لقاء- مناقشة، صورة شاملة للظرفية السياسية العالمية، متطرقا للرهانات المرتبطة بالتهديدات التي ترمي بثقلها على العالم وتعرض الاقتصاد والمالية والأمن والبيئة للخطر راصدا في الوقت ذاته سبل مواجهة هذه التحديات لضمان السلم والتضامن بين الأمم.

وأكد الرئيس الأسبق للدبلوماسية الفرنسية أن “عدم اليقين هو السمة المميزة للعالم الذي نعيش فيه”، معربا عن اقتناعه بأنه ” ليس من التشاؤم أن ننظر إلى هذا العالم أمامنا، حيث تعدد الأزمات التي تشكل السمة الأساسية للعولمة “.

وبعد أن استعرض بعض المحددات الرئيسية للاقتصاد الدولي، مثل المواد الأولية والمال والتكنولوجيا وتطور دورة الإنتاج، سجل دوفيلبان أن كل هذه العناصر قد بدأت ترسم معالم “اقتصاد” مختلف بشكل غير عادي عن ذلك الذي عرفناه منذ عدة عقود والذي أتاح الفرصة أمام التوقعات العالمية “.

وأوضح في هذا الصدد، أن العولمة قد خانت بالفعل الوعود، وخاصة بالنسبة للمستهلك والطبقة الوسطى، مستطردا “نلاحظ، إذن في العولمة، أن هناك خيانة للوعد الأولي، مما يتسبب في مناخ من عدم الاستقرار والتقلب”.

ولاحظ في هذا السياق أن جميع مناطق العالم مفتوحة الآن على الأزمات والاضطرابات التي تنتشر من بلد إلى آخر ومن قارة إلى أخرى. هذه الأخطار، يضيف دوفيلبان،” متشعبة ومعقدة ومثيرة للقلق، بالطبع، الجميع وكافة القطاعات، سواء تعلق الأمر بالاقتصاد أو البيئة أو الأمن، هي مظاهر لا تنفصل”.

وشدد على أنه في مواجهة التحديات الكبيرة التي ستواجه العالم، والتي تهدد سيادة الدول وتفجر بشكل متزايد الحركات الشعبية، “بات من الضروري على جميع الدول أن تأخذ بعين الاعتبار مصيرها المشترك وأن تعزز مواقفها المشتركة”، مبرزا أن شرط الأمن “يجب ألا ينسينا هدف التنمية والنمو والاهتمام بتوزيع أفضل للثروة والانفتاح على العالم الخارجي”.

وقال، حاليا، فإن الرغبة في حل جميع المشكلات بالقوة وحدها “أمر غير مرغوب فيه وغير ممكن مع العلم أنه لا يمكن لأحد، بقوة جيشه، أن يضمن استقرار عالم تحكمه القوانين المعقدة التي تطاردها التهديدات العالمية “.

وبعد أن دعا إلى توخي المزيد من اليقظة ضد مشاعر الظلم، التي “تشكل اليوم تهديدا حقيقيا للعالم”، حذر رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق ” من أن اعتماد سياسة الأذن الصماء في مواجهة ويلات الشعوب الأكثر حرمانا قد يفجر المزيد من النزاعات والكراهية”.

من هذا المنطلق، يقترح دوفيلبان بلورة منهجية لإدارة الأزمات تكون عالمية وعادلة ومنصفة على حد سواء.

ومن أجل الاستجابة لتحديات العولمة هذه، أكد دوفيلبان، أولا وقبل كل شيء، على مسألة شرعية العمل القائم على أساس قيم الديمقراطية ودولة القانون التي يتطلع لها المجتمع الدولي .

وقال المتحدث ذاته إن هذا المجتمع، يطالب في الواقع، بالشرعية غير المرتبطة بالقوة بل بالعمل الجماعي، مع وجود قواعد واضحة، وعمليات صنع القرار الفعالة والمحترمة، وكذلك أدوات العدالة المناسبة.

كما اكد ” أنه بات من الضروري أكثر من أي وقت مضى، أن تساهم كل أمة وكل شعب وكل ثقافة بقوة في بناء عالم الغد”، مشيرا إلى “أن العالم، الغني باختلافاته، يضاعف إمكانيات التبادل” .

وبحسب وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، يتيعن أن يندرج عمل الأمم المتحدة في اطار إرادة جماعية وفعالة ومثابرة للاعتراف بهذه المبادئ المختلفة.

واعتبر أن تحديات العولمة لا تتطلب فقط دبلوماسية سياسية طموحة، بل دبلوماسية اقتصادية نشطة، مبرزا أنه بدون أمل تحقيق قدر أكبر من المساواة الاجتماعية بين السكان المحرومين، فإن الجهود “ستذهب سدا وستواجه بسوء فهم الشعوب، واتساع الهوة بين مناطق العالم “.

ودعا في ختام مداخلته الى “اعتماد مقاربة اقتصادية شمولية ضد الإغراءات الأحادية، مع العمل بلا كلل لتعزيز التعاون متعدد الأطراف من أجل حل العديد من الأزمات التي تهز عالم اليوم”.

وتميز هذا اللقاء بحضور العديد من الشخصيات المغربية، من بينهم ثلة من الوزراء السابقين ودبلوماسيين ورجال أعمال وسياسيين وخبراء ومسؤولين إعلاميين وأكاديميين ومثقفين وممثلين عن المجتمع المدني.

‫تعليقات الزوار

2
  • رضوان
    الجمعة 20 شتنبر 2019 - 10:47

    العولمة ماهي الا كدبة القرن… ممكن عولمة الثلوث البيءي السمعي البصري…في القرن الماضي كانت الكدبة التي خدع بها روكفيلر اليهودي العالم هي أن النفط احفوري من بقايا الديناصورات…وأنه قليل وأنه سينقرض و لهدا ثمنه في ارتفاع صاروخي ….و اشترى المهندسين والخبراء و الصحافة و المسؤولين ليشهدوا زورا أن هدا صحيح و استولى على البترول و اصبح من أغنى أغنياء العالم …والآن ضهر الحق من طرف العلماء الشرفاء بأن البترول بحار ليست احفورية ولن تنقرض ابدا…ضحك على العالم ولوثه ويقال انه يعيش في جزيرة لايعلمها إلا الله…! يستنشق الهواء النقي و محاط بعناية لا مثيل لها…و يسيطر على العالم الاقتصادي السياسي بثروته المودعة في البنك الأمريكي المركزي مع أصدقاءه روكفيلر و آخرين.

  • محمد بنحده
    السبت 21 شتنبر 2019 - 13:24

    العولمة والأنظمة الاقتصادية الفاشلة والسياسة الكاذبة هي السبب في الزمات التي يعرف العالم اليوم والسبيل للخروج من عنق الزجاجة هذا هو الرجوع للتعاون بمنطق رابح رابح بين مختلف بلدان العالم واستبذال التسلح بالتفاهم والتقارب والتعاون لان هذه هي التي تطيل عمر عالمنا هذا

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس