التجارة الصغرى في المملكة تقاسي احتدام المنافسة وتفشي العشوائية

التجارة الصغرى في المملكة تقاسي احتدام المنافسة وتفشي العشوائية
الأحد 16 فبراير 2020 - 16:00

يُكابد حوالي 1.7 ملايين مُشتغِل في قطاع التجارة الداخلية بالمغرب من أجل كسب عيشهم، في ظل تنافسية قوية من محلات تجارية تستهدف الأحياء الشعبية، مثل “بيم” التركية التي توجد اليوم في قلب أزمة بين الرباط وإسطنبول.

وإلى جانب المنافسة غير الشريفة لهذه المحلات التجارية، يُعاني قطاع التجارة الداخلية والصغيرة منها على الخصوص من ضعف التقنين الذي أنتج عشوائية كبيرة جعلت المحلات التجارية تنبت في كل عمارة جديدة.

ويشير أحمد أبوه، عضو اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين، إلى أن “محلات بيم التركية تقود منافسة غير عادلة وغير متكافئة مع التجارة الداخلية المغربية، كما تشكل مزاحمة لهذا القطاع التقليدي لأنها تستهدف الأحياء الشعبية”.

وذكر أبوه، في تصريح لهسبريس، أن الوضع غير المتكافئ يَنتج عن كون مثل هذه المحلات التجارية تتوفر على امتيازات مادية من دولتها، وأضاف: “تركيا لديها هدف أن تنتشر هذه المحلات في المغرب بأكبر شكل ممكن، وهذا يفرض على السلطات المغربية مواجهتها لحماية قطاع التجارة الصغرى الحيوي لكي لا يتحول إلى قطاع فوضوي”.

وأكد المتحدث ذاته أن “التاجر التقليدي يؤدي دوراً اجتماعياً في المغرب ويُساهم في السلم الاجتماعي بتعامله بشروط ميسرة، لا تتعامل بها محلات “بيم” التركية، بحيث يُوفر المؤونة للأسر المغربية بقروض”.

ويرى أبوه أن هذه المحلات التجارية كان من المفروض أن تكون “في أماكن بعيدة عن الأحياء الآهلة بالسكان وتجارة القرب”، مورداً أن انتشارها بالشكل الحالي يهدد تجارة القرب التقليدية بالتآكل والإضرار بفئة عريضة من مُمتهنيها.

وذكر أبوه أن “التاجر المغربي البسيط كان له دور مهم منذ عهد الحماية إلى اليوم، لكنه يواجه حالياً عدة إكراهات، من المنافسة غير الشريفة والقطاع غير المهيكل والعبء الجبائي، وهو ما لا يسمح له بالتطور والتأهيل”.

وفي نظر المتحدث فإن “تأهيل هذا القطاع يبدأ أساساً بالتقنين للحيلولة دون الانتشار غير المنظم للمتاجر في بعض الأحياء، من خلال وضع دفاتر تحملات وشروط تراعي استمرار القطاع وألا تتكاثر المحلات بشكل عشوائي مُضر”.

ولفت أبوه الانتباه إلى أن “القطاع غير المهيكل بات مشكلةً عويصةً”، وزاد: “ما يزيد الوضع سوءاً هو عدم إعطاء الحكومة الأسبقية لفئة التجار والمهنيين من أجل أن تشملهم تغطية اجتماعية”.

وحسب أرقام لوزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، يُعتبر قطاع التجارة والتوزيع من ركائز الاقتصاد الوطني، إذ يحتل الرتبة الثانية في إحداث مناصب الشغل على المستوى الوطني بعد الفلاحة، ويمثل 13 بالمائة من الساكنة النشيطة موزعة على محلات التغذية العامة والألبسة والمقاهي والجزارة والمحلبات والمطاعم والمخابز والحلويات.

وعلى مستوى خلق الثروات، يُصنف قطاع التجارة والتوزيع في المرتبة الثالثة من حيث الناتج الداخلي الخام في المغرب حسب أرقام تعود إلى سنة 2017، وذلك بقيمة مضافة بلغت 84.2 مليار درهم في السنة نفسها.

ويتميز قطاع التجارة والتوزيع بهيمنة تجارة القرب التي تُعتبر القناة الرئيسية لتوزيع السلع الاستهلاكية. وتمثل هذه الوحدات التجارية 58 في المائة من رقم معاملات القطاع، وتوفر 36 في المائة من فرص التشغيل و80 في المائة من نقط البيع.

وأطلق المغرب قبل سنوات برنامج “رواج” بهدف تحسين النموذج الاقتصادي لهذه التجارة من خلال اعتماد تقنيات بيع جديدة، وتطوير عروض أكثر جاذبية والتحكم في تكلفة النشاط التجاري، لكن لم يتم تقديم أي حصيلة تذكر عن هذا البرنامج.

‫تعليقات الزوار

19
  • نبيل المغربي
    الأحد 16 فبراير 2020 - 16:07

    اظن تأثير مرجان و كارفور و المراكز العملاقة الاخرى هي اكبر خطر يهدد التاجر الصغير، يوم الاحد تجد الجميع في صفوف طويلة لاقتناء مشتريات الأسبوع و يبقى التاجر المسكين يتحارب مع بيع الحليب و كوكيز

  • رشيد
    الأحد 16 فبراير 2020 - 16:14

    كما يعاني قطاع النسيج من السلع الهربةمن الصين التي اغرقة الأسواق الوطنية بالملابس والنتيجة إفلاس اغلب المعامل وتسريح العمال وزيادة البطالة

  • مُـــــــواطِنٌ مَــغـــرِبيّ
    الأحد 16 فبراير 2020 - 16:17

    هذا التاجر الصغير الذي تجد الكل يمدح خدماته يعاني إلى جانب المنافسة من المتاجر الكبرى معاناة اخرى وهو الزبون الذي لا يؤدي ما عليه من ديون اتجاهه ولا يجد من ينصفه.. وكذلك الإهانة والاحتقار من الصغير والكبير

  • Yassine
    الأحد 16 فبراير 2020 - 16:18

    Quand je veux acheter quelquechoses chez le Marchand du coin, pas de queue pas d organisation

  • ملاحظ فقط
    الأحد 16 فبراير 2020 - 16:27

    نعم انا مع منافسة الجيدة التي تخدم المواطنين من ناحية الجودة وتخفيض الاسعار فجميع المواد الغذائية التي تباع في الاسواق الممتازة متل بييم او غيرها لما تدخل إلى المحل تلقى جل المواد الغذائية داخل ثلاجة. والمحل كله مكيف اعني بأن جميع المواد تحافظ على جودته ليس كالبقال الدي يوجد عندنا فالحي ترى علب مشتقات الحليب تحت أشعة الشمس وحتى قنيناة الماء لم تسلم من الأشعة زايد عن ارتفاع الاثمان من محل لآخر

  • Hamid
    الأحد 16 فبراير 2020 - 16:29

    واين هو تأثير المراكز التجارية ايضا
    المشكل في هؤلاء الذين اشرفوا على معاهدات التيادل الحر
    كلها خسارة في خسارة
    بيم ليس هو المشكل و معاهدة تركيا ليست هي المشكل
    العين في المصباح و اصحابه و اعوانه

  • نصيحة إلى مول الحانوت
    الأحد 16 فبراير 2020 - 16:43

    لا تعتبر الزبون صديقا لك فإنه يبيعك بنصف درهم ولا يصاحبك الا لمصلحة..
    كن حازما في تعاملك فإن الليونة خراب لرأسمال المال..
    ولا تَسْتدن كل من هب ودب فإن الثقة ذهبت مع الرجال الأوائل..

  • باركة من لكذوب
    الأحد 16 فبراير 2020 - 16:53

    باركة من لكذوب بديك ديسك ديال دور اجتماعي ديال مول حانوت بالكريدي ….سيروا دابا عند اي مول لحانوت وكولي يعطيك شي حاجة بالكريدي والله لا شديتيها متو ايلا معرفكش موظف ولا لاباس عليك وتيعرفك مدة طويلة + ثمن ديال كريدي مختلف على الثمن بالكش يعني ايلا شريتي نصف لتر حليب بالكريدي راه غادي يكتب في لكارني 3.90 ماشي 3.50 ديما تيزيد في الحاجة من ربعة دريال حتى لدرهم …ومنين تقولو علاش يقولك راني بعتلك بالكريدي …+ أثمنة الكثير من المواد عند مول لحانوت مضاعفة مقارنة بمرجان ولا كارفور …من زيت لوسيور حتى لعدص ولوبيا …زائد مول حانوت متيخلصش ضريبة للدولة على مداخيل دياله ومعندوش محاسبة مضبوطة مقارنة بيم ومرحان وكارفور عندهم محاسبة قانونية وتتيخلصوا لدولة ملايير دراهم ضرائب

  • امازيغي حر
    الأحد 16 فبراير 2020 - 17:10

    ما هذا الغباء ؟؟؟ هل تظن انني سادفع المال لشراء منتج رديء و غالي
    لاجل ان يكون صادحب الدكان الصغير سعيدا هههههههه ليذهب الى جهنم …
    الذين يعادون الحرية السوق فهم يدمرون الاقتصاد المغربي من حيث لا يشعرون …

  • المنافسة هي الحل
    الأحد 16 فبراير 2020 - 17:15

    أسوء ما في الإنسان هو عندما يبرر فشله بسبب الغير، محلات بيم عرت العشوائية التي يعيشها قطاع البقالة في المغرب، فنجاح هذا القطاع رهين بإقبال المستهلك الذي يرى مصلحته، و المستهلك هنا رأى مصلحته في التعامل مع محلات بيم لذلك فإنه ليس من المشروع إغلاق هته المحلات و إجبار المستهلك على الرجوع للبقال الذي قد لا ينال الرضا على الخدمات التي يقدمها. أرى أن الحل لهذا المشكل هو أن تتحول اابقالات التقليدية إلى شركات ذات رأسمال متوسط و يمكن للتاجر المتواضع أن يشترك مع تجار آخرين لتوسيع المحل و رفع جودة الخدمات و تعيين محاسب للمراقبة المالية و توزيع الأرباح في آخر السنة كل على حسب حصته في الشركة، هذا هو سر ازدهار المشاريع عكس العشوائية التي جعلت كل القطاعات في المغرب تتخبط في مشاكل مختلفة.. أرجو التعقيب على رأيي و مناقشة الفكرة، تحياتي

  • جمال ابو ايوب الرباط
    الأحد 16 فبراير 2020 - 17:25

    السلام عليكم .الكل يتهم بيم التركية لان هناك حسابات سياسية بين بعض الاحزاب انا تاجر صغير وسادلي براءي المتواضع في القضية بيم ياسادة ياكرام تشتغل بوضوح وتشغل عدد لا يستهان به من الشباب وتؤذي للدولة ضرائب وتساعد في تصريف انواع كثيرة من السلع الوطنية اما نحن التجار الصغار المشتكون فالذي ينقصنا هو الوحدة والتضامن بيننا وقبل كل شيئ تلك سلك طريق سليم للنجاح .اولا العمال الذين يشتغلون عند التجار الصغار المشتكون الفقراء ووووو لا يؤذون للعامل حقوقه ولا واحد من هؤلاء مسجل في الصندوق الوطني للضمان ولا تغطية صحية ولا راتب يسد الرمق ثانية وهنا بيت القصيد البقالة لا يادون للدولة الا الفتات يكذبون في التصريات الضريبة ومنهم من ياكل اموال الناس بالباطل كالزيادة في الاسعار او ان كنت ممن يقترضةن عند مول الحانوت فاغلبهم يقصمون ظهر المدين بكثرة الزيادات وبيع سلع منتهية الصلاحية يمسحون التاريه القديم ووووووووووواشياء لا تعد ولا تحصى اما بيم التركية فهي تشتغل بالواضح ولكنهم يحاربونها من اجل فتح المجال لمرجان جديدة كبيم هذا ما يروج الان في الساحة والله المستاعن الله اكون في عون المواطن المسكين

  • Farouk amran
    الأحد 16 فبراير 2020 - 17:33

    سبحان من صورك!! بيم هي القطاع الغير المهيكل وهي سباب التعاسة للمواطن المغربي هي لذخلات بالقوة وحتلات المتاجر و خرجات اصحاب المحلات من النور الى الضلمات!!!!
    الغرب دافع و وقود كل الاحتباس السائد،الغرب معوم الدرهم و مغرق السوق المغربي بالضرائب،الغرب هو الهم للمسؤول المغربي و ليس التاجر الصغير و لا كرامة المواطن ،تركيا نمودج يحتدى به و ليس للصراع معه فائدة و لا جدوى .بالمغرب و بسواه تركيا عازمة و (قادية الغراص) ألحاسة !!!

  • مجرد وجهة نظر
    الأحد 16 فبراير 2020 - 17:41

    الأتراك أرحم على المغاربة البسطاء من بني جلدتهم ، وما يخشاه ذووا المتاجر الكبرى هو الإفلاس بعد توجه الفئات كلها لمتاجر تركيا

  • Abdou
    الأحد 16 فبراير 2020 - 18:03

    اتمنى ان يكونBIM في جميع المدن واالاحياء والا زقة المغربية من طنجة إلى الݣويرة لانه يشغل العديد من ايادي العاملة ويبيع بثمن مناسب لجميع المغاربة

  • bimo
    الأحد 16 فبراير 2020 - 18:38

    على أساس أن كارفور ومرجان وأسيما وأسواق السلام …… تبنى في المريخ وليست وسط الأحياء وفي أهم الشوارع والأزقة … مما أثر سببا على التجار الصغار ، أما بيم فحجمها صغير وهناك عدد كبير من التجار المغاربة من قلدها وفتح متجرا كبيرا ومنظما …. المشكل عند الحكومة المغربية مع تركيا في حد ذاتها وليس مع متاجر بيم … والأكيد أن أصحاب الخليج لهم يد في ذلك .

  • من المانيا
    الأحد 16 فبراير 2020 - 18:43

    نصيحۃ لكل المغاربۃ اشترو من عد مول الحانوت و من المتاجر الخاصۃ و ابتعدو عن الاسواق الممتازۃ و الماركات المعروفۃ لانه سيحصل لكم كما هنا في اوروبا حيث انقرضت المتاجر الخاصۃ و اصبح اصحابها عبيدا عن الشركات الكبری. هنا في المانيا السلاسل الكبری هي المسيطرۃ من مخابز للملابس للاكل و حتی المطاعم و من المستحيل مافسۃ الشركات الكبری لانها تبيع بثمن منخفض لكن بكميات كبيرۃ.
    انها الراسماليۃ التي لا ترحم و راه غالط من ينتظر من الدولۃ ان تسن قانونا في صالح المستهلك..الضراءب و القوانين وضعت من اجل حمايۃ الشركات…المال هو محرك السياسۃ..فهم يا الفاهم

  • بائع متجول
    الأحد 16 فبراير 2020 - 20:09

    عادي مادام القطاع الصناعي في البلاد لم يطور نفسه في خلق صناعة منتوجات ذات جودة عالية باثمنة مناسبة
    ايعقل هناك منتوجات مغربية ذات جودة لكن ليست في مستوى الدخل للمواطن المغربي هذه المنتوجات تصدر للخارج اصحاب القرار في هذه الحالة عاجبهم الحال لكن حين تغزو السوق المغربي منتوجات من الخارج ذات جودة وفي متناول الموطن ذو الدخل الهزيل مكيعحبهمش الحال …..سيزداد هذا المشكل تفاقما لان الطبقة المتوسطة التي كانت تشكل محور الاستهلاك لم يعد لها وجود ….السياسات العرجاء أفرزت بنية اجتماعية جديدة تتشكل من طبقتين طبقة ضعيفة اجتماعيًا واقتصاديًا وهي التي تمثل غالبية الشعب فوقها طبقة بورجوازية يعد افرادها على رؤوس الأصابع هذه الطبقة التي سيطرت على كل شيء في البلاد وأتت على الأخضر واليابس …..أين الثروة

  • Tarik.uk
    الأحد 16 فبراير 2020 - 21:57

    إذا كان بيم يبيع بثمن قليل فيجب على المحلات البيع بأقل، المنافسة الشريفة، ما نمشيوش بعيد، مالين لحوانت دايرين لباس حتى واحد ما كايسولهم بشحال كاي بيعو أو شحال كاربحو. و ما خلصو ضريبة رمزية.
    باغين يديرو الخاطر لماما فرنسا هاد شي لي بان ليا

  • عينك ميزانك
    الإثنين 17 فبراير 2020 - 09:21

    يجب على الدولة أن كانت حقا تهتم بحال البقال ان تنشئ صندوق لرفع من تنافسيته أمام بيم و أسيما وكارفور ماركت لان البقال حقا يستحق المساعدة التنظيمية و اللوجستيكية.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات