أقصبي يرصد مكامن الخلل في اختيارات توفير الأمن الغذائي للمغرب

أقصبي يرصد مكامن الخلل في اختيارات توفير الأمن الغذائي للمغرب
الأربعاء 21 أكتوبر 2020 - 00:35

قال نجيب أقصبي، الخبير الاقتصادي المغربي، إن الأزمة التي أرخت جائحة كورونا بظلالها على العالم جعلت الشعوب تعي بأهمية وضرورة السيادة الغذائية، على غرار السيادة الوطنية في الأدوية.

وأردف أقصبي، في سياق حديثه ضمن ندوة نظمتها “المسيرة العالمية للنساء” و”الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”، حول “النساء والسيادة الغذائية وتحدي القضاء على الفقر”، بأن المطالبين بالسيادة الغذائية قبل ظهور جائحة فيروس كورونا “كانوا يُنعتون بالمتياسرين المتطرفين، لكن الجائحة أظهرت أن هذه السيادة مسألة حيوية”.

واعتبر الخبير الاقتصادي المغربي أن مفهوم السيادة الغذائية يعني حق الساكنة في تحديد السياسات الغذائية الكفيلة بإنتاج الغذاء الذي تحتاجه، سواء كان ذلك في إطار وطني أو في إطار تكتّل مجموعة من الدول.

وتوقف أقصبي عند الاختيارات التي تبناها المغرب في هذا المجال، قائلا إن المشكل الذي عانى منه على غرار بلدان أخرى هو أن السياسات الغذائية التي نهجها لم تصبّ في اتجاه ضمان السيادة الغذائية، “والنتيجة أننا أصبحنا بدون سيادة غذائية وبدون اكتفاء ذاتي من الغذاء”، على حد قوله.

وعاد المتحدث إلى بداية الستينيات من القرن الماضي، منطلقا من الاختيارات الجوهرية التي أدّت إلى الوضع الراهن، موضحا أن السياسة الفلاحية التي وضعها الملك الراحل الحسن الثاني كانت خلفيّتها ذات أبعاد سياسية، أملاها صراعه مع المعارضة، آنذاك.

كما أوضح الخبير ذاته أن الملك الراحل ارتأى الاعتماد على العالم القروي منطلَقا لتقوية سلطته في الحكم، “لأن المجال الحضري وقتذاك كان في المعارضة”، مبرزا أن السياسة الفلاحية التي تم إرساء دعائمها كان جوهرها هو التوجّه نحو تصدير المنتجات الفلاحية إلى الخارج.

وحسب التحليل الذي قدمه أقصبي فإن التصور الذي بنى عليه الملك الراحل سياسته الفلاحية يمكن إجماله في “أننا عندما نصير مصدّرين كبارا يمكن أن نشتري حاجياتنا من الأغذية بالعملة الصعبة التي سنربحها من بيع صادراتنا من المنتجات الفلاحية إلى الخارج”، وفق تعبيره.

وأبرز الخبير الاقتصادي المغربي أن هذا المنظور الذي تحكّم في السياسات الفلاحية في عهد الحسن الثاني مازال قائما إلى اليوم، إذ إن الإمكانيات والموارد المالية والبشرية والطبيعية المُستغلّة في القطاع الفلاحي وُظفت من أجل نموذج فلاحي تصديري.

أقصبي أشار أيضا إلى أن المغرب تمكّن من تحقيق تطوّر كبير في إنتاج المنتجات الفلاحية المصدّرة إلى الخارج، قبل أن يستدرك بأن هذا التطور وازاه عدم إعطاء ما يكفي من الاهتمام للإنتاج الغذائي الذي يحتاجه المغاربة، مثل القمح والزيوت النباتية والسكر، “ما جعل المغرب في وضعيةِ تبعيّة غذائية”.

وذكر المتحدث في هذا الإطار أن المغرب يستورد ما بين 50 إلى 60 في المائة من حاجياته من القمح، ويستورد 100 في المائة من حاجياته من الذرة، وأكثر من 50 في المائة من حاجياته من السكر، وما بين 95 و98 في المائة من حاجياته من الزيوت النباتية، وأوضح أنه في وقت نهج المغرب سياسة فتح أسواقه للواردات الأجنبية، في إطار اتفاقيات التبادل الحر، فإن الاتحاد الأوروبي، الشريك الاقتصادي الأول للمملكة، طوّر سياسة حمائية لمنتجاته تمثّل حاجزا أمام وصول الصادرات المغربية إلى أسواقه.

وسجّل الخبير الاقتصادي المغربي مفارقة تتمثل في كون المغرب طوّر قدرته التصديرية، لكنه في المقابل لم يطوّر الاختيارات التي تبنّاها منذ مطلع ستينيات القرن الماضي، معتبرا أن هذا الوضع “يجعلنا في عجز غذائي مهول، بسبب عجزنا عن توفير حاجياتنا من الغذاء”.

‫تعليقات الزوار

7
  • لوجيك
    الأربعاء 21 أكتوبر 2020 - 01:16

    في نظري المتواضع أكبر خلل في توفير الأمن الغذئي في المغرب هو عدم إعطاء الأهمية الكافية للصيد البحري، لذالك و من أجل الأمن الغذائي وكذا من أجل خلق المزيد من مناصب الشغل وبمصادر ذاتية يجب،
    *تشجيع الصيد البحري وذلك بتشجيع الصيد خاصةً في أعالي البحار،
    *محاربة الريع عصابات الصيد التي تحاول دائما التقليل من الصيد من أجل الرفع من ثمن السمك دون مراعات القدرة الشرائية للمغاربة،
    * تنظيم التوزيع المتوازن للسمك في كل أنحاء المغرب و بأثمنةجد مناسبة
    *تشجيع وتوعية المغاربةعلى إستهلاك السمك بكمية أكبر من الكمية الحالية
    *تشجيع تصدير السمك الطازج والعلب وكذا كل أنواع المتنجات المستخلصة من السمك
    في الختام ملاحة بسيطة فقر رأيت بأم عيني سمك مغربي في سوبر ماركت معروف في إسبانيا بثمن أقل بكثير من الثمن في المغرب وهذ أكيد راجع إلا سبب ما وهذا السبب وه اللذي وجب إصلاحه من جل التقدم إلى الأمام والسلام عليكم،

  • العريشي
    الأربعاء 21 أكتوبر 2020 - 01:31

    المرحوم الحسن الثاني في الستينيات و السبعينيات كانت عنده رؤية حكيمة بناء السدود و تهييئ 2 مليون هكتار من الأراضي الفلاحية رؤيته الاكتفاء الذاتي في الغداء خضر و فواكه و للحوم و زيوت و سكر و حليب وووووو مع سوء حظنا لم يتحقق هذا جأنا مول الحانوت بأفكار مول الحانوت همه الفلوس لا الإكتفاء الذاتي خطابه يقول للفلاحين عليكم بأشجار الفواكه لا الحبوب يقول مول الحانوت ننتج الفواكه و نصدرها و نستورد الحبوب الحمد لله جاؤه الرد مع هدا الوباء أثمنة الحبوب إشتعلت فيها النار وشتريناها ب 5 أضعاف ثمنها هدا أكبر دليل أنه خرب الفلاحة و المصيبة الكبيرة أشجار الفواكه تتطلب كثير من الماء والمغرب عنده أزمة في المياه والدليل القاطع جهة سوس أصبحت صحراء و الأوروبيين أكلوا البرتقال ب 2 فرنك والله العظيم لو لم يبعدو مول الحانوت سيخرب المغرب

  • Salas
    الأربعاء 21 أكتوبر 2020 - 04:24

    كلامك منطقي سيدي دائما اتابعك على الصحافة واشاهد مداخلاتك عبر اليوتيوب للأسف حكومتنا لاتاخذ بكلامك واتاسف لانك لست موجوداً في لجنة بنموسى وكدلك السيد الكتاني تحياتي سيدي وانشري هسبريس .

  • Citoyen
    الأربعاء 21 أكتوبر 2020 - 06:17

    Je rappelle à Monsieur Aquesbi ses propos à la fin des années 80. Dans la salle de la municipalité d'agadir. Il a dit que le Maroc n'est pas un pays agricole et a critiqué la politique des barrages. Alors qu'il ne vienne pas aujourd'hui nous parler de sécurité alimentaire. Des personnes qui critiquent pour critiquer et qui se plaisent à être appelés experts. La mentalité qui ne veut changer et qui se plaît dans les critiques

  • عمر
    الأربعاء 21 أكتوبر 2020 - 08:09

    لا فلاحة لا صناعة لا تجارة. ثم يتكلمون عن التنمية و النمو و التغطية الاجتماعية. عايشين غير برضات الوالدين

  • سي اقصبي فينك
    الأربعاء 21 أكتوبر 2020 - 09:10

    سلام عليكم
    سي اقصبي كلامك تطرق فقط وجهة نظر عادية وكلاسيكية. بالنظر الئ الواقع الحالي. واش. شعب لي كايكل خبز وبيض وماطيشة يوميا ومرميطة ولحم ليل ونهار وووووووو
    كيف يعقل شعب همهه هو الاكل والمرح واللعب. السبب هو دولة لم تضع قوانين صارمة وعدالة اجتماعية والكرامة
    سليييييييناااااااا

  • موحا
    الأربعاء 21 أكتوبر 2020 - 11:27

    تحليل اكل الدهر عليه وشرب ويعاد كل مرة. يجب تغيير بعض العادات الغذائية كاستهلاك الخبز والسكر بكثرة والتوجه نحو استهلاك الخضر والفواكه والسمك وقليل من اللحوم. يجب ايضا تحسين الزراعة المعيشية في الاراضي البورية والضعيفة والترشيد في استهلاك المياه والتوجه نحو الزراعات التي لا تتطلب احتياجات كبيرة من المياه. منذ عشرات السنين والمغرب يعرف نقصا حادا في المياه نظرا لقلة الامطار ، لذا يتوجب احداث منشئات كثيرة لتحلية مياه البحر من طنجة الى الكويرة وعلى ساحل البحر المتوسط.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات