أسر ضحايا "البحريَّة الملكيَّة" تتجه نحو لاهاي

أبدا كل من إدريس محمد وعبد السلام أحمد، بصفتهما أبوي الشابين المقتولين على يد البحرية الملكية المغربية، أسفهما حيال ما قالوا إنه خداع من الحكومة الاسبانية وتركهم وحيدين” دون أن تقدم لهم أية مساعدة، حول هذا الحدث الذي ” يجهلون” عنه كل شيء.

الأبوان عبرا عن استنكارهما لوسائل الاعلام الاسبانية بالقرب من باب المحكمة، وبحضور مئات من المواطنين من بينهم عشرة نواب من فرق المعارضة بمجلس النواب لمدينة سبتة المحتلة، وتشكيلات سياسية آخرى، وكذا فعاليات من المجتمع المدني.

كما أكدت أسرتا الضحيتين أنهما قصدتا المحكمة العسكرية بالرباط من أجل الاستفسار حول الحادث، وأنَّ كبير مسؤوليها أخبرهم، بأنهم لا يعرفون شيئًا عن هذه الواقعة ولا يتوفرون على أية معلومات، ولم تجر هنالك أية اعتقالات أو اقامات جبرية عقب الأحداث.

أمَّا الأب محمد فصرخ في حالة من الهستيرية والبكاء، أمام وسائل الاعلام الاسبانية، قائلا ” ماذا يجري هنا؟” في إحالة إلى الحكومة الاسبانية التي أكدت في وقت سابق على أنها سترافقهم في قضيتهم بالمحكمة العسكرية. الشيء الذي جعلهم يتساءلون إذا كان الأمر يتعلق ” بالخوف” أو ” بمصالح سياسية” من قبل اسبانيا تجاه المغرب.

في غضون ذلك، أوضحت عائلتا الضحيتين أنهما فكرتا في اللجوء إلى محكمة حقوق الانسان بلاهاي لأنها ” فقدت الثقة” في الحكومة الاسبانية، التي انتهجت أسلوب ” الصمت” و ” اللامبالاة” حيال القضية ولمدة دامت أربعة أشهر. متابعة بالقول إن “وزارة الخارجية لا ترد على مكالمتهم” نفس الشيء يقع مع قنصلية اسبانيا بالناظور. كما أن وفد حكومة مليلية السليبة لم يقم باستدعائهم هو الآخر.

إلى ذلك، تلقى عبد السلام أحمد، إبان الوقفة، مكالمة من خوان موسكو خمينيث، نائب المدير العام للحماية والمساعدة القنصلية لوزارة الخارجية الاسبانية، دامت لبضع ثوان وتمكن الحاضرون من سماعها بتفعيل مكبر الصوت. محادثة لم تلقى استحسانهم، حيث تبين لهم بالملموس أنهم فعلا لا يولون أي اهتمام لمكالمات أسر الضحايا.

المتحدث أضاف ” أن الحكومة الاسبانية تركتهم وحيدين وهم عاجزين على فعل أي شيء”. لكنه بالمقابل تقدم بالشكر لنواب فرق المعارضة الذين آزروهم في قضيتهم. كما انتقد غياب بعض الوجوه التي فضلت عدم المجيء لكون ” القضية مسيسة” حسب قولهم. مطالبًا الحكومة بالفصح عن “حقيقة” ما جرى في 27 من شهر أكتوبر من السنة الماضية.

في سياق ذي صلة، أكد أحمدأن التشريحات الطبية التي أجريت باسبانيا تفند أن تكون الطلقات النارية قد تمت بعد عملية مطاردة، موضحا أنها تمت عن قرب وبعد أن تعرض الشابان للضرب. داعيًا الحكومة الاسبانية إلى التحرك ” لعدم تكرار مثل هذه الأحداث”. خاصة وأن مواطنين آخرين تعرضوا لمواقف مماثلة قبل أن يعودوا إلى بيوتهم آمنين. وفق تعبيره.

اللقاء ذاته، عرف قراءة بيان من قبل الناطقين الرسميين لفرق المعارضة الثلاث، الذين أكدوا دعمهم لأسر الضحايا وطلبوا الحكومة الاسبانية إلى التوسط لتحديد المسؤوليات.