أحلام اليسار هي كوابيس اليمين
هذا فيلم عن ذاكرة سياسية يتقدم من خلال قصة عاطفية بين طالب ثائر وطالبة جميلة في الجامعة المغربية بداية التسعينات من القرن العشرين. وهو فيلم أطروحة thèseيلقي نظرة متعاطفة على مرحلة تاريخية حرجة عرفت تراجع الحركة اليسارية وصعود التيار الإسلامي في أفق سيطرته على الحرم الجامعي. مرحلة حرجة لأن الرفاق الذين قادوا الحركة الطلابية لعقود يفقدون مواقعهم مرغمين لصالح خصمهم العقدي والسياسي.
أمام هذا الوضع يشعر الرفيق سعيد بالقلق، مما دفعه للعزلة والتردد، وقد كان رفاقه يحثونه على استعادة موقعه القيادي الذي اكتسبه بفضل عمق ثقافته وبلاغته ووضوح رؤيته. غير أن ما غيره هو تلاشي هذا الوضوح بسبب قسوة أسئلة المرحلة. في خضم هذا المخاض، يتعرف سعيد على طالبة جديدة تدعى راحيل، التحقت بالجامعة رغم خوف أسرتها الميسورة عليها من غواية المدينة الفاجرة.
يحاول سعيد التقرب من راحيل فتصده، وقد زاد ذلك من قلقه، إلى أن تدخلت إحدى الرفيقات وأثمرت وساطتها… حينها حل سعيد مشكلته العاطفية، استرجع حيويته لأن المرأة – كما قال شاعر يمني ضرير – “كالمكنسة الكهربائية تمتص همومك”.
بالفعل، ما أن امتصت راحيل هموم سعيد حتى اندفع إلى حلقيات النقاش يشرح ويساجل. وهكذا انتقل الصراع من صراع داخلي ذاتي، إلى صراع خارجي بين طرفين واضحين بصريا ومعجميا.
بصريا، هناك أصحاب الملابس العصرية، يحملون علما أحمر عليه صورة تشي غيفارا، وهناك أصحاب الجلابيب البيضاء الملتحين والغامضين في الفيلم. وطبعا هناك فريق ثالث متفرج غير معني بالصراع، فيه الكثير من أبناء الفلاحين الذين كانوا أول من التحق بالجامعة في أسرهم، وهؤلاء يعتبرون تواجدهم في المدينة فرصة للتعلم والعيش، ومنهم من يهمه العيش أكثر، رغم أن وسائلهم المحدودة، وحتى المعدومة، لا تتناسب وشدة تلهفهم للتمتع بالاستهلاك، وهم يتعرضون لسخرية بنات المدن “المتحضرات”.
وهذا الفريق الثالث عاجز عن فهم الصراع الذي يشل الحرم الجامعي، وهو يريد أن يكون محايدا، لكن موقفه هذا غير مسموع رغم الغلبة العددية لأصحابه.
وقد نجح الفيلم خلال 103دقائق في تصوير الصراع بالصورة والمعجم الذي يميز بين الإسلاميين والماركسيين القاعديين والصراع الطبقي والعنف الثوري والفئات الشعبية… ويرجع هذا النجاح إلى مسار كتابة السيناريو، فهو أولا قد اعتمد على مذكرات طالب يساري تَمثل أسس الجدال العميق بين القاعديين والإسلاميين، مما ساهم في إنتاج حوار أنقذ الفيلم، حوار ممتاز يرفع مستوى المشاهد بفضل إحاطته بالقضايا المطروحة.
هنا يظهر أن السينما عندما تعتمد على الأدب ترسم شخصيات واضحة المعالم وتطور حبكة متماسكة وتقدم حوارا مؤثرا وبيداغوجيا. وقد اعتمد المخرج محمد الشريف الطريبق على مذكرات عزيز قنجاع وتعاون في الكتابة مع هشام فلاح. وقد كان هذا التعاون والتحاور بين الثلاثة مفيدا، يقول التشيكي الحائز على الأوسكار ميلوس فورمان “السيناريو الجيد يكتب بأكثر من يد واحدة… يعجبني العمل مع كتاب سيناريو قادرين على تمثيل كل المشاهد خلال مرحلة الكتابة… أداء جميع الحوارات… نمثل فيما بيننا الانتقال إلى ما هو شفوي”.
هذا درس مفحم على أهمية التعاون، بدل الوسواس الذي يسيطر على عدد من المخرجين المغاربة من أن يتحدثوا إلى أحد فيسرق فكرتهم، فيكتبون بيد واحدة حكاية مهترئة لا تصمد أمام التمحيص. للإشارة، يعتمد مارتن سكورسيزي على نصوص روائية شهيرة لصناعة أفلامه، بينما يتجرأ مخرج مبتدئ، لم يكتب ولا حتى قصة قصيرة، يتجرأ ويقفز مباشرة ويبدأ في كتابة السيناريو. وهذا خلل يتسبب في إنتاج أفلام ضعيفة، تحتال باللقطات الجنسية الساخنة والألفاظ الساقطة لاستقطاب الجمهور.
بفضل الكتابة الجيدة لسيناريو “زمن الرفاق”، تم رسم شخصيات واضحة المعالم سهُل على الممثلين تقمصها وأداءها، وقد مثل محمد عسو دور المناضل بحساسية كبيرة، إذ بيّن مفاصل تحول الشخصية بوضوح، بين مشاعر الإحباط والتردد والإصرار والاندفاع والحذر… أما فرح الفاسي فقد أدت دورها بإقناع وصدقية، إذ جسدت زخم مشاعر العشاق الجدد، وتصرفت بدلع مؤثر وغنج لذيذ، وأبرزت طريقة لباسها تطور شخصيتها من تلميذة غريرة إلى طالبة تتقن مواعدة حبيبها… للإشارة، لا يكون أداء الشخصية بالجسد فقط، بل إن ثقافة الممثل وحساسيته تساعده على تقديم أداء مقنع.
على صعيد الصور والمشاعر، حصل المخرج على ما طلبه من الممثلين لأنه شرح لهم رؤيته، وقد ضمن الأداء تعاطف الجمهور مع شخصيات الفيلم، حتى أنه في اللقطة التي جاءت راحيل تبحث عن حبيبها المناضل، التقت بقريبها الأستاذ الجامعي ورجعت، شعر المشاهد بالأسف وكأنه حبيبها، وقد أحسست بذلك الأسف لأني كنت أشاهد الفيلم وأتلصص على رد فعل الجمهور.
عادة، أذهب إلى السينما لمشاهدة الفيلم المغربي لإشباع الدهشة، ونادرا ما أسجل ملاحظات عن المشاهدة الأولى. وإذا شدني الفيلم لأنه كان سيئا أو جيدا لا متوسطا، أعود لمشاهدته وأكتب على كراسي في الظلام.
مشاهدة الفيلم السيء بالنسبة للمهتم بالسينما أنفع، لأنه يرى ما ينبغي تجنبه، وهذه نصيحة صادرة عن المخرج المصري الراحل صلاح أبو سيف. والمشاهدة الثانية لمساءلة الحرَفية.
في ملصق الفيلم، يطل علينا بطلا الأحداث من خلف جدار أحمر، جدار انهار في 1989، ولكنه جرف معه عالما بكامله، وهذا العالم هو ما يحاول الفيلم تصويره، يقول مارتن سكورسيزي “أكبر المشاكل التي يواجهها المخرج الشاب هي حين لن يكون لديه شيء ليقوله!”. يبدو أن وضع الشريف الطريبق مقلوب، فقد أراد أن يقول أشياء كثيرة دفعة واحدة، عن لحظة جميلة داهمه الحنين إليها، وهذا ما يطرح صعوبة الاشتغال على الذاكرة، الذكريات لا حبكة لها، إنها مجرد لقطات متباعدة تصطفيها الذاكرة وتخزنها، وعندما تصور تصبح مجرد لوحات، لكن استخدام الطريبق للقصة العاطفية أنقذ أحداث الفيلم من التفكك.
مع الأسف لم يترافق تذكر الأحداث بأناشيد المرحلة، افتقد الفيلم الزخم الصوتي لشعارات الرفاق “زغردي يا أمي يا أم الثوار”، “انهض للثورة والثأر”، “هما فين وحنا فين للشيخ إمام… بالنسبة للصورة، التي التقطت في بيئة جغرافية رومانسية مؤثرة، فهي مضببة لأنها التقطت في الخريف، قريبا من البحر ورذاذه. وهذه ملاحظة صحيحة إن لم يكن المشكل في شاشة قاعة العرض التي شاهدت فيها الفيلم بمدينة آغادير.
على مستوى الأصداء، حصل الفيلم على جائزة الجمهور في مهرجان تطوان في 4-4-2009، وقد أثار الفيلم حساسية الإسلاميين لأنه يقدم صورة منحازة. قدم الطالب الماركسي مثقفا مؤدلجا ورومانسيا… بينما قدم الطالب الإسلامي من بعيد، غامضا صغيرا وعدوانيا. وقد كان المطلوب حسب المعترضين تقديم صورة متوازنة، وهذا مطلب وجيه لتقديم الرأي والرأي الآخر، غير أن هذا مطلب ينطبق على نشرة إخبارية على قناة الجزيرة، وعلى برنامج وثائقي يقدم الواقع كما هو. بينما الإبداع يتدخل في مجرى الواقع ليُخضعه لوجهة نظر خاصة توجّه الكاميرا، ويجب على الكاميرا أن تمثل عين إحدى الشخصيات، لتقدم الحكاية منسجمة، وهي هنا تمثل عين الرفيق سعيد، الذي يرى الإسلاميين خصوما ويرى راحيل فاتنة. يمثل سعيد مبادئ وأحلام اليسار، وهو يعادي كل من يعاديها، وأحلام اليسار هي كوابيس اليمين، ثم أنه من الصعب إنجاز فيلم عن الإسلاميين لأن “الرواية هي تاريخ النساء”، كما تقول مارت روبير، والإخوة لن يقبلوا إشهار أجساد النساء ومشاعرهن، فماذا ستلتقط الكاميرا؟ وحتى لو صور المخرج زواج المتعة بين بعض الإخوة والأخوات لغضب الإسلاميون غضبا أشد من غضبهم بسبب تحيز الفيلم للرفاق الذين دفعوا من عمرهم في السجون لكي يظل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب تقدميا جماهيريا ومستقلا.
يجب أن ننتقد المخرج على ما فعله لا على ما لم يفعله، وأنا كاتب المقال متحيز لزمن الرفاق. والتحيز في الإبداع مزية لا سبّة، فقط يجب على المبدع أن يدفع انحيازه إلى حدوده القصوى، وهذا ما فعله الطريبق، فهو لم يقدم الرفاق كملائكة ولا كقوة لا تقهر، بل قدمهم كبشر، لهم عواطف وأحلام ومخاوف ووساوس وخيبات…. وأنا أرحب بفيلم عن الطالبات والطلبة الإسلاميين يصور فيهم هذا الجانب، وستكون الصورة اكتملت لتقديم قراءة سينمائية لتاريخ المغرب الحديث.
إذ بعد مساءلة سنوات الرصاص في سينما السجون، في أفلام “جوهرة بنت الحبس” لسعد الشرايبي، “منى صابر” لعبد الحي العراقي، “الغرفة السوداء” لحسن بنجلون… وصلنا إلى مساءلة نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن العشرين، وقد تطرقت عدة أفلام للهجرة وصعود دور النساء، بينما تناول الطريبق الذاكرة الطلابية، إذ تتيح الذاكرة مقارنة الأمس واليوم، وهكذا يمكن أن نقارن من جهة أولى بين شبيبة اليوم، شبيبة كازانيغرا [في إشارة إلى فيلم كازانيغرا، أي الدار الكحلاء نكاية في اسم مدينة الدار البيضاء]، شبيبة تفتقد أفقا تقاتل من اجله، وتعوض ذلك بالعنف اللفظي البيني. وشبيبة الأمس القريب من جهة ثانية، شبيبة زمن الرفاق، التي عاشت حلما كاسحا بالعدالة الاجتماعية والتحرر، وكان الطالب حينها يعيش أجواء نضالية راقية، يعرف ماركس ومهدي عامل وتطور الرأسمالية و…
هذه المقارنة مفيدة لنعرف إلى أين تجري شبيبة مغرب اليوم، وأوجه دعوة لطلبة الجامعة اليوم لاكتشاف اهتمام أسلافهم، الذين كانوا يتحيزون متفائلين للمستقبل هنا، في الوطن.
هذا ربما المقال الرابع الذي أقرؤ لك تقدم نفسك لنا فيه كناقد سينمائي و تكلف نفسك مشقة تحبيب بل رفع ما يسمى السينما المغربية إلى مصاف فن نخبوي لا يفهمه أو يتذوقه إلا من قرأ مهدي عامل هذا مثلك و تحشر بمناسبة أو بدون مارتن سكورسيزي و جمل من هنا و هناك لمخرج سلوفاكي أو روماني,إسمع يا بنعزيز ,لقد قرأت مرة و أنا أتصفح إحدى المجلات الأسبوعية التي تعنى بالنشاطات الفنية في العاصمة البلجيكية حوارا مع ناقد سينمائي بريطاني و يشتغل كناقد سينمائي في المجلة البريطانية ”new statesman ” لا أذكر اسمه صراحة و في سؤال له عن السينما البريطانية أجاب أن البريطانيين كانوا دائما حتى قبل أن قال ”فرانسوا تروفو ” جملته ” لا يوجد هناك شيئ إسمه السينما البريطانية ” يشعرون بشيئ من عدم الرضى و شيئ من الخجل من سينيماهم ,بعكس اعتزازهم (وعن حق كما يقول) بتفوق الأدب البريطاني أو الموسيقى البريطانية و قال أن الأمر فعلا مثير أن يكون لك قمم في السينما ك ”لينزي أندرسن” و ”ديفيد لين” و معاصرين ك ” كن لوتش ” أنطوني منغيلا ” أو ”ستيفن فريرس ” و آخرون ,و لا تجد السينما البريطانية زخم أو بصمة السينما الإيطالية أو الفرنسية و لو في فترات نجاحهما دون الحذيث عن الأمريكية .و كنت صراحة أفكر في هذا الكلام و أنا أراك تدافع مرة و تنمق الكلام دفاعا عن فيلم مغربي أعجبك عن الحجاب و قلت لمن لم يعجبهم فيلمك و تعاطيه مع الرموز الدينية للناس أن مارتن سكورسيزي (عاوتاني ) قال : ”إن لم يعجبك الأمر فهذه هي السينما يا عزيزي ” و أنت لا تعلم أن سكورسيزي نفسه قال إجابة عن فيلمه الفاشل ( بعد أن قتل نفس الأسلوب مع الأسف و مله الجمهور) و أقصد فيلم ”bringing out the dead” قال : ”لم أعد أعرف ما يريده الجمهور” .شوف و باختصار دير فينا خير ,طبل و زمر لما تسميه أنت سينما مغربية و كن متأكدا أن لا أحد سيناقشك فيها و نتركها لك أنت و من يقرؤون مهدي عامل لأن السينما المغربية فن في الثريا لا قبل لنا نحن به ,و مناقشتها ناهيك عن رؤيتها تصيبني صراحة و كثيرين معي من المغاربة بالغثيان و لكن بدون تجريح في الناس لأن أولئك الناس منهم من كان يقرؤ ”cahiers du cinema” و تطورت ذائقته للفن يوم كنت أنت لا زلت في قرية أهلك ,و الذائقة المتطورة إن لم تساعد المرؤ الضروف أن يطورها في الصغر فمن الصعب عليه تدارك ذلك في الكبر و قد يجر نفسه لكتابة أشياء كثيرة و كبيرة حول أشياء صغيرة و تافهة , بكترة ذكر لأسماء و التنطع في استخراج معاني مما لا معنى له و إعطاء قيمة لما لا قيمة بكترة التلاعب بالألفاض .تسوق لسينيماهم ,ذاك شأنك , فقط دون تجريح ,نحن أدرى بما نضع في ذواتنا .
أنت كذلك منحاز ولا تمتع بذرة حيادية ووقفت في صف القاعديين السفهاء.
أنا لست أدافع عن “الإسلاميين” ولا أهاجم القاعديين فكلاهما لا محل له من القيمة وليحترق بالبنزين، لكني لا أحبذ الأساليب الرخيصة في تمجيد الذات وإحتقار الآخر من دون منحه فرصة ليدافع عن نفسه، والحال أنك و المخرج الفاشل طريبق سرتما نفس المسار وركبتما نفس الموجة، هو بداعي ماضيه القاعدي ربما، وأنت بإدعائك أن الإبداع يفرض أحيانا ذلك، لكن الحقيقة أن كلاكما قزم يستغل الإعلام لتمرير خطاب إقصائي رخيص.
يعجبني أسلوبك في الكتابة وأكره أفكارك أيها الغبي السافل
بغظ النظر عن المستوى الفني للشريط فقد ايقظ في قلبي حنينا كبيرا للمرحلة الجامعية والتي امضيتها بموقع كلية العلوم اسماعيل مكناس،وقد كانت بحق الجامعة المغربية منبعا للوعي السياسي في كل المواقع،قبل ان ينزل مشروع التخريب الجامعي ـ كي لا اقول اصلاح ـ ليجهز على كل مكتسبات الحركة الطلابية المغربية وذلك بمقاربته الامنية البليدة الخالية من اي بيداغوجية تربوية او علمية.
تحية نضالية عطرة لارواح شهداء الحركة الطلابية المغربية بكل انتماأتهم وعاشت اوطم
كثيرا ما اجهد نفسي لابتعد عن التعليق عن بعض تفاهاتك التي تنشرها بين الفينة والاخرى لكن بعض الاحيان اجد نفسي مكرها لا بطل فاضطر اضطرارا لارد عليك ايها الكاتب الجهبذ الذي يتوسل القراء انه يكتب في القدس العربي واخبار اللبنانية ودفاتر سياسية كذا.
اولا انا لم اجد في الفيلم كل ماقلته لم اجد فيه لا صناعة سينمائية ولا سيناريو محبوك فقط مجموعة من الصور وضعت مسبقا لخدمة غرض معين هو محاكمة تجربة القاعدين في الجامعة بنبرة تصفوية تروم تبخيس كل فعل نضالي ومحاولة تقديم المناضل الاوطمي شخص ضعيف يلهث وراء الجنس والخمر.وفي الحقيقة فان هذه الصورة التي حاول الفيلم تقديمها صورة حقيقة لكن ولكن هي حقيقة تيار معين من تيارات القاعدين هو الان في ذمة التاريخ انه تيار الكلمة الممانعة التي كان صاحب اليوميات والمخرج من انصارها,لذلك قلت انه زمن الكلمة الممانعة وليس زمن الرفاق لان زمن الرفاق بما هو زمن النضال والصمود في وجه النظام الطبقي مازال مستمرا ولم يعد من الماضي كما يحلم صاحب الفيلم وانت من ورائه,ان زمن الكلمة الممانعة وجهة نظر89 هي التي صارت زمنا ماضيا اما النضال بما هو شرط لازم لكل صراع فما زال مستمرا وربما اكثر وهجا والقا ويكفي ان تقرأ هسبريس عن مجموعة زهرة بودكور لتتأكد
المقال جيدا جدا
ولكن عندي ملاحظات
1المقال فيه نوع ما عدم الحيادوالكاتب مطلوب منه الحياد
تم ان الرفاق واليسار بشكل عام وان كانت لهم بعض المواقف الرائعة والجميلة الاان التاريخ سجل الناريخ التناقض الصاريخ بين الشعارات الى يندون بها والواقع الدى مارسوه وما تجربة دخول الاتحاد الاشتراكي فى الحكومة الاواقع ودليل على دلك
كان زمان يسار و يمين..أماالأن ينامون معا على فراش واحد ويحلمون نفس الحلم
و العنوان الذي ينبغي أن يكون هو :” اليسار واليمين ينامون معا على فراش واحد ويحلمون حلما واحدا”
هذا هو واقعهم الان أما صراعهم فهو صراع عاهرتين على زبون واحد أو عشيق واحد كل منهما تريده لنفسها..
بعد ان قرأت هذا المقال الذي حاول من خلاله الكاتب مقاربة احدى التجارب السينمائية الحديثة،رأيت ان اسجل بعض الملاحظات التالية:القول بان المخرج حاول ان يقول كل شيء في الشريط ودفعة واحدة،اراها ملاحظة ذكية وفي محلها وتنطبق على جل المخرجين المغاربة ان لم اقل كلهم،لانهم يحاولون طرح قضايا كثيرة في الشريط الواحد كما لو انه الشريط الاول والاخير اي بيضة الديك،ربما خوفا من عدم القدرة على تكرار التجربة بسبب كلفة الانتاج او فشل الشريط..الملاحظة الثانية تتعلق باستنتاجك من عبارة الرواية هي تاريخ النساء،صعوبة انجاز شريط سينمائي يرضي جميع الاطراف والحساسيات دون اشهار اجساد النساء…كما لو ان الكشف عن اجساد النساء وتصوير مشاهد ساخنة ضرورة لازمة للفيلم وضمانة لنجاحه، وهنا احيلك على السينما الايرانية وتجربتها الرائدة في هذا المجال،فقد حققت افلامها العديد من النجاحات والجوائز وفي ملتقيات ومهرجانات اقيمت في اوروبا وامريكا،دون الحاجة الى السقوط في المشاهد الاباحية واستغلال جسد المرأة…الملاحظة التالية هي كون جميع الافلام المغربية التي حاولت رصد وتوثيق مرحلة سنوات الرصاص ،اعتمدت على روايات ونصوص سردية لكتاب عاشوا تجربة الاعتفال واكتووا بنارها،واهم هذه الاعمال رواية كان واخواتها لعبد القادر الشاوي وللاشافية لادريس الركاب والعريس لصلاح الوديع…وغيرها من الكتابات التي تدخل ضمن ادب السجون…أخر ملاحظة ان معظم قيادات وزعامات اليسار في تلك المرحلة انتهى بهم المطاف برلمانيين وسفراء ورؤساء مجالس..بل منهم من غير الاتجاه من اقصى اليسار الى اقصى اليمين…
الفلم يا صديقي فلم ضعيف جدا… قصته كتبها مناضل يساري بين قوسين يشتغل بقسم الاستعلامات العامة بعمالة العرائش… ذو سوابق استخباراتية بجامعة فاس.. عضو بالكوركاس … معروف بعداوته للاسلاميين كان من الاولى ان يكتب عن نفسه ويسميها زمن النفاق
[للإشارة:لست منتميا لأي طرف]
أنظر ما يقوم به الرفاق من داخل المواقع الجامعية وإن كان لديك أيها الرفيق محمد بنعزيز بعدا نظريا منطقيا ستعرف حقيقة الأوغاد الذين يخربون أحلام الطلبة ويغيرون مجراها من طالب جاء لتحصيل العلم بحيوية ونشاط إلى طالب مهزوم خائب الآمال نتيجة المقاطعات و المواجهات التي يروح ضحاياها في الغالب من الذينٍ لاعلاقة لهم بالمشاكل و الصراعات.
وفي رأيك ما سبب نفور العديد من الحاصلين على شهادة البكلوريا من متابعة دراساتهم العليا بإحدى كليات الجامعة وكذلك الوضع بالنسبة لمن داق مرارة عام دراسي بالجامعة معضم أيامه عبارة عن مقاطعات ومشادات ومواجهات فتاكة أن يكمل دراسته في العم الموالي
هذه حقيقة القاعديين
ولا حول ولا قوة إلا بالله
تحية نضالية في اطار اطم , اريد ان اوضح بان توجه الفلم يسير والتوجه العام للدوله التي تراهن على تشويه صورة الاسلامين واضهار الجانب المضيئ في رفاق داك الزمان (مخزني هدا الزمان).
صورة الرفاق كما كانت بالامس وكما هي اليوم اناس لا يعرفون من العلم الا اسمه ومن النضال الا رسمه شوهوا النضال وحرفوا مسار اوطم ,اسعمروا الجامعة و منعوا الصلاة فيها
يبدو انك تحن الى زمن رفاقك الدين مارسوا الارهاب داخل الجامعة وجعلوها تحت القبضة الحديدية مند الستينات اى اواخر الثمنينات عنما تحررت من قبضتهم.كطالب عايشت فترة السبعينات والثمنينات قي فاس معقل العصابة القاعدية الارهابية.النضال الوحيد هو القمع لمخافيهم الراي.فعلا يناضلون في لك رمضان والفسق بالطالبات الجدد.ليس لديهم مبادئ.يقول احد اطلبة السنغاليون و اسمه ضيوف ويدرس الاقتصاد بفاس مايلي .ان اليساريون ليس لديهم مبدء فقط المال والبنات ويبيعون كل شئ وان المستقبل للاسلاميين في الجامعة.وصدقت فراسته
لم يبق هناك يسار… بعد أن يسرالله الأرزاق للرفاق.
أما عن تساءلك حول إحتلالك للمرتبة الأخيرة ؛فلانك تتكلف في الكتابة رغم أن أسلوبك جميل….فلاشيءأحسن من البساطة ودون محاولة الظهوربمظهرالمثقف الواعر …فهذا منفر… تحياتي
السينما هي مرأة الواقع، غير أن هذا الواقع يجب أن يكون موضوعي بما فيه الكفاية.
تقولون أن الفيلم قدم صور حقيقية للزمن الفائت، غير أن هذه الصور( بالنسبة للطالب الجامعي في عصرنا) تبقى كلها أحلام لم و لن يصدق أنها كانت ذات يوم.
الجامعة اليوم أصبحت ممر للوصول إلى الوظيفة بغض النظر عن دورها في تكوين الشخص في إطار النضج الذاتي أو الوعي السياسي، و خير دليل على ذلك نسب مشاركة الشباب الجامعي في الإنتخابات. في ظل هذا، أعتقد أن استرجاع الذاكرة الطلابية بل و التحيز إلى طرف دون الأخر، لن يحرك سوى الأقلام الممناعة، و الأحقاد القديمة ، في حين أن الوضع يتطلب ما هو أفضى من ذاك………..