سلوى بوزوبع.. امرأة جزارة تنازع الرجال بالسكاكين والسواطير

سلوى بوزوبع.. امرأة جزارة تنازع الرجال بالسكاكين والسواطير
الجمعة 7 مارس 2014 - 15:13

بإحدى دكاكين سوق البلدية بالدار البيضاء انبرت سلوى بوزوبع تحرك السكين بمهارة، وهي تمسك قبضته حذرا من أن يفلت من يدها، منهمكة في تقسيم اللحم إلى قطع مختلفة معدة للاستعمال على الطريقتين التقليدية والغربية استجابة للأذواق المختلفة لزبنائها.

وكما يبدو رئيس المطبخ في وقوفه منتشيا أمام أفران الطبخ، تغدو سلوى، التي غطت شعرها بمنديل أسود، في الحالة ذاتها، وهي واقفة وراء الطاولة الخشبية الخاصة بإعداد اللحم، مع انشغالها بصندوق المال، فيما مساعداها يقومان بأعمال أخرى كإعداد اللحم المفروم، وخلطه مع مختلف التوابل حسب ذوق الزبون.

وتعتبر سلوى، الأم لثلاثة أبناء، اثنين منهما يتابعان دراستهما بالتعليم العالي، والثالث بالسنة الأولى من الباكالوريا، وجها مألوفا بالسوق، التي يحج إليها يوميا المئات من البيضاويين، حيث اعتاد عدد كبير منهم ارتياد الدكان لتناول مختلف أصناف اللحم المشوي. فابتداء من الساعة التاسعة صباحا تبدأ هذه المرأة الجزارة عملها اليومي، وإلى غاية الساعة الرابعة مساء، لتخصص ما تبقى من يومها لأفراد أسرتها الصغيرة.

وتبوح سلوى، بنبرة تعكس طيبتها وشغفها بمهنتها، أنها أحبت هذه الحرفة “إلى حد الوله”، حتى أن السكين تكاد لا تفارق قبضتها، ليخطا معا سطورا مضيئة من سيرة هذه المرأة التي نجحت في إتقان مهنتها إلى حد منح دكانها شهرة كبيرة، فصار قبلة لا تخطئها العين لكل وافد على السوق.

في سن الحادية عشرة من عمرها، وحين كانت قريناتها يتسلين بالدمى وألعاب أخرى داخل الحي، كانت سلوى، كلما غادرت مدرستها الابتدائية، تزور والدها في دكانه لمساعدته، مما أتاح لها أن تتلقن أصول الحرفة في سن مبكرة.

وهكذا وعلى مدار ثلاثين سنة، اعتادت سلوى، منذ أن عجز والدها عن تسيير الدكان بسبت تقدمه في السن، على التوجه صباح كل يوم إلى مقر عملها، في كفاح يومي لإثبات جدارتها لتحمل هذه المسؤولية، و إيجاد موقع لها بين زملائها في الحرفة.

إلا أنه بالنسبة إليها، هي من اعتاد عليها جميع من بالسوق، وصارت وجها مألوفا لديهم، لم تكن مضطرة لخوض معركة ضروس من أجل الاستمرار، بل إن اندماجها في المكان كان أكثر يسرا، لتتقدم بخطوات ثابتة في مسارها المهني الذي اختارته طواعية، هي البنت الصغرى داخل الأسرة التي لم ترزق سوى ببنتين اثنتين.

وتمضي في بوحها قائلة إنها ” ليست مهنة خاصة بالرجال فقط، بل على العكس من ذلك، خاصة وأن النساء اقتحمن جل المجالات”، دون أن تفارقها ابتسامة أعادتها لذكريات بعيدة خلال أيامها الأولى على هذا الدرب، حين كان البعض يرمقها بنظرات تستغرب وجودها في هذا المكان.

وعندما حازت شهادة الباكالوريا، قررت عدم استكمال دراستها، فالأسرة لم يكن لها أبناء ذكور، لتتولى هي مساعدة والدها، وتتبث كفاءتها ومهارتها في كل التقنيات التي تخص هذه المهنة.

وأكدت، هي من ورثت سر أبيها المهني، أن “الجزارة مهنة شريفة”، قالت ذلك، وهي منهمكة في تقطيع اللحم، في حركات تظهر مهارتها وحنكتها، لتكسر تلك الرتابة مرة مرة بقيامها بشحذ شفرة السكين.

ولم تخف سلوى افتخارها بما أنجزته طيلة ثلاثة عقود من العمل، سواء بحفاظها على زبائنها، أو بحسها التجاري، الذي مكنها من اكتساب المزيد من الزبائن، من خلال تقديم بضاعة متنوعة تشمل مختلف أنواع اللحوم الحمراء، وإن كانت قد اشتهرت ببيع لحم الجمل.

وتشدد على أن “لحم الجمل من أفضل أنواع اللحوم الحمراء، ويتميز بلذته الكبيرة، خاصة إذا ما تم خلطه مع الثوم وبعض الأعشاب العطرية”، مؤكدة أنه يستهوي كثيرا زبناءها “الذين ما إن يتذوقوه حتى يسارعوا إلى طلب المزيد”.

وتقر أن نجاحها جاء بفضل جديتها والتضحيات التي قدمتها، دون أن تذخر جهدا لتحقيق هذا النجاح، وأيضا بفضل الدعم المتواصل من زوجها الذي يعمل أستاذا بالتعليم العمومي، والذي خفف عنها الكثير من الأعباء، خاصة في ما يتعلق بمتابعة الأبناء ومراقبة تحصيلهم الدراسي.

ورغم كل المشاق، تؤكد سلوى أنها لن تغير حرفتها مهما كان، إلى حد أنها لن تعترض إذا ما اختار أحد أبنائها الدرب نفسه، ليتسلم المشعل منها، لكن شرط أن يستكمل دراسته العليا.

* و.م.ع

‫تعليقات الزوار

10
  • Abou Saad
    السبت 8 مارس 2014 - 10:00

    نعم المراة المغربية . كان والدها جزارا معروفا في حي الاحباس متميزا بطربوشه التقليدي و بأخلاقه النبيلة.

  • سعيد
    السبت 8 مارس 2014 - 11:31

    هادشي مزيان ..ولاكن ماقلتولناش كيفاش تادير باش تشري لبهيمة !!!؟
    لجزارا تايكونو فسوق قبل لفجر وتايمشيو سواق أسبوعية خارج دار البيضاء بحال تيط مليل ..حد سوالم ..خميس لكارة ..خريبكة ..تنين هشتوكة ..سواق جديدة وخريبكة ..ولجزارة أغلبية تايمشيو فطونوبيل وحدة تايتفارضو فعجل واحدة وضاروري مايمشيو موانسين وخا كل واحد يشري بهيمتو راسو خوفا من شفارة حيت طريق سواق تاتكون واعرة ..تم أن لجزار خاصو يدهل رحبة فصيف فشتا فلبرد فرمضان فأي وقت باش يشري لبهيمة ..متاعب كبيرة وحتى الرجال تاتجيهم صعيبة بغينا نعرفو هاد سيدا كيفاش تادير وكيفاش كتصبر لهاد شي !!!!!

  • brahim
    السبت 8 مارس 2014 - 13:28

    المشكل هو طريقة بيع الكفتة يخلط بيديه وفي نفس الوقت يمسك أوراق الفلوس الوسخة
    وهدا غير صحي عليكم يا أصحاب دكاكين سوق البلدية بالدار البيضاء أن تغيرو هده
    الطريقة المنفرة

  • كلامي قاصح لكن صح
    السبت 8 مارس 2014 - 14:33

    هل هدا يعطيكم فخراا انها تحمل السكاكين.فيقو من النعاس.القراان كرم المراة.والرسول وصى على المراة.هدا هو اصل الشيء.اما امتهانها نهم صعية فهدع اهانة لها ليس فخرااا.تفتخر بالقاضية والوزيرة والدكتورة والمحامية مناصب يفتخر بها اما هده اليسيدة المحترمة فهي خرجت لهده المهنة قهرا وليس اختيارا. لو سالناها تاخديد مليون سنتيم وتقعدين معززة مكرمة في بيتك سوف تقول نعم.ادن لابد من الانتباه لحقوق الرجل والمراة في الشغل.والعاطل لابد من دفع الدولة مصاريف مثل اوروبا.وهدا مدون بالدستور.اقصد اوراق الدستور……………………..شكرا

  • خالد
    السبت 8 مارس 2014 - 14:48

    لانهابنت رجال وبطلة الله يقويها وانافخور بها وبكل امراة تكدح والحقيقية انازرت المغرب مرتين في حياتي وجدت شعب طيب كادح رياضي من الطراز الاول عاشة المغرب. وعاش الملك محمدالسادس وربي يوفق الجميع

  • Lila
    السبت 8 مارس 2014 - 19:20

    امرأة مناضلة لكن للأسف يقابل النضال في الكثير من الأحيان بالكثير من الكلام المنفر
    سادتي إن كان للنساء خيار حقا ما اخترن القعود في البيت كما تدعون "معززات مكرمات" كما يقال فالعز و الكرامة حقا في أن تكون المرأة فاعلة في مجتمعها لا تنتظر الصدقات و تأنف بنفسها أن تعول على أحد فمنذ قديم الزمان كانت للنساء حرف مختلفة يعلن بها أنفسهن من نسج و خياطة و طرز و ما كان متاحا لهن حينها و كن يترامين لتعلم هذه الحرف للشعور ببعض الإستقلالية التي يتقن إليها
    لا توجد مهنة شريفة يعاب شخص كيفما كان على ممارستها و قبل أن يحشر رجل نفسه في خصوصيات أي امرأة كيف تمارس مهنتها و لو عن طيب نية فإنه يجب أن يسأل نفسه قبلا هل يخالط في عمله النساء؟ ثم يتساءل كيف كانت الشفاء محتسبة عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما تحاسب التجار في الأسواق أمن وراء حجاب؟
    في اليابان و أوروبا الغربية مثلا قد تختار الفتاة (أو الفتى) أن تعمل في تنظيف الحي أو في إطفاء النيران عن حب و شغف لذلك يتقنون أعمالهم و يخدمون مجتمعهم, بينما في بلدنا ننتقي ما يجب أن نحترم و ما يجب أن نحتقر أو نحتقر كل شيء و هذا أمر يجب أن نراجع أنفسنا فيه

  • beldia
    السبت 8 مارس 2014 - 19:38

    كنت من أشد المعجبات بها و من زبائنها لولا أنها غشتنا في لحم الجمل
    جاء قريب لي من الصحراء و أراد شراء لحم جمل كي يطبخه ذهبت به عند سلوى، بعد ذلك قال لي أن ما أكلناه لحم بقر ليس إلا و لم يشأ أن يقول الأمر أمامها

  • الطنجاااوي
    السبت 8 مارس 2014 - 20:23

    كان من الممكن أن تكون طبيبة أو أستاذة، أو مهندسة…لكنها ولظروفها لم تكن.

    فأين هو الإنجاز…أين الفخر؟

  • omar
    الأحد 9 مارس 2014 - 12:29

    Au depart j'ai aimé sa personalité et je suis devenu parmi les fideles client mais au fil des jours j'ai constaté qu'elle a profité pour annaquer tout le monde

  • امراة
    الخميس 7 غشت 2014 - 10:11

    كيف استطعت تقوم بمهنة الجزارة راها قادة تكلف يشؤاء اببهيمة المراة قوية واذا دعت الضرورة اسيدي راها شرسة.

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 7

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس