قالت فاطمة الزهراء السويلمي، من مصلحة طب الأطفال والمستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، إن التتبع المنتظم للحمل ومراقبة الوضعية الصحية للأم والجنين تشكل عناصر أساسية لإنقاذ المواليد الجدد.
وأضافت السويلمي، أن إنقاذ المواليد الجدد يتم في الغالب عبر تدخلات بسيطة وعادية وذلك من خلال تتبع وضعية المرأة الحامل والمراقبة المستمرة لوضعها الصحي وكذا لصحة الجنين وللحمل بصفة عامة، مشيرة إلى أن هذه التدخلات تتضمن الفحص الطبي للأم واتخاذ مختلف التدابير والإجراءات الوقائية حتى تمر فترة الحمل في أحسن الظروف.
وأوضحت أن العديد من الأعراض المرضية يمكن اكتشافها لدى المرأة الحامل من خلال التتبع والمراقبة كفقر الدم والسكري وغيرها، مضيفة أن هذه الأمراض يمكنها إذا لم تتم معالجتها في وقتها أن تؤثر على صحة الجنين وتتسبب في أعراض خطيرة على صحة المواليد الجدد كالتشوهات والإعاقة وغيرها.
وأكدت أهمية إخضاع المرأة الحامل للمراقبة والتتبع والفحص الطبي من أجل تجاوز حالات الحمل التي قد تشكل خطورة سواء على الأم أو الجنين خاصة إذا ما اقترنت مع أمراض تعاني منها الأم كالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وفقر الدم وغيرها، مضيفة أن تتبع الحمل ووضع المرأة والجنين يجب أن يكون متواصلا ومكثفا.
وشددت على ضرورة أن تخضع المرأة الحامل ووضعها الصحي للمراقبة والتتبع من طرف أطباء مختصين، وذلك من أجل مراقبة تطور الحمل والجنين، وحتى تتم الولادة في ظروف ملائمة، مؤكدة أن لمرض السكري، الذي قد تكون المرأة الحامل مصابة به، تأثيرات كبيرة على صحة الجنين إذ يؤدي في الغالب إلى إصابة الرضيع بتشوهات على مستوى القلب والكلي وغيرها من المضاعفات الصحية التي قد تتسبب في الوفاة.
وأشارت إلى أن النساء المصابات بأمراض القلب بدورهن يكن عرضة لمخاطر صحية سواء بالنسبة لوضعهن الصحي أو على مستوى صحة الجنين كالولادة المبكرة وموت الرضيع وغيرها.
وبالنسبة للنساء الحوامل اللواتي لا يعانين من أي أعراض مرضية فإن التتبع العادي لحملهن ومراقبة وضع الجنين وصحته، خلال مختلف مراحل الحمل، كلها عوامل تجنب المضاعفات غير المرغوب فيها، كما يجب على المرأة الحامل أن تخضع لمواكبة طبية مستمرة مع تحديد فصيلة الدم وإجراء الفحوصات بالأشعة وذلك لتجنب كل المضاعفات المحتملة خلال فترة الحمل.
وأكدت أن الولادة يجب أن تتم تحت مراقبة طبية متكاملة، مشيرة إلى أن مجرد تدخلات بسيطة بإمكانها أن تنقذ الجنين وأن تحافظ على صحة الأم الحامل من خلال حركات أساسية كالنظافة (تنظيف الأم والرضيع) وضبط الحرارة بمكان الولادة وتحفيز عملية تنفس الرضيع بالإضافة إلى الرضاعة الطبيعية.
يشار إلى أن الحملة الوطنية للوقاية من مخاطر وفيات الرضع بالمغرب “لننقذ عشرة آلاف رضيع” التي تم إطلاقها بمبادرة من جمعية (سلاسل الحياة) تحت الرئاسة الشرفية للأميرة للا زينب، تستهدف تقليص مخاطر وفيات الرضع والأمهات بنسبة 75 في المائة من خلال الحلقات الأربع التي تركز عليها لتتم عملية الولادة بأقل المخاطر سواء بالنسبة للأمهات أو الأطفال حديثي الولادة.
