ناشطات يلامسن بفاس دور الحركات النسائية في مقاومة التطرف

ناشطات يلامسن بفاس دور الحركات النسائية في مقاومة التطرف
الجمعة 5 ماي 2017 - 19:30

على غرار السنوات الثماني الماضية، واصل مركز “إيزيس” للمرأة والتنمية بفاس مقاربة المواضيع التي تخص المرأة في المغرب والمتوسط وإفريقيا، حيث اختار خلال الدورة الحالية للمنتدى الدولي المنظم تحت الرعاية الملكية مناقشة دور الحركات النسوية في مواجهة التطرف، وذلك تحت شعار “أصوات نساء المتوسط وإفريقيا.. الحركات النسوية ومقاومة التطرف”.

فاطمة صديقي، رئيسة المركز، قالت، في كلمتها الافتتاحية، إن الهدف هو إشراك الباحثين والأكاديميين في النقاش العلمي الدائر حول التطرف ومحاربة التعصب وتعزيز مكانة النساء في المجتمعات.

وأضافت صديقي أن الملتقي الدولي يهدف بالإساس إلى جمع توليفة من خبراء إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا لمناقشة الموضوع باستفاضة، مشددة على أن الغاية هي محاربة العنف والتطرف المنتشرين بقوة في المنطقة.

واعتبرت رئيسة المركز أن أصوات النساء تتعالي في منطقة البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا ضد تصاعد العنف ضدهم “باسم الإسلام الذي يستعمل من لدن المتشددين للوصول إلى السلطة”، وأضافت أن “الخطابات النسوية الفاعلة تستنكر التطرف وتسعى إلى العدالة”.

هيلموت رايفلد، عن مؤسسة كونراد الألمانية، الشريكة في تنظيم الملتقى الدولي، شدد في كلمته على أن محاربة التطرف مهمة مشتركة بين النساء والرجال والإنسانية جمعاء.

وأكد المتحدث أن المؤسسة التي يمثلها تعمل على لمّ الأكاديميين للعمل على إصدار المنشورات التي تبرز أن هناك تقدما ملموسا، وأن كل مؤتمر سينظم يعتبر خطوة إلى الأمام، منوها بالملتقى الدولي الذي تحتضنه مدينة فاس من طيلة ثلاثة أيام.

وبدوره، نوه عبد الإله بنمليح، عميد كلية الآداب ظهر المهراز بفاس، بتنظيم المنتدى، مشددا على أنه فرصة للنساء من أجل إسماع أصواتهن، منوها بما وصفه الاختيار الموفق للموضوع والشعار، وهو التنويه ذاته الذي رددته إليسا ديكر من جامعة بنسلفانيا الأمريكية، حيث شددت على أن الجميع مطالب بالمساهمة في هذا العمل، معتبرة أن المرحلة عصيبة وتحتاج إلى فهم دقيق للتحديات المطروحة.

العلوي: ملكنا نجم في إفريقيا

أسية بنصالح العلوي، السفيرة العامة للملك محمد السادس، أكدت، خلال مداخلتها التي اختارت لها عنوان “مكافحة المرأة للتطرف، من المقاومة إلى العمل الجريء”، أن ظهور داعش قد أساء إلى صورة الإسلام وأسهم في تقوية العنف متعدد الأوجه.

واعتبرت الدبلوماسية المغربية أن “ما يقع الآن هو تقويض لحياة النساء عن طريق غسل أدمغتهن من لدن تكفيريين، ودعم للـ”بروباغندا” لجعلهن عبيدا عن طريق تغيير منحى حياتهن”.

وشددت أسية العلوي على المملكة المغربية تواجه الإرهاب والتطرف عن طريق تفعيل سياسة أمنية بإستراتيجية طويلة المدى، مشددة على أن المغرب يقوم بإصلاحات موازية لذلك.

وأوردت السفيرة أن المغرب يحاول تطوير الإسلام المعتدل البعيد عن الانزلاقات الفكرية عن طريق تطوير فكر نقدي يسائل المفاهيم، واسترسلت: “المغرب يشاطر خبراته مع الجميع، ومؤسسة محمد السادس قامت وما زالت تواصل تأطير الأئمة والقيمين الدينيين داخل المغرب وخارج”.

العلوي، أوردت، في سياق إبرازها للنموذج المغربي، أن للمغرب قيادة دينية، لافتة إلى أن الملك محمدا السادس يستقبل كنجم في إفريقيا، “لأننا نقدم إسلاما معتدلا مقرونا بالتطور الاقتصادي والاجتماعي”.

وأكدت المتحدثة على ضرورة التكوين والتوعية وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الإسلام، منتقدة “توجه البعض للإشادة بالإرهاب، وهذا أمر مشين، لذلك نشدد على أهمية دعم الفعل التربوي لأن التربية مهمة، إضافة إلى الجانب الاقتصادي”، داعية إلى التركيز على تعزيز المعرفة القانونية للنساء لمعرفة الحقوق والواجبات، و”أن ينتقلن من منطق الضحية إلى الريادة”.

الفهري: علاج الجهل والتجهيل

المحاضرة الافتتاحية للملتقى الدولي، ألقاها إدريس الفاسي الفهري، أستاذ ودكتور وإمام بجامعة القرويين بفاس، والتي أكد من خلالها أن “مجموعة من الفظاعات والجرائم ترتكب باسم الدين، وهذا راجع إلى الجهل عبر تقديم معلومات مغلوطة وتحريف الدين عن عمد مفاهيم الدين لاستغلاله لغرض أو آخر”.

وشدد الفهري، في محاضرته التي اختار لها عنوان “ضرورة استحضار مقام المقال الديني عند التلقي والإلقاء” والتي أدراها الدكتور موحى الناجي، رئيس المعهد الدولي للغات والثقافات، على أن “العلاج الوحيد للجهل والتجهيل هو العلم والتعليم”، لافتا إلى أن العلم والتعليم الديني له مجموعة من الأسس التي يقوم عليها، فيها اختصاصات علمية متعددة، ولكن وقع عن عمد قطع صلة الناس وحتى المتعلمين بالأصول العلمية التي تأسست عبر قرون متعددة”.

وأضاف: “ربما نجد السلفيين مع الجهة المخالفة الذين يسمون أنفسهم العلمانيين المناهضين للدين، والذين يأمرون بتجاوزه، معا يتفقان في أمر هو قطع الصلة بالموروث الديني، حيث يبدو للناس من الخارج أن هذه الدعوات هي دعوات تتأسس على العلم الديني في حين أنها تتأسس على الجهل الديني، حيث تدعو لترك كل الموروث العلمي والعودة إلى الأصل الأول”.

وبخصوص التلقي والإلقاء، كشف الإمام بجامعة القرويين أن هناك أخطاء وأخطارا توجد عند التلقي، “هناك من لا يملك الأسس التي يتلقى على أساسها الخطاب الديني ويقع الأمر كذلك عند الإلقاء حيث يلقي بطريقة تسبب مجموعة من الإشكالات، وهذا الكلام يتشكل من محور التلقي الذي هو النظر في ألفاظ النصوص مع استحضار سياقاتها، ومحور الإلقاء الذي هو النظر في معاني النصوص مع استحضار المشترك الديني والإنساني”.

وأكد الفاسي الفهري أن بعض الناس يأخذون بعض آيات الجهاد ويعرضونها على أساس أنها هي الأصل في الإسلام، ولكن من دون أن ينظروا في سياقها التاريخي، مشددا على أنه لا يمكن فهم النصوص بغض النظر عن المعارف والتقاليد والحضارات التي صدرت في نطاقها.

واعتبر الإمام بجامعة القرويين بفاس أنه من الضروري الحديث للناس بما تحتمله عقولهم، و”أن لا تحدثهم بالأمور التي هي بخلاف ما يحتمله فكره وعقله، ويصعب عليه فهمها واستيعابها”.

وختم الفهري حديثه بالتأكيد على ضرورة التعايش في حب وسلم مع أهل الديانات الأخرى وقال: “هناك أمور كثيرة مشتركة بين أهل الديانات السماوية، لماذا لا نتعايش على أساسها، ولا نتحاب ولا نتواد ولا نتعاون على أساسها، وأن نتكلم فقط عن الأمور الني نختلف فيها”.

ويتواصل الملتقي الدولي على مدى ثلاثة أيام بتنظيم عشر جلسات يؤطرها باحثون وأكاديميون من دول إفريقيا وأمريكا والمنطقة المغاربية وأوروبا، بمحاور مختلفة، على أن يتم تخصيص اليوم الأخير لعرض التوصيات الختامية.

‫تعليقات الزوار

6
  • ادام
    الجمعة 5 ماي 2017 - 20:07

    الدين لله والوطن للجميع،ولا احد له الحق في التحدث باسم الدين، فعلاقة الإنسان بربه علاقة خاصة ولا يمكن الادعاء المعرفة واحتكار الحقيقة، وبالمقابل فكل تطرف يفرز تطرفا مضادا،

  • الحسين
    الجمعة 5 ماي 2017 - 20:10

    تتكلمون عن التطرف الديني ولماذا لا تتكلمون عن التطرف العلماني الاستئصالي الذي يريد ان يمحو كل ماله علاقة بالاسلام وكل مظاهر التدين عند المغاربة من الحشمة والحياء والاخلاق العامة لماذا لم نسمع يوما من الايام ان هناك مؤتمرا لمحاربة التطرف العلماني الحاقد .فالتطرف العلماني هو الذي يغذي التطرف الديني.

  • سلوى
    الجمعة 5 ماي 2017 - 20:13

    لقد قال السيد بوتن في تجمع الدول العشرين وعلى الملأ إن داعيش تتبناها 21دولة ومنها من هي كانت حاضرة في الإجتماع لهذا لا داعي لتمويه الأنظار على مصدر التطرف

  • abdelghani
    الجمعة 5 ماي 2017 - 20:16

    التطرف هو الغلو في الدين كأن يصوم الشخص الدهر أو يصلي الصلوات المكتوبة أكثر مما فرض الله تعالى ؛ أو أن يغتسل بالماء البارد وقت البرد ؛ أما الإسلام المعتدل فهو ما أمر به الله تعالى في كتابه الحكيم أو على سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ؛ وغير هذا ليس إسلاما معتدلا ؛ وإن المتطرفون الحقيقيون هم من يريدون تحريف تعاليم ديننا الحنيف وتغيير ما جاءت به النصوص ـ السنة والكتاب ـ ؛ ولكن بحمد الله سيتآمرون ويكيدون وفي نهاية المطاف ستجد الإسلام الصحيح سيعلو لأنه من أمر الله تعالى ونوره المبين

  • Mustapha
    الجمعة 5 ماي 2017 - 23:15

    الحركات النسائية يقاومن التطرف!!! ولا يستطعن مقاومة مغتصبي أطفالهن في مراكش. كين شي تطرف اكثر من هذا ………….

  • fassi
    الجمعة 5 ماي 2017 - 23:38

    هاته الجمعيات تستمد قوتها ودعمها من الخارج الذي لم يستطع محو هويتنا الدينية الاصيلة وارتباطنا بالقرآن الكريم الذي هو سراج قلوبنا. واقول لصاحب التعليق 2ان يصحح ما قال فكل شيء لله الواحد الاحد خالق السماوات والارض ،اننا نفتخر ةنعتز بديننا الاسلامي فالاسلام باق الي ان يرث الارض ومن عليها كمايفول تعالى في كتابه العزيز انا أنزلنا الذكر وانا له لحافظون ويقول كذلك تريدون تطفي نورالله والله متم نوره ولو كره الكافرون،افعلوا الخير وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 1

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس