نعيمة بونعمان .. أول امرأة تكسر "ذكورية" قيادة التاكسيات بأكادير

نعيمة بونعمان .. أول امرأة تكسر "ذكورية" قيادة التاكسيات بأكادير
الأحد 19 نونبر 2017 - 19:00

منذ أزيد من ثلاث سنوات، اختارت نعيمة بونعمان اقتحام إحدى القطاعات التي كانت إلى الأمس القريب حِكرا على الرجال، فأهلتها كفاءتها وجرأتها وعزيمتها القوية إلى التقدم لاجتياز اختبار نيل رخصة الثقة لسياقة سيارة الأجرة الصغيرة بعاصمة الانبعاث، فكانت أول امرأة في سوس تلج هذا العالم “الذكوري”، وإن سبقتها تجربة أخرى في ضواحي إقليم تارودانت، لكن في سياقة سيارة الأجرة الكبيرة.

هي سائقة تاكسي صغير بأكادير، وقبل ذلك فهي زوجة وأم لثلاثة أبناء، أفلحت في التوفيق بين متطلّبات الحياة الزوجية والأسرية، وما تتطلبها من رعاية يومية، وبين عملها اليومي بين أحياء وأزقة المدينة، الذي تشرع فيه منذ الساعة الثامنة من صباح كلّ يوم إلى غاية الربعة بعد الزوال، ليُتم زوجها المهمة.

نقاش مستفيض وسط أسرتها الصغيرة سبق ولوج نعيمة إلى قطاع سيارات الأجرة، كسائقة مهنية، لكن موافقة وتشجيع زوجها، المشتغل في المجال ذاته، كانت دفعة قوية، وعاملا مساعدا ومحفّزا في عدم تردّد السيدة في خوض هذه التجربة، رغم ما يُشاع عن القطاع من تفشي سلوكات وممارسات تستهدف السائقين الذكور، أبرزها السطو على ممتلكاتهم والاعتداءات اللفظية والجسدية وغيرها.

نعيمة بونعمان تحكي لهسبريس أنها استطاعت أن تفرق بين عملها المنزلي كربّة بيت، وبين عملها كسائقة سيارة أجرة من الصنف الصغير، وقالت في هذا الصدد: “أستهل اليوم بإعداد كل متطلبات زوجي وأولادي، مأكلا وملبسا، ولا أغادر البيت إلا بعد توديعهم إلى مدارسهم”، لتبدأ مرحلة العمل اليومي في “التاكسي”، على أمل العودة منتصف النهار لتهييء وجبة الغداء قبل استئناف عملها للفترة الزوالية.

هي المرأة الوحيدة وسط آلاف الأشخاص المشتغلين كسائقي سيارات الأجرة بصنفيها في مدينة أكادير، وكثيرا ما تسمع عن تعرض هذا السائق أو ذاك لاعتداء من طرف جانحين، أو سطو على المردود المالي لعملهم اليومي، وكل ذلك تعيه نعيمة بشكل جيد، بل وتستحضره أثناء كل عملية توقف بعد إشارة من زبون أو زبونة؛ حيث أوردت في حديثها لهسبريس أن “اختيار الزبناء، ذكورا وإناثا، تتم بعناية فائقة، وكل شكوك تنتابني تجعلني أنأى عن التوقف، أو أغير المسار”.

مواقف طريفة صادفتها نعيمة خلال سياقتها للتاكسي الصغير، أرجعتها إلى عدم تعود المواطن الأكاديري وحتى الزوار على مظهر الأنثى المشتغلة في أسطول سيارات الأجرة بالمدينة. وتحكي هنا أنه غالبا ما لا يعير الزبون الانتباه لجنس السائق، فتكون العبارة السائدة ذكورية بامتياز عند طلب النقل نحو وجهة رحلته، “عفاك أسيدي دِّينِي لـبلاصة الفلانية…”، مباشرة بعد أن تحط أرجلهم بالتاكسي، وعند اكتشافهم أن السائقة أنثى، يطلبون الاعتذار بالقول “سمحي ليا تانسحاب واش تاكسي”، وتتدخل لإقناعهم بأن العربة فعلا سيارة أجرة.

تواجدها اليومي وسط أحياء وأزقة أكادير، كسائقة تاكسي صغير، استطاعت بفعله نعيمة تجاوز كثير من العقبات التي واجهتها في بداية مشوارها العملي بالميدان، أولها نظرة المجتمع إليها كسائقة اقتحمت هذا العالم الذكوري، فتروي نعيمة في هذا الصدد أن “المرأة ولجت عالم الشغل في ميادين كثيرة، كما نالت مناصب عليا، واستطاعت منافسة الرجل فيها وفرض نفسها، لكن قطاع سيارات الأجرة، وظروف عمل السائق، فهو تجربة جديدة يصعب اقتحامها من طرف المرأة”.

وزادت نعيمة متحدّثة عن تجربتها: “اكتسبت عينة مهمة من الزبناء، لاسيما النساء اللواتي يطلبْن خدماتي في كل رحلاتهن وسط المدينة، ومردّ ذلك يكمن في الثقة المتبادلة منذ الوهلة الأولى في اكتشافهن لسائقة التاكسي، فضلا عن كونهن يتفادين العديد من الممارسات والمضايقات التي قد يتعرضن لها”، معتبرة أن سيادة جوّ الاطمئنان يُساعد على طلب خدماتها، كما يُعبّر كل الزبناء الذين تصادفهم عن تقديرهم لشخصها، وتشجيعاتهم لها، بل يطالبون بتعزيز هذه التجربة بعناصر نسوية أخرى.

حسن اليوسفي، سائق مهني أحد جيران نعيمة بونعمان، اعتبر في تصريح لهسبريس أن المرأة اقتحمت عموما عدة مجالات كانت حكرا على الرجال. أما بخصوص نعيمة، فقال: “هي متمكنة من السياقة، وذات تجربة عالية وكفاءة، وعملها وسط القطاع يشرّف المهنيين لما أبانت عنه من حنكة عالية، مضيفا: “نستحسن ولوج النسوة إلى قطاع سيارات الأجرة، من طينة نعيمة، بدلا من بعض الشباب المتهورين الذين يُسيئون في كثير من الأحيان للقطاع برمته”.

وقدم المتحدّث شهادة نقلها عن عدد من زبنائه مفادها أن “خدمات السيدة نعيمة تلقى إقبالا كبيرا، نظرا لجدّيتها في العمل، وتفانيها في أداء واجبها تجاه الزبناء”، مرحّبا بتعزيز فئة السائقين المهنيين في قطاع سيارات الأجرة بالعنصر النسوي الكفؤ، القادر على تحمّل أعباء المهنة، والمساهمة في الرقي بالخدمة، بعد أن أعطت السائقة نعيمة بونعمان النموذج الأمثل في هذا الصدد.

‫تعليقات الزوار

21
  • Agadiri
    الأحد 19 نونبر 2017 - 20:09

    انا من ساكنة اكادير فايت ركبت مع هاد السيدة.والله العظيم الله يعمرها دار.ضحوكية وداؤما مبتسمة.حسن الف درجة من شي كمامر ديال الرجال.الله يوفقها ويبعد من طريقها وجوه الشر.

  • moha
    الأحد 19 نونبر 2017 - 20:11

    bravo et bravo. taxi nr 745 a Agadir. C´est Allah qui a prescrit tout et c est lui qui a voulu que tu conduises un taxi. Al Hamdoul illah

  • يوسف
    الأحد 19 نونبر 2017 - 20:15

    هد العياﻻت غير تيديرو شي حاجة بسيطة . تينوضو يديرو هيﻻلة. بغيت غير شي نهار نشوف شي مرأة واقفة في الحزام الامني مطاكية الاعداء . وصابرة للحرارة والعطش وقلة الأكل. وﻻ شي مرأة تضرب البالة وتتخلط الكياس ديال الضالة.هديك الساعة عاد نعرفوكم اختارقتو مهن حكرا على الرجل . وانتما غير حاجة خاوية تترضها فتح مبين . وليني وقتكم اعطاتكم بصحتكم وبراحتكم

  • Abdelghani
    الأحد 19 نونبر 2017 - 20:18

    هذه هي المرأة التي طبقت المثل القائل ( عوض لعن الظلام اشعل شمعة )
    تحية تقدير و احترام لها

  • حميد
    الأحد 19 نونبر 2017 - 20:19

    لقد سبقتها امرأة بمدينة تيفلت تقود سيارة اجرة صغيرة رقم 47
    وبالقنيطرة المغربية هناك امرأة تقود حافلة رقم 5 منذ سنة 1988

  • مواطن2
    الأحد 19 نونبر 2017 - 20:36

    قد يكون الخير في = السائقات = ويرتاح المواطنون من بشط سائقي الطاكسي…..اتمنى ان تكون هاته السيدة قدوة يقتدى بها المئات من الفتيات او النساء……لقد انعدم الخير تماما في الشريحة التي تسمى = سائقي الطاكسي = والتعاليق السابقة لمقالات نشرت كافية ليدركوا ان المواطنين اصدروا حكمهم عليهم …..انهم من شر ما خلق الله.

  • abdo soussi
    الأحد 19 نونبر 2017 - 20:49

    هد العياﻻت غير تيديرو شي حاجة بسيطة…
    البسيط هو من لا يعرف دور المرأة في المجتمع.
    الرجل جندي يحمي الحدود والمرأة جندية تحمي الابناء في تربيتهم وتعليمهم ونفتخر بها يا أخي يوسف صاحب التعليق رقم 3

  • أيمن
    الأحد 19 نونبر 2017 - 20:53

    أتمنى أن تعمم هذه الفكرة وتصبح النساء أكثر من الرجال في سياقة الطاكسيات .لأنهم بسبب وجيه أكثر نضافة وأناقة و أحسن تعامل من الساءقين الحاليين .
    ويمكن أن تكون أيضا أكتر صبرا من كثير من اارجال.

  • abdel
    الأحد 19 نونبر 2017 - 20:57

    من قبيلتي
    هنيأ لنا بالمرأة المغربية اللتي تتخطى الصعاب. فقط وأنا غادرت المنطقةمنذ 30 سنة ، هل هذا الإسم ينتمي إلى قبيلة بونعمان ، ضواحي تزنيت ؟

  • هشام
    الأحد 19 نونبر 2017 - 21:19

    تحية طيبة للسيدة التي تسوق سيارة أجرة صغيرة…أبناءك محظوظين لديهم أم تربيهم بالفعل على أن العمل عبادة…

  • ابن المغرب
    الأحد 19 نونبر 2017 - 21:21

    من الواضح أن في هذا العمل خطرا على المرأة خاصة في هذا الوقت الذي كثر فيه المفسدون. حفظ الله أعراض المسلمات.

  • Nasro
    الأحد 19 نونبر 2017 - 21:25

    اعرف هده السيدة جورتني في ايام الدراسة بالفضية وهي جارتي في الحي اللذي يقطن والديها احسن بكثير من رجال اليوم لا يريد ان يفعل اي شئ سوى التبركيك فراس الدرب

  • عابر سبيل
    الأحد 19 نونبر 2017 - 21:36

    نستحسن مثل هذه المبادرات القيمة بالنسبة للنساء إلا أن الأمر أكبر مما يتصوره بعض المواطنين، لأن سياقة سيارة الأجرة مهنة صعبة بالنسبة للمرأة لانها تتطلب مجهودا بدنيا ودهنيا كبيرا خاصة في مثل مدينة أكادير حيث الزحام والطرقات المتهالكة وساعات العمل ناهيك عن مايمكن أن تتعرض له المرأة من التحرش من بعض الزبناء عديمي الأخلاق و وو..كما ننوه بدور الرجل سائق التاكسي لدوره في خدمة المواطن رغم الظروف غير الملائمة وغياب التغطية الصحية والحقوق المهضومة لأصحاب هدا القطاع فهم شريحة عريضة في مجتمعنا لايستهان بها رغم كل مايقال (الله احسن العنوان )وشكرا

  • Samya
    الأحد 19 نونبر 2017 - 22:19

    وفق الله السيدة نعيمة.اتمني ان لا تلبس الحلي نهائيا اتناء العمل.وان تاخد قسطا من الراحة بعد كل ساعتين.السياقة صعبة.والخطورة موجودة في هدا البلد السعيد.صراحة اشفقت علي كترة مسؤوليات هده السيدة.البيت الشارع. …اعانها الله. المغربيات هدا هو حالهن…يتحملن فوق الطاقة ..ولسنا محظوظات متل الشرقيات اللواتي يعتنين بأنفسهن طول النهار.كلا أو زهرو.

  • احبك وطني
    الأحد 19 نونبر 2017 - 23:21

    والله بادرة ممتازة لعلها تقضي على سائقي طاكسيات من الذكور الذين افسدوا هذا القطاع في المغرب كله بلباسهم الوسخ وكلامهم الساقط مع الزبناء او في مشاجراتهم في الطريق وبتدخينهم داخل الطاكسي دون احترام للزبون . اثمن شخصيا هذه المبادرة بنون النسوة واتمنى ان تعمم على باقي المدن . على الاقل عندما نركب طاكسي تسوقه امراة لن نسمع الفاظا نابية ولا سيجارة تدخن ولا موسيقى ساقطة ، وسنستنشق عطورا نسوية طيبة مع احترام متبادل وخدمة مريحة
    بالتوفيق واين انتن يا نساء من فضلكن اقتحمن هذا الميدان ننتظر التغيير

  • سارة الريفي
    الأحد 19 نونبر 2017 - 23:38

    تبارك الله عليك اختي.هذه هي المراة المغربية الحرة.بمقام الاف اشباه الرجال الكسالى والمتواكلين على اباءهم او الكريساج. برافووووو عليك.صراحة انا لا اقدر على سياقة طاكسي. فكلها مخاطر.حفظك الله اختي وحماك.نصيحتي لك ان تضيفي حاجزا واقيا وراءك يفصل تماما بينك وبين الزبناء وراءك.مثل المعمول به في سيارات الاجرة في امريكا نظرا لكثرة المجرمين هذا لن يكلفك كثيرا فقط لو لم يكن مسموحا به.وان لا تخرجي للاحياء الخالية والبعيدة حتى ولو كان الزبون امراة.حفظك الله ورعاك. وكل الشكر لهسبريس

  • Amazighi
    الإثنين 20 نونبر 2017 - 03:07

    الامية تقتل النساء.يعتقدن ان السياقة اسهل المهن..السياقة من اصعب المهن غلى وجه الارض و سيكتشفن ذالك بعد الوقت..امريكا و اووبا فتحتا فرصة للنساء بقيادة الطاكسي و تم استقبالهن لعملهن الجديد بحفاوة و شجاعة و احترام..ولكن لم يبقين شهرا في الخذمة و هربا و لم يسمع عنهن منذ ذالك الحين…سوء تجربة العمل الميداني العمومي يغرق الانسان في دوامة التناقض و ضياع الوقت

  • زندباد
    الإثنين 20 نونبر 2017 - 05:38

    هل تعلم يا أبو سريع أن المرأة تستطيع قيادة الطاكسي؟
    له يا زلمة! قيادة ؟ و تاكسي كمان ؟
    اي أكيد و أحلى سواقة كمان! من الحمارة للطيارة يابو سريع
    منيح لكان.. ما في أحلى من الطيز السواقي.. ما حلاها أيام
    je voudrai etre un fauteuil
    هههههه

  • Nada
    الإثنين 20 نونبر 2017 - 08:34

    أعتقد أن خروج المراة للعمل سببه الرجل لا أتكلم عن المراة دات المناصب العليا بل أتكلم عن النساء دات العمل المتعب البسيط الذي لا يلبي حاجياتها بل حاجيات الزوج الضعيف الذي لا يريد أن يعمل

  • مراد
    الإثنين 20 نونبر 2017 - 11:56

    نصيحة هده المراة وجميع الساءقين أن يعمل كميرا مخفية وجبيس لان بعض سراق نغينها باردة

  • مغربي وافتخر
    الثلاثاء 21 نونبر 2017 - 14:32

    هده هي اسباب كثرة بطالة بين صفوف رجال مراة تخرج تخدم او راجل ميلقا فين يخدم هد هو سبب ليخلي راجل يمشي يg ريسي لاحول ولاقوة الابالله

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 9

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير