المغرب: خيبة أمل نسائية من "الذكورية الانتخابية"

المغرب: خيبة أمل نسائية من "الذكورية الانتخابية"
الأربعاء 23 نونبر 2011 - 18:52

يبدي المجتمع السياسي النسائي والفعاليات المهتمة بحقوق المرأة خيبة أمل إزاء الحصص التي خصصتها الأحزاب المغربية لمناضلاتها في قوائم الترشيح للانتخابات البرلمانية المقررة في 25 نوفمبر الجاري.

ويعتبر العديد من الناشطات السياسيات في المملكة، من مختلف التيارات، أن هذه “الذكورية الانتخابية” تعكس استمرار هيمنة الثقافة التقليدية داخل المشهد الحزبي وتشكل عرقلة أمام مسار التمكين السياسي للمرأة في الشأن العام، خصوصا على ضوء الدستور الجديد الذي يكرس المساواة في الحقوق المدنية والسياسية بين الجنسين.

وأمام ضعف الهوامش المتاحة للناشطات السياسيات في خوض غمار الانتخابات التشريعية على مستوى الدوائر المحلية، تبقى “القائمة الوطنية”، الآلية التي نص عليها القانون الانتخابي والتي ترصد ستين مقعدا في البرلمان المغربي للنساء، المنفذ الرئيس لتحقيق التمثيلية البرلمانية للمرأة.

وبينما رفع القانون المذكور الحصة المتاحة للمرأة على صعيد هذه القائمة المركزية (90 مقعدا) من ثلاثين إلى ستين مقعدا، بالإضافة إلى ثلاثين مقعدا مخصصة للشباب دون سن الأربعين، فإن الأحزاب السياسية أبدت معظمها تقاعسا عن تقديم عدد معتبر من المرشحات للاقتراع المقبل على مستوى الدوائر المحلية، الأمر الذي يعاكس توجهات الحركة النسائية المطالبة بالانتقال نحو تفعيل مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء في المؤسسة التشريعية، وفقا لما ينص عليه الدستور المغربي.

وبحسب أرقام وزارة الداخلية المغربية فإن عدد القوائم المقدمة برسم الدوائر الانتخابية المحلية بلغ ما مجموعه 1521 قائمة، في حين شكل الذكور 1464 وكيل قائمة، بنسبة 96.25 في المائة، في حين تقود النساء 57 لائحة محلّية فقط أي بنسبة لا تتجاوز 3.75 في المائة.

وكانت التنسيقية الوطنية النسائية قد انتقدت ما اعتبرته “توافقات بين وزارة الداخلية والأحزاب حول تمثيلية النساء في مجلس النواب” مطالبة بتخصيص قائمة وطنية للنساء مكونة من 90 مقعدا فضلا عن رصد 20 في المائة من قوائم المحلية للنساء (على رأس القائمة) وذلك في اتجاه بلوغ نسبة ثلث مقاعد البرلمان المقبل كمحطة تدريجية للوصول إلى مبدأ المناصفة.

وانتقدت غزلان بنعاشر، الناشطة بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وواحدة من النساء القليلات اللواتي ترشحن على رأس القوائم المحلية، سلوك الأحزاب المغربية بصفة عامة من حيث عدم إعطاء المرأة الإمكانيات الضرورية لتوسيع تمثيليتهن في المؤسسات الأمر الذي يضاف إلى الأوضاع الاجتماعية والذهنيات الثقافية التي لا تسمح للمرأة بخوض غمار الحملة الانتخابية على مستوى الدوائر المحلية.

وقالت بنعاشر، وهي أيضا منسقة جمعية “جسور، ملتقى النساء المغربيات” في تصريح لـCNN بالعربية إن “الوضع الحالي يبين أن التطلعات النسائية إلى المناصفة، التي كرسها الدستور وزكتها الشعارات المعلنة للأحزاب مازالت بعيدة عن التحقق ميدانيا.”

وأوضحت أن الحركة النسائية كانت تنتظر تخصيص القائمة الوطنية بالكامل للمرأة في حين تم رصد ثلاثين منها للشباب مشيرة إلى أن المعركة النضالية للنساء مازالت مفتوحة خصوصا أن المراتب التي أدرجت فيها النساء على مستوى القوائم المحلية لا تسمح لهن بولوج المؤسسة التشريعية.

ولا يختلف التشخيص كثيرا لدى رئيسة القطاع النسائي لحزب العدالة والتنمية (إسلامي معتدل) بسيمة حقاوي التي ترى أن تنزيل الدستور فيما يتعلق بضمان تكافؤ الفرص والمناصفة في الترشيحات لم يكن ممكنا لأن المغرب بصدد تنظيم انتخابات سابقة لأوانها تأتي بعيد إصدار الدستور كما أن شروط التنزيل غير متوفرة من حيث جاهزية الأحزاب.

وذكرت حقاوي أنه تم الاتفاق على استمرار العمل بالقائمة الوطنية للنساء كآلية مرحلية لممارسة الميز الإيجابي ورفع نسبة الحضور النسائي من ثلاثين إلى ستين مقعدا وهو ما يشكل خطوة متقدمة، لكن ما يحز في النفس، حسب الناشطة السياسية في تصريحها للموقع، هو أن هذه القائمة بقدر ما تعد ضمانة للتمكين السياسي للمرأة بقدر ما أصبحت ذريعة لإقصاء النساء من الترشيح على مستوى الدوائر المحلية.

واعتبرت الناشطة السياسية أن الأحزاب التي انخرطت في حملتها الانتخابية للاقتراع البرلماني لم تكن عموما في مستوى اللحظة مبرزة أهمية العامل الثقافي المتمثل في عدم ثقة الأحزاب في إقدام المواطنين على التصويت لفائدة النساء مما يفرض مواصلة النضالات النسائية داخل المشهد الحزبي في اتجاه التفعيل العملي لحقوق المرأة في المشاركة السياسية على مختلف الواجهات.

‫تعليقات الزوار

9
  • mohamed
    الأربعاء 23 نونبر 2011 - 20:15

    نعم خلينا نجرب حكم النساء كلنا نساء وكلنا ذكور اما الرجال ماتوا منذ زمان رحمة الله عليهم نعم نجرب النساء ونخللي الذكور في البيت إقشروا بطاطا والبصلة علاش لا

  • abidou
    الأربعاء 23 نونبر 2011 - 22:28

    دير للمرأة خاطرها وما دير برأيها هذا هو المثل المغربي الذي لازال الرجال يحتفظون به لو فقدوه فقدوا رجولتهم

  • ليلى
    الأربعاء 23 نونبر 2011 - 23:34

    اني استغرب من شعارات الاحزاب التي تصر على مبدا مساواة الرجل بالمراة ولكننا نجدها لا تمنح التزكية للنساء ليكن وكيلات اللوائح محليا الا نادرا وهدا هو الحيف بعينه وليتاكد السادة امناء الاحزاب بان الشعب المغربي اصبح يؤمن بكفاءة المراة ونزاهتها وتفانيها في العمل لاترتشي ولا تتنازل عن مبادئها ولو حدفت اللائحة الوطنية ومنحت مناصب جديدة للمراة في جهتها لكان افضل لان هده الاخيرة لا تفرز لنا النساء اللواتي يجب ان يمثلننا فعلا فهناك من يندسن في اللائحة ويكون تموقعها بحسب درجة قرابتها من المركزية الحزبية (زوجة صديقة قريبة الخ) على حساب المناضلات الفعليات وهدا هو الحبف بعينه فندائي هو اعادة النظرفي طريقة الاقتراع لضمان حق المراة فعليا.

  • samir
    الخميس 24 نونبر 2011 - 11:06

    MERCI MONSIEUR MOHAMED ….N1….TU AS TOTALEMENT RAISON
    ON ATTENDENT QUELQUE CHOSE DU CIELE
    LA FEILLE D'AUJOURD'HUI EST UN GARCON EN REALITE ..DONC ON ATTEND LA FEILLE BOUGER
    POUR FAIRE QUELQUE CHOSE
    IL RESTE MAINTENANT L'INITIATIEF DE LA FEILLE
    CI A VOUS DE LE FAIRE LA FEILLE

  • امرءة مغربية
    الخميس 24 نونبر 2011 - 11:50

    كلما تتقدم الشعوب إلا وتجد المرأة فعالة في كل المجالات, وكلما تخلفت الشعوب تجد دور المرءة فيه جد مقزم ودائما توجه لها نظرة انتقاص , وهذا هو حال الشعوب العربية المتخلفة أما الشعوب المتقدمة فالمراة عندهم صاحبة قرار ليس فقط تدافع عن حقها , هنا لدينا فقط شعارات تنادي بحقوق المرأة, ما زال التخلف الفكري يسود ويسود وما زلنا في الخلف, وهيهات أن نصل لما وصلو إليه الدول المتقدمة

  • شهيدة
    الخميس 24 نونبر 2011 - 12:11

    عوض إلقاء اللوم على الأحزاب يجدر بالنساء المغربيات أن يعترفن بأن الأوضاع الاجتماعية والذهنيات الثقافية المغربية لا تسمح لهن بتحقيق نصف المقاعد ولا حتى الثلث. فما جاء به الدستور تعبير عن إرادة واضحة بتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في الحياة السياسية لكن لا يمكن تفعيلها بين عشية وضحاها. فإذا أثبت المرشحات القلائل كفاءة المرأة وقدرتها على تحقيق التغيير المنشود فسوف يطالب المغاربة بنساء أكثر في البرلمان ولن تكنّ في حاجة إلى نظام الكوطا لضمان حضوركن.

  • ابن علي-اوروبا
    الخميس 24 نونبر 2011 - 14:45

    هذا تخلف بعينيه هناك مشاكل اكبر من ذلك وعليها الحراك الشعبى وبها نتقدم الى الامام اولا : حقوق الانسان.ثانيا:الديمقراطية.ثالثا:استقلال القضاء.رابعا:دعم التعليم.خامسا:دعم المجتمع المدنى.هذا هو الصراع الحقيقى ومن اجله تضحى لتكسب حريتها وكرامتها.مامعنى ان يبقى المغرب متخلفا وفقيرا .عارعلينا بعد الاستقلال ومدة طويلة ان ياتى بلدنا فى مرتبة130فى التنمية البشرية و73فى الاقتصاد العالمى و108فى النظام الجبائى ولا تحاسب الحكومة وان لايقوم المجتمع المدنى.ان المانيا بقي من شعبها75فى المئة من النساء والرجال ماتوا في الحرب ومن بقي سجن.وخرجت بعد حرب شاملة ب55مليون نسمة ودمار شامل وتقسيمها الى شطرين ومع ذلك نهضت وتقدمت شعب شعر بالمسؤولية وبقي اليوم يقرء كثيرا وانجب عقولا عظيمة وكما كان يردد فقدنا كل شئ وبقيت عقولنا سليمة. ماذا بقي لنا الى نستحيي من العالم الذى كل يوم يتغير

  • خديجة
    الأحد 27 نونبر 2011 - 10:40

    قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ {النساء: 105}. قال ابن قدامة في " المغني": لم يول النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من خلفائه ولا من بعدهم امرأة قضاءً ولا ولاية بلد، فيما بلغنا، ولو جاز ذلك لم يخل منه جميع الزمان غالبا.
    2ـ قوله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ {النساء: 34}.
    قالوا: فهذه الولاية وهي ولاية الأسرة هي أصغر الولايات، وإذ منع الله المرأة من تولي هذه الولاية، فمن باب أولى منعها من تولي ما هو أكبر منها، كالقضاء والوزارة.
    3ـ قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي بكرة: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة.
    رواه البخاري.
    نصر الله قائد بلادنا الحبيبة ملكنا الجليل "محمد السادس"، اللهم وفقه لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى وهيء له البطانة الصالحة , اللهم وفقه وإخوانه وأعوانه لما فيه خير البلاد والعباد ياذا الجلال والإكرام .

  • kader
    الأحد 27 نونبر 2011 - 11:08

    نحن بحاجة الى مناضلات فعلا في المجالات التي تناسب وشخصية المراة اما ان يتم العمل بالقائمة النسائية فهذه رشوة للمراة و خيانة للدمقراطية اما مبدا المناصفة فهدا هو الخطا بعينه لدا اقول لك اختي المناضلة ان كنت تريدين الوصول الى قبة البرلمان فلك ذلك ولكن نلجين من حيت يلج الرجال و ليس العكس اكتفي بهذا وشكرا

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش