من منا لا يعرف عبد الاله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية الثلاثين منذ استقلال المغرب سنة 1956، و الأمين العام لحزب العدالة و التنمية، الذي قاد حزبه لتصدر نتائج الانتخابات التشريعية بحصوله على 107 من مقاعد مجلس النواب و قيادة التحالف الحكومي
الأكيد أننا جميعا نعرف الكثير و الكثير عن الحياة السياسية لهذا الرجل الباسل المقدام، فكلما ذكر اسمه تذكرنا مسيرته التاريخية المليئة بعناوين المواجهة و الصراع
لكن هناك الكثير كذلك ممن يجهل بعض الجوانب المهمة من حياته الشخصية و الأسرية، لهذا قمنا بإجراء هذه الدردشة الخفيفة مع أسامة الابن البكر لرئيس الحكومة، ليعرفنا على بعض من تفاصيل حياته ضمن نطاق الأسرة
سألنا أسامة في البداية عما إذا كان يتوقع تنصيب والده رئيسا للحكومة، فجاب:’ إطلاقا، لم اكن اتوقع ذلك وكنت اتوقع فوز احد الاحزاب الاخرى’ وعن السسب في ذلك قال’ لأن عبد الإله بنكيران يتميز بالصراحة و العفوية هاتان الصفتان التي كنت اعتقد بانهما ليستا في صالحه، و لحسن الحظ لم يكن ظني في محله’
و عن التغيير الذي أحدثه ترأس عبد الاله بنكيران للحكومة على العائلة قال أسامة بأنه لم يحدث تغيير كبير، سوى ان جدول اعمال رئيس الحكومة اصبح ملوءا على الآخر، و بالتالي قلت اوقات تواجده بالبيت، كما أصبح المنزل يشهد زيارات أناس معروفة و مرموقة على الصعيد الوطني، كبعض الوزراء و مجموعة من الصحافيين، إلى جانب أناس يأتون و في جعبتهم مجموعة من المطالب التي يحلمون بتحقيقها، و أصدقاء العائلة و الأقارب الذين يعودون البيت بشكل مستمر منذ ومن بعيد.
الأكيد أن شخصة الابن البكر تتأثر كثيرا بشخصية الأب- إلى أي حد تأثرت شخصية أسامة بشخصية عبد الإله بنكيران؟- كان من بين الأسئلة التي طرحناها على أسامة، فكان جوابه ‘ الأكيد أني اكتسبت منه الكثير من الأشياء، و على رأسها القيم الأخلاقية النبيلة و حب الخير للناس، و الغيرة على الوطن، و النبل و الشهامة’
تزوج عبد الاله بنكيران رئيس الحكومة من السيدة نبيلة بكيران عن قصة حب دامت سنوات طويلة، فقد بدأت قصة حبهما و هي لا تتجاوز سن16 بينما كان عبد الاله بكيران يكبرها بخمس سنوات، و قد كللت هذه العلاقة بالزواج بعد 4 سنوات من بداية حبهما بالرغم من عدم قبول عائلة السيدة نبيلة لهذا الزواج، و عن تفاصيل هذا الحدث يقول أسامة’ بالرغم من مرور 32 عاما على زواج والدي فمازال الحب يجمع بين قلبيهما، فقد تزوجا عن قصة حب دامت لمدة طويلة، هذه القصة التي لم تجد التأييد إلا من أناس قلة، حيث اضطرت أمي ‘نبيلة بنكيران’ إلى الزواج برئيس الحكومة الحالية بالرغم من عدم قبول والديها بالأمر و فظلت أن تعيش معه في بيت صغير بحي العكاري بعد أن كانت تقطن رفقة أسرتها في حي السويسي بفيلا مرموقة، لكن لحسن الحظ فقد عادت الأمور لمجاريها بين أمي و جدي بعد أن اقتنع بوجهة نظرها و اختيارها’
لقد لعبت ‘نبيلة بنكيران’ دورا مهما و فعالا في العائلة، خاصة في الوقت الذي تم فيه اعتقال عبد الاله بنكيران سنة 1980، أخبرنا أسامة بأن عمره لم يكن حينها يتجاوز السنة الواحدة، و بالتالي لا يمكنه أن يتذكر تفاصيل هذه الواقعة و يضيف’ صحيح أن مدة الاعتقال لم تكن طويلة لكن أمي قاست خلالها فراق والدي كونها كانت مازالت على خلاف مع والدها، و بالفعل تمكنت من الصمود و الثبات و استطاعت أن تحافظ على التئام الأسرة و أقل ما يمكنني فعله هو أن أستغل الفرصة اليوم لأقدم لها كلمة شكر و امتنان لها على مجهوداتها الجبارة لتحقيق السعادة للأسرة و رعايتنا
علاقة عبد الإله بن كيران مع بناته علاقة خاصة و مميزة فهو يكن لهن حبا فريدا من نوعه، و يعتبرهن هبة من الله عز وجل، و بخصوص هذا الموضوع يقول أسامة’بالفعل فعبد الاله بنكيران يتعامل مع إخوتي البنات معاملة خاصة و فريدة من نوعها كون البنات يحتجن اكثر إلى الرعاية و الحنان، لكن على العموم نحن بالنسبة له سواسية لا فرق بين ذكر و أنثى’
خرج أسامة بنكيران الابن الاكبر لرئيس الحكومة في حركة 20 فبراير، فقد كان من بين المتشبعين بأفكارها و عن تفاصيل ذلك يقول أسامة ‘ لقد تبادلنا أطراف الحديث انا و والدي لمدة قبل هذا الحدث، و نصحني بعدم الخروج، فحاولت جاهدا إقناعه بوجهة نظري لكن دون أي جدوى، و لم يقتنع بها، و بالرغم من ذلك خرجت و شاركت في حركة 20 فبراير، و أظن بأنه والدي قد احترم وجهة نظري’
لماذا لا يرتدي عبد الاله بنكيران ربطات العنق؟ سؤال غريب نوعا ما، لكن هناك الكثير ممن يطرحون هذا السؤال، بحثنا عن إجابة له لدى ابنه فقال: ‘ لم يكن رئيس الحكومة يرتدي ربطات العنق كثيرا، لكنه مؤخرا أصبح يقوم بذلك، و أظن أن السبب راجع لأنها تضيق نفسه، اما الآن فهو مظطر لارتدائها باستمرار لأن منصبه يحكم عليه ذلك’
سؤال للنقاش
و انتن يا نساء المغرب، هل في نظركن عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة الجديدة قادر على الربط بين توجهاته الإسلامية و مطالب المرأة بمساواتها بالرجل؟
– نعم
– لا
– رأي آخر
ادا كان متشبت بالدين الاسلامي فالدين يحتم عليه المساوات بين المرءة والرجل