تعتبر “الطابوهات” لصيقة بالتجمعات الإنسانية ، مافتئت تتغير وتتنوع وتتجدد …بتغير وتنوع وتجدد هذه التجمعات ذاتها ، فلإنسان بطبيعته، وفي صراعه الأبدي من أجل البقاء والارتقاء ، كان يجد لنفسه وبنفسه معتقدات وطقوس معقدة حينا ومتوحشة أحيانا وموغلة في التخلف أخرى …وبقي هكذا حتى مع تطور منظومة القيم الإنسانية بعد تعاقب الأديان السماوية ، إذ تهذبت هذه الطقوس والمعتقدات وأصبحت لها مرجعيات ومحددات عقدية حينا وخرافية أخرى.
ومع كل هذه المراحل بقي في المجتمعات على اختلافها مسكوت عنه اتخذ أشكال متعددة ومختلفة باختلاف السلطة المهيمنة والمعتقد السائد ، فكان المسكوت عنه إما أخلاقيا وإما سياسيا وإما عقديا وحتى فكريا وأدبيا وفنيا .
وفي العشرينيات الأخيرة ارتبط “الطابو” بما هو جنسي لسيادة سلطة طهرانية في المجتمع تجرم حتى الكلام السوي والحوار في أمور الجنس ، فترعرعت الأفكار الخاطئة في الظلام بعيدا عن نور العلم والدين والتربية ، وأضحى الجنس في المجتمعات العربية الإسلامية مثل ذاك الثقب الواسع في بالون الهواء “النفاخة” يفرغ كل محتواه من خلال الثقب الأكبر إذا مورس عليه ضغط معين ، على اختلاف الضغط ومصدره ، وهكذا لف الجنس بكل ما يلف به “الطابو” غالبا : الخرافة ..الإشاعة ، الوشوشة ، التوجس ، الاختلاس ، الالتفاف على القانون ، الانحراف، الغصب …والشذوذ .
في اعتقادي لازالت “الطابوهات” في تغير مستمر وأظن أن “طابو” العصر سياسي تنموي وإجرائي . المسكوت عنه “المعاصر” -إن صح التعبير- كلام الظل المتخفي ، المتغلغل في المجتمع، المحفوف بالصمت والتوجس والترقب هو ذاك المسكوت عنه في البرامج التغيرية والاستراتيجيات التنموية .
المسكوت عنه هو البعيد عن الأجرأة الميدانية
المسكوت عنه هو ذاك السوس الدقيق الذي ينهش البنيان بصمت فتراه متماسك ظاهريا منخور داخليا
المسكوت عنه هو رشوة في مستويات عليا
فساد واختلاس وسوء تدبير بلي القانون
بطالة مقنعة بلبوس الممكن
بعد عن التنمية مغطى بوصول أسلاك كهربائية
عزلة فكرية وقيمية ومعرفية مع وجود صحون هوائية
إعاقات متعددة …معاناة اسرية مستمرة ..مع غياب لقوانين حامية
فقر …جهل …تخلف… عزلة مجالية ..وبطالة مستمرة
المسكوت عنه بعيد عن الاجراة
هذه تعبيرة مبسطة يقولها العامة و هي مثلة لا تستثني شعاب المسكوت عنه
لي خصنا نحشمو فيه ما كنحموش فيه و لي ما خصناش نحشمو فيه كنحشمو فيه
شكرا السيدة مريم التايدي
حينما يغيب الوازع الدينى بقيمه و مبادئه الانسانية تضيع الامانة و تظهر الخيانة
حينما يغيب الوازع الديني بقيمه و مبادئه السماوية تضيع الامانة و تظهر الخيانة
_بطالة مقنعة بلبوس الممكن
_بعد عن التنمية مغطى بوصول أسلاك كهربائية
___الهجر الجميل هجر بلا اذى والصفح الجميل صفح بلا عتـاب والصبر الجميل صبر بلا شكوى
لابن تيمية
صحيح فالتهرب من مواجهة مشاكلنا الاجتماعية والسياسية لا يزيد الا من تفاقمها عوض الحديث عن امراض نعرفها تنخر في مجتمعنا ننضع رؤوسنا في الرمل وندفع الثمن غاليا هذا نتيجة للامية التي مازال يرزخ تحتها الكثير فلماذا ندفع رشوة لموظف ياخذ اجره من ضرائب الشعب وهو موجود بذلك المكتب ليقوم بعمله مع الاحترام المتبادل بين المواطن والموظف لماذا لا نتكلم لابنائنا ذكورا واناثا لاخذ الحرص من الاخرين حتى من افراد العائلة حتى لا يتعرضوا لاغتصاب فلنبقى ساكتين عن امثال هذه المشاكل ولا نلوم بذلك الا انفسنا
ن" نور العلم والدين والتربية" ? C'est la première fois que j'entends quelqu'un mettre sur le même pied d'égalité la" lumière" de la Science et celle de la religion ! Je pensais que Science et religion étaient antinomique. Pour la simple raison que la religion est une vérité absolue, unique, révéléé en une seule fois alors que la Science est tout ce qu'il y a de plus relatif et qui en cesse dévoluer. Ex. La théorie de "l'évolution de s espèces" sur l'origine de l'être humain de Darwin et celle du Big Bang sur l'origine de l'Univers sont constamment remises en question ?
نتمنى من الله ان يلهم الحكومة الجديدة الصبر والعزيمة حتى تستطيع اصلاح ما دمر من طرف اناس استنزفوا خيرات هده البلاد.
مقال اكثر من رائع… يجمع حسن اختيار الموضوع والتالق في الاسلوب مع الابتعاد عن المؤلوف في التعامل مع اهم القضايا الاجتماعية … دامت منك الكلمات …
السلام أعجبتني الخاتمة…………………………………………………………….
جزاك الله خيرا وشكرا جزيلا …
*****
(المسكوت عنه) من طرف من ؟
ومن عليه واجب التكلم ؟
ولماذا سكتوا ؟
ومن أسكتهم ؟
أذكر قولة لأبي بكر الوراق مفادها:
(( إذا فسدت الخاصة فسدت العامة ))..
الخلق و تجلياته في حياة الفرد ثم المجتمع هو السبب فيما نحن فيه ، نعم إن السلوك الحسن الناتج عن الفكر الصحيح المبدع يعطي لنا تفوقا معرفيا و تعامليا ، و إن غيره مما ورد ذكره في المقال يجعل كل أفراد المجتمع في أزمة تزداد عمقا بازدياد توغّل الأفراد في سلوكهم السيء . و كل ما سلف مرده إلى الإهتداء أو ما يصطلح عليه بالقدوة ، فتتضارب الرؤى و الآراء أو ما أسميته أولا بالفكر لتضارب الأشخاص المقتدى بهم ، و لا يشك مسلم أن أفضل قدوة لديه هو نبي الرحمة صلى الله عليه و سلم ثم من بعده صحابته الكرام ، فهذا المعين الخلقي الصافي لا ينضب ، و هو فقط لا غير منبع الفكر المنجي و المصلح للفكر ثم للسلوك من بعد ذلك ، و ما كان ذلك إلا لأنه موصول بالحكيم الخبير سبحانه ، قالت عائشة رضي الله عنها 🙁 كان خلقه القرآن ) فأخلاق القرآن تمثلت في أفعال النبي صلى الله عليه و سلم ، و هذه الأفعال لتعددها تمثّلت في جملتها في أفعال الصحابة رضي الله عنهم ، و الباقي نقل لنا رواية ، و ما علينا إذا أردنا الإحسان في العمل إلا أن نتمثّل الخلق القرآني الظاهر في الروايات الحديثية و في سلوك صحابته الكرام ، لنفلح في الدنيا و الآخرة.
فقط لتصحيح
ليس هناك ما يسمى بالاديان السماوية بل دين وحيد من ادم الى محمد صلى الله عليه و سلم هو دين التوحيد الاسلام اما فيما يخص موضوعك فان الاسلام ليس فبه طابوهات بل شعائر في جميع مناحي الحياة منظمة و منشورة في كتب العلم لمن اراد ان يتعلم
انشر يا هسبرس
احيانا يكون السكوت اتفاقا ضمنيا يرضي الجميع، وعندما يشذ أحدهم عن الاتفاق او يخرقه يهاجم بلا هوادة من بقية أفراد المجموعة لأنه ببساطة يحمي مصالحها ،الكثير مما نسكت عنه جميعا نمارسه جميعا في السر ونلعنه في العلن ..
الى كل القراء الكرام ،
اشكر اهتماماكم بالموضوع … واحييكم على التفاعل الايجابي مع هذه المحاولة البسيطة
إذا كان الطابو هو المسكوت عنه فإن الطابو في المغرب هو المتحدث عنه بدون نتيجة: الدعارة, برامج 2M, موازين, المركز السينمائي, تقرير مجلس الحسابات…إلخ. أهلكناها كلاما و إنتقادا و لا شيء تغير…الطابوهات المسكوت عنها تكون تحت تهديد الصمت القابل للإنفجار, أما طابوهات المغرب فآمنة في سربها ما دمنا نظن أن الكلام عن المشكل يكفي لحله.
اتفق معك اخي عماد رقم6 فالاخت الكريمة جمعت بين العلم والدين تحت سقف
واحد حينما قالت:، فترعرعت الأفكار الخاطئة في الظلام بعيدا عن نور العلم
والدين والتربية. فالعلم والدين خصمان لذوذان لاعلاقة بينهما .
رغم اسلوبك الرائع ايتها الاخت لكن انبه انك زرعت فكرة علمانية في ارض اسلامية (فالاديان السماوية) هي اكدوبة لبرالية لان الدين عند الله الاسلام من ادم الى محمد عليهما الصلاة و السلام.ثانيا موضوعك جيد و هادف لكن النص فيه تعميم و لم تحددي توجهك بشكل صريح مما جعل الاسلام تحت اصابع الاتهام و اخفى الهدف الاساسي من النص هل هو دعوي ام اصلاحي ام ..ثوري …اعود للطابوهات لادكر بالرجل الدي كان يعظ اخاه في الحياء فقال له الرسول صلى الله عيه و سلم دعه فان الحياء من الايمان .سواءا كان سياسيا .اقتصاديا.اجتماعيا او اخلاقيا لا يحتاج الى دروس لانه مسالة ايمانية و الله سبحانه و تعالى يستحيي لان من اسماءه ((المؤمن)).. انصح الاخت ان تجعل لمقالاتها محاور اساسية لكي لا تتضارب الافكار و يكثر النقد